7 حروب إسرائيلية على غزة بينها 5 في عهد نتنياهو منذ انسحابها الأحادي عام 2005
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم تتوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني سواء قبل أو بعد إقامة الدولة العبرية عام 1948، في محاولة لفرض الاستسلام والأمر الواقع عليه والحيلولة دون إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بحسب قرارات الشرعية الدولية.
وتتنوع هذه الجرائم ما بين الحروب والعمليات العسكرية والاقتحامات اليومية والاعتقالات التعسفية والتوسع الإستيطاني وإطلاق يد المستوطنين المتطرفين والعقوبات الجماعية والقتل غير المشروع والتهجير القسري وفرض القيود على التنقل ومصادرة الأراضي وهدم المنازل، إلى جانب الاعدامات الميدانية، واحتجاز جثامين الشهداء، وإساءة معاملة الأسرى.
وكان لقطاع غزة الذي يعد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يقطنه نحو 4ر2 مليون فلسطيني، النصيب الأكبر من الحروب الإسرائيلية، فمن بين سبعة حروب شنتها إسرائيل على القطاع خلال العقدين الأخيرين، خاض رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو خمسة حروب، كان آخرها الحرب الدامية والمدمرة التي مر عام عليها وتدور رحاها حاليا بعد هجوم "طوفان الأقصى" المباغت وغير المسبوق الذي شنته حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وتشمل الحروب السبعة التي شنتها إسرائيل على غزة منذ انسحابها الأحادي الجانب من القطاع في أغسطس عام 2005:
* عملية "أمطار الصيف" في 2006:
قاد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت عملية عسكرية للجيش تحت اسم "أمطار الصيف"، ردا على أسر مقاتلين فلسطينيين للجندي جلعاد شاليط خلال هجوم على دبابة قرب حدود قطاع غزة في 25 يونيو عام 2006.
وبعد الأسر بيومين، بدأت العملية الإسرائيلية بقصف واسع، تلاه توغل بري لتحقيق هدف إطلاق سراح شاليط، ووقف إطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة، وكشف شبكة الأنفاق المستخدمة في هجمات الفصائل الفلسطينية، مثل تلك التي أدت إلى أسر شاليط.
وفي الـ 26 من نوفمبر 2006، توصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار رغم فشل إسرائيل في تحرير شاليط وتحديد مكان احتجازه، إلى أن أطلق سراحه بعد أكثر من خمس سنوات، في 18 أكتوبر عام 2011، إثر صفقة لتبادل الأسرى برعاية مصرية أسفرت أيضا عن إطلاق سراح 1027 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية بينهم يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس، والذي تتهمه إسرائيل بأنه ومحمد الضيف القائد العسكري في الحركة "مهندسا" هجمات 7 أكتوبر "طوفان الأقصى".
* حرب "الرصاص المصبوب" 2008 – 2009
إبان رئاسة أولمرت للحكومة أيضا، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا على قطاع غزة في 27 ديسمبر 2008، أطلق عليها اسم "الرصاص المصبوب"، ردا على الصواريخ التي تطلقها حركة حماس على الغلاف، والتي ردت بدورها على الهجوم ضمن عملية سمتها "معركة الفرقان".
وكانت إسرائيل تهدف من وراء هذه الحرب إلى إنهاء حكم حماس للقطاع، ومنعها من قصف إسرائيل بالصواريخ، فضلا عن الوصول إلى مكان احتجاز شاليط.
وأسفرت هذه الجولة التي استمرت 23 يوما وتوقفت في 18 يناير 2009عن استشهاد أكثر من 1430 فلسطينيا، بينهم نحو 400 طفل و240 امرأة، إضافة إلى أكثر من 5400 جريح. وتدمير نحو 10 آلاف منزل دمارا كليا أو جزئيا..في المقابل اعترف الاحتلال بمقتل 13 إسرائيليا، بينهم 10 جنود، وإصابة 300 آخرين.
* حرب "عامود السحاب" عام 2012:
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي في 14 نوفمبر 2012، عملية عسكرية أطلق عليه اسم "عامود السحاب"، وردت "حماس" باطلاق اسم "حجارة السجيل" على المعركة.
وانطلق العدوان الإسرائيلي باغتيال أحمد الجعبري، قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، ومهندس صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندى الإسرائيلي شاليط في أكتوبر 2011، وكان الهدف من العدوان تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات المقاومة صواريخها.
