في تكرار لمشهد مسرحية وفيلم مدرسة المشاغبين، شهدت المدارس تصرفات جرئية من الطلاب بالتدخين داخل الفصول دون مراعاة وقار المكان التعليمي الذي يتواجدون فيه.

يذكر أن في مسرحية مدرسة المشاغبين الكوميدية الشهيرة - التي عرضت منذ أكثر من 50 عام بطولة عادل إمام، سعيد صالح، أحمد زكي، يونس شلبي، هادي الجيار، حسن مصطفى، سهير البابلي، عبد الله فرغلي-  أوصل ممثلوها خرطوما لتدخين الشيشة داخل الفصل، وعندما اكتشف ناظر المدرسة الأمر بالصدفة، ظل يهدد ويتوعد المخالفين في مشهد كوميدي مثير وغريب.

 

بانجو داخل فصل في مدرسة بالواحات البحرية بالجيزة 

العام الدراسي الحالي، شهد واقعة صادمة عندما ألقي القبض على طالب ثانوي بحوزته مخدر البانجو داخل علبة سجائر في مدرسة بالواحات البحرية التابعة لمحافظة الجيزة.

وكانت قد تلقت مديرية أمن الجيزة إخطارًا بإلقاء القبض على طالب ثانوي في مدرسة بالواحات البحرية، وأشارت التحريات إلى اصطحاب مشرف بمدرسة تجارية طالب لقسم شرطة الواحات البحرية وحرّر محضرًا يفيد فيه بعثوره على علبة سجائر بحوزة الطالب وداخلها مخدرات.

وقال مشرف المدرسة إنه شاهد طالبًا بحوزته علبة سجائر فقام بتفتيشها وعثر بداخلها على سجائر محشوة بالبانجو، وتم تسليم الطالب للجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية.

وبناءًا على ما سبق، قررت جهات التحقيق بمحافظة الجيزة، اليوم الأربعاء، حبس طالب 4 أيام علي ذمة التحقيقات، وذلك  لحيازة مخدر البانجو داخل علبة سجائر في المدرسة بالواحات البحرية.


طلاب يدخنون في الفصول على طريقة مدرسة المشاغبين

وخلال الساعات الماضية، تداولت عدد من الصفحات المهتمة بالشأن التعليمي علي مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد الطلاب يقوم بشرب السجائر داخل الفصل في إحدى المدارس وذلك خلال قيام المعلم بالشرح.

جانب من الفيديو القديم المنتشر 

وأظهر الفيديو رد فعل صادم للمعلم عندما شاهد تلميذه يقوم بشرب السجائر حيث قام المعلم بطرد التلميذ من الفصل، ولكن بالرجوع إلى تاريخ الفيديو المنتشر حديثًا نجد أنه يعود إلى عام 2022 وليس العام الدراسي الحالي 2024 – 2025.

ورغم أن الفيديو ليس وليد العام الدراسي الحالي إلا أن أولياء الأمور طالبوا بوجود رقابة من قبل الإدارت المدرسية على الطلاب وإبلاغ الأهالي بأي سلوكيات خاطئة من قبل الطلاب خاصة بعد ضبط طالب ثانوي العام الحالي بحيازته مواد مخدرة، مؤكدين أن هناك بعض الطلاب يستغلون المدارس للتدخين في الفترة التي يتواجدون بها خارج المنزل.

 

هل تقليد مدرسة المشاغبين وراء ظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات بالمدارس؟

وعن أسباب انتشار ظاهرة التدخين في المدارس، أكد الدكتور محمد كمال، الخبير التربوي وأستاذ الفلسفة المساعد في جامعة القاهرة، أن مثل هذه الظواهر قيام ليست جديدة بل ظهرت منذ عقود في مسرحية مدرسة المشاغبين حيث يقوم أبطال العمل الكوميدي بالتدخين داخل الفصل في نموذج سيئ للعمل الفني الذي يهدم القيم بدلا من أن يبنيها.

