لجريدة عمان:
2025-11-28@05:17:22 GMT

إبر إنزال الوزن .. صرخة في وجه السمنة

تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT

حوار – سارة الجراح

في ظل تزايد الاهتمام العالمي بإنقاص الوزن والبحث عن حلول فعّالة وآمنة، برزت إبر إنزال الوزن كأحد الخيارات الطبية الحديثة التي حازت اهتمامًا واسعًا، لا سيما بعد أن أثبتت دراسات عديدة فعاليتها في المساعدة على خفض الوزن عند استخدامها ضمن برنامج غذائي ونمط حياة صحي.

ورغم أن هذه الأدوية طُوّرت في الأصل لعلاج مرضى السكري، إلا أنها أصبحت اليوم خيارًا مطروحًا أمام كثيرين يسعون للتخلص من السمنة.

لكن ما مدى جدواها؟ وكيف يمكن استخدامها بأمان؟

في هذا الحوار يجيب الدكتور عصام حمدي – أخصائي طب الأسرة – عن أبرز التساؤلات المتعلقة بهذه الإبر.

ما هي إبر إنقاص الوزن التي كثر الحديث عنها مؤخرًا؟

يقول د. عصام، هي أدوية حديثة تم إنتاجها في البداية لمرضى السكري، خاصة ممن يعانون من مقاومة الإنسولين. تُحقن هذه الإبر تحت الجلد وتعمل على تقليل الشهية وتنظيم مستوى السكر في الدم.

وتحتوي على مواد فعالة من أبرزها: Liraglutide – Semaglutide – Tirzepatide

وتقوم هذه المواد بتحفيز مستقبلات معينة في الجسم تُعرف باسم GLP-1 agonist، مما يؤدي إلى شعور طويل بالشبع، وانخفاض الرغبة في تناول الطعام، وبالتالي يساعد على تقليل السعرات المتناولة تدريجيًا وفقدان الوزن بشكل ملحوظ.

من هم الأشخاص الذين يمكنهم استخدام هذه الإبر؟

يوضح د. عصام: وفق أحدث التحديثات الطبية، لا يُنصح باستخدام هذه الإبر إلا في حالات محددة، وهي:

مؤشر كتلة الجسم (BMI) فوق 30 مع وجود مرض مزمن مثل السكري، أو BMI فوق 35 بعد استنفاد جميع الوسائل الأخرى لإنقاص الوزن.

في حالات السمنة التي تؤثر فعليًا على صحة المريض، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون في الدم

ويؤكد: لا أنصح الأشخاص الذين يعانون من زيادة بسيطة في الوزن باستخدام هذه الإبر، ويمكنهم الاكتفاء بالطرق التقليدية مثل تنظيم الغذاء، ممارسة الرياضة، وتبنّي نمط حياة صحي.

كما يشدد على ضرورة عدم البدء باستخدام هذه الإبر قبل التقييم السريري الشامل من الطبيب المعالج، نظرًا لوجود محاذير وآثار جانبية يجب مناقشتها.

كيف يتم حساب مؤشر كتلة الجسم؟ وما أهميته؟

يُحسب مؤشر كتلة الجسم (BMI) بقسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر كالتالي: BMI = الوزن ÷ (الطول × الطول)

ويُفسَّر كالآتي: أقل من 18.5 نحافة، ومن 18.5 إلى 24.9 وزن طبيعي، ومن 25 إلى 29.9 زيادة وزن، ومن 30 إلى 34.9 سمنة، وأكثر من 35 سمنة شديدة تحتاج إلى تدخل علاجي.

هل فعلاً تساعد هذه الإبر على إنقاص الوزن بشكل واضح؟

نعم، أظهرت الدراسات حتى عام 2025 أن هذه الإبر فعالة جدًا، خصوصًا مثل Semaglutide وTirzepatide، حيث ساعدت المرضى على خسارة من 10 إلى 15% من وزنهم الأصلي خلال عدة أشهر، بشرط الالتزام بالنظام الغذائي والمحافظة على الرياضة، لكنها ليست "سحرية"، فالنجاح الحقيقي يعتمد على تغيّر نمط الحياة.

