بن حبتور: الحرب الحالية ضد الصهاينة أسقطت مؤامرة أعداء الأمة التي تقوم على تفريقها تحت عناوين مذهبية
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
الوحدة نيوز/ شارك عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في الندوة الثقافية التوعوية التي أقامتها وزارة الشباب والرياضة اليوم بالتعاون مع اللجنة المركزية للحشد والتعبئة، ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني في ذكرى “وعد بلفور” المشؤوم تحت عنوان ” الصهيونية العربية – النشأة والمظاهر وآليات مواجهتها “.
وفي الندوة عبر عضو السياسي الأعلى عن الشكر لوزارة الشباب ولجنة الحشد والتعبئة ورئيسي جامعتي صعدة والبيضاء، وكل من ساهم في تنظيم هذه الفعالية.. لافتا إلى دور عتاولة النظام العربي من المفكرين والمثقفين الذين عملوا طيلة الفترة الماضية على تغييب قضية الأمة المركزية خدمة لأهداف الصهيونية.
وأكد أن فكرة الصهيونية هي نتاج للفكر الأوروبي الاستعماري الذي كان وما يزال وبالا على الإنسانية جمعاء.. موضحا أن كافة الشعارات والفكر الذي قام عليه النظام الأوروبي سقطت اليوم سقوطا مدويا من خلال تبني هذا النظام للرواية الصهيونية إزاء عدوانه الإجرامي ضد الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة.
وأفاد الدكتور بن حبتور بأن الدولة الإسلامية منذ تأسيسها من قبل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والخلافات التي أعقبتها لم ترتكب على مدى ألف و300 عام، واحد بالمائة مما ارتكبه النظام الغربي الأوروبي الصهيوني من إجرام بحق شعوب العالم خلال ثلاثمائة عام فقط.
وتطرق إلى فلسفة الفكر الأوروبي الذي بدأ تأسيسه عقب سيطرتهم على الأندلس وخروج معظم المسلمين من شبه الجزيرة الأيبيرية.. معتبرا ما يحدث من إجرام امتدادا لهذا الفكر الأوروبي الاستعماري المبني على العنصرية واستباحة غيرهم من الشعوب.
ولفت إلى أن النظام العالمي الهلامي الذي أسسه الغرب في أعقاب الحرب العالمية الثانية تم إسقاطه مع أول طلقة لمعركة “طوفان الأقصى” التي لم تعري هذا النظام فحسب، بل والنظام العربي المتصهين.
وقال ” إن الأوروبي الذي لم تحركه أشلاء الأطفال والنساء التي يشاهدها العالم في غزة على مدار الساعة لايزال يجرم حتى اليوم كل من يشكك في الهولوكست برغم عدم وجود أي دليل مادي أو توثيقي يوكد حدوثها”.. لافتا إلى أن فكر الجهاد والمقاومة هو وحده القادر على تحرير فلسطين ومواجهة الفكر العدائي الصهيوني ومشروعهم الذي يستهدف كل الأمة دون استثناء.
وأضاف ” على مدى سبعة عقود ونيف لم تتمكن الدول العربية مجتمعة أن تعمل ما عمله اليمن في عام واحد خلال المواجهة المفتوحة مع العدو الإسرائيلي وداعميه الرئيسيين الأمريكي والبريطاني”.
وبين عضو المجلس السياسي الأعلى أن الحرب الحالية ضد الصهاينة أسقطت مؤامرة أعداء الأمة التي تقوم على تفريق الأمة تحت عناوين مذهبية، وأثبتت أنه لا فضل لأحد على هذه الأمة إلا بما يقوم به من أجل نصرتها وقضيتها المركزية.
وأشار إلى أن بن سلمان ومن معه من صهاينة العرب لم يكتفوا بمواقفهم المخزية إزاء القضية الفلسطينية بل عمدوا إلى حث الصهاينة على اجتثاث حركة حماس وحزب الله كما فعلوا وما زالوا مع أبناء الشعب اليمني وغيرهم من أبناء الأمة الذين تم استهدافهم تحت ذرائع وعناوين لا أساس لها.
