تلقي الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تساؤلاً من أحد المتابعين خلال حلوله ضيفًا في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على فضائية "الناس"، حول ما إذا كان يجب الجهر بالبسملة في بداية الصلاة أم يجب أن تُقال سرًا. وقد جاء رد الشيخ عويضة واضحًا ومبسطًا، حيث أشار إلى أن هذه المسألة ليست قضية نزاع أو خلاف يُثير الجدل في المساجد، بل هي مسألة اجتهادية بين العلماء.

موقف الشافعية والإمام أحمد: هل يجب الجهر أم السر؟

وأوضح الشيخ عثمان أنه يوجد خلاف بين العلماء في هذه المسألة، حيث أنَّ هناك من يفضل الجهر بالبسملة، ومنهم من يُفضل السر بها. وذكر أن هذا الخلاف وارد في مذاهب الفقهاء، إذ يرى الشافعية استحباب الجهر بالبسملة في بداية سورة الفاتحة، بينما يذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى استحباب السر بها وعدم الجهر. وأضاف الشيخ عويضة أن هذه الآراء قد وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يُظهر أن المسألة لا تحتاج إلى تصعيد الخلاف أو خلق مشاكل داخل المساجد.

رأي مركز الأزهر للفتوى: ضرورة التسامح والتفاهم في المساجد

وفي هذا السياق، أضاف مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية رأيًا موسعًا حول هذه المسألة، حيث أكد المركز أن اختلاف الفقهاء في مسألة جهر أو سر البسملة في الصلاة هو اختلاف مشروع ومعمول به في مذاهب الفقه الإسلامي. وبيّن المركز أن ما يهم هو الحفاظ على وحدة المسلمين وعدم تفرقهم بسبب هذه المسائل الفقهية التي لا تمس جوهر الدين. وأضاف المركز أن المصلحة تقتضي أن يكون الإمام مرنًا في تعامله مع هذه المسألة حسب حال المصلين في المسجد، فإذا كان الجهر قد يسبب اضطرابًا أو خلافًا، يمكن الاكتفاء بالسر بها.

نصيحة أمين الفتوى: التيسير على المصلين

وتطرق الشيخ عويضة إلى نصيحة وجهها لائمة المساجد قائلاً: "إذا كان هناك احتمال لخلق مشكلة بين المصلين بسبب الجهر أو السر بالبسملة، فإنه من الأفضل أن يجهر بها الإمام". واستشهد الشيخ بقول ابن القيم الذي قال: "أصب سنة النبي في الاثنين"، مؤكداً أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل كلا الأمرين.

التسامح وتوحيد الصفوف أهم من التفاصيل الفقهية

كما شدد الشيخ عويضة على ضرورة ألا تكون هذه المسألة سببًا للجدال في المساجد، بل يجب على الأئمة والمصلين أن يتفهموا أن هذا اجتهاد فقهي مشروع ولا يُشكل أساسًا للانقسام بين المسلمين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجهر السر الأزهر الفتوى أمين الفتوى الشيخ عويضة الشیخ عویضة هذه المسألة

إقرأ أيضاً:

ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسميه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” عن ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء تشتمل أحيانًا على لفظ الجلالة؟


قائلة: تعظيم ما عَظَّمَه اللهُ تعالى وشَرَّفَه مِن الكلمات القرآنيَّة والأسماء الربانيَّة وما يتبع ذلك في الشرف والقدسيَّة الدِّينيَّة أمرٌ محتَّمُ الوجوب في الشريعة الإسلاميَّة، واشتمالُ ما يُفرش على الأرض -كالسجاد وغيره- على شيءٍ مِمّا عظَّمه الله وشرفه متنافٍ مع هذا التعظيم الواجب، والتوقير اللازم، ومن هذا المنطلق فإن بيع التاجر للسَّجاد المشتمل على كلماتٍ جليلةٍ مُعظَّمة في الشرع الشريف من نحو أسماء الله تعالى وآيات القرآن الكريم، لمَن يعلم أنه يستعمله بالبسط على الأرض ووطئه بالقدم في الصلاة أو غيرها -محرَّمٌ شرعًا باعتباره مُعِينًا له حينئذٍ على ارتكاب ما نهى عنه الشرعُ وحَرَّمه.

مقالات مشابهة

  • هل يجب على الحاج صلاة عيد الأضحى؟ الإفتاء توضح
  • حكم ترك خطبة الجمعة وأداء الركعتين فقط.. هل تصح الصلاة؟
  • ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب
  • ما شروط وآداب ذبح الأضحية؟.. الإفتاء توضح
  • شروط الحج وأنواعه وحكم سفر المرأة دون محرم.. الإفتاء توضح
  • حكم من قرأ التشهد كاملا في الركعة الثانية سهوا؟.. الإفتاء توضح
  • هل يوجد دعاء للمحافظة على الصلاة في وقتها؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • هل التوكيل في بعض مناسك الحج جائز؟.. الإفتاء توضح الشروط
  • هل يجوز بيع جزء من الأضحية لدفع أجر الجزار؟.. دار الإفتاء توضح
  • هل يجوز بيع جزء من الأضحية ؟.. دار الإفتاء توضح