عن أنواع التعصب وأسبابه وأخطاره وعلاجه.. قراءة علمية واجتماعية
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
إذا كانت لعصرنا الحاضر سمات تطبعه، فلا شك أن من بينها ظاهرة التعصب. وعلى الرغم مما يبدو من زوال للعامل الأساسي الذي كان يثير التعصب في الماضي، والمتمثل في الدين، بفعل انتشار الإلحاد، وتقلص ظل الكنيسة في الغرب من جهة، وزوال السلطة المركزية للخلافة الإسلامية في الشرق من جهة ثانية، إلى جانب ظهور الإلحاد البواح ومبدأ العلمانية الذي يقضي بفصل الدين عن تسيير شؤون الدولة والمجتمع من جهة ثالثة.
وبذلك اتخذ المسار التعصبي منحى جديدًا في الصراع والتناحر بين الشعوب والمجموعات البشرية على أساس الاختلاف في الجنسيات واللهجات واللغات والهويات.. فضلا عن بقاء التعصب الديني والمذهبي قائمًا كسلاح في أيدي السياسيين "المحترفين" يشرعونه كلما رأوا فيه فائدة لتكريس الخلاف وتعميق عوامل الاختلاف الذي يخول لهم "ولرعاياهم" حق التميز والاستقلال عن الأغيار في نظرهم أو استعبادهم بحجة التعالي على بقية البشر دون حجة علمية سوى الخرافة العنصرية العرقية النازية سابقا والفاشية "السامية" لا حقا..
إن ظاهرة التعصب لم تزدد إلا تكريسًا في واقع المجتمعات الإنسانية بفعل عوامل أخرى جديدة أعطتها مزيدًا من القوة والخطورة، وتتمثل ـ على الخصوص ـ في النزعة القومية التي اجتاحت العالم في الوقت الحاضر، مفرزة لفيروس من الحمى الانفصالية، والدعوة إلى الحق في التميز والاستقلال والسيادة للعديد من الشعوب والمجموعات السكانية التي كانت ـ إلى وقت قريب ـ تنضوي تحت لواء دين واحد أو مذهب واحد..وهكذا ظهرت مضاعفات مفعول التعصب في عصرنا الحاضر، فاتسعت دائرته بموجبها من المجال الديني الذي كانت فيه منذ قرون إلى التعصب العرقي والقومي الشوفيني والمذهبي والديني، مع كل ما بين هذه العناصر من تداخل شديد، على اعتبار أن اللغة مثلا إلى جانب كونها تمثل أحد أقوى رموز السيادة الوطنية، فهي تشتق من اسمها الجنسية المرتبطة باسم العرق (أو الجنس) الذي يتمحور هو الآخر حوله ولاء الشعوب وانتمائها إلى أمم وقوميات، وبوصف اللغة وعاء للثقافة، فلها دور أيضا مهم في تشكيل الشخصية القومية التي تحمل ـ عادة ـ اسم اللغة واسم الجنس في الوقت ذاته.. ومن ذلك مثلا، ما نلاحظه من تسمية الشعوب والمجتمعات بأسماء لغاتها، فيوصف أو يسمى ألمانيا من يتحدث بالألمانية كلفة قومية، ويسمى إنجليزيا من يتحدث بالإنجليزية، ويسمى عربيًا من يتحدث بالعربية، ويسمى روسيا من يتحدث بالروسية، ويسمى فرنسيا من يتحدث بالفرنسية، وقس على ذلك أهم الشعوب والأمم المعتبرة في هذا العالم.!!
وهكذا تلصق دائمًا أسماء الأجناس البشرية باللغات التي تتحدث بها (كقاعدة وليس استثناء ) بقطع النظر عن الأصول السلالية لتلك الأجناس، في الماضي أو الحاضر.. كما تتغير أسماء الأجناس والمجتمعات بتغير اللغات التي تتحدث بها، وقد تزول أسماء مجتمعات بكاملها بمجرد زوال لغتها من التداول في الواقع، وطالما أنه لا يوجد مجتمع بدون لغة، فإن المجتمعات التي زالت أسماؤها بزوال لغاتها من التداول (لسبب من الأسباب) ستعطى أسماء جديدة تنسبها إلى اللغة التي أصبحت سائدة لديها، وذلك لأن اللغة هي قدرة مكتسبة وليست فطرية في الإنسان، ومن ثمة فهي قابلة للظهور والزوال وقابلة للقوة والضعف، وكل ذلك متوقف على إرادة الأفراد الناطقين بها..
