قال سفير تونس بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية محمد بن يوسف، إن التاريخ حافل بالعلاقات المتميزة بين تونس ومصر، وحتى في بعض الفترات التي شهدت حدوث بعض الاختلافات في التوجهات السياسية لم تنقطع العلاقات أبدًا.

وأضاف السفير خلال استضافته في حوار مفتوح للجنة العلاقات الخارجية برئاسة حسين الزناتي بعنوان "مصر وتونس.

. تحديات وطموحات مشتركة" ان العلاقات الحالية بين البلدين في أبهى صورها، والتي تجلت في زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لمصر في أبريل ٢٠٢١ التي كانت زيارة تاريخية في فترة ما لم تكن العلاقات في المستوى الذي تشهده اليوم، وحدثت نقلة نوعية على مستوى العلاقات ونشأت كيمياء كبيرة بين القيادتين في البلدين، وكان انعكاسها إيجابيا على العلاقات الثقافية والفنية، وتلاها في 2022 عقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين في تونس. 

كما أشار إلى أنه عقدت في سبتمبر الماضي لجنة تشاور سياسي، وأنه يجري الإعداد حاليا لزيارة وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إلى تونس. 

وذكر أن هناك تشابهًت كبيرًا بين مصر وتونس على مستوى الثقافة والانفتاح والاهتمام بالتعليم، وعشق الفن والتراث؛ فكانت ولاية المهدية التونسية مهدًا لأول دولة شيعية في تاريخ الإسلام، وهي مسقط رأس المعز لدين الله الفاطمي اول الخلفاء الفاطميين في مصر، وانشئ جامع الزيتونة على غرار الجامع الأزهر العريق وشارع الحبيب بورقيبة هو المعادل لميدان التحرير.

وأضاف: "كنا اول دولة اندلعت منها شرارة الربيع العربي ورحل الرئيس بن علي عن تونس 
يوم 14 يناير 2011، ويوم 15 كان لدينا رئيس مؤقت استنادا إلى الدستور. وبفضل وعي ونضج الشعب التونسي وارتفاع نسبة التعليم لم تحدث لدينا خسائر كبيرة أو أعمال عنف وتوترات".

وتابع/ "لا يمر شهر أو شهرين إلا ويشهد علاقات على مستوى القمة أو اتصالات هاتفية، وخلال اللقاءات على المستوى العربي والدولي وتحدث دائما لقاءات بين رئيسي البلدين، وفي السادس من أكتوبر شهدنا انتخابات رئاسية في تونس وتلقينا التهاني وكانت تهنئة مصر خاصة ولم تكن مجرد رسالة تهنئة لكن اتصال من الرئيس السيسي بالرئيس قيس سعيد". 

وعن مسيرة تونس الديمقراطية بعد عام 2011؛ 
قال "عشنا أوضاعا متشابهة مع ما مرت به مصر بعد 2011، فقد كانت هناك محاولة لأخذ البلدين نحو اوضاع لا يعرفها النسيج الاجتماعي فيهما في مجتمعين منفتحين وغير منغلقين ويؤمنان بالدولة وعشنا عشر سنوات اضطرابات عديدة بسبب طبقة سياسية لم تنجح في أخذ البلاد نحو التقدم وتجسيد طموحات المجتمع الذي قام بثورة وينتظر ان تتغير الأمور.  

وتابع “ما حدث ان الأوضاع ساءت ونشأ حنين لما قبل عام 2010 والتي ثار عليها الناس، فالرئيس قيس سعيد انتخب عام 2019، لكن بعد الرئيس بن علي كنا قد انتقلنا من نظام رئاسي طبق منذ عام 59 إلى نظام برلماني مختلط ويقترب اكثر من الديمقراطية، لكنه لم يكن هينا مع التعود من قبل على النظام الرئاسي والذي كنا نعيشه في 2010، وأصبحنا وفقًا للدستور الجديد ننقسم بين ثلاث سلطات مجلس نواب يشكل الحكومة ورئيس جمهورية لديه بعض الصلاحيات، ورئيس للحكومة يعينه رئيس الجمهورية ولديه كل السلطة التنفيذية وتقسمت السلطة لوضع غريب وكانت هناك اصوات عديدة بأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر”.

واستطرد بقوله “في 25 يوليو 2021 جمد الرئيس قيس سعيد مجلس النواب، حيث كانت هناك أوضاعًا مزرية وصلت للعراك ولم تكن مقبولة للمجتمع التونسي وسار في مسار ديمقراطية تونسية تكرس الحقوق والحريات للجميع وتستجيب لطموحات الشعب التونسي، وتقوم مسيرة الإصلاح هذه على تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، فكانت العشرية التي مضت تشهد عدم تطبيق القانون على الجميع سواسية، وتعزز المسار الإصلاحي بتنظيم انتخابات تشريعية أسفرت عن انتخاب مجلس نواب جديد وانتخابات للمجالس المحلية وتنفيذ المجلس الوطني للجهات والأقاليم، والذين ناقشا الميزانية."  

