ماذا تريد الإمارات من المخا؟ وكيف انتهكت سيادة اليمنيين؟
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
ويعد ميناء المخا أحد أهم الموانئ اليمنية على البحر الأحمر، ويحتل موقعا إستراتيجيا بقربه من مضيق باب المندب الممر الدولي الحيوي الهام، ويعتبر أيضا إحدى أشهر بوابات اليمن إلى العالم.
وتواصل المليشيات الإماراتية استخدام ميناء المخا لنقل الإمدادات العسكرية إلى المليشيات التي تدعمها في الساحل الغربي لليمن.
ومنذ احتلاله عام 2017.. لا يزال ميناء المخا خاضعا لسيطرة المليشيات الإماراتية التي حولته إلى ثكنة عسكرية تخدم العدو الصهيوني بالمقام الأول ولا تتحرج دويلة التطبيع المسماة بالإمارات عن إعلان ذلك.
وتتعدد الأرتال العسكرية في ميناء المخا، وتحتشد هذه المليشيات داخل ميناء تستخدمه الإمارات بشكل حصري للإمدادات العسكرية واللوجستية إلى المليشيات التابعة لها.
ومنذ تحوله إلى ثكنة عسكرية تحت إدارة وإشراف ضباط إماراتيين قبل سنوات - بحسب سكان محليين - يشهد الميناء استحداثات جديدة من مبان وعنابر تستخدم في الأغلب لتخزين السلاح والمعدات.
وبينما تحرم سيطرة المليشيات الإماراتية على ميناء المخا مايسمى بالشرعية الزائفة من عوائد تناهز 12 مليار ريال يمني شهريا تستخدمه الجماعات المدعومة إماراتيا لخدمة مصالحها.
وبحسب إحصاءات وتقارير دولية فإن الحال في ميناء المخا يشبه ما جرى بميناء عدن وموانئ يمنية أخرى، حيث حرمت ما يسمى بالشرعية الزائفة من استغلال الموارد الاقتصادية بما يدعم تثبيت أركانها ومواصلة ارتزاقها وعدوانها على اليمن واليمنيين، مقابل مضي دويلة الإمارات في صراع الاستحواذ على الموانئ والمواقع الإستراتيجية في اليمن.
وتؤكد تقارير دولية: تورط ميليشيا الإمارات بقيادة طارق عفاش بالعبث باستقرار مدينة المخا اليمنية وتحاول فرض تقسيمها خدمة لمؤامرات أبو ظبي في نشر الفوضى والتخريب في الوطن.
وتزايد تنديد ناشطون وحقوقيون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي من سعي ميليشيات الإمارات للعمل على وتر التقسيم السياسي والاجتماعي والجغرافي والإداري لخلق صراعات ويسهل لهم ابتلاع اليمن.
وبحسب مهتمين بالشأن اليمني: حوّلت الإمارات ميناء المخا من ثاني أكبر الموانئ التجارية اليمنية إلى ميناء عسكريّ يُمنع المواطنون من الاقتراب منه.
ويرى مراقبون أن استقدام الكمّ الهائل من الجنود والمعدّات العسكرية إلى المخا في إطار محاولة التوسّع باتجاه تعز وتثبيت موطئ قدم فيها ولذلك تتجه الإمارات نحو التصعيد في جبهتي "البرح" و"موزع".
أيضاً - وبحسب مؤشرات عسكرية - حوّل الإماراتيون ميناء المخا إلى قاعدة عسكرية لهم، ووضعوا فيها المئات من مليشياتهم ومنعوا اليمنيين من الاقتراب منها، وأصبح الميناء حكراً عليهم تصل إليه سفنهم الحربية وإمداداتهم العسكرية.
ولا يجرؤ أحد في المخا على انتقاد الإماراتيين أو انتقاد الأوضاع السائدة في مدينة المخا وأريافها ومينائها ، ومن يفعل ذلك يُختطف ويتم التحقيق معه وينقل إلى عدن حيث تمتلك الإمارات ومليشيات تابعة لها سجوناً سرية، لكن إذا بقيت الأمور على ما هي عليه واستمرت الإمارات في توسّعها لا يستبعد مراقبون أن ينتفض اليمنيين في وجه الإمارات، خاصة وأن جميع الأطراف اليوم لم تعد راضية عن ممارسات الإماراتيين التي تمثّل انتهاكاً كبيراً للشعب اليمني.