فالملونون لا يستطيعون تغيير ألوان بشراتهم بإرادتهم، ولا طوال القامة يصبحون قصارًا بإرادتهم والعكس بالعكس وذلك لأن هذه الصفات خَلْقية (بفتح الخاء وتسكين اللام) تورث فيزيولوجيًا دون أن يكون لأصحابها حول ولا قوة في تغييرها، في حين أن الظاهرة اللغوية هي غير ذلك تمامًا، حيث يمكن لكل العرب مثلا أن يصبحوا غير عرب إذا تخلوا إراديا وكليا عن استعمالهم للغة العربية الفصحى لعدة أجيال كما هو الحال في فرنسا مثلا أو بريطانيا أو أمريكا في الوقت الحاضر، بالنسبة لبعض الجاليات ذات الأصل العربي أو الإفريقي التي استوطنت تلك الديار لعدة أجيال متعاقبة.
وهذا هو الفرق بين الوراثة اللاَّإرادية الحتمية للصفات الجسدية للكائن البشري والوراثة اللغوية الاجتماعية والثقافية التي هي كلها صفات مكتسبة عن طريق التعلم والتنمية الاجتماعية والوعي والإرادة الفردية والجماعية، وبالتالي تظل تلك الصفات غير ثابتة البقاء كثبات الصفات الجسدية الموروثة لا إراديا كما أسلفنا والتي لا قدرة للإنسان على تغييرها جذريًا ولا يملك إلا التكيف معها كما هي بقدر المستطاع، ومن هنا يبدأ التعصب العنصري والصراع العرقي والديني واللغوي والهوياتي والقومي.
وللتوضيح هنا لا بد من أن نورد بعض التعاريف للتعصب فيعرفه عالم النفس الاجتماعي الدكتور حامد زهران بقوله "إن التعصب هو اتجاه نفسي جامد مشحون انفعاليا، أو عقيدة أو حكم مسبق (مع) أو ـ في الأغلب والأعم ـ (ضد) جماعة أو شيء أو موضوع، ولا يقوم على سند منطقي أو معرفة كافية أو حقيقة علمية (بل ربما يستند على أساطير أو خرافات) وإن كنا نحاول أن نبرره، ومن الصعب تعديله، وهو يجعل الإنسان يرى ما يحب أن يراه فقط، ولا يرى ما لا يحب أن يراه، فهو يعمي ويصم ويشوه إدراك الواقع، ويعد الفرد أو الجماعة للشعور والتفكير والإدراك والسلوك بطرق تتفق مع اتجاه التعصب "ويعرفه معجم العلوم الإجتماعية بأنه "ضرب من الحماس الشديد الذي يدعو إلى الغلو والاستمساك برأي أو موقف معين وله مظاهر مختلفة، وأوضح ما يكون في المواقف الوطنية والآراء الديني". وورد في تعريف آخر للتعصب على أنه "موقف معارضة الجماعات الخارجية وخاصة عندما لا يكون هناك تفاعل مباشر بين هذه الجماعات وبين الجماعة التي ينتمي إليها الفرد".
ونحن إذا تمعنا في التعاريف الثلاثة المذكورة على سبيل المثال (وليس الحصر.) .. فإننا نلاحظ أنها وإن اختلفت في عباراتها، وفي شموليتها للموضوع، إلا أنها بالقطع غير متناقضة مما يدل على أن كل واحد من هؤلاء الواضعين لكل تعريف منها حاول أن يركز على ما يراه هاما (من وجهة نظره) في موضوع التعصب!!؟!! على أن أهم هذه التعاريف وأكثرها شمولية ودقة هو التعريف الأول للدكتور حامد زهران في كتابه (علم النفس الاجتماعي دار مدبولي) ولقد لفت انتباهنا إلى فرز جانبين في التعصب، وهما التعصب للشيء والتعصب ضد الشيء.. والملاحظ أن المفهوم المتداول للتعصب لدى الأغلبية من غير المتخصصين هو أن التعصب ممقوت لذاته، وهو يكون بمعنى "ضد" وليس بمعنى "مع" مع أن هناك فرقا كبيرًا بين التعصب للشيء أو المبدأ وبمعنى آخر التمسك بالمبدأ إلى آخر لحظة من حياة الفرد، إذا اقتنع أن هذا المبدأ الذي يكافح من أجله هو حق (مثل دفاع أهل فلسطين عن أرضهم المغتصبة ظلما وعدوانا)، وبين التعصب والحقد ضد الآخرين أو مبادئ الآخرين أو دينهم أو لسانهم أو لون بشرتهم مثلما كان الأمر في ألمانيا النازية وأمريكا وجنوب أفريقيا العنصرية والآن في فلسطين المحتلة من النهر إلى البحر.
