لدواعي أمنية.. قرار قد يطوي 450 عامًا من تاريخ أكشاك الكتب الباريسية
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
أصبح معلم باريسي شهير مهددًا بالخطر بعد 450 عام من وجوده.. ما دور الألعاب الأولمبية بذلك؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- منذ 450 عامًا تقريبًا وبائعو الكتب يعرضون كنوزهم على طول ضفاف نهر السين، في أكشاك خضراء اللون بدت عليها علامات الزمن.
لكن هذا الجزء من التاريخ الفرنسي يواجه راهنًا عاصفة سياسيّة بعدما أمرت شرطة المدينة بنقل البائعين وأكشاكهم "لأسباب أمنية" إلى أماكن أخرى، إفساحًا بالمجال لتنظيم حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024.
ورغم أنّ مكتب عمدة المدينة عرض نقل أكشاك الكتب، وتغطية كلفة النقل، وتجديد الأكشاك المتضرّرة، إلا أنّ جيروم كاليه، رئيس الرابطة الثقافية لباعة الكتب (Cultural Association of the Bouquinistes) المكوّنة من مئتي بائع تقريبًا، قال إنّ عدم التشاور بشأن قرار يؤثر على معلمٍ باريسي أثار قلقهم بشأن المستقبل.
وقال كاليه إنّ الشرطة وجّهت له رسالة في مارس/آذار تعهّدت خلالها بالتشاور مع الرابطة، لكنه لم يسمع أكثر من ذلك.
وفي يوليو/تموز بحسب ما ذكره، عقد مجلس المدينة اجتماعًا طُرِح خلاله العديد من الخيارات التي لم تحظَ بشعبيّة.
وقال كاليه: "بدأوا بإخبارنا التالي: من المحتمل جدًا أن تضطروا للإغلاق طوال فترة الألعاب (الأولمبيّة)، أو حتّى قبل ذلك بأسبوع".
وشملت إحدى الخطّط إبقاء صناديق الباعة في مكانها، لكن بمجرّد فحص الشرطة لها وإغلاقها طوال مدة الحدث الأولمبي الذي سيجذب ملايين الزوّار إلى المدينة، ضمنًا العديد ممّن قد يتصفّحون أكشاكهم.
ورًغم عدم تقديم أي تعويض للإغلاق القسري المُقترح، يرى كاليه أنّ على باعة الكتب معرفة متى سيُسمح لهم باستئناف أعمالهم مجددًا، في الحد الأدنى.
مستقبل غير مؤكّدواقتُرِحت خطّة أخرى، لكن كاليه اعتبرها أسوأ، إذ أنّها تعرض نقل الصناديق إلى مكان آخر.
وأشار كاليه إلى بقاء العديد من هذه الصناديق في محلّها منذ 30 أو 40 عامًا، وبعضها مغطّى بالصدأ، مع كون أقفالها، وسلاسلها، وعناصرها الأخرى حسّاسة.
وإلى جانب ذلك، ثمة قلق بشأن مصيرها بعد انتهاء الألعاب الأولمبية.
وتساءل بائع الكتب، غيوم كاسترو، البالغ من العمر 35 عامًا: "هل سيتيحون لنا المجال لعرض كتبنا في المكان عينه مرة أخرى، بعد انتهاء فترة الألعاب؟".
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
من مطار مهجور إلى مدينة مستدامة.. مشروع كندي يتطلّب 30 مليار دولار و30 سنة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شهد مطار "داونزفيو"، الواقع شمال غرب مدينة تورنتو في كندا، تحولات عديدة على مرّ التاريخ، منذ تشييد أوّل مهبط طائرات قبل حوالي مئة عام. كما شمل المطار مدرجًا قصيرًا ومبنى صناعيًا وسط حقول المزارعين.
كان الموقع مقر شركة "De Havilland Canada" الرائدة عالميًا في مجال الطيران.
أصبح المطار مركزًا لإنتاج الطائرات الحربية خلال الحرب العالمية الثانية، وفي مطلع التسعينيات، استحوذت عليه شركة " Bombardier" الكندية لتصنيع الطائرات.
وفي العام 2024، أُغلق المطار أبوابه بعد انتقال الشركة إلى موقعٍ آخر.