ولا يخفى على أحد السجون التي تمتلكها الإمارات في اليمن والتي تعذب فيها وتعتقل آلاف اليمنيين الذين يخالفون سياستها، ولا سبيل لها للتوسع والبقاء في عدن وغيرها سوى القمع الذي تساعدها فيه أمريكا، فبحسب تقرير صادر عن وكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية، تبيّن أن دويلة الإمارات أحدثت قرابة 18 سجناً سرياً في اليمن، حيث يتم تنفيذ أساليب تعذيب قاسية للغاية، في عمليات يصفها حقوقيون بالفضائح في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية.
وبحسب مصادر محلية: يتعامل طارق عفاش مع المناطق التي اغتصبتها الإمارات وسلمتها له على طبق من دم، على أنها ملكيته، وهي المناطق الممتدة على طول الساحل الغربي، والتي تشمل المخا والخوخة حتى باب المندب، وتتبع إداريا محافظة تعز.
وتشير التقارير أن طارق عفاش يريد أن يحكم المخا والمناطق التي تجاورها، وتعمل الإمارات، في أكثر من اتجاه، بالتنسيق مع الشيطان الأكبر "أمريكا" ، لكسر الحصار اليمني المفروض على كيان الإحتلال الإسرائيلي، ولذا، تدفع أبو ظبي، التي انحازت إلى «تل أبيب» منذ 7 أكتوبر، نحو تفجير الأوضاع في جبهة الساحل الغربي منذ أسابيع.
وكشفت وسائل إعلام، أن الإمارات التي موّلت إنشاء مطار جديد في مدينة المخا قبالة مضيق باب المندب غربي تعز، تقول سلطة السياسي الأعلى بالعاصمة اليمنية صنعاء إنه قاعدة عسكرية جوية إماراتية بغطاء مدني، وحاولت، في الأيام الماضية، نقل قيادات موالية لها كانت تشارك في المعارك التي تخوضها مليشيات "الدعم السريع" مع القوات السودانية، جواً، إلى اليمن، إلّا أنّ الجيش اليمني ومن العاصمة صنعاء تمكّن من إحباط العملية، وأجبر الطائرة التي كانت تقل تلك القيادات على مغادرة الأجواء اليمنية.
كما كشفت المصادر أن القوات المسلحة اليمنية أعلنت من العاصمة صنعاء ما نفذته لاحقا حيث فرضت حظراً جوياً على مطار المخا، بعدما رصدت استخدامه لنقل الأسلحة، وجاء هذا في أعقاب تسرّب معلومات عن ترتيبات إماراتية تجري منذ فترة، بدعم أميركي وبريطاني وإسرائيلي، لإطلاق عملية عسكرية واسعة بمشاركة الفصائل التابعة لأبو ظبي في الساحل الغربي وما يسمى بألوية العمالقة الجنوبية المدعومة من الإمارات،وستشمل العملية، وفقاً للمصادر، السواحل المطلّة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والواقعة في نطاق محافظتي تعز والحديدة، وذلك في إطار إشغال القوات اليمنية عن العمليات البحرية التي تشنها ضد السفن المتّجهة إلى الموانئ المحتلة منذ منتصف تشرين الثاني.
وتزامنت تلك التحركات - وفق وسائل إعلام ودلية - مع بذل الإمارات مساعيَ موازية لكسر الحصار على العدو الإسرائيلي، والتخفيف من تأثير القرار اليمني الذي فشلت خيارات واشنطن كافة، بما فيها العسكرية، في الحد من آثاره على الاقتصاد الإسرائيلي.. مشيرة إلى أن الطريق الخليجي البري الذي يربط الإمارات بكيان الإحتلال الإسرائيلي بطول أكثر من ألفي كيلومتر، ويمر عبر السعودية والأردن، سيقلّل تكلفة تأخير وصول البضائع 12 يوماً، كما في حالة شحنات التجارة التي يتم نقلها عبر رأس الرجاء الصالح.
وأشارت إلى أن الخط الجديد قلّص حجم الخسائر والاحتياجات في السوق المحلية الإسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى أن ما تقوم به الإمارات اليوم في الساحل الغربي يأتي بضوء أمريكي أخضر، بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي إلى السعودية ومن ثم الإمارات، لأنه لم تمرّ أيام قليلة على هذه الزيارة حتى بدأت الإمارات والسعودية بتوسيع عدوانها على اليمن، لذلك فإن قوى العدوان -بحسب خبراء عسكريين - هي من تتحمل المسؤولية عن النتائج الكبيرة للتصعيد.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الساحل الغربی میناء المخا باب المندب
إقرأ أيضاً:
ترمب: الشرق الأوسط على أعتاب عصر ذهبي.. وإيران تريد السلام مع إسرائيل
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في خطاب تاريخي أمام الكنيست الإسرائيلي، الاثنين، أن منطقة الشرق الأوسط وإسرائيل "توشكان على دخول عصر ذهبي" بانتهاء حرب غزة، مؤكداً أن "الوقت قد حان للسلام" في المنطقة، ومعتبراً أن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل إنجازاً غير مسبوق بعد عامين من "كابوس الحرب المؤلمة".
