السنوار.. صدق الله فصدقه الله
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
” مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ”
تعبر الشهادة طلائع الحرية والعزة، لتختار أعزة الإسلام لتُعرج بأرواحهم إلى سماء الفتح والانتصارات، ولتجعل من دمائهم وقوداً يحرك به بنادق الأبطال من خلفهم.
نعم إن للنصر والفتوحات ثمناً غالِياً، وليس هناك أغلى من دماء الأحرار والشرفاء من قادات الحرية والعزة، من رسموا طريق الجهاد بنضالهم وتضحياتهم، وعبّدوا طريق تحرير القدس والأقصى بأرواحهم ودمائهم.
دماء تسيل وأرواح تُعرج، وأجساد تُنهك، وقادة يستشهدون، كل ذلك ليكون النصر مكللا بعبق الشهادة، وتضحيات العظماء، وطهارة الأذكياء، واستبسال الشرفاء.
يحيى السنوار الملقب” برجل طوفان الأقصى” الثائر الذي ولد في مخيم اللاجئين قرب مدينة خانيونس جنوب غزة عام 1962م، بعد ما نزح أبواه مع آلاف من فلسطينيين آخرين من مدينة عسقلان، ليتفتح وعيه وهو في الخامسة من عمره على وجوه محتلي أرضه وهم يقتلون والده، ويرى رصاصهم المميت وبطشهم العنصري واليهودي عن كثب خلال احتلالهم، بطشهم الذي طال كل ما قد تبقى من أرض فلسطين مما فيها المنطقة التي أقيمت فيها خيام اللاجئين، لذلك كسر الفتى بدخوله عمر 15 قيوده، وحرر عزيمته واشتعلت بداخله الروح الجهادية و الثورية مع عشرات الألوف من رفاقه المنتمين إلى المخيمات والقرى والمدن المحتلة، في معركة الكفاح الوطني التحرري، المعركة التي خاضها في مقدمة الصفوف موجعاً ومنكلاً بجنود العدو، مما تم اعتقاله في السجون الإسرائيلية مرتين بتهمة تأسيس جهاز أمني لحركة حماس، ثم عاد اعتقاله مرة ثالثة ويُحكم عليه بالسجن المؤبد ولمدى الحياة.
قضى الشهيد يحيى السنوار في السجون الإسرائيلية 22عاماً،لم يأل فيها جهداً عن ممارسة جهاده رغم احتجازه، ثم أُطلق سراحه في« صفقة وفاء الأحرار »عام 2011م مع ما يزيد عن ألف أسير فلسطيني بادلتهم حركة حماس بالجندي الإسرائيلي الذي كان أسيراً لديها.
وما كان الشهيد يخرج من الأسوار والأسلاك الشائكة إلى فضاء الحرية النسبية في قطاع غزة حتى تسارع صعود نجمه في قيادة حماس وزادت حركات جهاده مما كان يغيظ العدو الإسرائيلي، فقد كان رعبهم الذي ما لبث في سجونهم حتى خرج كأسد جاسر للتنكيل بهم تحت راية حركة حماس والمقاومة الإسلامية في فلسطين ،بعدها صار رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة عام 2017م، ثم انتخب بالإجماع رئيساً لها في ذروة الحرب التي تشنها إسرائيل وذلك بعد استشهاد القائد« إسماعيل هنية».
استشهد القائد يحيى السنوار وهو يحمل بندقيته، كرار غير فرار، على أرض المعركة بعد التحامه بالعدو والاشتباك معه، في أشرف صورة يسجلها القائد، لينضم بذلك إلى رفاقه القادة الشهداء الذين سبقوه في درب النضال والتحرر، وإلى 42ألف شهيد فلسطينياً أبادتهم آلة الحرب الإسرائيلية، كما أبادت من قبل آلافاً آخرين.
عمّد السنوار بدمه الزكي الطاهر في ذاكرة الفلسطينيين وكل شرفاء الأمة مالا ينمحِى بقيادته وجهاده ونضاله وقوة مواقفه، وكان أبرزها قيادة العملية العسكرية «طوفان الأقصى» في الـ7 من أكتوبر الماضِي، التي قامت بها فصائل المقاومة ضد إسرائيل، فكانت العملية النوعية المنكلة منذ دخول العدو المحتل على أرض وطنهم، وما يزال رجاله من كتائب القسام يقاومون العدو ومعهم قوى فلسطينية وفصائل أخرى كأكبر حملة عسكرية عرفتها المنطقة منذ 80سنة على الأقل.
سيظل باب الحديث عن هذا الشهيد مفتوحا على وسعه، فقد دخل العدو إلى معركة أقفلت عليه جميع أبواب التمسك بميزانية القوى، وذاك هو تماما ما ظلت تفعله الثورات التحررية عبر التاريخ، فقد تمكن السنوار وهو حي واليوم وهو شهيد من خلخلة أسس المكانة التي تبوأتها قوة الاحتلال بوصفها قوة لا تقهر، وإثبات أن النصر قادم ولو كان ثمنه باهض، فالسلام عليك يا أبا إبراهيم، والسلام عليك مجاهداً وأسيراً وقائداً وشهيدا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مسيرات جماهيرية حاشدة في محافظة حجة احتفالاً بالانتصار على العدو الأمريكي
يمانيون/ حجة
احتشد أبناء محافظة حجة اليوم الجمعة ، في مسيرات حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وحمدا لله على الفشل الأمريكي تحت شعار ” لنصرة غزة.. بقوة الله هزمنا أمريكا وسنهزم إسرائيل”.