وخلف العدوان الذي استمر 8 أيام، 165 شهيدا فلسطينيًا و1220 جريحا آخرين، في المقابل قتل 4 مدنيين إسرائيليين، وجنديان، وجرح 240.
وخلال هذه الجولة، قصفت الفصائل الفلسطينية إسرائيل بأكثر من 1500 قذيفة صاروخية، بعضها تجاوز مداه 80 كيلومترا، ووصل إلى تل أبيب لأول مرة في تاريخ الصراع مع إسرائيل.
وفي 21 نوفمبر 2012، تم التوصل إلى وقف إطلاق النار وإعلان اتفاق تهدئة بين الطرفين برعاية مصرية.
* حرب "الجرف الصامد" 2014:
في السابع من يوليو 2014، شنت إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، وردت عليها حماس باسم معركة "العصف المأكول".
وجاءت في أعقاب اغتيال إسرائيل 6 من أعضاء حماس زعمت أنهم وراء اختطاف وقتل 3 مستوطنين في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهو ما نفته حماس، كما كان من أسباب هذه المواجهة أن اختطف مستوطنون الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير وعذبوه وقتلوه حرقا في القدس المحتلة.
وقال نتنياهو آنذاك إن هدف العملية الإسرائيلية هو تدمير شبكة الأنفاق التي بنتها حماس وفصائل المقاومة تحت الأرض في غزة، وامتد بعضها تحت الغلاف الحدودي، ووقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل، ومنع المزيد من الهجمات.
وتسببت الحرب في استشهاد نحو 2200 فلسطيني وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين وتدمير البنى التحتية وعشرات الآلاف من المنازل. في المقابل قتل 65 جنديا إسرائيليا، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وأصيب 2522 إسرائيليا بجروح، بينهم 740 عسكريا بحسب بيانات رسمية.
كما أعلنت كتائب القسام في 20 يوليو 2014 أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وانتهت الحرب في 26 أغسطس 2014 بتوصل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق لوقف اطلاق النار برعاية مصرية.
* معركة "الحزام الأسود" 2019
بعد أن وضعت حرب 2014 أوزارها، استمر الهدوء الحذر والترقب بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل إلى أن استيقظ أهالي قطاع غزة في 12 نوفمبر 2019 على دوي انفجار بصاروخ انطلق من طائرة إسرائيلية مسيرة، استهدف قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بهاء أبو العطا في شقته السكنية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأدى إلى استشهاده مع زوجته.
وأطلق جيش الاحتلال على العملية التي استمرت بضعة أيام اسم "الحزام الأسود"، وردت حركة الجهاد الإسلامي على الاغتيال بعملية سمتها "صيحة الفجر"، أطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية.
وتضمنت أهداف الجيش الإسرائيلي توجيه ضربة قاسية لحركة الجهاد، وإيجاد شرخ بينها وبين "حماس" التي لم تشارك في القتال.
وبينما تكتمت إسرائيل على خسائرها البشرية والمادية، فإن غاراتها الجوية أسفرت عن استشهاد 34 فلسطينيا، وجرح أكثر من 100 آخرين، بينهم نشطاء في سرايا القدس، وأعداد كبيرة من المدنيين.
* معركة حارس الأسوار- "سيف القدس" 2021:
على إثر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك والمخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، اندلعت جولة جديدة من القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية خلال الفترة من العاشر وحتى 21 مايو 2021.
ووجهت حماس عبر جناحها العسكري كتائب القسام خلال هذه الجولة التي أطلقت عليها اسم معركة "سيف القدس"، فيما سمتها دولة الاحتلال "حارس الأسوار"، ضربات صاروخية في العمق الإسرائيلي بعضها تجاوز مداه 250 كيلومترا.
وردت إسرائيل بقصف عنيف على مناطق مختلفة في قطاع غزة استهدفت خلاله آلاف المنازل وعدة أبراج سكنية، وأعلنت تدمير نحو 100 كيلومتر من الأنفاق في غزة.
ووفقا لأرقام رسمية فلسطينية، أسفرت هذه الحرب عن استشهاد 243 شخصا، منهم 66 طفلًا، 39 امرأة، و17 مسنًا، في حين أصيب 1910 آخرون بجروح.في المقابل قتل 12 إسرائيليًا وأصيب 330 آخرون، وفق مصادر إسرائيلية.
