يمانيون:
2025-12-15@01:27:55 GMT

14 أُكتوبر ثورة متجددة

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

14 أُكتوبر ثورة متجددة

يمانيون| بقلم- سمير حُمَيد|

في ظل ما يعانيه اليمن شماله وجنوبه، تحولت الذكرى السنوية لثورة الـ 14 من أُكتوبر المجيدة إلى محطة إلهام سنوية، يستلهم منها أبناء الشعب اليمني الدروس والعبر، ويستذكر فيها واحدية الكفاح والنضال والهدف لثورة «14 أُكتوبر».

تحتفل المدن اليمنية رغم الانقسام بالذكرى الـ 61 لثورة الـ «14 من أُكتوبر» التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان، ولم تنطفئ إلا برحيل آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب في الـ 30 من نوفمبر 1967.

هذه الثورة التي غيرت مجرى التاريخ وانهت غطرسة الاحتلال في المحافظات الجنوبية، كانت بداية النهاية للإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس في ستينيات القرن الماضي.

فأبطال ثورة أُكتوبر خاضوا مواجهة عسكرية غير مكافئة وواجهوا الترسانة العسكرية المتطورة للإنجليز بالبندقية في ردفان ولحج وعدن، ورغم سياسة الإرهاب التي لجأ إليها الإنجليز في المحافظات الجنوبية محاولين إجهاض الثورة بسياسة الأرض المحروقة واعتماد سياسة القمع والتنكيل لأنصار أُكتوبر ومؤيدي الثورة في مختلف المدن الجنوبية، إلا أن كُـلّ أساليب العنف والترهيب الذي استخدم المستعمر البريطاني انهارت أمام صمود شعبنا الثائر، الذي شارك في هذه الثورة من مختلف المحافظات، التي تعد واحدة من أعظم الثورات الشعبيّة في التاريخ السياسي الحديث.

اليوم هناك من يحاول التنكر لواحدية ثورة ١٤ أُكتوبر ١٩٦٣، التي كانت صنعاء الحاضنة الأولى لأبطالها وكانت السند الأول والمدد الذي لم ينقطع حتى الـ ٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧، وكون التاريخ لا يقبل التضليل فَــإنَّ ثورة الـ 14 من أُكتوبر 1963م، انطلقت شرارتها في جبال ردفان، ولكنها خططت في صنعاء، فبعد اندلاع «ثورة 26 سبتمبر» في شمال الوطن، هب أحرار الجنوب من كُـلّ حدب وصوب للدفاع عنها، وكان من أبرز تلك القيادات الجنوبية التي شاركت في ثورة سبتمبر، الشيخ راجح بن غالب لبوزة الذي اتجه برفقة 150 مقاتلًا من قبائل يافع نحو صنعاء للدفاع عن الثورة، ليقاتل دفاعًا عن سبتمبر في عبس والمحابشة بمحافظة حجّـة.

بعد 6 أشهر طلب لقاءً بالرئيس عبدالله السلال، رئيس الجمهورية الوليدة في الشمال ومستشاره لشؤون الجنوب قحطان الشعبي، وأثناء عودة لبوزة من صنعاء عبر قعطبة وُصُـولًا إلى ردفان بمحافظة لحج، تلقى رسالة من الضابط السياسي البريطاني في لحج طالبه بتسليم سلاحه ورفاقه ودفع غرامة قدرها 500 شلن، والتعهد بعدم العودة للقتال في جبهات الشمال، محذرًا من أنه إذَا لم يستجب للمطالب فسوف تتخذ سلطات الاحتلال عقوبات قاسية ضده ورفاقه، ووفقًا للمصادر التاريخية، فَــإنَّ الشهيد لبوزة، أعاد الرسالة في ظرف مضاف إليها الجواب الذي كان بمثابة «رصاصة»، وهو ما دفع الإنجليز إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى ردفان في الـ 14 من أُكتوبر، لتنطلق شرارة «أُكتوبر» من جبال ردفان، وفي تلك المعركة التي خاض فيها الشهيد لبوزة مواجهة شجاعة انتهت باستشهاده، إثر إصابته بشظية مدفع في يوم 14 أُكتوبر 1963م عن عمر ناهز 46 عامًا.

وبعد استشهاد مفجر ثورة ١٤ وقائدها الشيخ راجح لبوزة، كانت صنعاء منطلق «الجبهة القوﻣية لتحرير الجنوب» التي عقدت معظم اجتماعاتها في قصر السعادة “القصر الجمهوري” ومنه أعلن عن تشكيلها وأقرت أدبياتها وأقرت الانتقال إلى مرحلة الكفاح المسلح.

