مدير ائتمان بالبنك الأوربي للتعمير: تخصيص 10 مليارات يورو لمصر في 10 سنوات
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
أكدت منة ذكر الله، مدير ائتمان الخدمات والصناعة بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أن البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير فتح أبوابه للمستثمرين في 37 مكتباً، على مستوى 37 دولة بمختلف أنحاء العالم، مشيرةً إلى أن البنك جرى انشاؤه خلال أوائل التسعينيات، وهو بنك تنموي دولي يهدف لدعم القطاع الخاص، من خلال تمويلات طويلة الأجل.
وأضافت «ذكر الله» خلال تصريحاتها لـ«الوطن»، على هامش الاجتماع المشترك للجنتي البنوك والتمويل بجمعية رجال الأعمال المصرية، أن البنك يقدم كذلك خدمات غير تمويلية، وهي الخدمات التي من شأنها تقديم إفادة كبرى لقطاع الصادرات المصرية، وكلا الجانبين معنيين بدعم الصناعة المصرية عبر تقديم تمويل طويلة الأجل.
وأوضحت أن البنك بدأ أولي أعماله في مصر عام 2012 و2013، وخلال الـ10 سنوات الماضية، جرى ضخ استثمارات قدرت بنحو 10 مليارات يورو للعديد من القطاعات المختلفة، وقالت في هذا الصدد: «كنا من أوائل الناس دعماً لاستراتيجية التحول نحو الأخضر، وأيضاً دعم الشركات».
فرض ضرائب على الواردات الضارة بالبيئةوأكدت مدير ائتمان الخدمات والصناعة بالبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير أن الأسواق الأوروبية ستعمل بداية من عام 2026 في تطبق نظام «Carbon Border Automation Machines»، والذي يقضي بتطبيق ضريبة على المستوردين الذين يقومون باستيراد منتجات تضر بالبيئة وتصدر عنها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وقالت: «أي مستورد سيجلب منتجات لها علاقة بثاني أكسيد الكربون، هيدفع ضريبة».
وأوضحت أنه يجب على المصدر المصري الاهتمام بهذا الأمر، حتى لا يقع تحت طائلة دفع ضريبة عالية، حال قام بتصدير منتجاته التي تعزز من إصدار غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الدول الأوروبية، ويجب عليهم مواكبة هذا التحول: «لازم نهتم ونواكب التحول اللي هيتم عندهم».
وأشارت إلى أن البنك يهتم بمحورين فيما يخص الصادرات، الأول دمج الشركات في سلسلة التوريد الدولية international supply chain، ويجب على الشركات المصرية أن تستعد لهذا التحول ولما سيتطلبه السوق الأوروبية من أجل المساعدة على الانتشار بمنتجاتهم والحصول كذلك على تسهيلات طويلة الأجل، سواء عبر شركات «كابيتال انفسمينت Capital Investments»، أو من خلال الدعم التقني للشركات المصدره.
وتابعت: «البنك يقدم استثمارات وقروض طويل الآجل بالجنيه أو اليورو أو بالمساعدات التقنية، عندنا معلومات أكبر عن البنود دي، وتعزز من التنافسية مع الشركات المصرية، وتضمن حصة استثمارية في الأسواق الدولية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البنك الأوروبي الإنشاء والتعمير جمعية رجال الأعمال تمويل خدمات استثمار
إقرأ أيضاً:
«ضريبة الغياب»
تسرقنا انشغالاتنا التي لا تنتهي، أو ربما لا نريد لها أن تنتهي، من أنفسنا ومن هم تحت مسؤوليتنا، فنصحو متأخرين وقد خلّفت فيهم خرابًا هائلًا لا سبيل لإصلاحه، ولن تكفي السنوات المتبقية من أعمارنا لترميمه.
تأخذنا الأعمال واللُّهاث الذي لا يهدأ وراء الحياة من أبنائنا في أعمارٍ هم فيها بحاجة ماسة إلى وجودنا، حتى نفيق ذات يوم على حالة من العجز والشلل لا يمكن وصفها إزاء ما يمكن فِعله لابن ضل الطريق، أو ابنة سقطت نفسيًا، أو لنشوب إشكال عائلي بالغ التعقيد.
انعدام وجود علاقة «صحية» مع الأبناء لا يمكن تبريره في ظل عالم مُشَرَّعة أبواب التواصل فيه مع العالم الخارجي دون أدنى رقابة؛ فما يمكن أن يوفره جهاز صغير كالهاتف النقال من مساحة غير محدودة للانفتاح، كفيل بتدمير أي منظومة أخلاقية جرى الاشتغال عليها من قِبل مؤسسات تربوية كالأسرة والمدرسة والمجتمع، فكيف إذا كان دور الأسرة بالذات مفقودًا ولا وجود له؟
تمرّ علينا مواقف كثيرة، ونسمع عن حكايات عجيبة تشهد أحداثها انحراف ابن أو ابنة كانا موضع ثقة، ليس بسبب افتقار الأسرة للإمكانات المادية وما يدور في فلكها، إنما لغياب دور الأب الغارق حتى أذنيه في مؤسسته وأعماله واهتماماته، أو لانحسار دور الأم المأخوذة بريادة الأنشطة الاجتماعية وهوس الظهور، أو الجري وراء صرعات الملابس والحقائب والأحذية و.....
قد نستغرب أن شابًا نعدّه مُتزنًا ينتمي لأسرة محافظة ينزلق إلى مستنقع إدمان المخدرات أو الكحول، أو أن شابة تتورط في علاقة منحرفة، لكن هذه الدهشة ستتبدد عندما نكتشف الهوّة التي أوجدها انصراف أحد الوالدين عن واجبه الحقيقي.
نفقد قيمة مهمة عندما لا نصل إلى مرحلة يعتبرُ فيها الوالدُ ابنَه صديقًا، ولا تعدّ الوالدةُ ابنتَها أختًا مُقرّبة.. عندما لا نكترث لتأسيس أرضية صلبة من الحوار، تقوم على الثقة المتبادلة، بعيدًا عن أجواء التهيّب وانتظار ردة الفعل.
رائعة هي العلاقة الودية التي يُؤسسها الوالدان مع أبنائهما، كونها تسمح بالحديث الشفاف، والتعبير بلا خوف عن ما اعتاد المجتمع السكوت عنه، وتقف سدًّا منيعًا دون دخول أي غريب إلى المناطق المحظور عليه دخولها، ولذلك فلا تقاليد أو أعراف أو حياء تبرر لهما الغياب عن عوالمهم.
لا حُجج تمنع الوالدين من فتح أبواب النقاش الحر، لا مبررات -مهما تكن- لأن يغرقوا في لُجّة عالم تسود فيه فوضى الأخلاق.
النقطة الأخيرة..
اعتبار الأبناء بمثابة الأصدقاء، جدير بهزيمة أي مشكلة قد تعترض طريقهم مستقبلًا، إنها وسيلة مُجربة لصناعة محاربين أشداء، لا يُخشى عليهم الانكسار عند أول هبّة ريح عابرة، أو النكوص عند أي مواجهة حاسمة أو معضلة حياتية.
عُمر العبري كاتب عُماني