وأسفرت الانتخابات في اكتوبر الماضي عن انتخاب الرئيس قيس سعيد لفترة جديدة مدتها خمس سنوات باغلبية 69% بمشاركة 2.8 مليون تونسي، والشعار الذي رفعه الرئيس لفترته الجديدة محاربة الفساد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الرئیس قیس سعید

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك: احتضان الإمارات لمهرجان «بوابة السودان» يعكس متانة العلاقات الراسخة والمتميزة بين البلدين الشقيقين

شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، مهرجان «بوابة السودان»، الذي أقيم اليوم في مركز دبي الدولي للمعارض، بمدينة إكسبو، بحضور أكثر من 20 ألف شخص، من العائلات والأسر والأفراد من أبناء الجالية السودانية، فضلاً عن أبناء الجاليات الأخرى المقيمة على أرض الدولة. 
وأكد معاليه حرص دولة الإمارات، من خلال استضافتها للأحداث والفعاليات الكبرى المحتفية بثقافات العديد من الدول الشقيقة والصديقة، على ترسيخ نهجها في توثيق جسور التواصل البنَّاء بين أبناء مختلف الشعوب، وتقديم نموذج للتعايش الاجتماعي المثمر والفعال بين أبناء كافة الثقافات.

وأكد معاليه، في كلمة ألقاها خلال المهرجان، أن استضافة دولة الإمارات لهذا الحدث الثقافي الكبير يعكس حرصها على ترسيخ نهجها الثابت في تعزيز جسور التواصل الإنساني، وإبراز التنوع الحضاري بين الشعوب. وقال «إن هذا المهرجان إنما هو في واقع الأمر مهرجان للمحبة الأصيلة، والأخوة الصادقة، واحتفال بما نحمله من تقديرٍ خاص، لشعب السودان الشقيق، ولروحه في حب الخير للجميع. نحتفي فيه معاً، بشعب السودان العظيم، الذي يقف اليوم، قوياً وشامخاً، حريصاً على تحقيق وحدته الوطنية رغم كل المشكلات. نحتفي فيه أيضاً، بأبناء وبنات السودان، المقيمين معنا في الإمارات، وبإسهاماتهم المهمة في نهضة وتقدم هذه الدولة العزيزة، وبدورهم المرموق في أن يكونوا دوماً قناة تواصل فعالة، تدعم العلاقات القوية بين شعبي البلدين الشقيقين».
وأشار معاليه إلى أن العلاقات الأخوية بين الإمارات والسودان ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، وتستند إلى أسس متينة من الاحترام المتبادل، والتعاون المشترك، ووحدة اللغة والثقافة، والرؤية الموحدة لمستقبل أفضل للأمتين العربية والإسلامية.

وقال معاليه «يسرني بالغ السرور أن أشارك معكم في هذا المهرجان، مهرجان «بوابة السودان»، هنا في دبي، وأن أعبر بذلك عن اعتزازي القوي بالعلاقات الأخوية والوثيقة بين شعبي السودان والإمارات، وعن تمنياتي الطيبة لإخوتي وأخواتي في السودان الشقيق، ودعواتي بأن يكون هذا البلد العزيز علينا جميعاً، قادراً بعون الله، على مواجهة الصعاب والتحديات، وساعياً إلى تحقيق السلام والأمان والاستقرار».
وأضاف معاليه أن المهرجان هو أيضاً احتفاء بنموذج الإمارات في التسامح والتعايش، وبقيادتها الرشيدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، والدعم القوي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، وبما تمثله الإمارات من تجربة فريدة في بناء مجتمع مزدهر يحتضن الجميع.
وأكد معاليه أن «العلاقة بين السودان والإمارات هي علاقة متينة ووثيقة، ونحن على ثقة كاملة بأن السودان الحبيب سوف يعود، بعون الله، أرضاً للسلام والوفاق والأمل، وأن أبناءه وبناته قادرون على تجاوز التحديات وبناء مستقبل مشرق».

أخبار ذات صلة مندوب الإمارات الدائم لدى الأمم المتحدة يلتقي وكيلة الأمين العام للمنظمة لبحث الوضع الكارثي في السودان بني ياس يتصدر بطولة خالد بن محمد بن زايد للجوجيتسو

