المستقبل بعد الحرب على حماس وحزب الله : العالم تحت أقدام الصهيوينة !!
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
#المستقبل بعد #الحرب على #حماس و #حزب_الله : العالم تحت أقدام الصهيوينة !!
بقلم : د. لبيب قمحاوي
التاريخ: 03/10/2024
وأخيراً انطلق الوحش الإسرائيلي من عقاله دون رادع أخلاقي أو وازع إنساني ليعيث في الشرق الأوسط تدميراً وقتلاً وسيطرة لا حدود لها أو لأطماعها وتهديداً مباشراُ لدول الشرق الأوسط بعد أن داس بقدميه استقلال ارادة العرب وكرامتهم وقدرتهم على استشراف ما هو مطلوب لحماية مصالحهم ، وبعد أن هدد رئيس حكومتها المتطرفه بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي في الأممم المتحدة في خطابه يوم الجمعة 27/9/2024 حيث جَاَهَرَ بما معناه أن من يعارض رغبات إسرائيل ومصالحها سوف يلقي العقاب التلمودي ممزوجاً بالتطرف الصهيوني الدموي الحاكم في إسرائيل .
الآن وقد أتم العدوان الإسرائيلي على إقليم غزة و”حماس” عامه الأول ، وبعد أن قامت إسرائيل بتوجيه ضربات قاتله إلى حزب الله من خلال إغتيال قياداته وأمينه العام مستعملين أرقى أشكال التكنولوجيا الأمريكية ممزوجة بقدرات استخبارية متفوقة وبقوة عسكرية تدميرية هائلة إستُعْمِلَتْ لتدمير البنية التحتية لمواقع ومؤسسات وأسلحة ومستودعات حزب الله والعديد من المباني المدنية والقرى والمدن في الدولة اللبنانية ، فإن إسرائيل قد ابتدأت بتوجيه رسائلها أو مطالبها أو تهديدها إلى دول الشرق الأوسط وأحياناً إلى العالم بشكل عام ، معتبرة نفسها ، دون وجه حق ، بأنها القوة المنتصرة والقوة المتفوقة عسكرياً وتكنولوجياً في الشرق الأوسط مما يعطيها الحق بأن تفرض ارادتها على الجميع دون أي اعتبار للقانون الدولي والشرعة الدولية . وقد عَبَّر وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت يوم الأحد الموافق 29/9/2024 عن هذا التوجه الإسرائيلي بصلافة ووقاحة لا حدود لها عندما صَرَّحَ بقوله ” لن نتراجع حتى إختفاء كل أعداء إسرائيل ” ، وكذلك عندما عَلـَّق على الغارات الإسرائيلية على اليمن بقوله “لا يوجد مكان بعيد جداً بالنسبة لإسرائيل” مما يحمل تهديداً مبطناً للعديد من دول العالم ومنها إيران وتركيا .
السؤال الصامت الذي يدور الآن في ذهن الكثيرين يتمحور حول ما حصل وجعل تنظيماً عريقاً مثل حزب الله بأسلحته الصاروخية المتقدمة نسبياً وبوجوده ضمن حاضنة صديقة ومفتوحة مثل لبنان لا يصمد أكثر من أسبوعين أمام هجمات إسرائيل الإستخباراتية والتقنية والتدميرية العسكرية مقارنة بتنظيم صغير مثل حماس نمى في بيئة معادية بحكم الاحتلال وبإمكانات عسكرية ومادية محدودة وفي منطقة خاضعة للحصار المستمر من قبل الإحتلال لمدة تقارب عقدين من الزمن وبترسانة أسلحة صاروخية بدائية نسبياً ، وموارد محدودة تتطلب الحرص والرصانة في الاستعمال والتخطيط والتنفيذ ؟ الاجـابة على هذا التساؤل قد تشيـر إلى وجـود درجة عاليـة نسبياً من التقليدية والنمطية في أسلوب عمل حزب الله وطريقـة إتخـاذ القرارات فيه ، وكذلك حركة وتنقل ومقار إقامة قياداته مما وَفـَّر لإسرائيـل الفرصة للمراقبة والتتبع لحركة ومكان إقامة قادته وأماكن اجتماعاتهم مما أضر بسرية التنظيم ومَكنَّ الإسرائيليين من بـناء قـاعـدة معـلومات ساعـدت في إتخـاذ قرارات الإغتيـال أو التدميـر أو الإختـراق …. الخ .