وأضاف الخبير التربوي، في تصريحات خاصة لـ«الفجر» أن ظاهرة هدم القيم ونشر السلوكيات السلبية بين الأطفال والمراهقين بما يتعارض مع الدين والاخلاق تتحمل مسئوليتها كافة المؤسسات المجتمعية الدينية والمجتمعية من أسرة إلى وسائل إعلام بإختلاف أنواعها وعدم قيامها بالأدوار المنوطة بها.

الدكتور محمد كمال أستاذ الفلسفة المساعد في جامعة القاهرة

وأردف أستاذ مادة فلسفة الأخلاق أن على المؤسسات الدينية الاهتمام بالموضوعات الحقيقية التي تمس المجتمع والاندماج به وبمشكلاتها بدلًا من الاهتمام الكبير بالتاريخ على حساب الحاضر، كذلك على الأسرة الانتباه لابنائها فتوفير احتياجاتهم المادية ليس واجبها الأول بل يتزامن معها توفير الضرورات التربوية ومنها التربية على التمييز بين الخير والشر في السلوك العملي، كذلك يجب الاستفادة من الابحاث التي اجراها علماء النفس والاجتماع والاخلاق فيما يتعلق بالقيم في هذه المرحلة

واختتم: «عدم وجود عقاب أو عدم توقيعه على المخالفين وهو ما يشجعهم على الاستمرار ويشجع الآخرين على تقليدهم وهو ما يجب أن يواجه بصرامة تردع المخالفين».

 

ما هي حلول مواجهة ظاهرة التدخين وحيازة المخدرات في المدارس؟

وفي هذا الشأن، قالت بسمة محمود، استشارى العلاج النفسى وخبيرة العلاقات الأسرية، إن وقائع شرب الطلاب للسجائر داخل الفصول ترجع إلى سوء التربية وضعف الرقابة المدرسية وقلة التوعية بأضرار المخدرات والسجائر من قبل الإدارات المدرسية.

وأوضحت استشارى العلاج النفسى، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»،أن الرقابة المدرسية تتمثل في تحديد الممارسات التي يجب أن لا تمارس في الفصل مثل التدخين والعنف كما تحدد العقاب على تلك السلوكيات وفقا لأعمار الطلاب، ويجب أن يكون العقاب شئ مؤثر في الطفل أو الطالب فلا يجوز أن يكون العقاب فصل الطلاب عدد من الأيام وحسب لأن البعض ينظر إليها أنها أجازة ويمارسها بكل سعادة، بل يكون العقاب الحرمان من الدرجات والأنشطة المفضلة لديه.

وعن الجانب التوعوي، أشارت الخبيرة الأسرية، أن من ضمن الأمور التي تدفع الطلاب إلى شرب السجائر داخل الفصول عدم توعية إدارات المدارس الطلاب بأضرار المخدرات والسجائر، فيجب عمل أنشطة داخل المدارس لتوعية الطلاب بمخاطر تلك التصرفات.

بسمة محمود استشارى العلاج النفسى

وأردفت: «غياب الرقابة الأسرية أيضًا ساهم في انتشار تلك التصرفات ويرجع ذلك لعمل الأب والأم بسبب الظروف الاقتصادية، فضلًا عن تقليد بعض الطلاب لأولياء الأمور كأن يقلد طفل والده في شرب السجائر، والأمثل أن تعمل الأسرة على توضيح أضرار السجائر للطلاب مثل الأضرار الصحية والجسدية والنفسية والجسدية وكذلك تطبيق عقاب أسري حال شرب الطلاب للسجائر ومكافآت لمن يقتلع عن التدخين».

وطالبت الخبيرة الأسرية بتعيميم حملات الدولة للتوعية بأضرار المخدرات والتدخين داخل مراكز الشباب والمدارس والشوارع والمكتبات العامة، مطالبة بوجود حملات الكشف تعاطي المخدرات على الطلاب الذين يبلغون أكثر من 10 سنوات كل عدد أشهر معينة وذلك ليس بهدف تطبيق القانون ولكن بهدف حماية الأطفال وتحسين صحة النشئ والأجيال القادمة.

