تقرير: استهداف الاحتلال للصحفيين جريمة حرب جديدة يرتكبها في لبنان
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استهداف الجيش الإسرائيلي الصحافيين بشكل مباشر يعد جريمة حرب جديدة يرتكبها في لبنان، بعد سلسلة من الانتهاكات الممنهجة التي مارسها ضد الفئات التي تتمتع بحماية بموجب القوانين الدولية، لا سيَّما القانوني الدولي الإنساني.
وأشار الأورومتوسطي في تقرير له اليوم الإثنين أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف على مدار أكثر من عام عمال الصحة والإغاثة في لبنان، ليقتل ما لا يقل عن 121 عاملًا طبيًّا وإغاثيًّا، كما استهدف بشكل متكرر ومتعمد مراكز قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" في جنوب لبنان، ما أدّى إلى إصابة خمسة من عناصرها على الأقل، كما استهدف يوم الجمعة الماضي، 25 أكتوبر/تشرين أول، مقرًّا لإقامة الصحافيين في منطقة "حاصبيا"، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة صحافيين وإصابة ثلاثة آخرين.
وأشار المرصد الأورومتوسطي أنّ استهداف الصحفيين كان مباشرًا، حيث تم قصف المقر الذي يشغله 18 صحافيًّا من سبع مؤسّسات إعلاميّة مختلفة، محليّة وعربيّة، خلال ساعات الفجر الأولى، على الرغم من وجود مركباتهم التي تحمل شعارات الصّحافة أمام المبنى.
وبموجب هذا الاستهداف، ارتفعت حصيلة الصحافيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في لبنان منذ بداية الهجوم في 8 أكتوبر/تشرين أوّل 2023 إلى 11 صحافيًا، بالإضافة إلى ثمانية جرحى.
وأكّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ الصحافيين يتمتّعون بالحماية خلال النزاعات المسلّحة بموجب القانون الدّولي الإنساني، لا سيّما تحت اتّفاقيّة جنيف لعام 1949 والبروتوكولات الإضافيّة الملحقة بها، وبالتالي يجب حمايتهم من الهجمات المباشرة مثل باقي المدنيين.
وأضاف المرصد الأورومتوسطي أن على الأطراف المتحاربة خلال النزاعات المسلحة ضمان حماية وسلامة الصحافيين، نظرًا لدورهم الحيوي بتوثيق النزاعات المسلحة ونقل المعلومات إلى الجمهور، الأمر الذي يساعد على كشف الانتهاكات الإنسانيّة والقانونيّة التي قد تحدث خلال النّزاعات وهو ما يمكن أن يكون وسيلة لضمان محاسبة الأطراف المتورطة في الانتهاكات وإيصال أصوات الضحايا إلى المجتمع الدولي.
أمّا من ناحية القانون الدولي الإنساني، فقال المرصد الأورومتوسطي أنّ الصحافيين يُعتبرون مدنيين طالما أنهم لا يشاركون بشكل مباشر في الأعمال العدائية، وبالتالي تجب حمايتهم من الهجمات لأنهم لا يشكلون تهديدًا على الأطراف المتحاربة، فقوانين الحرب تهدف إلى الحد من المعاناة الإنسانيّة خلال النزاعات، وضمان سلامة الصحافيين هو جزء من ذلك كونهم يمثلون وسيلة حيوية للتوثيق والشفافية.
وأكّد الأورومتوسطي أنّ أيّ انتهاك لهذه القاعدة وأي استهداف مباشر للصحافيين يشكّل جريمة حرب بموجب القوانين الدّوليّة.
