غضب أوروبي بعد الاعتداء الاسرائيلي على اليونيفيل ولا آمال لبنانية على التحرّك الدولي
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
لم يكن الصدام العلني الأول المباشر بين إسرائيل والقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، منذ شرعت إسرائيل في عملياتها البريّة عبر الحدود الجنوبية تطوراً عادياً، بل شكل المؤشر الأخطر الى احتمالين: الأول مضي إسرائيل في محاولاتها المتقدمة للاندفاع نحو تكثيف توغلاتها في الجنوب، الأمر الذي ترجمته في الاعتداء المتعمد على اليونيفيل بقصد "تطفيشها" ربما.
والثاني اختبار الإرادة الدولية أمام خطر اتساع الحرب علماً أن مؤشرات هذا الاتساع تمددت ميدانياً بشكل بالغ الخطورة أمس مع تبادل عمليات القصف الصاروخي البعيد المدى وكثافة الغارات الجوية.
وفي تصعيد إسرائيليّ جديد، أغارت الطائرات الإسرائيلية على أحياء مدنية في العاصمة بيروت للمرة الأولى بعد غارتين سابقتين استهدفت فيهما قيادات الجبهة الشعبية في الكولا ومقر الهيئة الصحية الإسلامية في الباشورة، واستهدفت الغارات الجديدة محيط منطقة رأس النبع، في طلعة النويري تحديداً ومنطقة البسطة. وأدت الغارات إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارات استهدفت مسؤول الارتباط في "حزب الله" وفيق صفا.
وجاءت هذه التطورات لتضفي مشهداً قاتماً على سيناريوهات التطورات الحربية المقبلة إذ استبقت جلسة لمجلس الأمن الدولي انعقدت ليل أمس (بتوقيت بيروت) للبحث في الوضع المتفجر في الشرق الأوسط، ولكن من دون أي آمال لبنانية جدية في إمكان أن يُسفر تحريك فرنسا لمجلس الأمن عن أي نتيجة عملية من شأنها أن تلجم التصعيد المتدحرج في لبنان.
وفي ما يشبه الاستنفار الأوروبي المكثف استدعت إيطاليا سفير إسرائيل بعد إطلاق النار على "اليونيفيل" في لبنان، كما أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، أن فرنسا وإيطاليا ستطلبان اجتماعاً للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة بعد تعرّض قوات اليونيفيل لإطلاق نار في جنوب لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي. واعتبر وزير الدفاع الإيطالي أن إطلاق إسرائيل النار على قواعد اليونيفيل "أمر غير مقبول على الإطلاق ويخالف القانون الدولي بشكل واضح"، مؤكداً أن "الهجوم على هذه القواعد لم يكن حادثاً أو خطأ".
كما أن المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اعتبر أن قصف إسرائيل لقوات حفظ السلام "تجاوز آخرَ خطير في لبنان"، ودان "الاستهداف غير المبرر لليونيفيل"، مؤكداً "أننا ندعم اليونيفيل ومهمتها بتفويض من مجلس الأمن".
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كشف أن الاتصالات الدبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، "بهدف السعي مجدداً إلى وقف اطلاق النار وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان".
وقال إن "هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي طلبت انعقاد مجلس الأمن، بهدف احياء الاعلان الخاص بوقف اطلاق النار لفترة محددة لكي يصار إلى استئناف البحث في الحلول السياسية". وأوضح "أننا عبرنا مجدداً خلال الاتصالات الدبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام إسرائيل بكل مندرجاته. كما شددنا على أولوية وقف العدوان الإسرائيلي الذي يتسبب بسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولا يوفّر المدنيين وعناصر الاسعاف والاغاثة، وهذا أمر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية".
ودعا ميقاتي مجلس الوزراء إلى جلسة اليوم لعرض التطورات الحاصلة . وكتبت " اللواء": في الناقورة، تعرضت وحدة القوة الدولية (اليونيفيل) في مركزها في الناقورة الى قصف اسرائيل، مما ادى الى اصابة جنديين بجروح طفيفة واعترف الجيش الاسرائيلي لاحقا بالقصف بحجج واهية، كاحتماء عناصر من حزب لله لديها!
ولم تسكت بعض الحكومات الاوروبية عن هذا الاستهداف، فطلبت الحكومة الفرنسية توضيحات، مشيرة الى ان اي جندي لم يصب من الوحدة الفرنسية، وقال وزير الدفاع الايطالي ان بلاده استدعت السفير الاسرائيلي لديها. مشيرا الى ان الاستهداف لم يكن حدثا ع رضيا او خطأ.
واعتبر رئيس الوزراء الايرلندي ان ما جرى لا يمكن التسامح معه او قبوله.
وقالت مصادر اميركية ان استهداف اليونيفيل يثير القلق.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
مقترح أوروبي لمعاقبة إسرائيل أكاديميا لانتهاكاتها في غزة
ناقش الاتحاد الأوروبي مقترحا لتعليق جزئي لمشاركة إسرائيل في برنامج تمويل للأبحاث الأكاديمية فيما وصفت تل أبيب التوصية بأنها "خاطئة ومؤسفة وغير مبررة".
واقترحت المفوضية الأوروبية أمس الاثنين، تعليق مشاركة إسرائيل في أجزاء من برنامج "هورايزون أوروبا"، وذلك بسبب تدهور الأوضاع للفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت المفوضية في بيان "بينما أعلنت إسرائيل وقفا إنسانيا يوميا للقتال في غزة والتزمت ببعض تعهداتها بموجب التفاهم المشترك بشأن المساعدات والوصول الإنساني، لا يزال الوضع خطيرا".
ويندرج البرنامج الذي اقترح مفوضون أوروبيون تعليق مشاركة إسرائيل فيه تحت برنامج "هورايزون أوروبا" ويمول الشركات الناشئة والصغيرة التي تطور تكنولوجيا ذات استخدام مزدوج مثل الأمن السيبراني والطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي.
واستندت المفوضية الأوروبية إلى نتائج حديثة صادرة عن مدققي الحسابات في الاتحاد الأوروبي، خلصت إلى أن تصرفات إسرائيل في غزة "تنتهك مبدأ احترام حقوق الإنسان، وهو أحد الشروط الأساسية في اتفاقية الشراكة التي دخلت حيز التنفيذ عام 2000، والتي تشكل أساس التعاون السياسي والاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل".
واتهم البيان إسرائيل بشكل خاص بتقييد إيصال المساعدات الإنسانية بشدة لنحو مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة المحاصر خلال الأشهر الأخيرة.
ولا يتطلب المقترح موافقة بالإجماع من جميع دول الاتحاد الأوروبي، إذ يكفي الحصول على "أغلبية مؤهلة"، أي موافقة 15 دولة من أصل 27 تمثل ما لا يقل عن 65% من سكان الاتحاد، لاعتماد الإجراء.
وأدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية التوصية، ووصفتها بأنها "خاطئة ومؤسفة وغير مبررة". وحذرت من أن فرض عقوبات على إسرائيل في الوقت الذي تخوض فيه حربا "لن يؤدي إلا إلى تقوية حماس"، بحسب زعمها، وأكدت إسرائيل أنها ستعمل على منع اعتماد هذا الإجراء.
إعلانوكانت عدة دول في الاتحاد الأوروبي، من بينها ألمانيا والنمسا والمجر وجمهورية التشيك، قد أعربت مرارا عن معارضتها لفرض عقوبات على إسرائيل.