واختتمت: «يجب زيادة عدد الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين داخل المدارس لتعديل سلوكيات الطلاب وذلك بالرجوع إلى المشكلة الأساسية التي دفعت الطالب للتدخين أو تعاطي المخدرات سواء مشكلة نفسية أو اجتماعية خاصة، لأن ذلك لن يكون السلوك الخاطئ الوحيد للطلاب وسيكون هناك سلوكيات آخرى».

وفي نفس السياق، قالت الدكتورة منى السعيد، استشاري الصحة النفسية والإرشاد النفسي والأسري والتربوي، إن هناك عدد من العوامل تساعد في انتشار سلوك تدخين الطلاب سواء داخل الفصول أو خارجها تتمثل في التربية والبيئة المحيطة بالطالب.

وخلال تصريحات صحفية لـ«الفجر»، سردت استشاري الصحة النفسية والإرشاد النفسي والأسري والتربوي أسباب تدخين الطلاب في النقاط التالية:

نشأة الطالب في بيئة يسيطر عليها التدخين أو تعاطي المخدرات.غياب التوجيه الأسري وعدم وجود رقابة كافية مما يزيد نسب الإنحراف.التساهل في العقاب يجعل الطفل يمنح الطفل ممارسة ما يريد دون عقوبة محددة.معانأة الطالب من مشاكل نفسية مثل الضغوط النفسية والاكتئاب فيهرب منها بهذه السلوكيات.تأثير اصدقاء السوء الذي يحاول تقليدهم.ضعف الرقابة في المدارس فيجب أن يكون للمدرسة دور رقابي وتوجيهي لأن عدم وجودهم يساعد في خلق بيئة آمنه ومشجعه على مثل هذه التصرفات.الانفتاح على الإنترنت والسوشيال ميديا التي قد تعرض للشباب صور مغلوطة عن التدخين والمخدرات كأنها دليل على القوة والاستقلالية.الدكتورة منى السعيد استشاري الصحة النفسية

وعن الحلول بمواجهة مثل هذه السلوكيات، أوضحت استشاري الصحة النفسية أن يجب أن يكون هناك تضافر للجهود وتنسيق بين البيت والمدرسة والمجتمع بمعنى أن الأهل يكونوا قريبين من أبنائهم ويسمعوهم ويوجهوههم بدلا من الاكتفاء بالعقاب فقط، كما يجب أن تكون المدرسة شديدة الرقابة وتعمل برامج توعية للطلبة إلى جانب المتابعه النفسية، وأخيرًا يخلق المجتمع مساحه للشباب بعيدًا عن هذه المخاطر مثل المراكز الرياضية أو الفنية وتوجيه هذه الطاقة الشبابية الهائلة تجاه أشياء مفيدة.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مدرسة المشاغبين مسرحية مدرسة المشاغبين التدخين تعاطي المخدرات مخدر البانجو استشاری الصحة النفسیة مدرسة المشاغبین شرب السجائر داخل الفصول علبة سجائر أن یکون یجب أن

إقرأ أيضاً:

التربية تبحث مع “الهجرة الدولية” عودة الطلاب السوريين اللاجئين

دمشق-سانا

بحث وزير التربية والتعليم السوري الدكتور محمد عبد الرحمن تركو اليوم، مع وفد من المنظمة الدولية للهجرة برئاسة محمد عبد يكير، والمدير العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة عثمان بلبيسي، سبل دعم عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، بما في ذلك الطلاب.

وتناول الجانبان خلال اللقاء الذي عقد في الوزارة بدمشق، الأعداد المتوقعة من اللاجئين العائدين وسبل التعامل معهم، إضافة إلى تأمين الاحتياجات الأساسية للطلاب السوريين؛ لضمان استمرارهم في التعليم وتقديم أفضل الخدمات التعليمية لهم.

