مشاكل داخلية تطارد طهران خلال استعدادها للانتقام من اسرائيل
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
ذكرت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية، أنه بينما تستعد إيران للهجوم على إسرائيل، تتراكم مشاكلها في ساحة أخرى، في إشارة إلى الوضع الاقتصادي الآخذ في الانحدار. وسجل الريال الإيراني مستوى منخفضاً جديداً، وتراجعت سوق الأوراق المالية في طهران بمقدار 28 ألف نقطة.
وأضافت "غلوبس" أنه في ظل التوترات مع إسرائيل وتهديدات النظام الإيراني بالانتقام، بالإضافة إلى الانتخابات المقررة غداً الثلاثاء، وصل الريال الإيراني إلى مستوى منخفض جديد، ليلة أمس الأحد، ليتجاوز سعر الدولار 705 ألف ريال، بعدما كان سعره 70 ريالاً فقط وقت الثورة الإيرانية عام 1979، أي عشرة آلاف ضعف.وفي الوقت نفسه، يبلغ سعر اليورو الواحد 762 ألف ريال، والجنيه الاسترليني 905 آلاف ريال، وأفاد موقع "إيران إنترناشيونال" المعارض أن سوق الأسهم في طهران تراجع بمقدار 28 ألف نقطة.
ماذا تبقى من الدفاع الجوي الإيراني بعد الضربة الإسرائيلية؟https://t.co/rTl5gbXwAG
— 24.ae (@20fourMedia) November 1, 2024 مشاكل عديدةوقالت الصحيفة، إنه من المؤسف بالنسبة لحكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، فإن تآكل العملة لا يشكل سوى مشكلة واحدة من بين مشكلات عديدة، مشيرة إلى أن الرئيس الذي حاول، دون جدوى، منع الهجوم الإيراني في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، يتعامل مع عواقب التضخم الذي بلغ حوالي 30٪ لمدة ستة أشهر تقريباً، موضحة أن واحداً بين كل ثلاثة إيرانيين يعيش تحت خط الفقر.
فشل بزشكيان
وتقول الصحيفة، إنه على الرغم من أن بزشكيان تم انتخابه بعد وعود كبيرة، إلا أنه لم يكن قادراً على التأثير على الميزانية الإيرانية للعام المقبل والتي تم بموجبها التعهد بتقديم ما يقرب من 20% من عائدات تصدير النفط، أي حوالي 10 مليار دولار، إلى الحرس الثوري الإيراني.
زيادة ميزانية الدفاع
وأشارت غلوبس إلى أنه بعد أن وُعد الجيش الإيراني في ميزانية هذا العام بإيرادات تبلغ 200 ألف برميل يومياً، سيتمتع في العام المقبل بإيرادات تبلغ قدرها 430 ألف بريميل يومياً.
وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، الأسبوع الماضي، أنه تقرر تزيادة ميزانية الدفاع في العام المقبل، ابتداء من 20 مارس (آذار)، بنسبة 200%، أي ستقفز من 10.3 مليارات دولار إلى 30.9 مليار دولار.
إسرائيل تنتقد مسار بايدن مع إيران على طريقة أوباماhttps://t.co/3UmOIl7RSe
— 24.ae (@20fourMedia) November 3, 2024تبرير النظام الإيراني
وأشارت مهاجراني إلى الرد الإسرائيلي، قائلة إن "وحدتنا أصبحت أقوى مع هذه التصرفات التي يقوم بها النظام الصهيوني، ومن الخطأ جداً أن يعتقدوا أنه يمكن أن يؤثروا على وحدتنا الوطنية بهذه التصرفات"، وفيما يتعلق بالميزانية، زعمت أنهم يحاولون استثمار أكبر قدر ممكن في التعليم، لكنها أعلنت أيضًا أن "ميزانية الدفاع سترتفع قريباً إلى 200%".
