المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى يناقش الجهود المبذولة لحوكمة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
عقد المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى اجتماعه برئاسة الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ وتناول الاجتماع الجهود المبذولة لحوكمة الذكاء الاصطناعى لضمان الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات، وتعظيم الاستفادة من امكانياتها فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.
شارك فى الاجتماع بالإضافة إلى أعضاء المجلس، عدد من الخبراء المعنيين فى المجالات الاقتصادية والتكنولوجية المختلفة.
تم خلال الاجتماع استعراض خطة تنفيذ الميثاق المصرى للذكاء الاصطناعى المسؤول الذى تم إطلاقه ويعكس التزام مصر بتطبيق مبادئ الذكاء الاصطناعى المسؤول وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية. ويستند إلى المعايير الدولية، وأفضل الممارسات فى الدول الرائدة. ويهدف الميثاق إلى تعزيز جاذبية مصر الاستثمارية وإرشاد مطورى الذكاء الاصطناعي، وتمكين المواطنين من المطالبة بممارسات أخلاقية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
يأتى هذا الميثاق متوافقا مع المبادئ الدولية ويتناسب مع السياق المصري، مع التركيز على البشرية كمقصد (محورية الإنسان)، والمساءلة، والعدالة، والأمن والأمان، والشفافية وقابلية التفسير.
وتشمل خطة التنفيذ؛ تحديد اطار إدارة المخاطر فى الذكاء الاصطناعى، والاسترشاد بأفضل الممارسات الدولية، والتوعية والتدريب وبناء القدرات للجهات الحكومية والشركات، ومتابعة وتوجيه الشركات المحلية المطورة لتطبيقات الذكاء الاصطناعى بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا"، وتطوير مبادئ توجيهية متخصصة للقطاعات ذات الأولوية لتوجيه استخدامها للذكاء الاصطناعي.
كما تطرق الاجتماع إلى الجهود المبذولة لإنشاء مركز الذكاء الاصطناعى المسئول والذى يختص بتطوير إطار عمل يتضمن إرشادات ومجموعة أدوات وأساليب وأفضل الممارسات لتمكين تبنى الصناعة المصرية للذكاء الاصطناعى المسؤول، وتطوير إرشادات ومعايير لتصنيف مخاطر نظم الذكاء الاصطناعى ولتحديد وتقييم قدرات الذكاء الاصطناعى فى الجهات الفاعلة فى مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطوير متطلبات واجب استيفاؤها من نظم الذكاء الاصطناعى وتطوير إجراءات تقييم مطابقة النظم لتلك المتطلبات، فضلا عن تطوير برامج تدريبية حول الذكاء الاصطناعى المسؤول، ودعم مبادرات التعليم والبحث العلمى فى مجال الذكاء الاصطناعي، كما يختص المركز بوضع معايير مهارات القوى العاملة فى مجال الذكاء الاصطناعي، وإجراء البحوث المتعمقة والتحليلية فى هذه التقنيات واتجاهاتها وتأثيراتها الأخلاقية، وبناء الشراكات مع أصحاب المصلحة من الصناعة والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدنى وتسهيل الحوار والتعاون فى القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعى المسؤول، وكذلك التعاون الدولى وتبادل المعرفة مع المنظمات الدولية المعنية والجهات المماثلة على مستوى العالم.
كما استعرض الاجتماع مسودة قانون الذكاء الاصطناعى والذى يأتى من ضمن أهدافه حوكمة نظم الذكاء الاصطناعى بما يضمن تعزيز الهوية الوطنية للدولة المصرية ودعم وتشجيع الشركات العاملة فى مجال الذكاء الاصطناعى وخاصة الشركات والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر و تعزيز مكانه مصر فى تبنى تقنيات الذكاء الإصطناعى والمشاركة الدولية فى تطويرها ليعزز التنمية المستدامة.
وخلال الاجتماع تم الإشارة إلى المرحلة الثانية للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى (2025-2030) والتى من المقرر إطلاقها قريبا.
الجدير بالذكر أنه كان قد تم إنشاء المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى وفقا لقرار الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء فى نوفمبر 2019 بهدف وضع وحوكمة الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى من خلال التنسيق بين الجهات ذات الصلة للخروج باستراتيجية موحدة تعكس أولويات الحكومة وكافة الجهات المعنية باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى، كما يختص المجلس بالإشراف على تنفيذ هذه الاستراتيجية ومتابعتها وتحديثها بما يتماشى مع التطورات العالمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعى الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعى فى مجال الذکاء
إقرأ أيضاً:
أنثروبيك تُشعل سباق الذكاء الاصطناعي.. Sonnet 4.5 يتفوّق على جوجل ومايكروسوفت وOpenAI
في خطوة جديدة تعزز مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، أعلنت شركة أنثروبيك (Anthropic) عن إطلاق نموذجها الجديد Sonnet 4.5، الذي وصفته بأنه "أفضل نموذج برمجة في العالم حتى الآن". يأتي هذا الإعلان بعد أقل من ستة أشهر فقط من إطلاقها للنموذجين Opus 4 وSonnet 4، ليؤكد سرعة تطور الشركة وسعيها الجاد لتجاوز عمالقة المجال مثل جوجل وOpenAI ومايكروسوفت.
