◄ 16 ألفًا مُسجلين راغبين في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة

 

مسقط- العُمانية

 

نجح البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء في تحقيق إنجاز طبي جديد تمثّل في نقل كليتين من متبرعين متوفيين دماغيًّا من المستشفى السُّلطاني إلى مستشفى جامعة السُّلطان قابوس في المدينة الطبيّة الجامعيّة.

وقال الدكتور قاسم بن محمد الجهضمي رئيس قسم التبرع بالأعضاء في البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء لوكالة الأنباء العُمانية إنه تمّ تنفيذ عملية النقل الأولى في 22 أكتوبر الماضي تلتها عملية النقل الثانية في 5 نوفمبر الجاري.

وأضاف أنّ عملية زراعة الكلية الأولى تمت بالمستشفى السُّلطاني، بينما تمت عملية زراعة الكلية الثانية في مستشفى جامعة السُّلطان قابوس، لمريضين يُعانيان من الفشل الكلوي المزمن وليس لديهما متبرعين أحياء.

وأكّد أنّ عامل الوقت كان حاسمًا في إنجاح العمليتين، لكون الأعضاء لا يمكن أن تُحفظ إلا لساعات محدودة قبل عملية الزراعة، واستغرقت عملية النقل الأولى 34 دقيقة، فيما استغرقت عملية النقل الثانية 27 دقيقة، لافتًا إلى أنّ عملية النقل تعكس كفاءة التخطيط والتنفيذ من الفرق الطبيّة المشاركة.

وأشار إلى أنّ عدد المتبرعين بالأعضاء في العام الحالي سجل رقمًا قياسيًّا جديدًا؛ حيث حقق البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء تقدمًا ملحوظًا، وقد بادرت 5 عائلات بالتبرع بأعضاء أقاربهم المتوفين دماغيًّا، بعد أن تمّ التواصل معهم من قِبل موظفي البرنامج الذين قاموا بشرح أهمية التبرع بالأعضاء. وأكّد على أنّ هذا الجهد أسفر عن زراعة 10 كلى وكبدين، وهو أعلى عدد للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية خلال عام واحد منذ بدء عمليات زراعة الكلى في سلطنة عُمان في عام 1988. وأشار إلى أنّ إجمالي عدد المسجلين في تطبيق "شفاء" التابع لوزارة الصحة للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية بلغ 16 ألفًا حتى الآن، داعيًا المواطنين والمقيمين إلى التسجيل كمتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة عبر التطبيق للإسهام في إنقاذ حياة العديد من المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي ويأملون في فرصة جديدة للحياة.

وأعرب الدكتور قاسم بن محمد الجهضمي رئيس قسم التبرع بالأعضاء في البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء عن تقدير البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء للفرق الطبيّة في مختلف المؤسسات الصحية على دورها المحوري في إنجاح عمليات التبرع وزراعة الأعضاء، ولعائلات المتبرعين على إنسانيتهم، وإسهاماتهم في إنقاذ حياة الآخرين، وأن يرحم المتوفين ويجزيهم وذويهم خير الجزاء.

من جانبها قالت الدكتورة زيانة بنت طالب الحضرمية استشارية زراعة كلى بالمدينة الطبيّة الجامعيّة بمستشفى جامعة السُّلطان قابوس لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ المستشفى وبالتعاون مع البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء نجح في إجراء عمليتين لنقل كلى من متبرعين متوفيين دماغيًّا، والتي استفاد من خلالها مواطنون عُمانيون مصابون بالفشل الكلوي، وتكللت العمليتان بالنجاح وغادر المريضان المستشفى بصحة جيدة ووظيفة كلى بكفاءة ممتازة. وأوضحت أنه من المعروف أن كل عضو يمكن أن يبقى خارج الجسم لفترة زمنية معينة قبل أن يتمُّ استخدامه لأغراض الزراعة وبالنسبة للكلى فيمكن أن تبقى خارج الجسم من 12 إلى 24 ساعة إذا تمّ الحفاظ عليها بطريقة مثالية، وبفضل الجهود المشتركة بين مستشفى جامعة السُّلطان قابوس والمستشفى السُّلطاني، تمّ نقل الأعضاء في زمن قياسي بلغ 35 دقيقة، رغم الظروف المرورية في محافظة مسقط. وبيّنت أنّ الأعضاء التي وصلت إلى مستشفى جامعة السُّلطان قابوس بالمدينة الطبيّة الجامعيّة كانت في حالة ممتازة، وكان الفريق الطبي مستعدًا لاستقبالها ومباشرة العملية فور وصولها وتفتتح هذه التجربة الفريدة من نوعها آفاقًا جديدة لتكرارها في مستشفيات أخرى في سلطنة عُمان، مما يحقق الفائدة لجميع مرضى الفشل العضوي.