لكن في أوائل العام 2026، انطلقت أعمال البناء لما سيكون أكبر مشروع تطوير للموقع حتى الآن.
يجري حاليًا تطوير المنطقة التي تبلغ مساحتها 1.5 كيلومتر مربع لتصبح مقاطعة حضرية تحتضن أكثر من 50 ألف شخص وأكثر من 300 متر مربع من المساحات الخضراء والمفتوحة.
سيُطلق على المنطقة اسم "YZD" (في إشارة إلى رمز المطار السابق)، وستكون مشروعًا تطويريًا ضخمًا يحتاج تحقيقه 30 عامًا. وستعتبر المنطقة التي ستُكلِّف 30 مليار دولار، من أكبر المشاريع من نوعها في أمريكا الشمالية.
سيتحوّل المدرَّج الممتد لكيلومترين، الذي يُمثّل محور الموقع، إلى حديقة للمشاة تربط بين سبعة أحياء.
وسيتمتع كل حي بطابعه الخاص، مع احتضانه لمساكن، ومكتبات، ومتاجر، ومدارس، ومراكز مجتمعية، بينما سيعمل المدرج كحلقة وصل تربط جميع الأحياء مع "احترام وتقدير الإرث الجوي للموقع" في الوقت ذاته، وفقًا لما قاله ديريك غورينغ، الرئيس التنفيذي لشركة "Northcrest Developments" التي تقود المشروع.
مستقبل أكثر استدامةالحفاظ على تاريخ الموقع ليس مجرّد قرار عاطفي، بل قرار عملي أيضًا، من ناحية الأثر البيئي.
وشرح غورينغ: "تحتوي المباني القائمة على كميات كبيرة من الكربون، وعوض هدمها وبناء كل شيء من الصفر، يحقّق الحفاظ على هذه المباني فائدة كبيرة من حيث خفض انبعاثات الكربون".
وسيتم الاحتفاظ بحظائر الطائرات الواسعة، التي شُيّدت بين خمسينيات وتسعينيات القرن الماضي، واستخدامها كمبانٍ تجارية تخدم قطاع إنتاج الأفلام، والصناعات الخفيفة، والتكنولوجيا النظيفة.
ستُغطى أسطح الحظائر بالأعشاب والنباتات، وهو أمر يدّعي المطورون أنّه سيساعد على امتصاص مياه الأمطار والحد من خطر الفيضانات، مع تعزيز التنوع البيولوجي في المركز الحضري.
ومع أنّ المدرَّج لن يحتَفظ بشكله الحالي، ستتم إعادة تدوير الخرسانة والإسفلت المستخدمين في بنائه من أجل الطرق أو الأرصفة، كما ذكر غورينغ.
وستتولى شركة "Michael van Valkenburgh Associates" المعمارية مَهمة وضع تصميم مبدئي للمدرج، بعد فوزها بمسابقة دولية تابعة للمشروع في أكتوبر/تشرين الأول.
وتهدف الشركة إلى إعادة الطبيعة إلى هذا المكان.
وأشارت إميلي مولر دي سيليس، إحدى الشركاء في الشركة المعمارية، إلى تاريخ الموقع قبل أن يتحول إلى مطار وأرض زراعية، فقد كان جزءًا من غابة "كارولينيان" جنوب أونتاريو.
يسعى الفريق إلى إعادة إحياء الموائل الطبيعية واستقطاب الحياة البرية إلى الموقع.
وأوضحت دي سيليس: "كان لا بد من كبح الطبيعة داخل الموقع الحالي لضمان سلامة عمليات الطيران"، وتجسَّد ذلك عبر منع الطيور من التعشيش رغم موقعه على طول المسار الأطلسي لهجرة الطيور.
يُحيط بموقع مشروع "YZD" شبكة من محطات القطارات ومترو الأنفاق بالفعل، لذا سيُراعي التصميم هذه المرافق، كما أنّه سيُشِّجع على المشي واستخدام وسائل النقل التي تستبدل السيارات.
ومع ذلك أكّد غورينغ: "لا يعني هذا انعدام استخدام السيارات، فسيكون المدرّج المنطقة الوحيدة الخالية من السيارات. لكننا نسعى لجعل المشي وركوب الدراجات أكثر وسائل النقل سهولةً، وأمانًا، وملاءمة".
إرث المشروع