عالم أزهري يرد على من يكتفي بالقرآن ويترك السنة
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
في إطار الجدل المتصاعد حول الموقف من السنة النبوية الشريفة، قال الدكتور مختار مرزوق عميد أصول الدين السابق بجامعة الأزهر أنه يبرز بعض الأفراد الذين يدعون إلى الاكتفاء بالقرآن الكريم فقط، مستغنين عن السنة النبوية بحجة أنها غير ضرورية، وهذا الطرح لا يختلف كثيرًا عن ما سعى العديد من العلماء والمفكرين الإسلاميين إلى الرد عليه، وفي هذا الصدد، نستعرض بعض النقاط التي وضحها مرزوق وقد تجيب على هذه الرؤية، مستندين إلى ما ذكره العالم الجليل، الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله.
يقول الدكتور الذهبي: "إن النظر في القرآن الكريم والسنة النبوية يظهر بجلاء أن وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم هي بيان وتوضيح كتاب الله". بمعنى أن القرآن الكريم ليس سوى كتاب شامل يُظهر المبادئ الأساسية، بينما جاءت السنة لتشرح وتوضح هذه المبادئ بشكل عملي. ومن المعروف أن السنة النبوية هي التي فصلت الكثير من الأحكام التي جاءت مجملة في القرآن الكريم.
دور السنة في بيان القرآنالقرآن الكريم نفسه يشير إلى ضرورة شرح السنة لما في الكتاب، حيث يقول الله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" (النحل: 44). هذا التوجيه القرآني بديهي في فهم العلاقة بين القرآن والسنة، إذ أن السنة هي المصدر الذي يبين ويشرح ويضيف التفاصيل التي قد تكون غائبة أو غير واضحة في النصوص القرآنية.
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود، قال: "ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه"، وفي هذا إشارة واضحة إلى أن السنة ليست مجرد تفسيرات بشرية، بل هي وحي من عند الله تعالى، ومكملة لما جاء في القرآن الكريم.
السنة هي الوضوح في التفاصيلبعض القائلين بالاكتفاء بالقرآن الكريم يجهلون أو يتجاهلون أن السنة تشرح وتفصل ما جاء في القرآن. فمثلاً، في موضوع الصلاة، لا يذكر القرآن في تفصيله طريقة أداء الصلاة، ولا عدد ركعاتها. إلا أن السنة، من خلال الأحاديث الصحيحة، جاءت لتوضح كيفية الصلاة وعدد ركعاتها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي". وهو حديث يبيّن أن التفسير العملي لما جاء في القرآن يأتي من السنة.
السنة وتفسير آيات القرآنأحد أوجه التفسير المشترك بين القرآن والسنة يتعلق بتفسير ما هو مجمل أو مبهم في النصوص القرآنية. على سبيل المثال، قوله تعالى: "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" (البقرة: 187)، بيّنته السنة النبوية بوضوح من خلال الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوضح المقصود بذلك. في هذا الصدد، يرى العلماء أن السنة تقوم بدور التوضيح والتفسير لما قد يكون غامضًا في القرآن الكريم.
تحذير النبي من إهمال السنةفي حديث آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يوشك أن يطأ رجل منكم أريكته، فيقول عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فاحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه"، وهو حديث يحذر من فكرة الإعراض عن السنة، ويشدد على أن تفعيل القرآن الكريم لا يكون إلا من خلال السنة التي هي المصدر التفسير والتطبيق العملي لما ورد في القرآن.