وأشارت إلى أنّ هناك أكثر من 2000 شخص في سلطنة عُمان مصابين بالفشل الكلوي ويعتمدون على الغسيل الكلوي للحياة، وهم في انتظار فرصة التبرع بالأعضاء للحصول على حياة أفضل، كما أنّ هناك عددًا كبيرًا من مرضى الفشل العضوي الآخرين مثل مرضى الكبد والقلب وهم في حاجة ماسة إلى متبرعين.

ودعت المواطنين والمقيمين للتقدم لمبادرة بالتبرع بالأعضاء، سواءً أثناء الحياة لأفراد الأسرة المصابين بالفشل العضوي أو بعد الوفاة من خلال التسجيل في البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء كمتبرعين للأعضاء، ويمكن التسجيل عبر تطبيق شفاء التابع في وزارة الصحة للاستفادة من الأعضاء بعد الوفاة الدماغية والحصول على الأجر والثواب.

وأشار الدكتور صلاح بن محمد الجابري استشاري جراحة وزراعة الكبد بالمستشفى السُّلطاني لوكالة الأنباء العُمانية إلى أنّ فريق زراعة الأعضاء بالمستشفى السُّلطاني، بالتعاون مع برنامج زراعة الأعضاء بوزارة الصحة قام بنقل كليتين من متبرعين متوفين دماغيًّا إلى مستشفى جامعة السُّلطان قابوس. وأضاف أنّ إجراء مثل هذه العمليات الدقيقة يأتي ضمن الدور الريادي للمستشفى السُّلطاني، الذي يُعدُّ مركزًا مؤهلًا بكل الكوادر الفنية والتجهيزات اللوجستية لنقل الأعضاء من المتبرعين المتوفين دماغيًّا، مؤكدًا على أهمية التزام الدقة والإجراءات التقنية العالية في هذه العمليات لضمان نجاحها وتحقيق أفضل النتائج للمرضى.

وأوضح أنّ عمليات نقل وزراعة الأعضاء تتطلب دقة وسرعة فائقة لتجنب تلف الأعضاء المنقولة، وأي مضاعفات خطيرة لدى المرضى المستقبلين، ولذلك يتمُّ حفظ الأعضاء في محاليل طبية خاصة عند درجة حرارة تصل إلى 4 درجات مئوية، لضمان الحفاظ على جودتها حتى يتمُّ زراعتها. وبيّن أنّه بالنسبة للكلى، يُفضل زراعتها في غضون 12 ساعة لتحقيق أفضل النتائج، على الرغم من إمكانية حفظها حتى 24 ساعة في ظروف باردة أما بالنسبة للكبد، فيُفضل زراعته خلال أقل من 8 ساعات، ويمكن حفظه حتى 12 ساعة في حالة باردة.

من جانبها تطرّقت الممرضة هدى بنت يحيى الرحبية من قسم العمليات الجراحية بالمستشفى السُّلطاني إلى دور الممرضين والممرضات قبل بدء العملية من خلال التأكد من جاهزية غرفة العمليات، بما في ذلك التعقيم الكامل والتأكد من توفر جميع الأدوات والمستلزمات الطبيّة اللازمة. وبيّنت أنه قبل كل عملية، يتمُّ التحقق من الموافقة اللازمة لنقل وزراعة الأعضاء، والعمل على ضمان أن كل خطوة تتمُّ وفقًا للمعايير الأخلاقية والطبيّة وتخزين بعض الأدوية في درجات حرارة منخفضة لضمان فاعليتها. وذكرت أنّه عند وصول المريض المتوفى دماغيًّا يتمُّ التأكد من توفر جميع الإجراءات اللازمة لنقل الأعضاء، والحفاظ على الأعضاء المنقولة تحت درجات حرارة معينة لضمان صلاحيتها للاستخدام.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ابتكار علمي يحوّل البول إلى مادة لزراعة العظام والأسنان

