بوابة الوفد:
2025-08-16@08:57:00 GMT

توسعات الطاقة في السعودية.. التحديات والفرص

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

 

تواجه السعودية تحديات واحتياجات متعددة في قطاع الطاقة لتلبية الطلب المتزايد وتحقيق الاستدامة. من بين الاحتياجات الرئيسية تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتقليل الهدر. يُقدَّر أن نسبة الهدر تصل إلى حوالي 20% من إجمالي الطاقة المُنتجة، مما يمثل تحديًا كبيرًا مع زيادة الطلب على الطاقة والنمو الاقتصادي المستمر.

وفي الوقت نفسه تواجه تحديات كبيرة في مجال الهدر في الطاقة، والذي يشمل عدة مجالات رئيسية. أحد أهم هذه المجالات هو الاستخدام المنزلي، حيث تُستخدم أجهزة التكييف والتدفئة بكثرة، وأحيانًا بدون تدابير فعّالة للترشيد، مما يسبب هدرًا كبيرًا للطاقة. بالإضافة إلى ذلك، يعاني القطاع الصناعي من تزايد نسبة الهدر بسبب استهلاك بعض الصناعات التقليدية كميات كبيرة من الطاقة بدون كفاءة عالية. كما أن النقل يشكل تحديًا آخر، حيث تعتمد السيارات والبنية التحتية للنقل بشكل كبير على الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى استهلاك زائد للطاقة. وفيما يتعلق بالبنية التحتية، تعاني بعض أنظمة توزيع الطاقة من قدمها وافتقارها للتكنولوجيا الحديثة التي تساعد في تقليل الفاقد أثناء النقل والتوزيع. لمواجهة هذه التحديات، تتبنى السعودية عدة جهود للحد من الهدر. من بين هذه الجهود تحسين الكفاءة من خلال تبني تقنيات حديثة ونظم إدارة الطاقة الذكية لتحسين كفاءة الاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، يتم التركيز على ترشيد الاستهلاك من خلال نشر الوعي بين المواطنين حول أهمية ترشيد استهلاك الطاقة. كما يتم الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. وفيما يتعلق بالنقل، يتم تطوير وسائل النقل العام وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية كجزء من الجهود المستمرة لتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الهدر.

هذه الجهود تشكل جزءًا من الاستراتيجية الوطنية للسعودية لتحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية ويساهم في تحقيق رؤية 2030. في الوقت الذي تحافظ فيه السعودية على موقعها العالمي الرائد في إنتاج النفط والغاز، تشرع المملكة في تحول كبير بإطلاق مشاريع تكنولوجيا نظيفة مثل الهيدروجين واحتجاز الكربون والطاقة الشمسية والرياح ضمن خطط طويلة الأمد لاقتصاد خالٍ من الكربون، وفقًا لتقرير مجلس صناعات الطاقة لعام 2024. التقرير يوضح أن الاقتصاد السعودي لا يزال يعتمد بشكل كبير على النفط والغاز، حيث يشكلان معاً 55% من اقتصاد البلاد.

بموجب رؤية 2030، تسعى السعودية لتنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري. ومع امتلاكها احتياطي نفطي يبلغ 267.2 مليار برميل وإنتاجها اليومي البالغ 11 مليون و389 برميل، تقوم المملكة باستثمارات ضخمة في تقانة الطاقة النظيفة. يشير التقرير إلى أن مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية في ازدياد مستمر، لا سيما في الطاقة الشمسية والرياح، بهدف تحقيق قدرة مجمعة تبلغ 4.5 غيغاواط.

الخطط الحالية تهدف إلى تركيب قدرة توليد طاقة تصل إلى 120 غيغاواط بحلول عام 2030، مع السعي إلى أن تكون 50% من هذه القدرة من مصادر متجددة. حتى عام 2023، بلغت قدرة الطاقة المتجددة في السعودية حوالي 3.67 غيغاواط.

تشمل مشاريع السعودية الكبرى أيضًا إنتاج الهيدروجين ومنصات احتجاز الكربون وتخزينه. تهدف المملكة إلى إنتاج 4 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين النظيف بحلول عام 2035، مع استثمار يصل إلى 16.1 مليار دولار لتحقيق هذه القدرة. أما في مجال احتجاز الكربون، تستهدف أرامكو احتجاز 14 مليون طن من الكربون سنويًا بحلول 2035، مع توقع تشغيل مركز احتجاز الكربون في الجبيل بحلول 2027.