وذكر أن الأحداث الحالية أثبتت بجلاء أن صهاينة العرب يعملون على التنكيل بالأصوات الحرة ويخدمون أهداف الصهيونية في المنطقة أكثر من الصهاينة أنفسهم.. مؤكدا أن الشعوب العربية والإسلامية بحاجة إلى إيقاظها من سباتها من خلال مثل هذه الأعمال الثقافية الفكرية والعمل على إحياء فكر المقاومة.
وحث الدكتور بن حبتور الوزارات المعنية على استخلاص الدروس من كلمات ومحاضرات السيد القائد بطريقة منهجية من أجل تدريسها للأجيال.. معتبرا الندوة بداية موفقة لوزارة الشباب والرياضة ولجنة التعبئة لقرع الأجراس وإيقاظ الوعي في أوساط الشعب اليمني.
وفي الندوة التي حضرها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء العلامة محمد مفتاح، أكد وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد علي المولّد، حرص الوزارة على تفعيل العمل الثقافي في أوساط النشء والشباب والمجتمع، وتوعية الأجيال بكل ما يرتبط بقضية الأمة المركزية والأولى “فلسطين”.
وأشار إلى أن مثل هذه الندوات تفضح جرائم العدوان وتعري القيادات العربية المتصهينة التي ارتمت في أحضان أعداء الأمة ووقفت مع المشروع الصهيوني، الأمريكي ضد أحرار الأمة في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها من دول محور المقاومة.
ودعا الوزير المولّد الشعوب العربية والإسلامية إلى الانتفاض على قياداتها المرتهنة للصهيونية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته ودعم وإسناد مقاومته وكذا حماية مقدسات الأمة.
وفي الندوة التي أدارها رئيس جامعة البيضاء الدكتور أحمد العرامي، قُدمت ورقتا عمل، بحضور نائب وزير الشباب والرياضة نبيه أبو شوصاء، وعدد من وكلاء الوزارة وقيادات شبابية ورياضية وتربوية.
حيث تطرقت الورقة الأولى المقدمة من عضو رابطة علماء اليمن الشيخ مقبل الكدهي، بعنوان “نشأة الصهيونية العربية” إلى أن تيار الصهيونية العربية ثمرة ناتجة عن قبح القيادات وخضوعها للمشروع الأمريكي، الصهيوني.
وأفاد بأن الدول التي بادرت بالتطبيع وارتمت في أحضان المشروع الصهيوني، بدأت بإقامة علاقات تجارية ودبلوماسية منفردة مع إسرائيل، واتسعت بآلية ترويج مثقفيها وإعلامييها ونخبتها، إلى مسألة التطبيع مع كيان العدو وقبول التعايش معها قبل التوصل إلى اتفاق نهائي يمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، كما حدث مع الإمارات والبحرين والمغرب.
وأشار الشيخ الكدهي إلى أن الدول العربية المتصهينة مرت بثلاث مراحل، أولها مرحلة مؤتمر كوبنهاجن الذي ضم نحو ستين إسرائيليًا وعدد مماثل من المصريين والعرب برعاية الاتحاد الأوروبي، تلاه زيارات ولقاءات بين مسؤولين ورجال دين ومثقفين صهاينة ومصريين وعرب واستمرت مراحل الخنوع وصولًا لمرحلة الجهر بالسوء من القول، بدفاع بعص الأنظمة والمؤسسات العربية عن إسرائيل وتبني خطابها وانتقاد المقاومة الفلسطينية.
بدوره عرّج الباحث عبدالعزيز أبو طالب في ورقة العلم الثانية بعنوان “مظاهر الصهيونية العربية” على ما وصلت إليه بعض القيادات العربية من ارتهان للمشروع الأمريكي، الغربي الصهيوني، وما تقدمه تلك القيادات من خدمة للمشروع الصهيوني في المنطقة.
