«الأونروا»: 400 ألف فلسطيني محاصرون شمال غزة
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
شعبان بلال، الاتحاد (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةسقط عشرات الضحايا الفلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف تجمعات مدنية ومدرسة ومستشفى تؤوي نازحين في شمال قطاع غزة، فيما شدد الجيش الإسرائيلي حصاره على «مخيم جباليا» في رابع أيام التصعيد العسكري، يأتي ذلك بينما أعلنت «الأونروا» أن استمرار القصف يهدد تنفيذ المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، وأن هناك أكثر من 400 ألف شخص محاصرون شمال القطاع.
ولليوم الرابع على التوالي، يتعرض الفلسطينيون بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة لعملية عسكرية واسعة، حيث يفرض الجيش الإسرائيلي حصاراً برياً، وينفذ عمليات نسف للمنازل وتهجير قسري.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وقتل 16 فلسطينياً وأُصيب آخرون، أمس، بقصف إسرائيلي استهدف مستشفى «اليمن السعيد» بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وقال مدير مستشفى «كمال عدوان»، حسام أبو صفية، إن 16 فلسطينياً قتلوا جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى «اليمن السعيد» الذي يؤوي نازحين، وأشار مسعفون إلى أن من بين قتلى القصف، أطفال ونساء.
كما قتل 13 فلسطينياً وأُصيب آخرون، أمس، جراء استهدافات إسرائيلية لمدرسة تؤوي نازحين و3 تجمعات في مخيم جباليا.
وأفادت مصادر طبية، بأنه تم نقل 3 قتلى و15 مصاباً إلى مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي، جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة «الرافعي» التي تؤوي نازحين في جباليا.
وذكرت المصادر أن 7 فلسطينيين قتلوا نتيجة إطلاق الجيش الإسرائيلي نيران أسلحته تجاه المدنيين غرب المخيم.
كما أشارت إلى مقتل 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً للمدنيين بمنطقة «الفاخورة».
كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إخلاء 7 مدارس لجأ إليها نازحون فلسطينيون شمال قطاع غزة، بعد إنذارات من الجيش الإسرائيلي وتنفيذه هجوماً برياً بالمنطقة.
وأكد بيان أصدرته «الأونروا»، أمس، أن تكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته شمال قطاع غزة تسبب في إغلاق الخدمات المنقذة للحياة التي تقدمها الوكالة الأممية.
ولفت إلى إخلاء 7 مدارس تابعة لـ«الأونروا» تؤوي نازحين شمال غزة، مبيناً أنه «لا يوجد سوى بئرين نشطتين من أصل 8 آبار مياه في مخيم جباليا للاجئين».
وتتركز الهجمات الإسرائيلية في منطقتي «بيت حانون»، و«بيت لاهيا» شمال غزة، خاصة مخيم جباليا للاجئين.
بدوره، أكد فيليب لازاريني المفوض العام لـ«الأونروا»، أن ما لا يقل عن 400 ألف شخص محاصرون شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن بعض مراكز الوكالة للإيواء والخدمات اضطرت إلى الإغلاق للمرة الأولى منذ بدء الحرب.
وقال لازاريني، في تصريحات صحفية أمس: «إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تجبر الناس على الفرار مراراً وتكراراً خصوصاً من مخيم جباليا، فيما يرفض عدد كبير من الفلسطينيين الإخلاء؛ لأنهم يدركون أنه لا مكان آمناً في قطاع غزة».
وحذر المفوض العام لـ«الأونروا» من أن مواصلة القصف تهدد تنفيذ المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بقطاع غزة، مشيراً إلى انتشار المجاعة وتفاقمها في جميع أنحاء القطاع، مع عدم توافر الإمدادات الأساسية.
وقال فلسطينيون من سكان شمال قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على النازحين الذين يفرون من الشمال.
ونقلت وسائل إعلام عن أحد السكان قوله إنه «فر مع عائلته من منزلهم في جباليا بسبب القصف الشديد والمستمر في المنطقة»، مضيفاً أنه «عندما عاد لجلب الطعام، والماء، والبطانيات، تم إطلاق النار عليه وعلى مدنيين آخرين».
وتابع: «كانت الطائرات المسيّرة تطلق النار على كل من يمر في الطريق»، وأضاف: «أُصيب 3 أشخاص أمامي مباشرة، حاولت أنا وأخي مساعدة الجرحى للوصول إلى المستشفيات، لكن فتاة صغيرة أصيبت في رقبتها، وأُصيب والدها أيضاً».
إلى ذلك، حذر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، من كارثة إنسانية جديدة مع اقتراب فصل الشتاء نتيجة تدهور أوضاع النازحين، وعدم وجود مكان آمن يحميهم من الأمطار والرياح في فصل الشتاء، مشيراً إلى أن معظم سكان غزة لا يحصلون إلا على وجبة واحدة كل يومين.
وشدد مهنا في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن الأوضاع الإنسانية آخذة في التدهور المتسارع بسبب استمرار الحرب ومحدودية الدعم الإنساني الذي يدخل القطاع والذي لا يكفي الاحتياجات الأساسية لمئات آلاف النازحين.
وطالب مهنا بتوفير المستلزمات الأساسية لمواجهة ظروف الشتاء التي من المتوقع أن تكون قاسية، وتوفير خيام جديدة بعد احتراق الحالية وعدم صلاحيتها، بجانب نقص المستلزمات الأساسية وأدوات النظافة، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة.
وبلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بداية الحرب على غزة منذ عام، إلى 42010 حسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية أمس.
وقالت الوزارة، إن 97720 فلسطينياً آخرين أصيبوا منذ 7 أكتوبر 2023.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأونروا فلسطين إسرائيل غزة قطاع غزة حرب غزة الحرب في غزة أهالي غزة سكان غزة الجيش الإسرائيلي الجیش الإسرائیلی إسرائیلی استهدف شمال قطاع غزة تؤوی نازحین مخیم جبالیا
إقرأ أيضاً:
جان بارسيغيان عمدة فرنسية ألغت شراكة مع مدينة إسرائيلية لصالح مخيم فلسطيني
جان بارسيغيان سياسية فرنسية وخبيرة ومستشارة بيئية انتمت عام 2013 إلى حزب الخضر الفرنسي، وهي من أبرز الوجوه الصاعدة في الحركة البيئية. انتُخبت عام 2020 عمدة لمدينة ستراسبورغ، وبذلك أصبحت أول شخصية في تاريخ المدينة تتولى هذا المنصب باسم التيار البيئي، وكذلك أول رئيسة بلدية للمدينة لا تنحدر من منطقة الألزاس.
المولد والنشأةولدت جان بارسيغيان يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 1980 في سورين قرب باريس، وانتقلت للعيش في ستراسبورغ عام 2002. والداها محاميان من أصول أرمنية.
جدها السياسي العسكري ساركيس بارسيغيان، وكان قد شارك في عملية "العاصفة" في شوشي، ثم انخرط في الصراع الأرمني ضد التتار في ناخيتشفيان، ثم الحرب الأرمنية التركية عام 1906، وقتل فيها عام 1915.
وجدتها هي بيرجوهي بارديزبانيان، النائب الأول في جمهورية أرمينيا الأولى، وممثلة الحزب الاتحادي الثوري "الطاشناق" في البرلمان الأرمني، كما ترأست مكتب منظمة "نانسينيان".
حصلت بارسيغيان على شهادة الثانوية العامة عام 1998، ثم التحقت بجامعة باريس العاشرة-نانتير، حيث درست القانون في برنامج فرنسي-ألماني، ونالت كلا من الليسانس والماجستير في القانون الأوروبي والدولي. كما تخصصت في القانون البيئي في كلية الحقوق بجامعة ستراسبورغ عام 2002.
بفضل إتقانها اللغة الألمانية واصلت دراستها ضمن برنامج إيراسموس للتبادل الطلابي، ودرست القانون في جامعتي مونستر وبرلين، ثم التحقت بجامعة بوتسدام بمنحة دراسية، ونالت هناك شهادة "ماجيستر ليغوم" في القانون الألماني.
إعلانبالتوازي مع مسيرتها الأكاديمية، انخرطت في العمل الجمعوي عبر جمعية "ألساس ناتور" والمجموعة المختصة بدراسة وحماية الثدييات في الألزاس.
بدأت جان بارسيغيان مسيرتها السياسية عام 2012 ممثلة لمجموعة المنتخبين البيئيين في مجلس منطقة الألزاس، بالتوازي مع عملها استشارية مستقلة في مجال التنمية المستدامة.
في 2014 انتُخبت لعضوية المجلس البلدي لمدينة ستراسبورغ، وأسندت إليها مهمة المشاركة في رئاسة التكتل البيئي في مدينة ستراسبورغ.
شغلت بين عامي 2014 و2018 عضوية "مجلس يورومتروبول ستراسبورغ"، وهو كيان إداري يضم المدينة وعددا من البلديات المجاورة، وحصلت على تفويض للإشراف على مهام الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وكذلك تقليص النفايات.
وأثناء فترة توليها هذه التفويضات، برزت بارسيغيان بالتزامها القوي بنهج "صفر نفايات"، وساهمت في دعم عدد من المبادرات البيئية، من بينها مبادرة "مطاعم مدرسية خالية من البلاستيك".
كانت بارسيغيان عضوا في عدد من الهيئات الداعمة للاقتصاد الاجتماعي والتعاون الإقليمي، مثل مجلس "فرانس أكتيف ألزاس"، ومؤسسة "روليه شانتييه"، كما كانت ممثلة فرنسية في مجلس منطقة التعاون الأوروبي ستراسبورغ-أورتنَو.
في 2020، انتُخبت عمدة لمدينة ستراسبورغ بعد فوزها في الجولة الثانية من الانتخابات بنسبة 42.5% من الأصوات، وبذلك أصبحت أول شخصية تتولى رئاسة البلدية باسم التيار البيئي.
في أواخر مايو/أيار 2025، أثارت العمدة بارسيغيان جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، عقب قرارها تجميد اتفاقية التوأمة مع مدينة رامات غان الإسرائيلية، معلنة في المقابل رغبتها في إقامة شراكة جديدة مع مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين.
إعلانأثارت الخطوة استياء عدد من الأوساط السياسية والمنظمات اليهودية في فرنسا، خاصة بعد استقبالها وفدا فلسطينيا رسميا وظهورها مرتدية الكوفية الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب خريطة لفلسطين تخلو من اسم "إسرائيل"، مما أثار غضب معارضيها.
من جهتها، دافعت بارسيغيان عن الموقف موضحة أن الخريطة والكوفية كانتا هدية من الوفد الفلسطيني، وأنها قبلتها من منطلق اللباقة البروتوكولية وليس بدافع سياسي مباشر.