* هل يوجد فرق بين أنواع هذه الإبر؟

- نعم، بعضها تُحقن يوميًا وتأثيرها متوسط حسب استجابة المريض، وبعضها أسبوعيًا مرة تحت الجلد وتعتبر أكثر فاعلية، وطبعا اختيار الدواء يعتمد على حالة المريض وعمره، وهل لديه أمراض مزمنة.

* هل يجب إجراء فحوصات قبل البدء بالعلاج؟

- نعم، من الضروري عمل الفحوصات، ولا يجب استخدام هذه الإبر قبل تقييم سريري شامل من قبل الطبيب المعالج مع إجراء فحوصات مختبرية لسكر الدم، الكبد، والكلى، والغدة الدرقية ووظائفها، ومن أهمها: السكر، الغدة الدرقية، وظائف الكلى، وأشعة للبطن والحوض. ومهم أن لا يوجد تاريخ مرضي في العائلة بمرض الغدة الدرقية أو البنكرياس، ويجب الحذر بعدم استخدامها أثناء الحمل أو الرضاعة.

* ما الآثار الجانبية التي قد تظهر عند استخدامها؟

- أكثرها شيوعًا على الجهاز الهضمي، مثل الغثيان، القيء، الإسهال أو الإمساك، خصوصًا في البداية، وتغير في المزاج والحالة النفسية، وقد تظهر بعض سمات الاكتئاب والصداع المتكرر، أو تعب عام مثل تقلبات في النوم، وهنا يجب المتابعة الدقيقة مع الطبيب.

* هل هناك سلبيات لهذه الإبر؟

- نعم، فهي مكلفة ماليًا مقارنة بأي أدوية أخرى، كما قد تحدث اعتماد نفسي حيث يعتمد بعض الأشخاص عليها في إنقاص وزنهم غير مكترثين بتأثيراتها عليهم خاصة على المدى البعيد، ولها أعراض جانبية خاصة في تغير المزاج. غير ذلك، عند التوقف عنها فجأة، فمن الممكن أن يبدأ الجسم في زيادة الوزن مرة أخرى، وفكرة الحقن اليومي أو الأسبوعي تجعل بعض الأشخاص غير متشجعين على أخذها.

* هل يمكن الاعتماد على هذه الإبر لفترة طويلة؟

- نعم، يمكن استخدامها لفترات طويلة، لكن يجب أن تكون تحت إشراف طبي فقط.

* متى يبدأ المريض بملاحظة النتائج؟

- تختلف من شخص لآخر، عادة يبدأ الفرق خلال شهر إلى شهر ونصف من بدء العلاج، لكن التحسّن الواضح يظهر خلال 3 أشهر تقريبًا، وطبعا حسب التزام المريض بالنظام الغذائي.

* هل يمكن التوقف عن الإبرة بعد الوصول إلى الوزن المطلوب؟

- نعم، لكن يفضل أن يكون بشكل تدريجي مع الحفاظ على الحمية الغذائية وأسلوب الحياة الصحي، ولابد من إيقافها تدريجيًا حتى لا يعود المريض إلى الشهية مرة أخرى، وبذلك يؤدي إلى زيادة الوزن.

* هل تُسبب الإبر الإدمان والاعتياد عليها؟

- لا تُسبب إدمانًا، لكنها قد تجعل المريض يعتمد عليها، خاصة النساء حيث يشعرن براحة نفسية في استخدامها، وذلك لأنهن يهتمن بموضوع نقص الوزن أكثر من الرجال ويجدن سهولة في ذلك بسبب فاعليتها السريعة في إنقاص الوزن. ولا تقتصر فقط على النساء، بل يعتمد عليها الشخص الذي لا يريد أن يغير من أسلوب حياته الغذائي والرياضي.

*هل يمكن الجمع بينها وبين أدوية أخرى مثل أدوية السكر أو الضغط؟

- يمكن الجمع بينها وبين أدوية السكر، حيث يمكن للطبيب المعالج للسكري إيقاف بعض أدوية السكري وإضافة هذه الإبر، لأن الجمع بين الأدوية قد يسبب انخفاضًا حادًا في السكر.

