سفينة سيدنا نوح.. اعرف نوع الشجرة التي صنعت منها
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
كشف علماء آثار عن "أطلال" عثر عليها في تلة على شكل قارب في تركيا يعود تاريخها إلى ما قبل 5000 عام - وهي نفس فترة الفيضان التوراتي (الفترة التي كثرت بها شرور البشر فأمر الله سيدنا نوح بتصميم سفينة لإنقاذه هو وعائلته فقط مع زوجين من جميع الحيوانات حتى يرسل الله فيضان يقضي على باقي البشر).
وأوضحت دار الإفتاء أن الكتاب والسنة وبالتالي آراء الفقهاء خاليةٌ من مسألة شجرة الكوك؛ سواء من القول الذي يقول: إن سيدنا نوحًا عليه السلام قد صنع سفينته من خشب هذه الشجرة، وكذا عصا موسى عليه السلام منها، وصنع السبح والخواتم منها أيضًا، وما دام الشرع قد سكت عن ذلك فلا يجوز أن ندَّعي صُنْعَ سفينة نوحٍ أو عصا موسى عليهما السلام منها.
وقد ذكر المفسرون -منهم الإمامان القرطبي والرازي- في تفسير الآية (38) من سورة هود ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾: أن سفينة نوحٍ عليه السلام كانت من خشب الساج، ثم عقّب الإمام الرازي بعد ذكر ذلك وذكر طولها وعرضها وارتفاعها؛ فقال في "مفاتيح الغيب" (17/ 345): [واعلم أن أمثال هذه المباحث لا تعجبني، لا حاجة إلى معرفتها البتة، ولا يتعلق بمعرفتها فائدةٌ أصلًا، وكان الخوض فيها من باب الفضول، لا سيما مع القطع بأنه ليس هاهنا ما يدل على الجانب الصحيح] اهـ.
طوفان سيدنا نوحوقالت دار الإفتاء إن القرآن الكريم فلم يرد فيه نصٌّ قاطعٌ على عموم الطوفان، ولا على عموم رسالة نوح عليه السلام، وما ورد من الأحاديث -على فرضِ صحةِ سنده- فهو آحادٌ لا يوجب اليقين، والمطلوب في تقرير مثل هذه الحقائق هو اليقين لا الظن إذا عُدَّ اعتقادُها من عقائد الدين.
أما المؤرخ ومُريدُ الاطلاع فله أن يحصل من الظن ما تُرَجِّحُهُ عنده ثقتُهُ بالراوي أو المؤرخ أو صاحب الرأي، وما يذكره المؤرخون والمفسرون في هذه المسألة لا يخرج عن حد الثقة بالرواية أو عدم الثقة بها، ولا يتخذ دليلًا قطعيًّا على معتقدٍ دينيّ.
أما مسألة عموم الطوفان في نفسها فهي موضوعُ نزاعٍ بين أهل الأديان وأهل النظر في طبقات الأرض، وموضوعُ خلافٍ بين مؤرخي الأمم:
أما أهل الكتاب وعلماء الأمة الإسلامية: فعلى أن الطوفان كان عامًّا لكل الأرض، ووافقهم على ذلك كثيرٌ من أهل النظر، واحتجوا على رأيهم بوجود بعض الأصداف والأسماك المتحجرة في أعالي الجبال؛ لأن هذه الأشياء مما لا يتكون إلا في البحر، فظهورها في رؤوس الجبال دليلٌ على أن الماء صعد إليها مرةً من المرات، ولن يكون ذلك حتى يكون قد عَمَّ الأرض.
ويزعم غالب أهل النظر من المتأخرين أن الطوفان لم يكن عامًّا، ولهم على ذلك شواهد يطول شرحها، غير أنه لا يجوز لشخصٍ مسلمٍ أن ينكر قضية أن الطوفان كان عامًّا لمجرد حكاياتٍ عن أهل الصين أو لمجرد احتمال التأويل في آيات الكتاب العزيز، بل على كل من يعتقد بالدين أن لا ينفي شيئًا مما يدل عليه ظاهر الآيات والأحاديث التي صح سندها وينصرف عنها إلى التأويل إلا بدليلٍ عقليٍّ يقطع بأن الظاهر غير مراد.
والوصول إلى ذلك في مثل هذه المسألة يحتاج إلى بحثٍ طويلٍ وعناءٍ شديدٍ وعلمٍ غزيرٍ في طبقات الأرض وما تحتوي عليه، وذلك يتوقف على علوم شتَّى عقلية ونقلية، ومَن هَذَى برأيه بدون علمٍ يقينيٍّ فهو مجازفٌ لا يُسمَعُ له قولٌ ولا يُسمَحُ له ببث جهالاته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سفينة نوح طوفان سيدنا نوح القران الكريم دار الإفتاء أهل الكتاب علیه السلام سیدنا نوح
إقرأ أيضاً:
عضو التنسيقية: 25 يناير و30 يونيو ثورات صنعت الجمهورية الجديدة
قال المهندس أحمد الباز، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن الشباب هم عصب الأمة ومن تقوم بهم الحضارات، مشددا على أن الجيل الجديد يمتلك "قلبًا جريئًا" وقدرة على فرض نفسه وإحداث التغيير.
وأضاف "الباز"، أن النجاح في الحياة الشخصية والعمل الخاص هو أساس النجاح في العمل العام والسياسي، موضحًا الفرق بين السياسي والكادر السياسي، مؤكدًا أن الكادر هو من يمتلك الخبرة والنجاح في حياته ليخدم المجتمع، وليس من يتخذ السياسة مهنة أساسية.
ولخص المهندس أحمد الباز التغير في المجتمع المصري قائلًا: "الناس اتحضرت شوية"، مشيرًا إلى أن الواسطة لم تعد هي المحرك الأساسي للنجاح، موضحًا أن التميز والكفاءة هما السبيل الوحيد لإثبات الذات في سوق العمل والحياة السياسية.
وأكد المهندس أحمد الباز على ضرورة إنهاء علاقة الإيجار القديم بشكل لا يظلم أحدًا، سواء المالك أو المستأجر، مطالبًا الحكومة بوضع ضوابط واضحة لمساعدة المستأجرين المتضررين، موضحًا أن "المالك هو المالك، والمستأجر هو المستأجر"، مقترحًا أن يتم خروج المستأجرين من الوحدات التجارية والإدارية في أقرب وقت "سنتين أو ثلاث سنوات"، بينما يجب أن تتدخل الحكومة لمساعدة المستأجرين في الوحدات السكنية "أكيد مش هيرميه في الشارع"، مؤكدًا: "لازم يخرج... أجلاً عاجلاً لازم هتخرج".، لأن العدل يقتضي ذلك، حتى لو أثار هذا الرأي غضب البعض.
وأشار إلى أن ثورة 25 يناير كانت نقطة تحول في تاريخ مصر وحياة الشباب، حيث شعروا بقدرتهم على إحداث التغيير، مؤكدًا على أن 30 يونيو كانت بمثابة طوق النجاة لمصر وشعبها، وأن الأجيال الجديدة باتت أكثر وعيًا وقدرة على التعبير عن آرائها والمشاركة الفعالة في بناء الدولة.
وفي رسالته للشباب، لفت إلى أن النجاح الحقيقي لا يقتصر على جانب واحد فقط، بل يتحقق في ثلاثة محاور: "بيتك، وشغلك، وحياتك السياسية"، مشددًا على أن "النجاح مش صعب" لمن يجتهد ويعمل على نفسه، فـ"الغالي دايمًا رخيص" طالما توفرت الشطارة والإمكانية لتحقيقه.