وعليه، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدّولي إلى الالتزام بواجباته الدّوليّة في مراقبة ومتابعة انتهاكات القوانين الدّوليّة، لا سيّما القانون الدّولي الإنساني خلال النزاعات المسلّحة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم الدّوليّة ومنع الإفلات من العقاب، احترامًا للقوانين والإنسانيّة.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و672 قتيلا و12 ألفا و468 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن نحو مليون و200 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الأحد.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخباراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
إقرأ أيضا: الاحتلال يواصل تحريضه على مستشفى الساحل ببيروت.. زعم وجود "سرداب" لنصر الله
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية لبنان الاحتلال الصحفيين لبنان احتلال قتل صحفيين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرصد الأورومتوسطی الأورومتوسطی أن خلال النزاعات ولی الإنسانی الد ولی ة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
استهداف بلا خطوط حمراء.. قواعد اشتباك جديدة بين إسرائيل وإيران
فرضت إسرائيل قواعد اشتباك جديدة في الصراع بينها وبين إيران بعدما نسفت الضربات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية اية احتمالات لتهدئة أو مفاوضات دبلوماسية مرتقبة.
تجاوزت الضربات الإسرائيلية ضد إيران المواقع العسكرية إلى تنفيذ عمليات استهدفت قادة عسكريين إيرانيين في أحياء سكنهم، بعد سلسلة ضربات متزامنة طالت منشآت نووية إيرانية فضلا عن استهداف مقر «الشهيد شيكار» أحد المقرات القوات الجوية الإيرانية والعديد من المواقع العسكرية، ونالت الضربات من عشر مدن إيرانية وأصيب على إثرها 95 شخصا.
وذكرت تقارير لاحقة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية، بدأت بمشاركة أكثر من 200 مقاتلة إسرائيلية، نفذَّت خلالها 300 غارة ضد إيران، فيما كانت العملية الأخطر تلك التي نفذتها إسرائيل ضد منشأة نطنز النووية، والتي تعد منشأة أساسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وبنيت تحت الأرض في محافظة أصفها، ما يعني أن إسرائيل زودت عملياتها بإجراءات إسناد استخباراتي مسبقة قبل فترة من تنفيذها.
كذلك أظهرت الضربات التي ردَّت بها إيران على إسرائيل ارتباكا شاملا في تل أبيب، حيث طالت عشرات المباني وأصبح 100 شخص – على الأقل – بلا مأوى، وأدخلت مئات الصواريخ الباليستية الإيرانية المئات إلى الملاجئ وسط حالة رعب خيمت على العديد من الأحياء الإسرائيلية، عقب تقديرات أظهرت أن 500 صاروخ طالت العمق الإسرائيلي، ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس وبئر السبع والنقب والجليل، فيما تم اعتراض صواريخ إيرانية في الجليل وتل أبيب وبئر السبع.
وتحولت إنذارات الجيش الإسرائيلي ذاتها إلى مصدر قلق للإسرائيليين، فقد حذر الجيش السكان مجددا، من موجة جديدة من الصواريخ الإيرانية، وتم تفعيل صفارات الإنذار في الجليل الأسفل وجنوب الجولان، ثم عاد الجيش ينصح السكان بالخروج من الملاجئ والبقاء – في نفس الوقت (بالقرب منها) بينما تتضمن التعليمات ضرورة الإسراع بالهرب إلى الملاجئ في غضون 10 دقائق.
وقد تدفع قواعد الاشتباك الجديدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني، طهران إلى إعادة النظر في قدراتها الجوية التي تأثرت بسنوات الحصار وأدت إلى موقف صعب بشأن تطوير القدرات الجوية الإيرانية ومستويات الإنذار، فضلا عن الحاجة إلى تقييم عاجل للموقف الاستخباراتي الحالي عقب أحاديث عن اختراق تعرضت له إيران قبل تنفيذ عمليات الاستهداف الإسرائيلية ضد القادة العسكريين الإيرانيين.
وتشير التقديرات الحالية إلى أن عمليات الانتقام المتبادلة بين إسرائيل وإيران، تلغي الطرق التقليدية في المواجهات السابقة لتنقل الصراع من المواجهة بالوكالة إلى المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب، فيما تطالب القوى الإقليمية الفاعلة بضرورة احتواء التصعيد بين الجانبين والوصول إلى حلول عملية تضمن عدم خروج الصراع عن السيطرة أو اتساع نطاقه.
إيرانإسرائيلأخبار السعوديةأهم الآخبارآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.