وقال «أرجو أن تسمحوا لي بأن أتقدم إلى أهلنا في السودان بأسمى آيات المحبة والأخوة والتكافل، مؤكداً أن هذا الشعب المعطاء، وبفضل جهود أبنائه، سيكون دائماً نموذجاً في العزة والكرامة وتحقيق الطموحات».
واختتم معاليه كلمته بالدعاء أن يديم الله عز وجل نعمه على البلدين الشقيقين، وأن تكون الإمارات والسودان دائماً منبعاً للأمن والسلام والرخاء. 
أجندة حافلة وإقبال لافت
وشهد مهرجان «بوابة السودان»، الذي حظي بإقبال لافت من أبناء الجالية السودانية، حضور العديد من الشخصيات السودانية البارزة المقيمة في الدولة، من بينهم رجال أعمال وفنانون ومثقفون ورياضيون وغيرهم، فيما تضمنت أجندته العديد من الفقرات الترفيهية والعروض الفنية والاستعراضية والتراثية المتنوعة، بالإضافة إلى معرض تراثي، حيث عكست أجواؤه الروابط الاجتماعية الإيجابية التي تجمع بين أبناء الجالية السودانية في الدولة.
وقدمت الفنانة السودانية نانسي عجاج مجموعة من أبرز أغانيها، كما شهدت الفقرة الفنية مشاركة عدد من أبرز مقدمي «ستاند أب كوميدي»، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة متميزة من صانعي المحتوى، والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أتاحت أجندته الحافلة الفرصة لأبناء الجالية السودانية ورواد المهرجان للاستمتاع بنخبة من الفعاليات الفنية والثقافية والترفيهية، في أجواء متميزة عكست خصوصية وأصالة وتنوع تراث وفلكلور وفنون المجتمع السوداني. 

أجواء سودانية خالصة
يعكس المهرجان، الذي استهدف الاحتفاء بالثقافة والتراث والفنون السودانية، قيم التسامح والتعايش التي تسود بين مختلف مكونات المجتمع بدولة الإمارات، من خلال دعوة أبناء الجالية السودانية والمجتمع السوداني بالدولة للتفاعل مع فعالياته، في أجواء سودانية خالصة على أرض دولة الإمارات، وشكل فرصة للتعريف بثراء وتنوع الثقافة والفنون والفلكلور الذي تزخر به السودان، والاستمتاع بفقرات فنية وثقافية وترفيهية متميزة.
وتضمنت فعاليات المهرجان العديد من الفقرات الترفيهية والعروض الفنية والاستعراضية والتراثية المتنوعة، شملت الأغاني التقليدية، والموسيقى الكلاسيكية، والكوميديا الارتجالية، والرقصات الشعبية، والمعروضات التراثية، بالإضافة إلى منتجات المشاريع المنزلية، والمأكولات الشعبية التي تضم أشهر الأطعمة والمشروبات التقليدية السودانية.
ولاقت العديد من الفعاليات الرئيسية بالمهرجان متابعة واهتمام الحضور، وخصوصاً فقرات العروض الموسيقية والغنائية، والموسيقى التقليدية، والكلاسيكية، والأغاني الحديثة، كما قدمت فرقة «سلوى» للتراث، مجموعة من الرقصات الفلكلورية السودانية، شهدت تفاعلاً واسعاً من الحضور، بالإضافة إلى فقرات «ستاند أب كوميدي».

سوق أم درمان ومنطقة مروى التاريخية
وتعرف رواد الحدث على أهم المنتجات الشعبية السودانية، من خلال معروضات المشاريع المنزلية، حيث شكل ركن التسوق، منطقة جذب رئيسية لرواد «بوابة السودان»، من خلال تصميم تقليدي مستوحى من أحد أهم الأسواق العريقة في السودان، وهو سوق أم درمان، بالإضافة إلى شارع النيل، الوجهة الرئيسية لقضاء وقت ممتع للكثير من السودانيين.
واحتفى المعرض التراثي في «بوابة السودان» بخصوصية التراث والثقافة والفنون والأزياء السودانية، وأتيحت الفرصة للحضور لالتقاط الصور التذكارية بالملابس التقليدية عبر ركن خاص للتصوير، وغيرها من الفعاليات المتنوعة التي زخرت بها مساحة خاصة تم تصميمها لتحاكي منطقة مروى التاريخية، بالإضافة إلى فعاليات متنوعة شملت الحناء السودانية التقليدية، والرسم، وصناعة البخور والعطور التقليدية. 
يذكر أن مهرجان «بوابة السودان» يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه مهرجان «الإمارات في قلب السودان»، العام الماضي، في مركز دبي التجاري العالمي، وشهد حضوراً كبيراً ومميزاً من الأسر والعائلات من أبناء الجالية السودانية، ورجال الأعمال وأصحاب الشركات السودانية العاملة في الدولة.

المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • تكتل الأحزاب والمكونات السياسية يلتقي سفير مجلس التعاون الخليجي لمناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن.
  • نهيان بن مبارك: احتضان الإمارات لمهرجان «بوابة السودان» يعكس متانة العلاقات الراسخة والمتميزة بين البلدين الشقيقين
  • سفير الإمارات يبحث العلاقات مع تركمانستان
  • سفير مصر بقبرص يشيد بالروابط التاريخية والثقافية بين شعبي البلدين
  • سفير لبنان: زيارة الرئيس عون تعكس عمق علاقات البلدين الأخوية
  • قادربوه يبحث مع سفير تركيا سبل تعزيز التعاون الرقابي بين البلدين
  • سفير لبنان: زيارة الرئيس عون إلى الإمارات تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين
  • وزير الخارجية ونظيره الياباني يؤكدان على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • وزير الخارجية يستعرض مع نظيره الياباني العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين
  • سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة: شراكة إستراتيجية شاملة مع مصر