شبكة اخبار العراق:
2025-12-14@03:02:05 GMT

الرافدان يشكوان الظمأ والجفاف

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

الرافدان يشكوان الظمأ والجفاف

آخر تحديث: 16 غشت 2023 - 4:07 مبقلم: أحمد صبري كُلَّما تراجعت مناسيب مياه نهرَيْ دجلة والفرات ارتفعت دقَّات ناقوس الخطر تحذِّر من مخاطر نضوب النهرَيْنِ وتصحُّر وجفاف ما بَيْنَهما من أراضٍ، في ثنائيَّة تعكس حال العراق وتحَوُّلَه إلى بلد يشكو الظمأ والجفاف والتصحُّر. ما يزيد من احتماليَّة نضوب النهرَيْنِ هو ما ذكرته تقارير دوليَّة عن إمكان تعرُّض نهرَيْ دجلة والفرات إلى الجفاف بشكلٍ تامٍّ بعد ثلاثين عامًا، وهذا ما أكَّدته منظَّمة المياه الأوروبيَّة والمنظَّمة الدوليَّة للبحوث في تقريرَيْنِ عن أنَّ نهرَيْ دجلة والفرات قَدْ يجفَّان تمامًا خلال العقود المقبلة؛ وذلك بالاستناد إلى جملة من المعطيات، مِنها ما يتعلَّق بالتغيُّرات المناخيَّة التي يشهدها العالَم وتطوُّراتها في المستقبل، ومِنها ما يرتبط بالسِّياسات الأحاديَّة التي تنتهجها دوَل الجوار العراقي.

هذا الأمْرُ يتطلب إحداث نقلة في طُرُق إدارة واستثمار المياه في العراق؛ لأنَّ ما موجود من مياه في الوقت الحاضر قَدْ يسدُّ حاجة العراق الراهنة شريطة أن تُدارَ بشكلٍ علمي حسب مسؤول في وزارة المياه العراقيَّة. وتحَوَّلَ تراجع مستوى مناسيب نهرَيْ دجلة الفرات أو اختفاؤهما من الوجود إلى هاجس، ليس للسكَّان وحدهم، وإنَّما للمعنيين في إدارة ملف المياه في ظلِّ غياب استراتيجيَّة للأمن المائي وسُبل مواجهة التصحُّر والجفاف الذي حَوَّلَ المسطَّحات المائيَّة إلى أراضٍ قاحلة وطاردة للمزارعين. يُشار إلى أنَّ نهرَيْ دجلة والفرات يؤمِّنان (90%) من حاجات العراق المائيَّة التي تتراوح من (70) إلى (80) مليار متر مكعَّب سنويًّا، طبقًا للتقديرات الرسميَّة، غير أنَّ حجم هذه الحاجات سيتجاوز بكثير(100) مليار متر مكعَّب سنويًّا خلال الأعوام المقبلة. وما يُعمِّق مخاطر الأزمة المائيَّة في العراق هو العزوف عن بناء السدود، وعدم الاكتراث بالتجاوز على حصَّة العراق من مياه دجلة والفرات طبقًا لنظام الدوَل المتشاطئة، ما ألْحَقَ أضرارًا جسيمة بالأرض والإنسان. وفي مشهد خطير يكشف عن مخاطر تراجع مناسيب النهرَيْنِ وتغوُّل التصحُّر على مُدُنه وأنهاره، عبور سكَّان بعض القرى التي يمرُّ بهما نهْرَا دجلة والفرات مشيًا على الأقدام، فضلًا عن جفاف أنْهُر متفرِّعة من النهرَيْنِ، ناهيك عن جفاف بُحيرات وتناقص مياه السدود، الأمْرُ الذي زادَ من رقعة التصحُّر على حساب المساحات الخضراء، ما دفع منظَّمات وهيئات محليَّة ودوليَّة إلى التنبيه من مخاطر الأزمة المائيَّة التي ستبلغ مفاعيلها وذروتها خلال الأعوام المقبلة. يضاف إلى ما ذكرناه تجاوز المحافظات العراقيَّة على حصصها المائيَّة، الأمْرُ الذي أدَّى إلى عدم حصول محافظات أخرى على حصَّتها، وهذا الأمْرُ قَدْ يتحَوَّلَ إلى صراع؛ جرَّاء فقدان السُّلطات العراقيَّة السيطرة على تأمين الحصص المائيَّة للمحافظات وتوزيعها بشكلٍ عادل. واللافت أنَّ التجاوزات على حقوق وأمن العراق المائي قابلها موقف المعنيِّين بهذا الأمْرِ لا يرتقي إلى مستوى الكارثة المحتملة. وحتى لا يتحَوَّلَ العراق إلى بلد منكوبٍ يعاني من التصحُّر وندرة مياه نهرَيْه واحتمالات نضوبها مستقبلًا، ينبغي تصحيح هذا الخلل بالشروع في بناء سدود وإقامة بُحيرات لتخزين مياه النهرَيْنِ، وتصحيح علاقة العراق بالدوَل المتشائطة لضمان حقوقه، ودرء مخاطره المحتملة على الإنسان والأرض معًا.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: دجلة والفرات النهر ی ن ة التی الأم ر