وبعد انطلاق شرارة أُكتوبر من ردفان، كان أبناء الشمال حاضرين في كُـلّ مراحل الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، وعلى الرغم من قيام الاستعمار باستخدام كُـلّ ثقله العسكري لمواجهة الثورة وتحجيم نطاقها الجغرافي في ردفان وبعض مناطق الضالع، اتسع نطاق الكفاح المسلح لينتقل من جبال ردفان ووديانها إلى مدينة عدن وضواحيها، وفي هذه المرحلة الهامة انخرط المئات من أبناء الشمال في حركة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني، ولم يتوقف الأمر هنا بل كانت تعز وصنعاء مقرًا للتدريب العسكري، ومنها تلقى ثوار أُكتوبر مختلف الأسلحة والمؤن اللازمة للمواجهة، ومع تصاعد العمليات الفدائية ضد المستعمر، وقيام بعض فدائيو الشمال من تنفيذ البعض منها في مدينة عدن، لجأت سلطات الاحتلال البريطاني إلى اتِّخاذ قرارًا عام 1965، قضى بإبعاد 245 مواطنًا ينحدرون إلى المحافظات الشمالية بتهمة المشاركة في القتال ضد الاستعمار، بعد ذلك تولى المبعدون مهمة جمع التبرعات من المناطق الشمالية لدعم ثوار «أُكتوبر» وحشد المقاتلين لدعم الجبهة القومية لتحرير الجنوب.

وفي الوقت الذي يحاول المستعمر البريطاني اليوم أن يعود إلى المحافظات الجنوبية مستخدمًا الإمارات والسعوديّة كجسر عبور، فَــإنَّ ثورة ١٤ أُكتوبر التي انتصرت على أعظم إمبراطورية استعمارية في ٣٠ نوفمبر١٩٦٧، لم تتوقف ولا يزال أحرار اليمن وأحفاد أحرار وثوار أُكتوبر للغزاة والمحتلّين بالمرصاد، فالثورات الشعبيّة التحرّرية لا تموت ولا تنطفئ.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکفاح المسلح من أ کتوبر

إقرأ أيضاً:

الكرة المصرية في مفترق طرق.. والجبلاية تحتاج ثورة تصحيح

لم يكن خروج المنتخب المصري من كأس العرب الأخيرة مجرد تعثر رياضي عابر، بل جاء ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الإخفاقات التي تضرب كرة القدم المصرية منذ سنوات، بدءا من السقوط المدوي لمنتخب الشباب في كأس العالم، وصولا إلى الأداء المرتبك والنتائج المخزيه للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاته، وآخرها فضيحة المنتخب الثاني بقيادة حلمي طولان فى كأس العرب.

الإقصاء من كأس العرب ليس مجرد نتيجة مخيبة، بل مؤشر إضافي على أزمة شاملة تطال المنظومة بأكملها من دون استثناء، بأداء باهت، غياب استقرار فني، تراجع مستوى الدوري المحلي، وضعف في إنتاج المواهب الشابة.

وازدادت حالة الإحباط بعد المشهد المقلق الذي فرضه خروج منتخب الشباب قبل أشهر، ما فجر موجة انتقادات واسعة تجاه أداء المنتخبات الوطنية وبرامج التطوير التي باتت شبه غائبة.

فالمنافسة لم تصبح فقط مع القارة الإفريقية، بل مع كرة عربية تتطور بسرعة فائقه، ومصر لم تعد تحتمل إخفاقا جديدا، فالمشهد العام يوحي بأن الكرة المصرية تقف اليوم في مفترق طرق وسط مخاوف جماهيرية متصاعدة من تكرار الصدمات في الاستحقاق القاري المقبل “كأس الأمم الإفريقية”، في ظل حالة عدم الثقة بقدرة المنتخب الحالي على استعادة أمجاد بطولات 2006 و2008 و2010 حين كان الفراعنة رقما صعبا في القارة السمراء.

ولا يخفى على القائمين على كرة القدم أو الجماهير أن المنتخب الأول تحت قيادة حسام حسن لم يصل بعد إلى مستوى الجاهزية الفنية أو الإدارية للمنافسة على اللقب القاري.

ورغم أن النقاش العام يتركز غالبا على اللاعبين والمدربين، إلا أن جوهر الأزمة يتجاوز ذلك بكثير، فالمنظومة الرياضية لم تعد قادرة على مواكبة التطور العالمي في كرة القدم، فيما تراجع الدوري المصري بفعل اضطراب جدول المباريات فى الدوري الممتاز ودروي الدرجة الثانية، والضعف البدني الواضح، وغياب التخطيط طويل المدى.

