الـ Mea Culpa مطلوبة من الجميع
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
قد يبدو غريبًا بعض الشيء أن يتوافق نواب كتلة "الجمهورية القوية" مع نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" ونواب كتلة "التنمية والتحرير" على قانون التمديد لقادة الأجهزة الأمنية، وبالأخص لقائد الجيش العماد جوزاف عون، في دلالة لها معانٍ سياسية ترقى إلى مستوى دقة المرحلة الصعبة، التي يعيشها لبنان.
وقد تزامن إقرار هذا التمديد مع ما هو منتظر من مهام ومسؤوليات انيطت بالجيش، الذي له وحده الحق في امتلاك السلاح شرعيا على كافة الأراضي اللبنانية، وبالأخص جنوب الليطاني وفق ما جاء في بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
فتصويت نواب "حزب الله" لصالح التمديد لقائد الجيش، بحسب ما صرّح به النائب حسن فضل الله عقب جلسة التمديد، قد يكون خطوة استباقية من ضمن سلسلة مواقف تتابعية من المرجح أن يقوم بها "حزب الله" في الفترة اللاحقة كمقدمة لخطوات سياسية أوسع، أقله في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي.
فالرئيس بري، وعلى رغم أنه "الأخ الأكبر" لـ "حزب الله" لم يقدم على تحديد موعد لجلسة انتخابية يؤمل في أن تكون مثمرة، من دون أن يكون قد نسق موقفه هذا مع أركان "الحزب". فالفرصة اليوم سانحة أمام الجميع للانطلاق نحو عقد جديد في الحياة السياسية تبدأ أولًا بأخذ العبر من هذه الحرب، التي يجب أن توضع في اطارها الصحيح بعد تشريح مسبباتها وما نتج عنها من مآسٍ. ومن دون هذه المراجعة في شكل شفاف ومن دون أوهام لا يمكن الولوج إلى المرحلة الجديدة من العمل السياسي، التي تتمحور حول رئاسة الجمهورية وما يليها من انتظام عام في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية من ضمن سلّة إصلاحات لا بدّ منها، على أن تترافق هذه الخطوات الدستورية مع ورشة إعادة إعمار ما تهدّم في المناطق التي كانت هدفًا مباشرًا للاعتداءات الإسرائيلية، التي لا تزال ناشطة في محيط قرى الحافة، مع الخشية بانهيار إجراءات وقف النار.
فمن دون هذه المراجعة السياسية لمجريات الحرب، والتي يجب أن يقوم بها الجميع وليس فقط "حزب الله"، لن تستقيم الأمور، ولن يُستفاد من اللحظة التي تتطلب التعامل مع الماضي بواقعية وموضوعية، ومن ثم الانتقال إلى الحاضر والتخطيط للمستقبل مع ما فيهما من تحدّيات مفروضة على الجميع. فالوقت غير ملائم لنبش الدفاتر القديمة. وهذا ما فهمه الجميع مما ورد ما بين سطور موقف النائب جورج عدوان، الذي تحدّث باسم كتلة "الجمهورية القوية" عقب جلسة التمديد للقادة العسكريين، من دون أن يعني ذلك القبول ضمنًا بالعودة إلى هذا الماضي بما فيه من خروقات دستورية، وما شابه من تجاوزات للقانون، وذلك على قاعدة تساوي جميع اللبنانيين في الحقوق والواجبات، وعلى أساس ألا يكون صيف وشتاء على سطح واحد.