تستند أنثروبيك في هذا الادعاء الجريء إلى سلسلة من الاختبارات والمعايير التقنية التي أظهرت تفوق Sonnet 4.5 على كل من النماذج السابقة Opus 4.1 وSonnet 4، بالإضافة إلى النماذج المنافسة مثل Gemini 2.5 Pro من جوجل وGPT-5 من OpenAI. ففي اختبار OSWorld، وهو مقياس متخصص لاختبار أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي في المهام الحاسوبية الواقعية، حقق Sonnet 4.5 نتيجة قياسية بلغت 61.4%، متفوقًا بنسبة 17% على نموذج Opus 4.1، ما يجعله أحد أكثر النماذج كفاءة في العالم في مجال البرمجة والأداء المستقل.
لكن ما يجعل Sonnet 4.5 أكثر تميزًا هو قدرته المدهشة على العمل بشكل ذاتي على مشاريع معقدة متعددة الخطوات لأكثر من 30 ساعة متواصلة، مقارنة بسبع ساعات فقط للنموذج السابق. هذا الإنجاز يُعد تحولًا جذريًا في عالم "الأنظمة الوكيلة" — وهي النماذج التي يمكنها تنفيذ مهام طويلة الأمد دون إشراف مباشر من الإنسان، وهو ما يشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي المؤسسي والإنتاجي.
وأكدت أنثروبيك أن النموذج الجديد لا يتفوق فقط في الأداء، بل في الأمان والاستقرار أيضًا، حيث وصفته بأنه "أكثر أنظمة الذكاء الاصطناعي أمانًا" من بين جميع منتجاتها حتى الآن. وخضع Sonnet 4.5 لمرحلة تدريب مكثفة على معايير السلامة والحوكمة الأخلاقية، ليصبح أقل عرضة لما تسميه الشركة "سلوكيات غير مرغوبة"، مثل المبالغة في التملق، أو الميل للهيمنة، أو تشجيع الأفكار الوهمية. وهي سمات أوقعت نماذج منافسة مثل ChatGPT في بعض الجدل خلال الأشهر الماضية.
كما حصّنت أنثروبيك نموذجها الجديد ضد هجمات الحقن الفوري (Prompt Injection)، وهي أساليب خبيثة تُستخدم لخداع الأنظمة الذكية وتوجيهها لإنتاج محتوى غير مرغوب فيه. وبفضل هذه التحسينات، تم تصنيف Sonnet 4.5 ضمن إطار مستوى أمان الذكاء الاصطناعي 3 (AI Safety Level 3)، ما يعني أنه يتضمن فلاتر صارمة تمنع توليد مخرجات خطرة أو حساسة، مثل تلك المتعلقة بالأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو النووية.
وإلى جانب النموذج الرئيسي، أعلنت أنثروبيك عن سلسلة من التحسينات الشاملة في منتجاتها الأخرى. فقد حصل وكيل الترميز الشهير Claude Code على واجهة طرفية جديدة أكثر تفاعلية، بالإضافة إلى ميزة مبتكرة تُعرف باسم "نقاط التفتيش" (Checkpoints)، والتي تتيح للمستخدمين حفظ تقدمهم في عملية البرمجة والعودة إلى مرحلة سابقة بسهولة إذا واجهوا خطأ في الشيفرة. كما أصبحت ميزة إنشاء الملفات، التي تم الكشف عنها في وقت سابق من الشهر، متاحة الآن لجميع مستخدمي النسخة الاحترافية Claude Pro.
أما بالنسبة للمستخدمين الذين يعتمدون على متصفح Google Chrome، فقد أعلنت الشركة عن بدء اختبار إضافة Claude Chrome Extension، والتي يمكن الانضمام إلى قائمتها الانتظارية اليوم. هذه الإضافة ستتيح للمستخدمين دمج قدرات الذكاء الاصطناعي مباشرة داخل المتصفح لتبسيط مهام البرمجة والكتابة والإنتاج اليومي.
وفيما يتعلق بالتكلفة، أبقت أنثروبيك على سعر واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاص بـ Sonnet 4.5 عند 3 دولارات لكل مليون رمز إدخال و15 دولارًا لكل مليون رمز إخراج، وهي أسعار تنافسية بالنظر إلى قدرات النموذج الجديدة.
إطلاق Sonnet 4.5 يأتي تتويجًا لفترة زاخرة بالإنجازات للشركة، خصوصًا بعد إعلان مايكروسوفت الأسبوع الماضي عن دمج نماذج Claude في منصة Copilot 365، في خطوة فسّرها محللون بأنها اعتراف مباشر بقوة منتجات أنثروبيك في سوق الذكاء الاصطناعي العملي. وحتى OpenAI، المنافس الأشهر، أقرّ مؤخرًا بأن نماذج Claude تقدم أداءً أكثر دقة في المهام المكتبية والبرمجية المعقدة.
وبينما يحتدم السباق بين عمالقة التقنية لتقديم الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي، يبدو أن أنثروبيك قد خطت خطوة كبرى نحو القمة. فمع Sonnet 4.5، لم تعد المنافسة تدور حول من يُنتج النصوص بشكل أفضل، بل من يستطيع بناء ذكاء اصطناعي أكثر أمنًا واستقلالية وكفاءة في أداء المهام البشرية المعقدة.