* معركة الفجر الصادق- "وحدة الساحات":
في الخامس من أغسطس 2022، اغتالت إسرائيل قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس (الذراع العسكري لحركة الجهاد)، حيث استهدفته بطائرة مسيرة داخل شقة سكنية في حي الرمال وسط مدينة غزة.
وجاءت عملية الاغتيال آنذاك في ظل جهود وساطة لمنع تدهور الأوضاع، إثر إقدام إسرائيل على اعتقال القيادي البارز في حركة الجهاد في جنين بالضفة الغربية بسام السعدي.
وأطلقت إسرائيل على العملية – لم تشارك فيها حماس آنذاك- اسم "الفجر الصادق"، فيما سمتها حركة الجهاد الإسلامي "وحدة الساحات"، وأطلقت خلالها مئات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية، مدعومة بفصائل فلسطينية أخرى هي كتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح).
وخلال هذه الجولة، قصفت سرايا القدس تل أبيب ومطار بن جوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت.
ووفقا لأرقام وزارة الصحة في قطاع غزة، بلغ عدد شهداء هذه الحرب 24 شخصا، بينهم 6 أطفال، في حين أصيب 203 بجروح مختلفة، فيما تكتم الجانب الإسرائيلي على خسائره.
* حرب السيوف الحديدية - "طوفان الأقصى" أكتوبر 2023 وحتى اليوم:
في فجر السابع من أكتوبر 2023، شنت المقاومة الفلسطينية ممثلة في كتائب القسام وسرايا القدس وباقي الأذرع العسكرية للفصائل هجوما مباغتا وغير مسبوق على مستوطنات غلاف غزة أطلقت عليه "حماس" اسم "طوفان الأقصى" والذي ما زالت تداعياته مستمرة حتى اليوم.
بدأ الهجوم بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، وتسلل برا وبحرا وجوا نحو ألف من مقاتلي النخبة في كتائب القسام إلى المستوطنات المحيطة بالقطاع واستولوا على العديد من المواقع العسكرية، فضلا عن عدة مستوطنات وبلدات في الغلاف، منها معبر بيت حانون (إيرز المخصص لتنقل الأفراد شمال قطاع غزة) وقاعدة زيكيم العسكرية وقاعدة رعيم العسكرية ومستوطنات كفار عزة وناحل عوز وبئيري.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، أسفر الهجوم الذي استمر بضع ساعات عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر أكثر من 200 آخرين بينهم عشرات الضباط والجنود.
وفي اليوم نفسه، أعلنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة تحت اسم عملية "السيوف الحديدية"، بدأتها بالغارات الجوية المدمرة والأحزمة النارية التي استهدفت الحجر والبشر، ثم اقتحمت بقواتها البرية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة من الدبابات والمدفعية والمدعومة بالطائرات المتنوعة القطاع وحاصرت المستشفيات ومراكز إيواء النازحين، ودمرت غالبية المباني والمستشفيات والمساجد والبنى التحتية واستهدفت المدنيين العزل بالقصف العشوائي والمجازر اليومية.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، أدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي ترقى إلى "الإبادة الجماعية" وفقا للأمم المتحدة ومؤسسات إنسانية دولية إلى استشهاد ما يقارب 42 ألف فلسطيني جلهم من النساء والأطفال والشيوخ وإصابة 97 ألفا آخرين، وتدمير حوالى 90 في المئة من المنازل والبنى التحتية، فضلا عن وجود نحو 11 ألفا في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة القدس الشرقية نتنياهو الاستيطان طوفان الأقصى کتائب القسام على قطاع غزة حرکة الجهاد إسرائیل على هذه الجولة فی المقابل السابع من أکثر من غزة فی
إقرأ أيضاً:
إستشهاد 44 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة .. والإحتلال يقيم 22 مستوطنة بالضفة
عواصم (أ ف ب) - إستشهد 44 فلسطينيا على الأقل في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم على مناطق متفرقة من قطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم.
وبعد هدنة استمرت شهرين، استأنفت إسرائيل هجومها في منتصف مارس على قطاع غزة، وكثفت عملياتها العسكرية في 17 مايو قائلة إن الهدف من ذلك هو القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن المتبقين والسيطرة على القطاع.
واليوم قال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير في بيان "نقل 44 شهيدا جراء غارات اسرائيلية منذ فجر اليوم على قطاع غزة". وأشار البيان إلى وقوع "23 شهيدا وإصابات وعدد من المفقودين جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة القريناوي شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة".