إن التعصب هو اتجاه نفسي جامد مشحون انفعاليا، أو عقيدة أو حكم مسبق (مع) أو ـ في الأغلب والأعم ـ (ضد) جماعة أو شيء أو موضوع، ولا يقوم على سند منطقي أو معرفة كافية أو حقيقة علمية (بل ربما يستند على أساطير أو خرافات) وإن كنا نحاول أن نبرره، ومن الصعب تعديله، وهو يجعل الإنسان يرى ما يحب أن يراه فقط، ولا يرى ما لا يحب أن يراه، فهو يعمي ويصم ويشوه إدراك الواقع..فالتعصب الأعمى المقيت المدمر دون مبرر معقول ومقبول هو ذلك الذي ينصب فيه تعصب الفرد بعامل التعالي العنصري (ضد) أبناء جنسه البشري، كما هو الوضع الراهن في فلسطين المحتلة. وليس ما هو متعلق بأفكار أو قناعات أو مبادئ يقتنع بها الشخص المتعصب دون إلحاق الأضرار المادية بالآخرين.. مما يجعلنا نشبه التعصب هنا بما يقال عن الحرية الفردية بالنسبة للقوانين العامة والأعراف المجتمعية الضاغطة على الأفراد.. بأنها تنتهي عندما تبتدئ حرية الآخرين!
والملاحظة الثانية التي نخرج بها من استعراض هذه العينة من التعاريف هي أن التعصب يتفرع إلى عدة أنواع ويشمل عدة مجالات حيوية في الحياة الإجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية للمجتمعات والأمم. وهذا يقودنا إلى تحديد أنواع التعصب أو صوره حسب المجالات التي يظهر فيها أكثر من غيرها في عالمنا المعاصر، والتي لها أبعاد تتفاوت فيما بينها خطورة وحدة، على علاقات الشعوب فيما بينها، وعلى وحدة الأمم وتلاحمها، وتلاقح حضاراتها وتقدمها كمجموعة بشرية يفترض أن تكون ذات حد أدنى من القيم المشتركة بين البشر الأسوياء.. وليس بعض الوحوش البشرية المستقوية بأصحاب الفيطو الظالم المتحكمين باستثناء دائم في هذا العالم.
مظاهر التعصب وأسبابه
إن المعاني التي نستخلصها من تحليل الواقع المعيش أن التعصب بعبارة واحدة هو التطرف، ويأتي في الطرف المقابل له الاعتدال والاتزان، ذلك أن التجرد المطلق من أية قيمة أو معنى من معاني الحياة، يؤمن بها الكائن الإنساني، هو عبارة عن ضياع وعدمية، لكن التعصب الأعمى لهذه القيمة على حساب الآخرين هو التخلف بعينه، والتخلف قصور في العقل والقصور في العقل هو دليل على الجهل أو نقص المعرفة.. وهذه السمات الظاهرة الدالة على التخلف بعينه تنطبق على بعض الأمم والمجتمعات، كما قد تنطبق على أفراد في مجتمعات بشرية دون أخرى في الدرجة وليس في النوعية. والعبرة هنا تكون بالكيفية وبالعدد (كثرة أو قلة)، حيث أن كثرة العدد هو الذي يرجح الكفة لصالح هذه الصفة الحميدة (الاعتدال والاتزان) أو تلك الصفة المذمومة المفروضة والملفوظة.. أي التعصب الأعمى والتطرف للتطرف من أجل إشباع نهم الأنا الذي لا يعرف الحدود إن لم تفرض عليه الحواجز المانعة والعقوبات الرادعة، والتعصب هنا كلمة مطلقة تأتي مقابل الاعتدال والاتزان كما قلنا، وتعني المبالغة في التشديد الزائد عن اللزوم، مع رفض التراجع والاعتراف بالخطأ (من باب معزة ولو طارت) وهذه المبالغة في التشدد والتعصب للفكرة ضد غيرها، قد تكون في الدين، كما قد تكون في المذاهب السياسية والاجتماعية والفرق الرياضية والمدارس الفنية والأدبية، وفي التفوق العرقي أو العنصري، وفي الوطنية والعرقية، وفي اللسان الوطني أو القومي، بل وفي أي شيء هام يخطر على بال الإنسان من علاقات يمكن أن تنشأ بين أبناء البشر في عالمهم الفريد والعجيب.