وبالتوازي مع المساعي التي تبذلها فرنسا في نطاق مراقبة إجراءات وقف النار وتثبيتها سارع الرئيس ايمانويل ماكرون بإرسال موفده الخاص جان ايف لودريان لكي يستكمل المهمة التي بدأ بها منذ اليوم الأول لتعطيل الاستحقاق الرئاسي، وقد باشر على الفور بعقد لقاءات شملت عدداً من المسؤولين والقادة السياسيين. وتركّز النقاش فيها على التطورات العسكرية مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. كما تركز على الاستحقاق الرئاسي والمساعي الخارجية المستمرّة لمساعدة لبنان على حلّ أزمة الشغور في أسرع وقت ممكن، من ضمن سلة متكاملة تشمل إضافة إلى انتخاب رئيس جديد تعزيز الجيش بما يحتاج إليه في مهماته الجديدة من عتاد متطور، وإعادة الاعمار بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة للبنان، مع ضرورة التطبيق الكامل لاتفاق الطائف. وما استعجال ماكرون بإيفاد لودريان سوى خطوة متقدمة في مسار الجهود الأميركية والفرنسية المتوازية مع مساعي إنهاء الحرب، وذلك اقتناعًا من كل من واشنطن وباريس بأن إجراءات وقف النار لن تكون محصنة من دون اكتمال عقد المؤسسات الدستورية عن طريق استعجال انتخاب رئيس للجمهورية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ترامب: على الجميع إخلاء طهران فورا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن على الجميع إخلاء العاصمة الإيرانية طهران فورا.
وأضاف، أنه كان ينبغي على إيران توقيع الاتفاق الذي طلبت منهم توقيعه، مبينا "قلت مرارا وتكرارا إن إيران لا يمكنها الحصول على سلاح نووي".
وفي وقت سابق قال ترامب للصحفيين في قمة مجموعة السبع في كاناناسكيس بكندا، الاثنين، إنه يعتقد أن إيران تريد تهدئة نزاعها المتصاعد مع إسرائيل، مشيرا إلى أن إيران "لا تربح هذه الحرب".
وردا على سؤال عما إذا كان قد رأى أي إشارات أو رسائل من وسطاء تفيد برغبة إيران في تهدئة الصراع. قال "يريدون التفاوض، لكن كان ينبغي عليهم فعل ذلك من قبل. كان لدي 60 يوما، وكان لديهم 60 يوما، وفي اليوم الحادي والستين، قلت: (ليس لدينا اتفاق)".
وأضاف "عليهم إبرام اتفاق، وهذا مؤلم لكلا الطرفين، لكنني أقول إن إيران لا تكسب هذه الحرب، ويجب عليهم التفاوض، يجب عليهم التفاوض على الفور، قبل فوات الأوان".
وتأتي هذه التصريحات بعدما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران "تشير بإلحاح إلى أنها تسعى إلى إنهاء الأعمال العدائية واستئناف المحادثات حول برامجها النووية، وتبعث رسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب"، حسبما نقل تقرير الصحيفة عن مسؤولين من الشرق الأوسط وأوروبا.
وقد أصدر ترامب مهلة نهائية لمدة شهرين هذا الربيع لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي أو مواجهة عواقب. وفي يوم الجمعة- في اليوم 61- شنت إسرائيل ضربات غير مسبوقة على إيران، مستهدفة برنامجها النووي وقادتها العسكريين، ودخل الصراع الآن يومه الرابع، حيث يتبادل الجانبان الهجمات.
وامتنع الرئيس الأمريكي عن الإفصاح عما إذا كان هناك ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري في الصراع، وقال للصحفيين، الاثنين: "لا أريد التحدث عن ذلك".
وتابع: "لطالما دعمنا إسرائيل. لقد دعمناها بقوة لفترة طويلة، وإسرائيل تبلي بلاء حسنا في الوقت الراهن".
وذكر مسؤولون مطلعون، الاثنين، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لا ينوي التوقيع على مسودة بيان صادرة عن المسؤولين في اجتماع دول مجموعة السبع في كندا، تدعو إيران وإسرائيل إلى تهدئة الصراع الحالي.
كما ينص البيان دول مجموعة السبع الذي أعده قادة أوروبيون على أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وينص على أنه لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي.
ونقلت "سي أن أن" عن مسؤول في البيت الأبيض ردا على سؤال حول خطط ترامب المتعلقة بالبيان المشترك حيث قال: "تحت القيادة القوية للرئيس ترامب، عادت الولايات المتحدة إلى قيادة الجهود الرامية إلى استعادة السلام في جميع أنحاء العالم. وسيواصل الرئيس ترامب العمل على ضمان عدم قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي".
وكان المسؤولون الأوروبيون، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريك ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يأملون في التوصل إلى توافق نهائي بين القادة حول الوضع في الشرق الأوسط.