وبحسب بيان المغير سقط سبعة أشخاص في "قصف إسرائيلي" استهدف مجموعة من المواطنين في شارع الجلاء شمال مدينة غزة، في حين قتل سبعة آخرون في بلدة جباليا في شمالي القطاع.
وفي جنوب قطاع غزة، قتل شخصان "بنيران قوات الاحتلال" قرب مركز "مساعدات الشركة الأمريكية في محور موراج"، واثنان آخران في جنوب مدينة خان يونس، وآخر في منطقة "قيزان النجار"، وفق المصدر نفسه.
وفي دير البلح وسط قطاع غزة، قتل "طفل" وأصيب آخرون في قصف جوي على خيمة تؤوي نازحين في منطقة البركة، كما انتشل "شهيد وعدد من الإصابات" في "استهداف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو الكاس" في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
وردا على استفسار لوكالة فرانس برس بشأن قصف مخيم البريج وإطلاق النار قرب مركز المساعدات، قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من هذه الحوادث.
من جهته، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم بالهجمات الإسرائيلية على غزة التي اعتبرها بمثابة "عقاب جماعي للسكان المدنيين"، في انتقاد روسي شديد لإسرائيل.
وقال لافروف إن "الإجراءات التي اتّخذتها إسرائيل" ردا على هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل "يمثّل عقابا جماعيا للسكان المدنيين"، معتبرا ما يحصل في غزة "غير مفهوم ولا يمكن وصفه".
ورفعت إسرائيل جزئيا الأسبوع الماضي الحصار المطبق الذي تفرضه على قطاع غزة منذ الثاني من مارس وتمنع من خلاله دخول أي امدادات إليه ما تسبب بنقص حاد بالمواد الغذائية والأدوية والوقود.
ومساء الأربعاء "اندفعت حشود من الجياع إلى المستودع... بحثا عن إمدادات غذائية معدّة مسبقا للتوزيع"، وفق ما أفاد برنامج الأغذية العالمي في بيان داعيا إلى "وصول إنساني آمن ومن دون عوائق، للسماح بتوزيع الغذاء فورا وبشكل منظّم" في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أنّ برنامج الأغذية العالمي يحاول التأكد من تقارير تفيد عن مقتل شخصين وإصابة آخرين في الواقعة.
وأضاف البيان "لطالما حذر برنامج الأغذية العالمية من تدهور الوضع .. والمخاطر التي يتسبب بها الحد من المساعدات الإنسانية إزاء أشخاص جياع يحتاجون إلى مساعدة بشكل ملح".
وأظهرت لقطات صورتها وكالة فرانس برس حشودا من الفلسطينيين يحملون أكياسا وصناديق وحزما من الإمدادات الغذائية، بينما سُمع دوي إطلاق نار.
"إذلال"
والثلاثاء أصيب 47 شخص بجروح في مركز توزيع مساعدات تابع ل"مؤسسة غزة الإنسانية" وهي منظمة جديدة مدعومة امريكيا وإسرائيليا وضعت نظاما جديدا لتوزيع الإعانات اعتبرته الأمم المتحدة مخالفا للمبادئ الإنسانية.
وأقر الجيش الإسرائيلي بأن جنوده "اطلقوا النار تحذيرا في الهواء"، "خارج" مركز التوزيع التابع لمؤسسة غزة الإنسانية "لكن ليس باتجاه الناس". ونفت المؤسسة كذلك أي إطلاق نار على الحشود مباشرة.
وقال صالح الشاعر وهو أحد السكان "هناك 200 كرتونة لـ20 ألف شخص. وصلت الساعة 4 صباحا ولم يكن أحد موجودا. عند الرابعة والنصف كل هؤلاء كانوا قد أتوا" مشيرا إلى الحشود.
بدوره روى صبحي عارف "ما يحصل لنا هو إذلال .. نحن نضحي بأرواحنا من أجل الحصول على الطحين لإطعام أولادنا".
رويترز - دبي 29 مايو أيار (رويترز) - أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم الخميس أنها استلمت عبر الوسطاء المقترح الجديد المقدم من مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مضيفة أنها تعكف حاليا على دراسته.
وأضاف في بيان "قيادة الحركة... تقوم بدراسة هذا المقترح بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع".
22 مستوطنة جديدة
أعلنت إسرائيل اليوم إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة ما من شأنه أن يزيد توتر العلاقة بين إسرائيل وجزء كبير من المجتمع الدولي، فيما نددت حماس بهذه الخطة الجديدة معتبرة أنها "تحد وقح" للإرادة الدولية.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية بموجب القانون الدولي.
وقال وزير المال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموطريتش عبر حسابه على منصة إكس "اتخذنا قرارا تاريخيا لتطوير الاستيطان: 22 تجمعا استيطانيا جديدا في يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية)، وتكثيف الاستيطان في شمال السامرة وتعزيز المحور الشرقي لدولة إسرائيل".
من جهتها، أوردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان على تلغرام أن ذلك يأتي في سياق عمل الحكومة الإسرائيلية الحالية على تسريع خطوات "تهويد الأرض الفلسطينية ضمن مشروع ضمّ صريح تقوده حكومة الإرهابيين والمتطرفين برئاسة (بنيامين) نتانياهو، وذلك في تحدٍّ وقحٍ للإرادة الدولية، وخرقٍ جسيمٍ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
وأشار سموطريتش إلى أن الخطوة المقبلة ستكون فرض "السيادة" الإسرائيلية على الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في 1967.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن هذه الخطوة "ستغير وجه المنطقة وترسم مستقبل الاستيطان لسنوات مقبلة".
وأظهرت خارطة نشرها حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن المستوطنات المعلن عنها ستكون موزعة على كامل الضفة الغربية من الشمال إلى الجنوب مرورا بالوسط، ما سيزيد من تمزيق المستوطنات للضفة الغربية.
وقال الحزب إن هذا "قرار لا يحصل إلا مرة واحدة خلال جيل كامل"، مشيرا إلى أن سموطريتش وكاتس هما من قادا هذا القرار.
وبحسب البيان "يشمل القرار إقامة أربع مستوطنات جديدة على طول الحدود الشرقية مع الأردن، في إطار تعزيز التمركز الإسرائيلي على الجبهة الشرقية، والأمن القومي والسيطرة الاستراتيجية على المنطقة".
"إرث أجدادنا"
كذلك سيعاد بناء مستوطنات مثل مستوطنتي حوحش وصانور في شمال الضفة الغربية في قرار له رمزية معينة إذ تم إخلاؤهما في العام 2005 ضمن خطة الانسحاب عن غزة التي أمر بها يومها رئيس الوزراء أريئيل شارون.
ويعد ائتلاف حكومة نتانياهو الذي تشكل في يناير 2022 بدعم أحزاب يمينية متطرفة ودينية متشددة، الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل.
وتقول منظمات حقوق الإنسان وأخرى مناهضة للاستيطان إن إقدام الحكومة على ضم فعلي للضفة الغربية لم يكن بمثل هذا الزخم من قبل، وقد تعزز أيضا منذ بدء الحرب على غزة بعد هجوم مباغت شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
ونددت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان بقرار بناء مستوطنات جديدة معتبرة أن الحكومة الإسرائيلية لم تعد تخفي نواياها بضم الضفة الغربية.
وأكدت في بيان أن "الحكومة الإسرائيلية لم تعد تدعي العكس فضم الأراضي المحتلة وتوسيع المستوطنات بات هدفها الرئيسي".
كذلك، ندد الأردن بالقرار الإسرائيلي مؤكدا أن "لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة" وأن قراراتها هناك "غير شرعية".
بيد أن وزير المال الإسرائيلي المتطرف قال "لم نأخذ أرضا غريبة، بل إرث أجدادنا".
وكانت دول أوروبية قد اتخذت خطوات لفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين كما فعلت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكن ما لبثت أن رفعت في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب.
ولطالما أكد المجتمع الدولي أن المستوطنات تمثل أبرز العوائق أمام تحقيق حل سلمي دائم بين إسرائيل والفلسطينيين إذ أنها تقوض إمكان إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في المستقبل.
وأتت تصريحات سموطريتش غداة حديث المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف عن شعوره بـ"تفاؤل كبير" بشأن إمكان التوصل إلى هدنة في قطاع غزة بعد 600 يوم على بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأتت الخطوة الإسرائيلية فيما تستعد فرنسا والمملكة العربية السعودية لترؤس مؤتمر أممي في يونيو يهدف إلى دعم حل "الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة الى جانب إسرائيل.