وإذا كانت هذه هي صفات التعصب ومظاهره فإن أبرز صفات التعصب هي ضيق الأفق، سواء كان هذا المتعصب فردا أو جماعة، ومن هنا كان التعصب عائقًا يقف في وجه التقدم الحقيقي والتحضر والتحرر.. ويجدر التنبيه هنا إلى ضرورة التفريق بين الإيمان والتعصب، نظرا للتداخل الموجود بينهما، والذي يمكن أن يشكل لبسا في أذهان البعض في غياب التحليل والتوضيح.
التعصب بعبارة واحدة هو التطرف، ويأتي في الطرف المقابل له الاعتدال والاتزان، ذلك أن التجرد المطلق من أية قيمة أو معنى من معاني الحياة، يؤمن بها الكائن الإنساني، هو عبارة عن ضياع وعدمية، لكن التعصب الأعمى لهذه القيمة على حساب الآخرين هو التخلف بعينه، والتخلف قصور في العقل والقصور في العقل هو دليل على الجهل أو نقص المعرفة..نقول هذا خاصة في مجال التعصب الديني حتى لا يظن البعض أن كل مؤمن متعصب وأن درجة الإيمان والفضيلة لدى الأفراد تقاس بما يتصفون به من سلوك تعصبي إزاء الأغيار.. فالتعصب غير الإيمان بمذهب اجتماعي أو فلسفي أو سياسي أو ديني، فالإيمان ينبع من الوجدان والعقل، وهذان القطبان يتعاونان فيما بينهما ليجعلا من الإيمان منهجًا في الحياة يجملها في نظر المرء ويجعل لها طعما ومعنى وهدفا يسعى إليه ويضحي من أجله.. والإيمان بهذا المعنى وفي هذا النطاق يعتبر دافعا أساسيًا للحركة والحيوية والتوثب الدائم إلى التقدم والتحرر.. وبالتالي المزيد من طلب العلم والمعرفة، مع تقبل كل رأي مخالف وبحثه والنظر فيه، وقد يصبح بعد الاقتناع محطة انطلاق أخرى، وحافزًا لإيمان جديد أقوى وأرسخ في مبادئه، قد يلغي حتى الإيمان السابق، ولعل أبرز مثال لهذه الحالة نلاحظه لدى العديد من المفكرين ورجال العلم (والإيمان) الذين اعتنقوا الإسلام في السنوات الأخيرة مثل الفيلسوف الماركسي الفرنسي (روجيه غارودي) والمفكر المسيحي (فانسان مونتاري) وحتى بعض القساوسة في كل من مصر وفرنسا وإنجلترا وأمريكا واليابان الخ...
وما اعتناق الإسلام من قبل هؤلاء الذين كانوا من قبل شديدي الإيمان بمذاهب وأديان أخرى إلا دليلا على أن الإيمان الحقيقي (كما قلنا) لا يعني التعصب على الإطلاق، بل يعني التحرر الفكري والتدبر والتقدم والبحث عن الأفضل دائمًا في الدنيا والآخرة، ذلك أن أساس الإيمان هو حرية العقل، فإن الذي يكون عقله مستعبدًا لا يمكن أن يؤمن أبدا، ونذكر حادثة الصحابي الجليل بلال بن رباح وقولته المأثورة لمولاه وهو يعذبه في بطحاء مكة (تحت الموت والحياة) عندما طلب منه أن يكفر بدين محمد لاعتباره عبدا مشترى من السوق، ولا حق لعبد مثله أن يسلم دون إذن مولاه.. فقال له بلال، وبعفوية ذات دلالة بالغة، تظل حجة عبر العصور، لنا ولغيرنا من الذين يحاولون تسخير الروح لخدمة المادة، قال له بلال ما معناه: "أنا صحيح عبدك، وقد اشتريتني من السوق كالسائمة، ولكنك يا مولاي أنت اشتريت جسدي المادي، فهو لك خذه، أما روحي فهي حرة، ولا تعبد إلا خالقها الأوحد".. وظل يردد عبارة (أحدٌ أحد) حتى أعتقه أبو بكر الصديق كما هو معلوم..
فأساس الإيمان إذن هو الحرية، أما أساس التعصب فهو إغلاق الفكر والعقل، الذي هو مدعاة للتحجر والجمود والجحود والتقهقر على اعتبار أن الذي لا يتقدم هو بالطبع يتأخر.
