(عمان): أكدت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيال السينمائي 2024، خلال لقاء صحفي على هامش مهرجان أجيال السينمائي 2024، الذي يعقد في الدوحة أن المهرجانات السينمائية أصبحت تمثل منصة للتعبير عن القضايا الإنسانية والاجتماعية في عالم تغلب عليه حالة من الصمت والتجاهل.

وقالت: إن المؤسسة تمكنت على مدار السنوات من بناء نظام بيئي مستدام للسينما العربية والمستقلة، يهدف إلى دعم التعبير الإبداعي والمساهمة في التغيير الإيجابي، خاصة في ظل الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم.

وأشارت الرميحي إلى أن المهرجانات السينمائية أصبحت "صوت الناس في عالم يسوده الصمت"، مضيفة أن التزام مؤسسة الدوحة للأفلام يتجاوز حدود الترفيه، حيث تتيح الأفلام المعروضة في المهرجانات فرصة لطرح القضايا المهمة وإحداث تأثير اجتماعي إيجابي. ولفتت إلى أن المهرجان يتميز بمنصة تتيح للجمهور التعبير عن آرائهم بحرية ومناقشة القضايا الإنسانية، وهو أمر نادر في المهرجانات السينمائية الأخرى.

وأكدت فاطمة الرميحي أن مؤسسة الدوحة للأفلام تستعد لحقبة جديدة في 2025 مع مهرجان الدوحة للأفلام، الذي يمثل توسعاً طبيعياً لمهرجان أجيال السينمائي، مع الحفاظ على نفس الرسالة والبرامج. وأوضحت: "ما نتطلع إليه هو المرحلة التالية من المهرجان ومن صناعتنا السينمائية. لقد عملنا على مدار 14 عاماً لإنشاء نظام بيئي حيوي أثبت فعاليته، ونعمل باستمرار على تطويره بما يتماشى مع احتياجات الصناعة الناشئة".

تحدثت الرميحي عن دور الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة الدوحة للأفلام، في دعم المبادرات السينمائية الإبداعية، مشيرة إلى أنها تمثل قوة دافعة لتحويل الأفكار إلى مشاريع مستدامة. وأكدت أن المؤسسة تواصل دعمها للمواهب المحلية من خلال برامج مثل "صنع في قطر"، الذي تطور من كونه منصة لعرض الأفلام المحلية إلى دعم المشاريع التي تُنتج في قطر أو يتم تطويرها فيها.

وأشادت فاطمة الرميحي بفيلم "إلى أبناء الوطن"، الذي أخرجته صانعتا الأفلام القطريتان أمل المفتاح وروضة آل ثاني، مشيرة إلى أنه استغرق أربع سنوات من العمل، وهو مثال حي على ما يمكن تحقيقه عند منح الثقة والدعم للمواهب الإبداعية. وأوضحت أن المؤسسة تعمل حالياً على دعم مشاريع جديدة ضمن برنامج "صنع في قطر"، تحمل قصصاً محلية وعالمية متنوعة.

وأثنت على تجربة نادي أجيال السينمائي في طنجة بالمغرب، مشيرة إلى أن الشراكات الإقليمية جزء أساسي من استراتيجية المؤسسة لتوسيع نطاق تأثيرها وتعزيز التبادل الثقافي. وأكدت أن دعم السينما الفلسطينية يظل ركناً أساسياً من جهود المؤسسة، مشددة على أن ما يتم تقديمه لإبراز أصوات الفلسطينيين للعالم لا يمكن أن يكون كافياً في ظل معاناتهم المستمرة.

وفي سياق التأثير العالمي لمؤسسة الدوحة للأفلام، استشهدت الرميحي بدراسة أجرتها جامعة السوربون أظهرت أن قطر تحتل مركزاً ريادياً في دعم صانعات الأفلام على المستوى العالمي. ولفتت إلى أن نسبة النساء المخرجات في العالم العربي تصل إلى 27% مقارنة بـ 9% فقط في الغرب، مما يثبت أن الفرص الإبداعية في العالم العربي تقدم نموذجاً مختلفاً عن التصورات السائدة.