وقال ترمب في كلمته إن "هذه ليست فقط نهاية حرب، بل نهاية عصر من الموت والدمار، وبداية فجر جديد لشرق أوسط مزدهر"، داعياً سكان غزة إلى التركيز على إعادة البناء وتحقيق الاستقرار والكرامة والتنمية الاقتصادية.
وأضاف: "الشرق الأوسط سيتحول إلى منطقة جديدة، يعيش فيها الجميع بأمان وسلام، بعد أن تحقق إسرائيل ودول الجوار السلام الحقيقي".
وشكر ترمب الدول العربية والإسلامية التي ساهمت في إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن تحقيق الاتفاق "لم يكن سهلاً"، لكنه يمثل "لحظة تاريخية للمنطقة ونهاية للظلامية"، على حد قوله.
وأشاد ترمب بدور مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي وصفه بأنه "رجل الأعمال العظيم الذي يحبه الجميع"، إلى جانب صهره جاريد كوشنر الذي دعا إلى مواصلة توسيع اتفاقات التطبيع مع دول جديدة في المنطقة.
كما امتدح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، واصفاً إياه بأنه "أعظم وزير خارجية في تاريخ الولايات المتحدة" لدوره في الجهود الدبلوماسية الراهنة.
وأثناء حديثه، قاطعه عضوا الكنيست أيمن عودة وعوفر كاسيف، حيث رفع عودة لافتة كتب عليها "اعترف بفلسطين"، قبل أن يتدخل الأمن الإسرائيلي ويخرجهما من القاعة، في مشهد أثار جدلاً واسعاً داخل الكنيست.
وخلال خطابه، قال ترمب: "يمكنني القول إنني أنهيت 8 حروب مع عودة الرهائن الإسرائيليين"، مشيراً إلى أن شخصيته "لا تحب الحروب" لكنه "إذا خاضها فسيفوز بها"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "قدّمت لإسرائيل أسلحة متطورة لا يعلم بها العالم".
وأوضح أن إسرائيل "استخدمت هذه الأسلحة لتحقيق السلام"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة لن تسمح بتكرار هجوم السابع من أكتوبر"، مؤكداً أن "الوقت حان لتحويل الانتصارات العسكرية إلى الجائزة الأسمى: السلام والازدهار لكل الشرق الأوسط".
وتطرق ترمب إلى التوتر مع إيران، مشيداً بالضربة الأميركية – الإسرائيلية المشتركة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي، قائلاً إن بلاده "ألقت 14 قنبلة على منشآت نووية إيرانية، وأن طهران لن تتمكن من استعادة برنامجها النووي بعد الآن".
وزعم أن إيران "تريد التوصل إلى اتفاق معنا رغم أنها تقول عكس ذلك"، مضيفاً بابتسامة: "أنا أحب الاتفاقيات كما تعلمون"، مشيراً إلى إمكانية عقد "صفقة جديدة مع طهران" إذا تخلّت عن دعم الجماعات الموالية لها واعترفت بحق إسرائيل في الوجود.
وفي ختام كلمته، توجه ترمب إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قائلاً: "سيدي الرئيس، امنح نتنياهو عفواً. هذه ليست ضمن الخطاب، لكنها خطوة منطقية، لأنه كان الأفضل في إدارة الحرب"، مشيداً بعلاقته القوية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي وصفه بـ"الشجاع".
وأكد ترمب أن علاقته بإسرائيل "استثنائية وخاصة"، مشيراً إلى قراراته السابقة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، وإقراره بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي، مؤكداً التزامه بخطة ترمب للسلام في غزة، قائلاً: "أنت ملتزم بهذا السلام، وأنا أيضاً"، مضيفاً أن "لا رئيس أميركي قدّم لإسرائيل أكثر من ترمب".
وشكر نتنياهو ترمب على مواقفه التاريخية، منها الاعتراف بالقدس والجولان، ودوره في الاتفاقات الإبراهيمية، وانسحابه من الاتفاق النووي الإيراني.
وعقب خطابه في الكنيست، غادر الرئيس الأميركي إلى مدينة شرم الشيخ المصرية للمشاركة في مؤتمر السلام الإقليمي الذي يرعاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والمخصص لمناقشة البنود النهائية لاتفاق إنهاء الحرب على غزة وإطلاق مسار السلام الشامل في الشرق الأوسط.