* وأخيرًا، ما نصيحتك العامة للذين يفكرون في استخدام هذه الإبر؟

- أنصح بعدم التسرع في استخدامها إلا بعد الذهاب للطبيب وعمل الفحوصات اللازمة، والقرار يتخذ مع الطبيب إذا رأى إمكانية ذلك. والطبيب سوف يعطي الشخص الحل المناسب مع الطرق الأخرى لإنقاص الوزن مثل: النظام الغذائي الصحي، الرياضة، إلا إذا رأى الطبيب ضرورة لأخذها لأسباب طبية. هذه الإبر قد تكون مفيدة في حالات السمنة المَرَضية، لكنها ليست حلًا سريعًا، والهدف منها ليس فقط إنقاص الوزن، بل تحسين نمط الحياة، النوم الجيد، وتقليل التوتر، وهذه العوامل هي الأساس لأي نجاح صحي مستمر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إنقاص الوزن هذه الإبر

إقرأ أيضاً:

مستشفى الكندي يشارك في المؤتمر الثامن للجودة في الرعاية الصحية

مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني رعت سمو الاميرة منى الحسين حفل افتتاح المؤتمر الثامن للجودة في الرعاية الصحية بعنوان (أنظمة صحية مرنة على الصمود : تعزيز الجودة والسلامة ” المرضى دائما في القلب “) بمشاركة مشتشفى الكندي وحضور نخبة من الخبراء في مجال الجودة من داخل وخارج المملكة وتستمر أعماله ثلاثة أيام في فندق لاندمارك بالعاصمة عمان .
وتأتي مشاركة مستشفى الكندي في اعمال هذا المؤتمر بفريق عمل من المختصين والعاملين في مجالات الجودة إضافة الى جناح خاص متميز في المعرض المقام على هامش المؤتمر والذي كان ملفتا للجميع نظرا لما يتمتع به مستشفى الكندي من مكانة طبية وعلمية وثقافية متكاملة .
من جانبه أكد رئيس هيئة المديرين الدكتور محمد خريس استشاري جراحة السمنة بالمنظار والرائد والمطور في جراحات السمنة بالمنظار أن المشاركة في أعمال هذا المؤتمر لكون مستشفى الكندي حاصل على العديد من الاعتماديات ومنها شهادة الاعتماد من مجلس اعتماد المؤسسات الصحية ( HCAC) والوجهة السياحية العلاجية الاولى حيث يستقبل المستشفى مرضاه من ( 75) دولة على مستوى العالم ، ويحرص دوما على مثل هذه المشاركات العلمية لدعم وترسيخ مفهوم الخدمة المجتمعية وروح المسؤولية الوطنية لنجاح الفعاليات والانشطة داخل المملكة .
ومن الجدير بالذكر بأن مستشفى الكندي هو مستشفى خاص يضم كافة الاختصاصات الطبية ومراكز متخصصة في جراحة السمنة وجراحة التجميل وشفط الدهون وجراحة الاوعية الدموية ومركز الاخصاب وتفتيت الحصى والاشعة التداخلية والكشف عن السرطانات ( سرطان الثدي ) وعمليات زراعة الاعضاء وعمليات القسطرة والقلب المفتوح ووحدة تنظير الجهاز الهضمي والقنوات المرارية واتنتا عشرة غرفة عمليات متخصصة للعمليات الكبرى وقسم خاص للاسعاف والطوارئ باحدث الاجهزة وسيارات اسعاف حديثة .

مقالات ذات صلة تكريم مستشفى الكندي في مؤتمر الجودة الثامن 2025/11/27

مقالات مشابهة

  • السمنة أخطر مما نظن.. دراسة تكشف تغيّرات مقلقة في أدمغة الشباب
  • حلقة نقاشية عن دور النيابة فى التوازن بين سلامة المريض وأمان الأطقم الطبية
  • ارتفاع إصابات الإنفلونزا يدق ناقوس التنبيه… ووزارة التربية: الطالب المريض مكانه في البيت
  • مستشفى الكندي يشارك في المؤتمر الثامن للجودة في الرعاية الصحية
  • خلاصة الحبة السوداء| تُحسّن مستويات الدهون في الدم
  • دراسة: إيقاف أدوية إنقاص الوزن قبل الحمل يزيد من خطر حدوث مضاعفات
  • مكملات الطاقة الذهنية تحت المجهر… دراسة تربط استخدامها بانخفاض العمر المتوقع لدى الرجال
  • ضبط كمية من أدوية وزارة الصحة أمام مستشفى القوصية المركزي بأسيوط
  • ما مسؤولية المنشأة عند استخدامها مؤمّناً عليه في مهنة خطرة.؟