وفي المقابل فقد أدت بيئة الإحتلال المعادية إلى جعل حركة حماس وقيادتها أكثر وعياً لإمكانية وخطورة تغلغل أعوان الإحتلال بين صفوفها مما جعلها بالتالي أكثر تقديراً ووعياً لأهمية سرية التنظيم وترابطه وضرورة فصل السياسي عن العسكري تعزيزاً لمبدأ السرية . وبحكم الحصار الإسرائيلي المتواصل على إقليم غزة ، فقد نشأ تنظيم حماس ضمن أجواء الإعتماد على النفس أولاً ومن ثم قبول أية مساعدات قد تأتي من
جهات صديقة دون الإعتماد عليها وعلى دعمها بشكل مطلق مما قد يجعل قراراته رهينة لإرادة الآخرين ومصالحهم ، وهكذا كان .
على ضوء التطورات العسكرية الأخيرة في حرب إسرائيل على حماس في غزه وحزب الله في لبنان ، يمكن تلخيص أهم الأهداف والمطالب الإسرائيلية الاستراتيجية في المستقبل المنظور بما يلي :
أولاً : إعتبار مفهوم المقاومة لإسرائيل بشكل عام ومقاومة الإحتلال الإسرائيلي أو المشاريع الإسرائيلية التوسعية بشكل خاص أمراً غير مسموح به ، ويدخل في خانة المحرمات وأنه بالتالي سوف تتم مقاومته والتصدي له بإستعمال إسرائيل لقوة التدمير العسكري والتكنولوجي بشكل غاشم بالإضافة إلى أي سلاح آخر بما في ذلك الاغتيالات .
ثانياً : كسر عنفوان الشعب الفلسطيني ومِنْ ورائه الأمة العربية وادخالهم في نفق اليأس والقنوط من امكانية مقاومة الاحتلال وذلك من خلال استكمال واستمرار أعمال القتل الجماعي والتدمير الوحشي في إقليم غزة والضفة الفلسطينية ، مستعينة من أجل ذلك بأمريكا أولاً ومن ثم بالسلطة الفلسطينية والأنظمة العربية المطبعة مع اسرائيل أو المرتبطة معها بطريقة أو بأخرى .
ثالثاً : إعادة تشكيـل إقليم الشرق الأوسط وإخضاع دُوَلِـهِ للهيمنة الإسرائيلية من خلال الترهيب والتخويف والتلويح بسطوتها العسكرية والتقنية ، وكذلك من خلال الدعم اللامحدود الذي توفره أمريكا على إعتبار أن إسرائيل يجب أن تكون و أن تبقى القوة الرئيسية المهيمنة في إقليم الشرق الأوسط ، مما يتطلب إثارة عوامل الخوف والرعب لدى دول الإقليم من قدرات إسرائيل الاستخبارية والتقنيه والعسكرية فيما لو تفاعلت الأمور إلى حد الصدام العسكري لأي دولة شرق أوسطية مع الكيان الإسرائيلي .
رابعاً : إلغاء مفهوم التعاون الاقليمي ضد إسرائيل مثل “محور المقاومة” وإيصال الفلسطينيين إلى القناعة بعدم إمكانية الإعتماد على دول أخرى في الإقليم لتوفير الدعم لهم لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي ومخططاته . وتهديد إسرائيل الأخير بقصف الطائرات الإيرانية المدنية فيما لو هبطت في المطارات اللبنانية والسورية وتهديد مطارات تلك الدول بالقصف إذا ما تم ذلك ، يأتي في هذا السياق وفي سياق فرض الهيمنة الإسرائيلية على دول الشرق الأوسط دون أي إعتبار لمفاهيم السيادة الوطنية على الأرض والمياه والأجواء طبقاً للقانون الدولي .