وبارك أبناء محافظة حجة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وللقوات المسلحة ولكل أحرار الأمة والعالم النصر على العدو الأمريكي، وفشله في إسناد العدو الصهيوني.
وأكدوا استمرار الوقوف إلى جانب أبناء غزة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” حتى تحقيق النصر على العدو الصهيوني.
وعبر أبناء حجة في المسيرات بمركز المحافظة والمديريات بمشاركة المحافظ هلال الصوفي وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة إسماعيل المهيم ومسئول التعبئة بالمحافظة حمود المغربي، ووكلاء المحافظة وشخصيات اجتماعية، عن الحمد والشكر لله على الفشل الأمريكي، معلنين التحدي للعدو الإسرائيلي، والثبات على الموقف الحق في نصرة ومؤازرة الشعب الفلسطيني.
وجددوا التأكيد على ثبات الموقف مع غزة والجهوزية الكاملة لدعم وإسناد القوات المسلحة اليمنية في خوض ملحمة تحرير فلسطين والمعركة المباشرة مع العدو الصهيوني.
كما جددوا التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة لإسناد المقاومة الباسلة في غزة.
وعبر أبناء حجة في بيان صادر عن المسيرات عن جزيل الشكر وعظيم الثناء والامتنان لله العلي العظيم، القادر القاهر، ملك السماوات والأرض، الذي كسر طغيان وتكبر رأس الكفر والإجرام، على أيدي عباده المجاهدين، من أبناء يمن الايمان والحكمة، مما جعله يعلن وقف عدوانه على بلدنا دون أن يحقق أي هدف من أهدافه، وتخلى عن حماية السفن الصهيونية وسقطت غطرسته بفضل الله سبحانه وتعالى.
وبين أن الله ثبت الأقدام، وربط على القلوب، وأعطى المعنويات العالية، وهو -سبحانه- من قذف في قلوب الأعداء الرعب، وكف أيديهم، وأوهن كيدهم، وأفشل أهدافهم.
وبارك البيان للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي وللقوات المسلحة ولكل الأحرار من أمتنا والعالم فشل العدو الأمريكي، وخيبة آماله، وسقوط أهدافه.
وأكد تأكيداً جازما ثبات الموقف المدافع عن غزة، والمساند للمقاومة بشكل لا تراجع عنه ولا مساومة فيه، وأن أحفاد الأنصار لن يتركوا أبناء غزة وحدهم ولن يتخلوا عن إنسانيتهم ودينهم وأخوتهم بالتخلي عنهم.. مباركا عمليات القوات المسلحة ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي، والتي كان من أبرزها الضربة المسددة في مطار اللد والتي حققت نجاحاً كبيراً بفضل الله.
وعبر البيان عن التحدي الواضح والصريح للعدو الإسرائيلي المجرم، والاستمرار في مواجهته بكل قوة وعزم، دون تهاون أو تراجع.. مؤكدا استمرار تطوير كل القدرات وتصعيد المواجهة مع العدو في كل الميادين، والمجالات والجاهزية والاستعداد لأي عودة للعدوان الأمريكي على اليمن متوكلين على الله، ومعتمدين عليه، وواثقين بوعوده.
وأشار إلى أن الشعب اليمني كشعب مؤمن مجاهد شرفه الله بنسبة الإيمان والحكمة له بقول الرسول المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله (الإيمان يمان والحكمة يمانية) يعلم علماً يقيناً بأن كلفة المواجهة مع الأعداء مهما بدت جسيمة فإن ثمن التفريط والتقاعس أكبر وأجسم وأخطر في الدنيا والآخرة.
ولفت إلى أن ما يتم تقديمه من تضحيات أو يتعرض له الشعب من معاناة فهي في سبيل الله، وابتغاء لمرضاته، وثمناً مستحقا للحرية والكرامة التي بدونها لا خير ولا مجد ولا عز للأمة لا في الدنيا، ولا في الآخرة.. مشيرا إلى أن ثمار التضحيات هو الخير كل الخير، في الدنيا وفي الآخرة.
كما عبر البيان عن الأسف لما وصل إليه حال بعض الأنظمة العربية والإسلامية والجهات التي لم تكتفِ بالتخاذل أمام قضايا ومعاناة أمتها، بل صارت تسعى لاستهداف شعوبها، والتحريض عليها، والانخراط مع مؤامرات الأعداء ضدها.. مشيدا بدور الأشقاء في سلطنة عمان الداعم للسلام بين شعوب الأمة، وعملهم على إطفاء الحروب التي تستهدف شعوب المنطقة، وتؤثر على الاستقرار فيها.