واعتبر قيادات الدول المطبعة والعميلة في المنطقة العربية، أدوات قذرة وصناعة أمريكية بريطانية، تنفذ أجندة لصالح قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني المتغطرس.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الصهیونیة العربیة الشباب والریاضة فی الندوة بن حبتور إلى أن
إقرأ أيضاً:
سيف الدولة لـعربي21: الأنظمة العربية تعاني من التبعية.. والمقاومة الفلسطينية وحدها من تحمي الأمة
في ظل حرب الإبادة الجماعية والتجويع المتواصل الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ووسط صمت عربي رسمي مطبق، يطرح الرأي العام العربي تساؤلات ملحة عن دور الحكومات والأنظمة والشعوب العربية في التصدي لهذا العدوان أو على الأقل دعمه للمدنيين المحاصرين في القطاع.
في هذا السياق، حاورت "عربي21" المفكر والباحث السياسي المصري المهندس محمد عصمت سيف الدولة، مؤسس حركة “مصريون ضد الصهيونية” والباحث في ملف الصراع العربي الصهيوني.
يرى سيف الدولة أن المواقف العربية الرسمية لا تُعزى فقط إلى التخاذل أو الجبن، بل تعكس بنية سياسية واقتصادية قائمة على التبعية العميقة للولايات المتحدة، وهي بنية تقيد أي تحرك خارج مظلة المصالح الغربية.
وفيما يلي نص الحوار:
ما هي الأسباب الجوهرية التي تقف خلف تخاذل الحكومات العربية، خصوصاً الحكومة المصرية، في نصرة غزة ورفع الحصار؟
الأسباب واضحة، فالنظام العربي الرسمي يعيش منذ عقود حالة تبعية استراتيجية للولايات المتحدة، تكبّله وتمنعه من اتخاذ مواقف مستقلة، وخاصة تلك التي قد تُغضب واشنطن أو تهدد أمن الكيان الصهيوني. بالنسبة لمصر تحديدا، هناك اتفاقية كامب ديفيد التي وضعتها خارج إطار الصراع، بل وألزمتها ضمن المادة السادسة بعدم التدخل في أي نزاع مسلح بين الاحتلال الإسرائيلي والأطراف العربية الأخرى، وهذا القيد أصبح جزءا من السياسة المصرية الرسمية.
كيف تفسرون صمت الأنظمة العربية إزاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة من مجاعة وإبادة وتطهير عرقي ؟
الصمت الرسمي العربي يعكس في الحقيقة تواطؤا سياسيا أكثر منه مجرد سكوت. هناك خوف من الشارع العربي ومقاومته، وهناك أيضا رغبة دفينة لدى بعض الأنظمة في تصفية القضية الفلسطينية، لأنها ببساطة تُحرجهم، وتكشف عجزهم وتواطؤهم. المقاومة تُعريهم أمام شعوبهم المقهورة التي تخشى من التحرك.
إلى أي مدى تؤثر الضغوط الخارجية على مواقف الحكومات العربية من العدوان على غزة؟
لا يمكن فهم الأداء العربي إلا في ضوء العلاقة العضوية التي تربط أغلب الأنظمة العربية، وخاصة المصرية، مع واشنطن. هذه الضغوط ليست فقط سياسية، بل أيضًا أمنية واقتصادية واستراتيجية.
فالمطلوب من مصر، وفقا للمعاهدات التي وقعتها، أن تظل في موقع الوسيط وليس الحليف للفلسطينيين، وأن تحافظ على أمن الاحتلال الإسرائيلي على حدودها الشرقية.
هل هناك فرق فعلي بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي العربي تجاه غزة٬ لأن النتيجة واحدة خذلان أهل غزة؟
بالتأكيد الشعوب العربية تفيض غيظا وغضبا مما يحدث في غزة، وهي ملتفة بالكامل حول المقاومة، وتطالب حكوماتها بالتحرك. على النقيض، الأنظمة الرسمية تقمع المظاهرات، وتعتقل الداعمين لفلسطين، وتخشى من أي حراك شعبي يمكن أن يمتد ليطال شرعيتها. الشعوب ترى المقاومة شرفا، بينما ترى فيها الأنظمة خطرا وجوديا.