في خضم هذه النقاشات حول سنة النبي الكريم والقرآن، فإن الدكتور الذهبي رحمه الله يقدم تفسيرًا بالغ الأهمية: إن السنة ليست مجرد إضافة أو تأكيد على ما جاء في القرآن، بل هي جزء لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية التي تكمل ما بدأه القرآن، وتشرح كيف نطبق تعاليمه في حياتنا اليومية. من هنا، يصبح من غير الممكن تجاهل السنة النبوية أو التقليل من أهميتها، فهي الأساس في فهم القرآن وتطبيقه بشكل صحيح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السنة القرآن القرآن والسنة تفسير آيات القرآن النبي إهمال السن صلى الله علیه وسلم فی القرآن الکریم السنة النبویة أن السنة
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة 32 للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
هنأ اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية أبناء المحافظة الفائزين في المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم، مشيدًا بما حققوه من إنجازات مشرفة رفعت اسم الغربية عاليًا في واحدة من أعرق وأهم المسابقات القرآنية على مستوى العالم.
وأكد أن هذا التفوق يعكس عمق ارتباط أبناء مصر بكتاب الله، ويجسد ثمرة أسر واعية ومؤسسات دينية وتعليمية غرست في نفوس الأجيال حب القرآن والعلم والانضباط.
تهنئة محافظ الغربيةوأعرب محافظ الغربية عن خالص تهانيه وتقديره لفضيلة الشيخ عبد الفتّاح عبد الحميد أبو زهرة، ابن عزبة السرايا بمركز قطور، بعد فوزه بالمركز الأول عالميًا في فرع القراءات السبع مع التوجيه، معتبرًا أن هذا الإنجاز الكبير تتويج لمسيرة علمية راسخة وجهد متواصل، ونموذج مشرف لعالم أزهري حمل القرآن علمًا وخلقًا ورسالة، وأسهم بعلمه في ترسيخ مكانة مصر في المحافل القرآنية الدولية.
كما هنأ المحافظ ابنة المحافظة أسماء وليد، ابنة قرية المنشأة الكبرى بمركز السنطة، لحصولها على المركز الثالث عالميًا في فرع القراءات السبع مع التوجيه، مؤكدًا أن تفوقها يعكس صورة مشرفة لفتاة مصرية جمعت بين الاجتهاد وحفظ كتاب الله وإتقان علومه، لتكون قدوة حقيقية لأبناء جيلها، ودليلًا واضحًا على أن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان وبناء وعيه على أسس دينية صحيحة.
حفظه القران الكريمكما اعرب المحافظ عن سعادته بالإنجاز اللافت الذي حققه ثلاثة أشقاء من أبناء قرية ميت عساس التابعة لمركز سمنود، بعد فوزهم بالمركز الأول في فرع الأسرة القرآنية وهم محمود سعد إبراهيم عبد الكريم، وعبد الله سعد إبراهيم عبد الكريم، وآية سعد إبراهيم عبد الكريم، حيث أكد محافظ الغربية أن هذا التفوق الأسري يعكس دور الأسرة المصرية الواعية في تنشئة أبنائها على حب القرآن والالتزام بقيمه، ويبعث برسالة قوية بأن البيوت العامرة بكتاب الله تخرج أجيالًا قادرة على التميز والريادة.
وأكد اللواء أشرف الجندي أن محافظة الغربية تفخر بأبنائها من حفظة كتاب الله، وتضع دعمهم وتشجيعهم في مقدمة أولوياتها، مشددًا على أن هذه النماذج المضيئة تمثل ركيزة أساسية في بناء الإنسان المصري، وتسهم في ترسيخ الهوية الوطنية والدينية المعتدلة، مشيرًا إلى أن ما حققوه ليس إنجازًا فرديًا فقط، بل هو فخر لمحافظة بأكملها، ورسالة أمل للأجيال القادمة بأن طريق القرآن هو طريق التفوق والرفعة والاحترام في الدنيا والآخرة.
مسابقة حفظ القران الكريمواختتم محافظ الغربية تهنئته بتمنياته الصادقة بمزيد من النجاح والتوفيق لأبناء المحافظة، مؤكدًا أن الغربية ستظل داعمة لكل موهبة جادة، وحاضنة لكل تميز حقيقي، وأن راية القرآن ستبقى خفاقة بأبناء مصر في كل المحافل الدولية.