ويذكر أن تقارير إعلامية تشير إلى أن إيران تجري استعداداتها للرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف عدداً كبيراً من المواقع العسكرية ومنظومة الدفاع الجوي الإيراني في 26 أكتوبر الماضي، وذلك في إطار التصعيد المستمر بينهما خلال الأشهر الأخيرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الهجوم الإيراني على إسرائيل الحرس الثوري الإيراني إيران
إقرأ أيضاً:
هل تنجو إيران من آلية الزناد في ظل مباحثاتها مع الترويكا الأوروبية؟
وسط تصاعد التوترات في المنطقة وتلويح واشنطن وتل أبيب بمهاجمة طهران مجددا، تباحثت إيران مع الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) أمس الجمعة في مدينة إسطنبول التركية حول الملف النووي الإيراني ومسألة العقوبات، لكنهما لم يتوصلا لنتائج ملموسة، كما كشفت مصادر إيرانية.. فهل تنجو إيران من سيف العقوبات الأوروبية؟
وفي المقابل، اتفقت إيران والترويكا الأوروبية على مواصلة المناقشات بهدف كسر الجمود بشأن البرنامج النووي الإيراني، ووصف كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، الذي ترأس وفد طهران إلى جانب مجيد تخت روانجي، اللقاء بأنه كان "جادا وصريحا ومفصلا".
وركز الاجتماع -الذي عُقد في القنصلية الإيرانية- على إمكانية إعادة فرض العقوبات الدولية التي رُفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، والذي حدّ من أنشطة التخصيب الإيرانية مقابل تخفيف الإجراءات العقابية.
وفي الوقت الذي يلوّح فيه الأوروبيون بفرض عقوبات على إيران في حال عدم تسجيل أي تقدم يخص العودة إلى المباحثات والسماح للمفتشين الدوليين بزيارة المواقع النووية الإيرانية، تسعى طهران من خلال مشاركتها في اجتماع إسطنبول إلى منع تفعيل ما تسمى بـ"آلية الزناد" وتجنب اتهامها بتخريب المسار الدبلوماسي، كما يقول أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة طهران، الدكتور حسن أحمديان في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر".
ووُضعت "آلية الزناد" في صلب الاتفاق النووي لعام 2015، لأن الولايات المتحدة كانت تقول إنه لا ثقة لديها في إيران التي -برأيها- يمكن أن تتنصل من التزاماتها، أي أن هذه الآلية -والكلام للضيف الإيراني- هي أداة بيد الأطراف الأخرى التي تراقب مدى التزام طهران بالاتفاق النووي.
ورغم قبول دخولها في محادثات مع الترويكا الأوروبية، فإن إيران ترى من جهتها أن لا ثقة لديها لا في الأميركيين ولا في الأوروبيين، ويقول أحمديان إن أوروبا دعمت إسرائيل في الحرب التي شنتها على إيران في يونيو/حزيران الماضي، وإن ما تريده بلاده اليوم هو الحصول على ضمانات حقيقية، ولكن من روسيا والصين.
إعلان ضمانات أوروبيةووفق أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة برمنغهام، سكوت لوكاس، فإن إيران لا تريد، ولا الترويكا الأوروبية، الوصول إلى مرحلة تطبيق "آلية الزناد"، مشيرا إلى أن على أوروبا أن تمنح ضمانات لإيران بأنها لن تتعرض لهجوم مرة أخرى وأنه لن تكون هناك عقوبات إضافية من أجل أن تنسحب من مرحلة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، كما قال لوكاس، وتسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى المنشآت النووية الإيرانية.
وفي ظل عدم الاعتماد على الولايات المتحدة التي انسحبت من اتفاق 2015 وعدم التنبؤ بما سيقوم به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقول لوكاس إن الأوروبيين يمكنهم التوصل مع إيران إلى صيغة ما قد تكون موافقتها على تخصيب اليورانيوم بنسبة تتراوح بين 3% و6% والسماح لدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويطالب الأوروبيون إيران بإعادة التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واستئناف التفاوض مع واشنطن وبإيضاح ما حل بالبرنامج النووي ومكان المخزون الإيراني، وهي مطالب يستغرب منها أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة طهران، بقوله إن بلاده تعرضت لحرب وضربت المواقع الإيرانية، وكاميرات الوكالة الذرية كانت ترصدها، ورغم ذلك لم تصدر الوكالة أي بيان.
ولكن الضيف الإيراني لم يستبعد أن تستجيب بلاده لمطالب الأوروبيين كنوع من المقايضة للحصول على ضمانات تتعلق برفع التجميد عن بعض الأرصدة الإيرانية وقضايا أخرى، مشيرا إلى أن الحديث عن التخصيب سواء بـ20% أو 60% هو خارج الإطار.
وتُصر إيران على أن أنشطة التخصيب تقع ضمن حقوقها القانونية، لكن واشنطن تعتبر أن التخصيب خط أحمر.