الجديد برس| طوّر فريق من الباحثين الدوليين تقنية فريدة لتحويل بول الإنسان إلى مادة “هيدروكسي أباتيت” التي تُستخدم على نطاق واسع في زراعة العظام والأسنان، إضافة إلى تطبيقات صناعية أخرى. ويعرف “هيدروكسي أباتيت” بأنه مركب غير عضوي من فوسفات الكالسيوم، ويعد المكوّن الأساسي للنسيج العظمي والأسنان في جسم الإنسان والحيوانات. ويأتي هذا الاكتشاف في وقت يُنظر فيه إلى البول كمشكلة بيئية، لكونه مصدرا غنيا بالمغذيات التي تثقل شبكات الصرف الصحي وتلوث المياه، خصوصا عند تراكمه بكميات كبيرة. وطوّر الباحثون، بقيادة فريق من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، نظاما بيولوجيا يعتمد على سلالة هندسية من الخميرة تُعرف باسم “الخميرة العظمية”، تعمل على محاكاة وظيفة خلايا بناء العظام في الجسم، وذلك بالتعاون مع باحثين من اليابان ومؤسسات أميركية أخرى. وتقوم هذه الخميرة بتحليل اليوريا في البول، ما يرفع درجة الحموضة (pH) ويؤدي إلى ترسيب الكالسيوم والفوسفات داخل تجاويفها، ثم تحويلها إلى بلورات “هيدروكسي أباتيت” (Hydroxyapatite – HAp) تُطلقها لاحقا إلى خارج الخلية. ونجح الفريق في إنتاج غرام واحد من HAp لكل لتر واحد من البول. وقال البروفيسور ديفيد كيسايلوس، الأستاذ في علوم وهندسة المواد بجامعة كاليفورنيا والمشارك في الدراسة، إن النظام الجديد “يحل مشكلتين في آن معا؛ فهو يقلل من تلوث الصرف الصحي، وينتج مادة عالية القيمة تُستخدم طبيا وصناعيا”. وأشار إلى أن التقنية لا تتطلب معدات معقدة أو طاقة عالية، إذ يمكن تنفيذها بتكلفة منخفضة في ظروف بسيطة. وهذا يجعلها مناسبة بشكل خاص للبلدان النامية والمناطق محدودة الموارد. ولا تقتصر استخدامات HAp على المجال الطبي، بل تُستخدم أيضا في ترميم الآثار وإنتاج المواد الحيوية والصناعات المعمارية الخفيفة. وتوقعت الدراسة أن تبلغ قيمة سوق “هيدروكسي أباتيت” العالمية نحو 3.5 مليار دولار بحلول عام 2030. ويعمل الفريق حاليا بالتعاون مع مختبر لورنس بيركلي والبروفيسور ياسو يوشيكوني على تطوير مواد إضافية باستخدام الخميرة العظمية، تشمل الطباعة ثلاثية الأبعاد والمواد متعددة الوظائف.

مقالات مشابهة

  • عملية ويبل.. نجاح جراحة دقيقة لاستئصال ورم ممتد بالبنكرياس
  • وزارة الصحة تحتفي بالمتبرعين بالدم
  • ابتكار علمي يحوّل البول إلى مادة لزراعة العظام والأسنان
  • مستشفى خولة ينجح في إعادة زراعة يد مبتورة مع إصبعين في عملية نوعية ومعقدة
  • 18 ألف متبرع بالدم يدعمون مرضى الأورام وزراعة الأعضاء بالدمام
  • زيادة معاشات الأطباء.. تفاصيل قرار المهن الطبية المنتظر
  • "الحرس الثوري": قصفنا مركزين للاستخبارات الإسرائيلية "أمان" و"الموساد"
  • محافظ المنيا يُكرم مديرة مستشفى الرمد تقديرًا لتميزها الطبي
  • 5 صور.. نجاح تجربة زراعة الأسطح بمدينة الأسمرات
  • محافظ القاهرة يعلن تعميم تجربة زراعة أسطح 450 عقارًا بالأسمرات بعد نجاح مبدئي مذهل