وإذا كنا قد بيّنا الآن الفرق الشاسع بين الإيمان وبين التعصب بهذه الدرجة من الوضوح المدعم بالشواهد الحية فيما نعتقد، فهناك قيمة أخرى تظل مرتبطة بالنقطتين، وتقف في الحدود الفاصلة بينهما، بحيث قد ينطلق الفرد منهما إلى التعصب، وقد ينطلق إلى الإيمان، وهذه القيمة المفروضة على الإنسان العاقل هي الانتماء والولاء. فالانتماء مرحلة أولى في حياة الفرد قد تؤدي إلى الإيمان، إذا كانت قائمة على حرية العقل وحرية الوجدان (كما سبق الذكر) كما قد تؤدي إلى التعصب إذا كانت مرتدة إلى انغلاق العقل والوجدان، والانتماء باعتباره موصلًا إلى الإيمان أو إلى التعصب، يكون مرتبطًا بالوطن (أي يكون الانتماء والولاء للوطن) أو بالجماعة أو بالحرفة أو بالحي أو بالمدينة أو بالجهة داخل الوطن الواحد أو يكون لدين معين أو لمذهب سياسي أو لفريق كرة قدم وطني، أو جهوي أو محلي... أو للغة معينة، أو لعنصر، أو لون، أو أمة أو شعب، وهكذا نجد أن الانتماء والإيمان والتعصب أفراد في أسرة واحدة. فالانتماء هو الأب أو الأم، والإيمان والتعصب هما الأولاد الناتجين عن هذه الأمومة، وهذه الأبوة، ولا يحق لأحد أن يطعن في هذه (الوالدية) لكون أحد الأولاد خيرا والآخر شريرًا، أو أحدهما وسيلة للتقدم والانطلاق والتحرّر، والآخر وسيلة للجمود والتوقف والتحجر.. إن الاختلاف بين الإخوة مهما بلغت درجته وتباينت وتناقضت لا ينفي أنهم إخوة من الناحية الشرعية والقانونية على الأقل، وأن جريمة هابيل في حق قابيل لا تنفي إطلاقًا، وبأية صفة من الصفات، أبوة آدم وأمومة حواء للأخوين العدوين !!
التفسيرات العلمية للتعصب
يرى العلماء في تفسيرهم للتعصب أنه آلية نفسية تؤدي وظيفة خاصة تتلخص في التنفيس عما يختلج في النفس من توتر وكراهية وعدوان مكبوت، وذلك عن طريق عملية الإزاحة والإبدال، دفاعًا عن الذات وعمن تحبه. وكما مر بنا فإن التعصب قد يكون (مع) وقد يكون (ضد)، وإذا حاولنا أن نبرر فيما سقناه من أمثلة عن التعصب (مع)، والذي قد يشتبه أمره لدى البعض بالإيمان.. فإن التعصب (ضد) يمثل الوجه الآخر الأكثر قتامة للتعصب، وإذا كان التعصب (مع) يحتوي على بعض الحب في قلوب المتعصبين نحو (من) و(ما) يتعصبون لهم، فإن التعصب (ضد) لا يحتوي إلا على الحقد والكراهية المدمرة للذات المتعصبة.. فالمتعصب ضد العقيدة الدينية مثلا (أو الإلحاد) يكون رد فعل أو تكوينا عكسيًا لرغبة عنيفة نحو التمرد على سلطان الدين، وبصفة عامة على السلطان أيًّا كان نوعه..
والمتعصب بهذا المعنى قد يجني لنفسه بعض الكسب (المؤقت) غير أن هذا الكسب لا يعدو أن يكون وهما أو مخدرًا موضعيا، لا يلبث أن يتحول إلى سراب، أو أن هذا الكسب هو بمثابة ما يجنيه العصابي من سلوكه الشاذ، أي أنه كسب وهمي ناقص، يفوت على صاحبه فرصة حل مشكلته حلا رشيدًا وواقعيًا مجديا، وقد يكون التعصب عبارة عن إسقاط لمشاعر الذنب لدى الفرد على الآخرين الذين يعتبرهم (كبش فداء) أو (ضحايا).