في الوقت الذي تعاني فيه الكرة المصرية من التراجع، تعيش الكرة المغربية طفرة مبهره، سواء في كأس العالم أو تتويجات قارية متتالية لأنديتها، بجانب صعود لافت للمستوى الفني في السعودية وقطر والإمارات.

النجاح المغربي لا يعود فقط إلى وفرة المحترفين في أوروبا، بل نتيجة مشروع بدأ قبل أكثر من عشر سنوات يعتمد على بنية تحتية حديثة، وأكاديميات لرعاية الموهوبين، واستقرار فني وإداري، بينما لا تزال الكرة المصرية عالقة في دائرة الأخطاء المتكررة.

النهضة المغربية أصبحت نموذجا يحتذى به بعد أن اقترنت بالتخطيط الطويل ومحاربة الفساد، وهو ما تفتقده الرياضة المصرية التي لا تزال بحاجة إلى إصلاحات جذرية تعيدها إلى موقع الريادة.

فالأزمة باتت هيكلية بسبب التغيرات المستمر في الأجهزة الفنية، وغياب رؤية طويلة المدى، المسئول عنها اتحاد الكرة الذى يدير المشهد بشكل غير احترافي بقرارات ارتجالية تربك المنتخبات في مختلف الأعمار، بجانب عدم الاهتمام ببرامج تطوير الناشئين وتراجع إنتاج المواهب القادرة على المنافسة الدولية.

وفي ظل هذا المناخ المضطرب يصبح من الصعب بناء مشروع كروي حقيقي، بينما يزداد الضغط على المنتخبات قبل الظهور في بطولات عالمية وقاريه، لينتهي بنا المطاف بالخروج صفر اليديدن من معظم البطولات طوال السنوات الماضية.

يؤكد خبراء الإعداد البدني أن الفارق بين اللاعب المصري ونظيره الإفريقي أو العربي لم يعد مهاريا بقدر ما هو بدني، فمع توقف الأندية عن الاستثمار في برامج اللياقة الحديثة تراجع الأداء البدني للاعبين بشكل واضح، وهو ما يظهر عند مواجهة منتخبات شمال إفريقيا الأكثر جاهزية وقوة.

بينما يرى خبراء التدريب أن الأزمة الأكبر تكمن في تراجع منظومة الناشئين، إذ تعتمد أغلب الأندية الكبرى على شراء اللاعبين بدل صناعة جيل جديد، وفي وقت تبني فيه الدول العربية وعلى رأسها المغرب مراكز تكوين تضاهي الأكاديميات الأوروبية، ما زالت قطاعات الناشئين المصرية تدار بأساليب تقليدية تفتقد للرؤية.

أكبر نجاحات الكرة المصرية في تاريخها جاءت حين كان هناك مشروع واضح واتحاد مستقر وأهداف طويلة المدى، أما اليوم فالمشهد مختلف تماما: لا رؤية، ولا تخطيط، ولا استمرارية، بل قرارات متلاحقة معظمها وفقا للأهواء والانتماء، وهو ما يعمق الفوضى داخل المنتخبات والأندية.

الأزمة الحالية أعمق من مجرد خروج من بطولة، فهي نتيجة غياب مشروع حقيقي يربط بين المنتخبات والأندية، وتبني معايير واضحة للتطوير الفني والبدني والإداري، وإذا أرادت الكرة المصرية أن تستعيد موقعها الطبيعي فعليها التخلي عن الحلول المؤقتة والبدء في بناء المنظومة من القاعدة إلى القمة.

مقالات مشابهة

  • تعيين معاونين جدد لوزير الدفاع السوري في المناطق الجنوبية والغربية
  • (200) عام على "ثورة الديسمبريين"
  • ثورة ديسمبر بوصفها مشروعًا لبناء وطن جديد بين الجهاد المدني وإعادة تأسيس الدولة
  • الاقتصاد البريطاني ينكمش في الربع المنتهي بأكتوبر
  • البنك المركزي يرسم ملامح استقرار نقدي صلب وثقة متجددة بالدينار
  • الاقتصاد البريطاني ينكمش في أكتوبر
  • مقتل أحمد الدباشي “العمو” خلال مداهمة أمنية، وسط اشتباكات متجددة في صبراتة
  • الاقتصاد البريطاني يتراجع للشهر الثاني على التوالي
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • الكرة المصرية في مفترق طرق.. والجبلاية تحتاج ثورة تصحيح