كيف يمكن تفسير هذا الانفصال الحاد بين موقف الشارع وموقف الأنظمة؟
الأنظمة العربية ترى نفسها مسؤولة فقط عن "أمن النظام" لا أمن الأمة. ولذلك فهي تخشى من أن تتحول المظاهرات الداعمة لغزة إلى مظاهرات تطالب بالحرية والتغيير، كما حدث في ثورات الربيع العربي. ولذلك تُغلق الفضاء العام وتحاصر أي فعل جماهيري مهما كان سلميا أو إنسانيا.
ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه التيارات السياسية والمجتمع المدني في التأثير على القرار الرسمي؟
التيارات السياسية والمجتمع المدني تم تفريغهم بالكامل من قدرتهم على الفعل. القمع، والتشويه، والاعتقالات، وقوانين منع التظاهر، كل ذلك أدى إلى تراجع الحركة الوطنية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. ومع ذلك، ما زالت هناك طاقات كامنة في الشارع، يمكن تحفيزها إذا أُتيحت لها مساحة من الحرية.
هل تعتقد أن ضعف التضامن الشعبي في بعض الدول لعب دورا في ارتخاء الموقف الرسمي تجاه غزة؟
لا أوافق على أن هناك "ضعف تضامن شعبي"، بل هناك قمع منهجي لكل تعبير شعبي عن التضامن. الشعوب تريد أن تهتف، تتظاهر، تسيّر قوافل، لكن الأنظمة تمنعها.
حتى التبرعات الخيرية أصبحت تخضع للرقابة أو الحظر. إذا تُركت الشعوب تعبّر عن نفسها بحرية، لرأينا ملايين في الشوارع كما كان في 2009 و2014.
ما الذي يمكن أن تفعله الشعوب العربية القريبة من فلسطين لمساندة غزة في ظل هذا القمع الرسمي؟
للأسف، أغلقت الأنظمة كل الأبواب أمام الفعل الشعبي. لا مظاهرات، لا قوافل، لا إعلام حر، لا مساعدات تمر عبر المعابر. ومع ذلك، الشعوب ستجد طرقها يومًا ما.
والتجربة علمتنا أن الانفجار الشعبي قادم لا محالة حين تتجاوز الأنظمة حدود الصبر الوطني والإنساني. الفلسطينيون ليسوا وحدهم، وكل هذا القمع لن يمنع انفجار التضامن العربي الحقيقي.
ما هي الرسائل التي توجهونها للشعوب العربية، خاصة في مصر والدول المجاورة لفلسطين؟
رسالتي واضحة٬ لا تيأسوا، لا تصمتوا، لا تنسوا. ما يحدث في غزة ليس فقط جريمة، بل هو اختبار حقيقي لإنسانيتنا وهويتنا وأصالتنا. كل من يستطيع أن يفعل شيئًا بالكلمة، بالصوت، بالصورة، بالمقاطعة، بالتضامن فليفعل. لا شيء صغير أمام دماء الشهداء. وحين يسقط الخوف من القلوب، ستكون لنا الكلمة الأخيرة.
أخيرا، كيف تقيمون دور الإعلام العربي، وخاصة المصري، في تغطية العدوان على غزة؟
الإعلام العربي الرسمي يلعب دورا مزدوجا. فهو من جهة يغطي المجازر ويسلط الضوء على الكارثة، لكن في ذات الوقت يحجب الرواية الحقيقية عن الناس، ويتجاهل جوهر القضية٬ أن هذا الكيان الصهيوني هو كيان غير شرعي، وأن المقاومة حق مشروع. الإعلام الشعبي، خاصة عبر وسائل التواصل، هو الذي يقوم اليوم بـالدور الوطني والأخلاقي في فضح الاحتلال وفضح المتواطئين معه.