أساس الإيمان إذن هو الحرية، أما أساس التعصب فهو إغلاق الفكر والعقل، الذي هو مدعاة للتحجر والجمود والجحود والتقهقر على اعتبار أن الذي لا يتقدم هو بالطبع يتأخر.ومن هذه الزاوية يمكن أن يوضع التعصب ضمن ما يسميه علماء النفس بحيل الدفاع، ويرى بعض العلماء الآخرين في علم النفس وعلم النفس الاجتماعي أن التعصب يكون نتيجة لإحدى حيل الدفاع المسماة بحيلة (تحول المخاوف) لدى المتعصبين من تهديد المتعصب ضدهم لكيان وأمن ومكانة ذات المتعصبين، وهذا النوع من دوافع التعصب قد يكون في جانب منه هو الذي نلاحظ في ظاهرة التعصب الديني في أوربا إزاء الإسلام، وخاصة في يوغسلافيا وفرنسا وألمانيا والسويد والتعصب الصهيوني ضد العرب والمسلمين في الوقت الحاضر مثلما كان الأمر بالنسبة لألمانيا النازية ضد اليهود قبل ذلك!!
وهناك من العلماء من يذهب في تفسيره للتعصب (في جانب منه) إلى اعتباره نوعا من الأنانية وحب الذات أو النرجسية، وهو مثلما يكون سلوكًا يقوم به الفرد مع نفسه، فكذلك نلاحظه في شكل نرجسية لدى شعوب أو أمم أو جماعة بشرية إزاء نفسها إيجابًا، وإزاء غيرها سلبا! وكما أشرنا من قبل فإن مشاعر المتعصب الناتجة عن هذا الاعتقاد، بقدر ما تعتبر مقيته ومدمرة وسلبية للذين تقع ضدهم، تعتبر في المقابل عامل تكتل واتحاد وقوة متصلبة ضد الغير، ومفتتة أو مشتتة لهم إذا لم يقاوموها بآلية مشابهة لها (وليست بالضرورة أن تكون تعصبا مثلها) كأن يقابل التعصب الصهيوني الأعمى ضد العرب والمسلمين بوعي قومي وإرادة قومية للوحدة الحقيقية الشاملة التي من شأنها أن تجهض نتائج التعصب بالنسبة للأعداء، وتحقق التقدم والقوة الضامنة لاستمرار شل حركة التعصب الممارس ضد الذات العربية المسلمة، والمفروض عليها فرضا!! ومن ثمة تفادي مخاطره الوخيمة على وحدة الأمة كما هو حاصل حتى الآن في فلسطين المحتلة والصين وأمريكا وفرنسا وغيرها ضد المسلمين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير التعصب رأي الفكري فكر رأي تعصب مفاهيم أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الوقت الحاضر إلى التعصب ا من یتحدث فی العقل إذا کانت قد یکون یمکن أن ما بین یرى ما کما هو على أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة: وضع أسس علمية ومهنية لإنتاج محتوى درامي يرتقي بالذوق العام
كتب- محمد شاكر:
ترأس الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الاجتماع الثاني للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام، المشكلة بقرار من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لأهمية تطوير صناعة الدراما بما يخدم أهداف التنمية المستدامة، ويحافظ على الهوية الوطنية، ويعزز من دور القوى الناعمة المصرية في ظل المتغيرات المجتمعية والتكنولوجية المتسارعة.
ناقش الاجتماع، محورين رئيسيين هما: التأثيرات النفسية والاجتماعية للأعمال الدرامية، ومستقبل الدراما المصرية في ظل التقدم الرقمي والعولمة.
وقد شهدت الجلسة حوارًا معمقًا بين صناع القرار والخبراء والفنانين حول مستقبل الصناعة، والتحديات التي تواجهها، والحلول المقترحة للنهوض بها.
وفي مستهل الاجتماع، أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن طرح ودراسة المشكلات بصدق وشفافية هو الخطوة الأولى نحو وضع حلول فعالة لمستقبل الدراما المصرية، مشددًا على أن صناعة الدراما لا تنفصل عن السياق الاجتماعي والثقافي الذي تُنتج فيه، ولا بد من فهم هذا السياق وتطوراته حتى تتمكن من الاستجابة له بوعي ومسؤولية.
وأوضح الوزير، أن اللجنة تسعى لوضع أسس علمية ومهنية تضمن إنتاج محتوى درامي يرتقي بالذوق العام، ويحترم القيم الثقافية للمجتمع، ويعكس تنوعه وتعدد روافده.
من جانبه، أكد المهندس خالد عبد العزيز، أهمية إزالة المعوقات البيروقراطية والإنتاجية التي تقف حائلًا أمام تنفيذ أعمال درامية هادفة، وتوفير بيئة مشجعة للإنتاج الفني الخلاق.