إقرأ أيضاً:

ما قصة تماثيل عين غزال الأردنية التي احتفل بها غوغل؟

احتفى محرّك البحث العالمي "غوغل" بتماثيل "عين غزال" الأردنية، مسلطًا الضوء على واحدة من أقدم الشواهد الفنية في تاريخ البشرية.

هذا الاحتفاء أعاد هذه التماثيل إلى الواجهة، حيث تعتبر تماثيل عين غزال، نافذة على بدايات التفكير الرمزي والديني لدى الإنسان في العصر الحجري الحديث.

تماثيل عين غزال تعد شاهدة على مجتمع استقر قبل نحو تسعة آلاف عام على أطراف عمّان الحالية، وترك خلفه إرثًا فنيًا وروحيًا ما زال يثير أسئلة العلماء والمؤرخين حتى اليوم.

موقع عين غزال
يقع موقع عين غزال الأثري في الجزء الشرقي من العاصمة الأردنية عمّان، قرب مجرى سيل الزرقاء، في منطقة كانت تُعدّ من أكبر المستوطنات البشرية في العصر الحجري الحديث قبل الفخاري.

وتشير الدراسات الأثرية إلى أن الموقع كان مأهولًا بشكل متواصل تقريبًا بين عامي 7200 و5000 قبل الميلاد، أي في مرحلة مفصلية من تاريخ البشرية شهدت الانتقال من الصيد وجمع الثمار إلى الزراعة والاستقرار.

ما يميّز عين غزال عن غيره من المواقع المماثلة في المنطقة، هو ضخامته نسبيًا؛ إذ قُدّر عدد سكانه في ذروة ازدهاره بالآلاف، وهو رقم كبير جدًا بمقاييس تلك الفترة. هذا الاستقرار السكاني الكثيف أتاح نشوء أنماط اجتماعية ودينية معقدة، انعكست لاحقًا في طقوس الدفن والعمارة والفنون، وعلى رأسها تماثيل الجص الشهيرة.

اكتشاف تماثيل عين غزال عام 1983
بدأت قصة الاكتشاف في عام 1983، عندما كانت أعمال توسعة عمرانية تجري في المنطقة. وخلال حفريات إنقاذية، عثر فريق من علماء الآثار على مجموعة غير متوقعة من التماثيل المدفونة بعناية تحت أرضية أحد المباني السكنية القديمة. لاحقًا، كشفت حملات تنقيب إضافية عن مجموعتين رئيسيتين من التماثيل، يعود تاريخ دفنهما إلى نحو 6500 قبل الميلاد.

شكّل هذا الاكتشاف صدمة علمية حقيقية، إذ لم يكن معروفًا آنذاك وجود تماثيل بشرية كاملة الحجم تقريبًا تعود إلى هذا الزمن السحيق. ومنذ ذلك الحين، أصبح اسم «تماثيل عين غزال» حاضرًا في أبرز المراجع الأكاديمية، وغالبًا ما يُشار إليها بوصفها من أقدم التماثيل البشرية في العالم.

تماثيل من الجص
صُنعت تماثيل عين غزال من مادة الجص (الجبس الجيري)، وهي مادة كانت تُحضّر عبر حرق الحجر الجيري ثم خلطه بالماء لتكوين عجينة قابلة للتشكيل. وقد بُنيت التماثيل حول هيكل داخلي من القصب أو الأغصان، ثم جرى تغليفها بطبقات من الجص المصقول بعناية.