تلك الجهود تشكل جزءًا من رؤية السعودية لتكون في طليعة الدول الرائدة في صناعة الطاقة المستدامة، مما يساهم في تحقيق طموحاتها الاقتصادية والبيئية.

من خلال هذه الجهود، تهدف السعودية إلى تحقيق تحول جذري في قطاع الطاقة يعزز من مكانتها الاقتصادية ويساهم في تحقيق الاستدامة البيئية. هذا التحول يتطلب التزامًا مستمرًا واستثمارات ضخمة في البحث والتطوير والبنية التحتية، لكنه يعد بمكافآت كبيرة للمملكة وللعالم أجمع.

كاتب سعودي

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: توسعات الطاقة السعودية التحديات والفرص قطاع الطاقة

إقرأ أيضاً:

 موقع صيني : اليمنيون قوة إقليمية لا يستهان بها قادرة على مواجهة التحديات 


وأشَارَ التقرير إلى إعلان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، عن إطلاق صاروخ فرط صوتي من طراز “فلسطين-2” استهدف مطار بن غوريون الدولي، وهي الضربة الثالثة من نوعها خلال ثمانية أَيَّـام، ما يشير إلى تصعيد غير مسبوق ودخول الصراع مرحلة جديدة.
وأكّـد التقرير أن اليمنيين ن كثّـفوا عملياتهم منذ اندلاع الحرب في غزة أُكتوبر 2023، مستهدفين سفناً إسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن، وشنوا ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة داخل الأراضي المحتلّة، بما في ذلك إغراق سفينتين ضخمتين متجهتين إلى إسرائيل خلال 24 ساعة، في عملية وصفها الموقع بالمفاجئة والصادمة. ورغم كونهم ينشطون في بلد من أفقر دول العالم، أثبتوا أنهم قوة إقليمية لا يستهان بها، قادرة على مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل بثبات وكفاءة.
كما كشف التقرير عن مواصفات صاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي، الذي يتمتع بمدى 2150 كيلومتراً وسرعة تصل إلى 16 ماخ، مع قدرة عالية على التوجيه الدقيق واختراق أنظمة الدفاع الجوي بما فيها “القبة الحديدية”، ما يعكس تطوراً عسكريًّا نوعياً قد يثير تساؤلات حول مصدر هذه التكنولوجيا المتقدمة. ولفت التقرير إلى أن التحقيقات الأمريكية كشفت عن امتلاك الحوثيين لطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للسفن وأنظمة تشويش GPS وأنظمة دفاع جوي متطورة.
واختتم الموقع الصيني بالإشارة إلى أن اليمنيين رغم محدودية بنيتهم العسكرية التقليدية، نجحوا في تغيير قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط وتحقيق نفوذ إقليمي مؤثر، موأصلين مواجهة مباشرة مع أمريكا وإسرائيل، وسط حصار وجوع ضاغطين

مقالات مشابهة

  • هل تهزّ التحديات المالية عرش كوداك، أسطورة التصوير منذ 133 عامًا؟
  • قمة ألاسكا تكلل الجهود السعودية.. المملكة ترسخ دورها في صناعة السلام العالمي
  • معدل البطالة ينخفض إلى 6.1%.. أستاذة اقتصاد: مصر تمر بعصر ذهبي رغم التحديات
  • أروين سلوت.. من مدرب غامض إلى بطل البريميرليج تحت ضغط التحديات الجديدة
  • موقع صيني : اليمنيون قوة إقليمية لا يستهان بها قادرة على مواجهة التحديات
  •  موقع صيني : اليمنيون قوة إقليمية لا يستهان بها قادرة على مواجهة التحديات 
  • إطلاق أول زبدة في العالم مصنوعة من الكربون والهيدروجين فقط
  • جامعة الأمير سلطان تدشن حزمة من الأنظمة الرقمية والخدمات الذكية لتعزيز جودة الحياة الجامعية بما يساهم في تحقيق تطلعات رؤية السعودية 2030
  • العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية صخرة صلبة وحصن منيع في وجه التحديات
  • السياحة في الأردن ترتفع 15.6% رغم التحديات الإقليمية