واختتمت فاطمة الرميحي تصريحها بالتأكيد على أن التأثير الذي تتركه مؤسسة الدوحة للأفلام أصبح عالمياً، وأنها ستواصل العمل لدعم المواهب الإبداعية، خاصة الأصوات غير الممثلة، لتعزيز التنوع والابتكار في عالم السينما.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المهرجانات السینمائیة أجیال السینمائی الدوحة للأفلام إلى أن

إقرأ أيضاً:

عامان من العدوان الصهيوأمريكي: غزة تباد بأسلحة أمريكية واموال خليجية وصمت العالم

 أكثر من خمسةٍ وعشرين مستشفى خرجت عن الخدمة من أصل ثمانيةٍ وثلاثين، والبقية تعاني انهياراً شبه تام، خصوصاً في مدينة خان يونس، حيث تتكدس الحياة في حضّانات مستشفى ناصر الطبي، هناك، عشرات المواليد الجدد يتقاسمون سريراً واحداً، وأنفاسهم الصغيرة تختنق تحت وطأة الحصار وانهيار المنظومة الصحية.

في أحد مشافي غزة يرقد طفل لم يبلغ عامه الأول، هو الناجي الوحيد من عائلته التي أبادها القصف الإسرائيلي في لحظة واحدة.

 لا أمّ تحتضنه، ولا أب يربّت على كتفه الصغير، يغطي جسده الشاش الأبيض الذي يعجز عن إخفاء جراحه وكسوره، بينما يروي الأطباء بحزن قصته التي باتت شاهدة على جريمة جديدة تضاف إلى سجل طويل من المآسي.

تقول إحدى الطبيبات: «هذا الطفل فقد كل شيء، لم يبقَ له سوى الحياة التي نحاول إنقاذها وسط نقصٍ حاد في الأجهزة والأدوية والكوادر».

المشهد في غزة كله حزن متراكم. أطفال يتنفسون بصعوبة في حضانات مكتظة، وآخرون يئنّون تحت الضمادات، يواجهون الألم بصمت أكبر من أعمارهم.

المشاهد التي تخرج من القطاع تُظهر حجم المأساة، لكنّها لا تحرّك ضمير العالم الذي اعتاد الصمت أمام جرائم الاحتلال.

عامان من القصف والحصار لم يكونا كفيلين بإيقاظ الضمير الإنساني، العالم الذي يتغنّى بحقوق الإنسان يقف متفرجاً على أجسادٍ صغيرة تتهاوى تحت الركام، وأحلامٍ تموت قبل أن تُولد.

تقول التقارير النفسية إنّ أطفال غزة الذين نجوا من القنابل لن ينجوا من آثارها النفسية، فهم يحملون في أعماقهم ذاكرة مليئة بالرعب والدمار، تلاحقهم لسنوات قادمة.

في مشاهد أخرى، يروي أطفال ناجون تفاصيل مجزرة مروعة ارتكبها العدوان الإسرائيلي ضد عائلة عبد العال في حي التفاح شرق غزة.

كلماتهم المتقطعة وعيونهم المليئة بالخوف تختصر مأساة مدينة بأكملها، وتفضح وحشية آلة الحرب التي لا تفرّق بين بيت ومدرسة، أو بين طفل وجندي.

إنه العدوان الذي لا يكتفي بسفك الدماء، بل يسعى لطمس الذاكرة واغتيال الطفولة في مهدها. ومع كل هذا الخراب، تبقى غزة شاهدة على جريمة القرن، وتبقى صرخات أطفالها جرساً يدق في وجه الصمت العالمي الذي فقد إنسانيته منذ زمن.

عامان وغزة تباد، غزة تصرخ في وجه الأسلحة الأمريكية والغربية والأموال الخليجية الداعمة، والصمت العالمي، والشراكة العربية المتخاذلة، العدو الصهيوني المؤقت يستمر ولا يبالي، ولا من محاسب، ولا من رادع، إلى أين تتجه الأمور، من ينقذ الإنسانية! من وحشية الصهيونية العالمية؟

مقالات مشابهة

  • عامان من العدوان الصهيوأمريكي: غزة تباد بأسلحة أمريكية واموال خليجية وصمت العالم
  • مهرجان كان يدعم المواهب السينمائية الصاعدة.. تفاصيل منحة إقامة المخرجين
  • المعلومات التحدي الأكبر الذي يواجه البحث عن المفقودين في سوريا
  • إطلاق منصة «إبداع مصر» لربط الشركات الناشئة بالمستثمرين
  • في حضرة الصمت
  • "الشعبية": "طوفان الأقصى" شكلت صرخةً مدوية في وجه الطغيان الإسرائيلي
  • توزيع جوائز مسابقة أفضل مقال أو دراسة نقدية حول الأفلام القصيرة جدا غدا
  • كيت وينسلت تلتزم الصمت في عيد ميلادها الخمسين.. والمعجبون يشعلون السوشيال
  • “صرخة صامتة لأجل غزة”.. سلاسل بشرية تمتد في المدن التركية
  • بعد قرن من الصمت.. ثوران بركان كامتشاتكا يهدد الطيران الجوي