تتراوح أطوال التماثيل بين نصف متر ومتر تقريبًا، وبعضها تماثيل كاملة، فيما صُنعت أخرى على شكل أنصاف تماثيل (بوست). اللافت للنظر هو التركيز الشديد على ملامح الوجه، ولا سيما العيون الكبيرة المصنوعة غالبًا من القار أو الصدف، والتي تمنح التماثيل نظرة حادة ومقلقة، كأنها تحدّق في المشاهد عبر آلاف السنين.

ملامح بلا أفواه
من أكثر ما يثير الجدل العلمي حول تماثيل عين غزال، هو غياب الفم في معظمها، مقابل إبراز واضح للعيون والرؤوس. هذا الاختيار الفني المتكرر دفع الباحثين إلى طرح تفسيرات متعددة، من بينها أن التماثيل لم تكن تمثّل أفرادًا بعينهم، بل كائنات رمزية أو أسلافًا مقدسين، أو ربما آلهة مرتبطة بالخصوبة والحياة والموت.

كما يرى بعض العلماء أن غياب الفم قد يرمز إلى الصمت الطقسي، أو إلى عالم روحي لا يحتاج إلى الكلام، فيما تبقى العيون وسيلة الاتصال بين العالم المرئي والعالم غير المرئي.

لماذا دُفنت تحت الأرض؟
لم تُترك التماثيل معروضة أو مهجورة، بل دُفنت بعناية فائقة داخل حفر خاصة تحت أرضيات المنازل، وهو ما يفتح بابًا واسعًا للتأويل. فالبعض يرى أن الدفن كان جزءًا من طقس ديني دوري، حيث تُصنع التماثيل وتُستخدم في شعائر معينة ثم تُوارى الأرض بعد انتهاء دورها الرمزي.

ويذهب رأي آخر إلى أن هذه التماثيل كانت مرتبطة بطقوس حماية المنزل أو الجماعة، وأن دفنها تحت الأرضية يهدف إلى ضمان البركة أو الحماية الروحية لسكان المكان.

وعُثر في موقع عين غزال على ما يقارب 32 تمثالًا وتمثالًا نصفيًا، وهو عدد كبير قياسًا بالفترة الزمنية التي تعود إليها.

أين توجد تماثيل عين غزال اليوم؟
تتوزع تماثيل عين غزال اليوم بين عدد من المتاحف العالمية، أبرزها متحف الأردن في عمّان، الذي يضم مجموعة مهمة تُعدّ من أثمن معروضاته الدائمة.

كما توجد تماثيل أخرى في متاحف عالمية مثل المتحف البريطاني في لندن، ومتحف اللوفر في باريس، ضمن سياق التعاون العلمي الذي رافق عمليات التنقيب والدراسة.

ويُنظر إلى عرض هذه التماثيل في متحف الأردن على وجه الخصوص بوصفه استعادة رمزية للإرث الحضاري المحلي، وربطًا بين سكان عمّان المعاصرين وأحد أقدم فصول تاريخ مدينتهم.

مقالات مشابهة

  • فلنغير العيون التي ترى الواقع
  • الموارد العراقية: الأمطار تعزز المخزون المائي بأكثر من ثلاثة أرباع مليار متر مكعب
  • ما قصة تماثيل عين غزال الأردنية التي احتفل بها غوغل؟
  • رقم كبير.. النجف تكشف كمية الأمطار التي تم تصريفها من شوارع المحافظة
  • بتروجت يخطف الفوز القاتل من دجلة في ملحمة الوقت الضائع
  • تعادل مثير ونقص عددي يسيطران على الشوط الأول بين دجلة وبتروجت
  • تشكيل بتروجت ووادى دجلة في كأس عاصمة مصر
  • السيول تكشف الإهمال في التخطيط المائي..  وطرق منكوبة تُعرّي ضعف الاستعداد
  • المياه النيابية:سيول الامطار عززت من الرصيد المائي
  • مواجهتان قويتان اليوم في افتتاح دور المجموعات ببطولة كأس عاصمة مصر