وأضاف: يجب أن نركز على دعم المواهب الجديدة، وتوجيه الإمكانيات نحو تعزيز الإنتاج الجيد، وليس فقط الكم، لضمان تنافسية الدراما المصرية إقليميًا ودوليًا.
وأشار عماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بالشركة المتحدة، إلى أن صناعة الدراما تواجه تحديات متشابكة، يأتي في مقدمتها ضعف بعض النصوص، ونقص الكوادر الفنية المؤهلة، وارتفاع التكلفة الإنتاجية.
وأكد أن الشركة المتحدة نجحت خلال العام الحالي في تقديم مجموعة من الأعمال الدرامية الجادة التي حظيت بإشادة جماهيرية، إلى جانب إتاحة الفرصة لعدد من المواهب الجديدة في مجالات الأداء والإخراج والكتابة، بما يعزز من ضخ دماء جديدة في الصناعة ويُسهم في تجديد خطابها الفني.
في السياق ذاته، أشار المخرج خالد جلال، إلى ضرورة وضع قواعد واضحة وصارمة لضبط آليات إنتاج الأعمال الدرامية، تبدأ من كتابة السيناريو وانتهاءً بمرحلة التنفيذ.
وأضاف: ينبغي ألا يبدأ أي عمل قبل الانتهاء الكامل من كتابة السيناريو، حتى لا نقع في فخ التسرع، وهو ما يُضعف جودة العمل ويُفقده تماسكه الفني.
وشدد "جلال"، على أهمية إشراك المؤسسات المعنية في تنظيم هذه العملية، من خلال لوائح تشجع على التخطيط طويل المدى بدلًا من الإنتاج الموسمي العشوائي.
وأشار الدكتور أحمد زايد، إلى أن كل عمل درامي يتضمن عناصر إيجابية وأخرى سلبية، وأن تقييمه يجب أن يستند إلى معايير فنية واضحة تأخذ في الاعتبار السياق الثقافي والاجتماعي الذي يُعرض فيه.
كما طالب بإجراء بحوث حديثة تعتمد على أدوات علمية لرصد أنماط المشاهدة الجديدة، التي تغيرت بفعل التحول الرقمي ومنصات العرض الحديثة، مؤكدًا أن هذه البحوث ضرورية لصناعة محتوى يلائم تطلعات الجمهور.
وشدد الفنان حسين فهمي، على الدور المؤثر الذي تلعبه الدراما في تشكيل وعي الجمهور، وأن تأثيرها قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا وفقًا للرسائل التي تنقلها.
وأوضح: ما يُعرض على الشاشات يساهم في تشكيل صورة ذهنية عن المجتمع، ويجب أن يكون هناك وعي بأن كل كلمة وكل مشهد يحمل دلالة قد تمتد آثارها لسنوات. من هنا تأتي أهمية اكتشاف المواهب الحقيقية في جميع مجالات العمل الفني، ودعمهم بالتدريب والتأهيل الأكاديمي، لنصنع أجيالًا قادرة على حمل الراية.
وتحدث الفنان أشرف عبد الباقي، عن التحولات الكبيرة في أسلوب تلقي الجمهور للمحتوى، نتيجة التطور التكنولوجي، وتعدد الخيارات المتاحة أمامه، مؤكدًا ضرورة مواكبة هذه التحولات من خلال تقديم بدائل درامية جادة وشيقة في آنٍ واحد، قادرة على جذب الجمهور من دون التنازل عن القيم أو الرسالة.
وشدد الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال، على أهمية فتح المجال أمام الكُتاب الحقيقيين، ممن يمتلكون الموهبة والدراسة معًا، لأن الكتابة الدرامية ليست مجرد سرد، بل هي علم وفن يتطلب وعيًا ثقافيًا عميقًا.
وأوضح أن الصناعة في حاجة إلى دعم أصوات جديدة قادرة على تقديم رؤى متجددة، بعيدًا عن القوالب النمطية والتكرار، كما دعا إلى تأسيس ورش دائمة لصقل مهارات الكتاب الشباب، وربطهم بمؤسسات إنتاجية تُؤمن بالإبداع.
وفي مداخلتها، أكدت الكاتبة مريم نعوم، أن الأفكار القابلة للتحول إلى أعمال درامية كثيرة ومتنوعة، ولكن ما يميز فكرة عن أخرى هو مدى صدقها.