خامساً : إعتبار الاغتيالات سلاحاً مشروعاً بالنسبة لإسرائيل وعملاً ارهابياً بالنسبة للآخرين خصوصاً إذا ما تم استعماله ضد الإسرائيليين حتى ولو كانوا معتدين ، ونفس الأمر ينطبق على كافة أشكال المقاومة للإحتلال الإسرائيلي . وهذا يفسر مفهوم أمريكا وإسرائيل الإنتقائي في تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني.
هذا بخصوص أهم الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل ، أما بخصوص الأهداف المرحلية التي تشكل جزأً أساسياً وقاعدة إنطلاق آنيّة بهدف تكريس الرؤية الاستراتيجية كما تراها إسرائيل لدورها المستقبلي في الشرق الأوسط . فأهمها بإختصار ما يلي :-
الهدف الأول : منع أي إمكانية لتكرار ما حدث في إقليم غزة في السابع من أكتوبر عام 2023 من خلال تقطيع أوصال هذا الإقليم وتـَمَرْكُزْ قوات الإحتلال في المحاور الرئيسية التي تفصل مناطق الشمال والوسط والجنوب في إقليم غزة ، وسيطرة الإحتلال المباشرة على ممر فيلادلفي بين مصر وإقليم غزة بالرغم عن ما ورد في اتفاقات كامب ديفيد وملاحقها التي تعتبر هذا الممر خارج نطاق سيطرة سلطة الإحتلال الإسرائيلي ، وهذا يسمح بتطبيق الرؤية الإسرائيلية حصراً لماهية وضع إقليم غزة في “اليوم الثاني” أي بعد وقف إطلاق النار دون أي إعتبار لحقوق الفلسطينيين أو مطالبهم أو لإرادة المجتمع الدولي أو قرارات الأمم المتحدة .
الهدف الثاني : مباشرة إسرائيل العلنية في تهويد كامل الإراضي المحتلة في “الضفة الفلسطينية” بما في ذلك تحويل المسجد الأقصى أو الجزء الأكبر منه إلى هيكل يهودي ، والعمل على إلغاء صفة “الأراضي المحتلة” عنها بالتعاون مع أمريكا والإستعانة بالصمت والضعف العربي والإسلامي من أجل تحقيق ذلك .
الهدف الثالث : إلغاء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين من خلال تدمير كافة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أينما كانت ، ومنع وكالة الغوث “UNRWA” من ممارسة أي نشاط أو حتى التواجد على الأرض الفلسطينية المحتلة تأكيداً لعدم وجود مشكلة لاجئين فلسطينيين وبالتالي الإلغاء العملي لقرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يعطي اللاجئين الفلسطينيين حق العودة .
الهدف الرابع : إلغاء القضية الفلسطينية وإعتبار ذلك هو الحل النهائي للقضية الفلسطينية على الطريقة الإسرائيلية ، وإعتبار هذا الحل بديلاً لحل الدولتين ، والاستعانة بأمريكا والغرب والأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية للوصول إلى هذه النهاية المشؤومة .
هذا ما تريده إسرائيل وما تحلم به ، ولكن ما هي إمكـانية تحول هـذا الحلـم / الكابوس إلى حقيقة مستذكرين في هذا السياق المقولة التراثية التي قد تشير إلى مصير العرب : “أُكِلْـت يوم أُكِلَ الثور الأبيض” …. والثور الأبيض هو الفلسطينيون .
lkamhawi@cessco.com.jo
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحرب حماس حزب الله الشرق الأوسط إقلیم غزة حزب الله فی إقلیم من خلال
إقرأ أيضاً:
صحفي يهودي: مشروع إسرائيل الكبرى هدفه محو الشرق الأوسط
قال الصحفي اليهودي المقيم في ألمانيا مارتن جاك إن الهجمات التي تنفذها إسرائيل في المنطقة غالبا ما تكون غير شرعية، وحذر من أن مشروع إسرائيل الكبرى يهدف إلى محو منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع جاك، تناول فيها سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأسلوبها في خلق الفوضى، بالإضافة إلى اتساع نطاق التهديدات الإسرائيلية في المنطقة.
مخطط توسعيوفي معرض تعليقه على الهجمات الإسرائيلية على عدة دول بالمنطقة، قال جاك إن ما يجري لا يمكن وصفه بأنه دفاع مشروع، بل لا يمكن حتى تسميته بهجوم وقائي، إنه "ببساطة تدمير واستئصال وقائي، يهدف إلى محو المنطقة (الشرق الأوسط) بأكملها ومنع أي إمكانية للرد أو الدفاع" وفق قوله.
وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشنت حربا واسعة على لبنان بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، فيما قصفت عددا من المواقع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، وتواصل تنفيذ هجمات على اليمن، وبدأت مؤخرا عدوانا على إيران.
وأكد جاك أن ممارسات إسرائيل تزرع مشاعر العداء تجاه إسرائيل، حتى وإن لم تكن معادية لليهود أنفسهم.
وعبر عن اعتقاده بأن نتنياهو وتحالفه واليمين المتطرف في إسرائيل يسعون لتوسيع الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف "لأكون صريحًا، فإن هذا المخطط يتجاوز حتى التصورات الدينية التقليدية لما يسمى بإسرائيل الكبرى".
الإفلات من العقاب
وشبّه جاك ما تقوم به إسرائيل في الشرق الأوسط بالنهج الذي اتبعته روسيا في عدد من البلدان، قائلا: عندما تنظر إلى ما حدث في غزة وجنوب لبنان، فإن المشاهد تذكّر بما جرى في مدينة غروزني خلال الحرب الشيشانية الثانية، أو ما ارتكبه الروس في حلب بعد تدخلهم إلى جانب نظام الأسد، (..) ما نشهده الآن هو إستراتيجية تدمير شاملة على النمط الروسي.
إعلانوقال إنّ تمكّن الإسرائيليين من التجول بحرية في أماكن مختلفة في وضح النهار، وإبراز قوتهم أثناء ارتكابهم مجازر بحق آلاف الأطفال والنساء وكبار السن، دون أن يعترضهم أحد، يُظهر أنهم يمتلكون قوة مطلقة لا رادع لها.
وشدد على أن هذه الحالة تمثل عرضًا فجًا لواقع الإفلات من العقاب.
مركز قوةوأوضح جاك أن إسرائيل لم تعد تسعى فقط إلى تحقيق ما ورد في التوراة من حدود إسرائيل الكبرى، بل تجاوزت ذلك إلى ما هو أبعد.
وقال إن الهدف اليوم هو بناء إسرائيل كمركز قوة مشابه للولايات المتحدة، من حيث القدرات العملياتية والنفوذ السياسي، مشيرا إلى أن ما نشهده اليوم (العدوان الإسرائيلي في المنطقة) هو ما رأيناه لعقود في أفغانستان، والعراق، وأميركا اللاتينية.
وأكد أن هذه القوة تمارس عملها بلا أي احترام للقانون الدولي، أو للأسس القانونية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية.
قومية توسعية متطرفة
وتطرق جاك إلى الدور الذي يلعبه يمينيون متطرفون بالحكومة الإسرائيلية مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، قائلًا: هؤلاء لا يخفون نيتهم بشأن مشروع إسرائيل الكبرى، بل يصرّحون بها علنا.
وقال إن نتنياهو يضع مصلحته الشخصية فوق كل اعتبار، وهو بحاجة إلى إنقاذ نفسه، كما يوجد في ائتلافه الحالي، أشخاص ينادون منذ زمن طويل بإقامة إسرائيل الكبرى.
وأشار إلى أنهم لا يتحدثون فقط عن جنوب لبنان، بل عن أجزاء من سوريا ومصر أيضا، وهم في الواقع يشكلون جزءًا من الحكومة الإسرائيلية ويتولون مواقع صنع القرار.
شكل من الجنونوحذّر جاك من خطورة مجموعة من السياسيين في إسرائيل ترى أنه من المشروع مهاجمة كل ما تعتبره تهديدا، مشيرا إلى أن هناك حديثًا متزايدًا هذه الأيام في إسرائيل عن أن الدور نصف النهائي سيكون مع إيران، أما النهائي فمع تركيا.
وقال إن هذه المجموعة مستعدة لإثارة الحروب حتى في الأماكن التي تعتبرها مجرد احتمال لخطر أو ثغرة أمنية، وهي في غاية التطرف والتهور، مؤكدا أن ما يُمارس باسم التوسع الإسرائيلي، لا يمت بصلة لليهودية.