كما تم استعراض التحديات التي تواجه قطاع التعليم في سوريا، وأولويات الوزارة، ووسائل التعاون المشتركة لخدمة هذا الملف.

وأشار وفد المنظمة إلى استعداده للتعاون مع وزارة التربية والتعليم والحكومة السورية؛ لتقديم كل الخدمات اللازمة للسوريين العائدين والطلاب المتسربين، منوها بالجهود المبذولة من قبل الوزارة وخططها المعدة لتحقيق هذه الأهداف.

حضر اللقاء معاون وزير التربية والتعليم للشؤون التربوية يوسف عنان.

وتأسست المنظمة الدولية للهجرة عام 1951، وتعد المنظمة الحكومية الدولية الأبرز العاملة في مجال الهجرة، وتعمل منذ ذلك الحين مع مجموعة واسعة من الشركاء من الحكومات والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وتركز على ضمان أن تكون هجرة الناس مراعية للجوانب الإنسانية ومنظمة بما يعود بالنفع على الجميع، وتتواجد المنظمة حالياً في أكثر من 100 دولة، وهي حاضرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي.

الدكتور محمد عبد الرحمن محمد عبد يكير 2025-06-30malekسابق وزير الطوارئ السوري يبحث توحيد الجهود لضمان عودة كريمة للنازحينآخر الأخبار 2025-06-30وزير الطوارئ السوري يبحث توحيد الجهود لضمان عودة كريمة للنازحين 2025-06-30أمسية في مخيم جرمانا دعماً لغزة ولسوريا الجديدة 2025-06-30الصحة السورية تناقش تعديل قانون المنشآت الصحية الخاصة 2025-06-30محافظ دير الزور: للإعلام دور مهم في إعادة بناء سوريا الجديدة 2025-06-30العنزي لـ سانا: مشروع “بوابة دمشق الإعلامية” سيستقطب الإعلام العربي والعالمي- فيديو 2025-06-30اندلاع عدة حرائق باللاذقية وفرق الإطفاء تبذل جهوداً لإطفائها 2025-06-30تسويق أكثر من 73 ألف طن قمح حتى الآن من إنتاج الغاب في حماة 2025-06-30تأثيرات كبيرة لموجة الجفاف على القطاع الزراعي في سوريا 2025-06-30اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري تعقد جلسة تعريفية بطرطوس 2025-06-30مؤسسة الكهرباء توقع مع شركة أمريكية مذكرة تفاهم لتنفيذ محطتي طاقة شمسية

صور من سورية منوعات شركة صينية تطرح روبوتاً لإزالة الأعشاب الضارة بالليزر 2025-06-30تحذير علمي: ارتفاع الحرارة يؤثر في القدرات الإدراكية 2025-06-29فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • النائب ثروت سويلم يطالب وزير التعليم بسرعة إنشاء عدد من المدارس بالشرقية
  • طريقة تحويل الطلاب بين المدارس 2025 والشروط المطلوبة
  • تنسيق القبول بالثانوية العامة 2025.. مدارس تقبل بمجموع قليل
  • قرار عاجل بإعفاء هؤلاء الطلاب من مصروفات المدارس 2026
  • المَدْرسة المتميزة «عاتكة بنت زيد».. الإدارة التي تصنع الأثر
  • تنسيق الثانوية العامة 2025.. قائمة مدارس تقبل بمجموع قليل
  • ترميم المدارس المتضررة بحماة خطوة لتشجيع عودة المهجرين
  • مدارس التكنولوجيا التطبيقية 2025.. شروط التقديم وأماكن المدارس بالمحافظات
  • التربية تبحث مع “الهجرة الدولية” عودة الطلاب السوريين اللاجئين
  • مشاركة 3200 طالب في الملتقيات الصيفية بالظاهرة