وأضافت: علينا أن نُمهل أنفسنا وقتًا كافيًا لبلورة المشروعات الفنية، لأن الاستعجال في التنفيذ يؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية لا تخدم الهدف المرجو من العمل.
كما يجب أن نتخلى عن فكرة الاكتفاء بالرؤية الفردية، ونتبنى ثقافة العمل الجماعي، مع الاستعانة بمستشارين متخصصين في القضايا الاجتماعية أو النفسية أو القانونية التي تتناولها الأعمال الدرامية، لضمان تقديم صورة دقيقة ومسؤولة.
وتحدث الناقد الفني طارق الشناوي، عن البُعد التاريخي لمناقشة التأثيرات الاجتماعية للدراما، قائلًا: هذا النقاش ليس جديدًا، بل بدأ منذ عقود، غير أنه يحتاج الآن إلى إعادة تنظيم وتفعيل أدواته في ضوء المتغيرات الحديثة.
وأضاف: الدراما دائمًا ما كانت مرآة للمجتمع، وهي تملك قوة ناعمة قادرة على إحداث التغيير، ولذلك علينا أن نتحرر من الرقابة الذاتية والخوف من تناول القضايا الجادة، مشيرًا إلى احتياجنا إلى دراما تطرح الأسئلة الحقيقية، وتُحرّض على التفكير.
أما الدكتورة سوزان القليني، فقد شددت على أن الدراما تُسهم بعمق في تشكيل الصورة الذهنية عن الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، وبالتالي لا بد من وجود ضوابط وقواعد تقييم معلنة ومفعّلة، مع آليات واضحة لمتابعة تنفيذها بشكل دوري، مشيرة إلى أهمية التنسيق بين الهيئات الإعلامية والثقافية والأكاديمية لضمان الاتساق في الرؤية.
فيما أوضحت الدكتورة جيهان يسري، أن أي عمل موجه للجمهور يحمل تأثيرًا مباشرًا، ولكن طبيعة هذا التأثير تختلف من فرد لآخر بناءً على خلفيته وثقافته وتجربته الشخصية.
وأضافت: من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار هذا التفاوت في الاستجابة أثناء تقييم التأثيرات، وأن نعمل على بناء منظومة تقوم على التفكير النقدي، والتربية على الذوق، وليس فقط على تقديم منتج ترفيهي.
وأكدت سارة عزيز، ضرورة تحديد الجمهور المستهدف بدقة أثناء إنتاج المحتوى، خصوصًا في ظل تغير المفاهيم والاهتمامات لدى الأجيال الجديدة.
وقالت: المنصات الرقمية تتيح لنا الوصول إلى جمهور واسع، ولكنها تتطلب فهمًا جديدًا لسلوكيات المشاهدة، مما يستوجب إجراء مسوح دورية لقياس احتياجات وميول المشاهدين، بما يسمح بصناعة محتوى جذاب وذو أثر.
شارك في الاجتماع نخبة من الشخصيات العامة؛ مع ممثلي المؤسسات الإعلامية والثقافية، من بينهم: المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عبد الفتاح الجبالي، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، عماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بالشركة المتحدة، الدكتور أحمد زايد، رئيس لجنة قطاع الآداب بالمجلس الأعلى للجامعات -مدير مكتبة الإسكندرية-، المخرج خالد جلال، رئيس قطاع المسرح بوزارة الثقافة، السيناريست عبد الرحيم كمال، مساعد الوزير لشئون رئاسة الرقابة على المصنفات، الكاتبة مريم نعوم، الفنان حسين فهمي، الفنان أشرف عبد الباقي، الناقد الفني طارق الشناوي، الدكتورة هالة رمضان، مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، سارة عزيز حكيم، خبيرة اجتماعية ونفسية ومدير مؤسسة Safe، الدكتورة جيهان يسري أبو العلا، عضو اللجنة التخطيطية لقطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات وعميدة كلية الإعلام السابقة، الدكتورة سوزان القليني، أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس.
اقرأ أيضًا:
مصر تتجه لتأجيل زيادة أسعار الكهرباء إلى 2026- خاص
ارتفاع الحرارة ورياح بهذه المناطق.. حالة طقس الأيام المقبلة
السياحة: 15% زيادة في أسعار تشغيل النقل السياحي بالقاهرة الكبرى
توجيه مهم من "السياحة" بشأن سلامة السائحين الوافدين
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنوتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
وزير الثقافة: وضع أسس علمية ومهنية لإنتاج محتوى درامي يرتقي بالذوق العام
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك