سواليف:
2025-08-03@02:41:06 GMT

عبقري من بلادي

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

عبقري من بلادي

الكاتبة العراقية #زاهدة_العسافي

قبل 4000 الاف سنة قبل الميلاد
ظهرت الحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين وكانت أول ظهور متطور للإنسان حيث اكتشفت الزراعة لأول مرة في تاريخ البشر على هذه الارض ” أرض العراق” وظهرات أول بوادر وبذور التمدن حيث أن التمدن أي ظهور المدن والري والكتابة هي الإشارة الاولى على وجود هذه الحضارة .

.
وانا افكر بمجريات حضارة سومر بدأت خطوتي الاولى نحو مدينة السليمانية الجميلة من كركوك والشمس قد احتضنت بنورها كل الاشجار التي تغطي طرفي الشارع العام والخضرة على جبالها الشاهقة والوديان التي تخبرنا أن الربيع في طريقه الينا يحمل بشائر الخير والود وتسرع خطاي للقاء رجل من عراقي من القومية الكردية يسكن بجوار الطبيعة وفي أحضانها رجلٌ يتميز بالابتكار والاكتشاف الجديد والتلاعب في بنية الجذور والاشجار ويتفنن بقطع الجذر عن الارض وصنع مصدر آخر من الاغصان لايصال الماء والغذاء الى بقية اجزاء الشجرة ويتحكم في طولها ” الشجرة” وكمية زيادة نتاجها من الفواكة وبتطعيم غريب يجعل الشجرة الواحدة تنتج سبعة أنواع من الثمار متوزعة على اغصانها دون أن يستخدم أي سماد تكون الفاكهة ذو طعم حقيقي نفتقده منذ سنوات طويلة في اسواقنا وبيوتنا .
نجتاز مدينة السليمانية باتجاه مدينة عربت وكاني بنكا ثم قرية كاريزة مروراً بمدينة سيد صادق القريبة من مدينة حلبجة وتبهرنا جمال الزرع من شعب اعتاد على الإبداع في كل مدنه وهو الشعب الكردي الذي يعشق العمل كما يعشق الحياة لا تضاهي ما ينتجون من انواع العصائر والحلويات الطبيعية من الفواكه والفستق والجوز واللوز والبلوط وكذلك الفواكه المجففة وكم عصائر الرمان وتمتد مساحات شاسعة من الخضراوات تجد الفلاح فيه مع شروق الشمس حتى الغروب معطاء مؤمن بأنه من يصنع الحياة ويسد حاجته دون أن يستورد أي شيء الاّ من أرضه وجهده الصادق.
وصلت الى ناحية سيروان حيث يسكن كاك آزاد ذلك الفلاح ” المعجزة” وهو يلوّح لي بيده من فوق سطح البستان وهو ليس ببستان من كونه مختبر علمي رائع واكتشاف بديع يستحق دخوله بقوة الى موسوعة غينيس ويفخر بأنه يقدم الى كردستان شيئاً يُحسب له ويقارن ما في كردستان ما ينتج في الولايات المتحدة واليابان وتايلند وبريطانيا وفرنسا كل هذه الدول وغيرها زارها وتم تكريمه من حكوماتها ومنظماتها المنية بالزراعة.
يقول كاك ازاد الفلاح العراقي الكردي المبدع والمعجزة : انه استطاع وبجهد شخصي أن يتوصل الى فطع اجزاء من جذع الشجرة وتطعيمها واعادة تدوير الري عن طريق الاغصان بدلاً من الارض ليحافظ على الثمار بتعدد فصول السنة كما شهدت ثمار الرمان بكثرة ونحن في الشهر الثاني عشر الذي ينتهي فيه موسم الرمان .
اخبرني كاك آزاد عن زيارته الى قرية في الولايات المتحدة الامريكية خالية من آثار التمدن حيث لا وجود فيها للكهرباء ويستخدمون العربات والأحصنة وسيلة نقل كان قد جلب معه اشجاراً تشبه اشجار محصول الذرة ونجح في زراعتها وهذه الاشجار تُنتج نوعا راقيا من العسل النباتي الطبيعي وفي معرض اربيل الذي يقام هذه الايام يقوم ببيع هذا النوع المبتكر من العسل .
نجح هذا الانسان المتفرد بجهده وحبه لأرضه في زراعة ” الكركم” وبدأ بالفعل بتجفيفها وطحنها وعرضها للبيع فعلا وكذلك في تطوير نوع انتاج فول الصويا التي كانت حباته في بلده الام تنتج مائة حبة في القشرة بينما ما زرعه هو تنتج ثلاثمائة حبة في القشرة الواحدة .
تجولنا في البستان والملحق به مساحات كبيرة من انواع الورود والى جانب تلك المساحة مكانا آخر يضم عدداً من العاملين والعاملات في استخراج عصير الرمان وقادمي نحو قاعة كبيرة تحيط بطرفيها الخضار عرض فيها 260 شهادة تكريم من كثير من دول العالم وقد اخبرني بزيارة السفير الفرنسي الى مزرعته والبستان وكذلك رئيس اساتذة وطلاب جامعة السليمانية للتعلم والاستفادة من هذه التجربة الرائدة وعرض في مكتبة خاصة هدايا من كثير من دول اوربا وآسيا ومقتنيات تراثية له يمثل ادوات تستعمل في قرى كردستان في طحن الحبوب وغيرها وكان فرحاً جداً عندما دعاني نحو شجرة صنعها على هيئة طائرة وهي شجرة مثمرة في غاية الروعة وقال:
هذه الشجرة تمثل جناحي الطائرة وكقعد الطيار عملتها هدية لمطاري اربيل والسليمانية امتنانا لمنتسبي المطار الذين يغمرونني بالاحترام والتقدير في كل زياراتي من خلال هذين المطارين .
طلب مني أن اوضح لكل العالم أنه في كردستان يزرع ما يباهي به كل العالم ولا يبحث عن أي ربح سوى أن يعلم الناس جهوده لأجل الخير فقط وان يكون فخراً لكردستان وشعبها الذي يعشق العمل والعطاء..
ايضا غمرتني الفرحة الكبيرة والفخر وكنت اتأمل يديه تشققتا من طوال ساعات العمل ويقف فخوراً بين اشجارٍ اثمرت إبداعا وهو يخبرني مازحا ” أنه انشتاين العراق”
تحية حب واعتزاز بهذا الرجل الشهم العراقي الكردي البطل .. الف تحية


مقالات ذات صلة الزعبي يطلق رصاصتين في سماء الوطن 2024/12/03

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: زاهدة العسافي

إقرأ أيضاً:

كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟

مرّ عام على هجوم ساوثبورت، الذي أشعل أعمال شغب عنصرية غاضبة في شوارع المملكة المتحدة. حشود غير منضبطة، تحفّزت بادعاءات كاذبة بأن الجاني مسلم، انطلقت في موجة عنف، وهاجمت المساجد، والمتاجر التي يملكها مسلمون، والمنازل، والأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم مسلمون.

وفيما كانت أعمال الشغب مشتعلة، كنت أنهي روايتي بعنوان: "الظهور الثاني". تدور أحداث الرواية في مستقبل ديستوبي تستولي فيه مليشيا مسيحية مستلهمة من القومية الإنجليزية على لندن، وتحظر الإسلام، وتنفي المسلمين إلى مخيمات لاجئين في برمنغهام.

لقد جعلتني الأحداث التي كانت تتكشف في الشوارع أثناء كتابتي الفصول الأخيرة، أدرك أننا اليوم أقرب بكثير إلى العالم الديستوبي في روايتي مما كنت أتخيل.

المشاهد والصور التي ساعدتني على تشكيل هذا العالم الخيالي، استُلهمت من إنجلترا التي عشت فيها خلال شبابي، حين كانت أعمال العنف العنصري متفشية. كانت عصابات من الشبان البيض تطاردنا، خصوصا بعد إغلاق الحانات، في موجة تلو الأخرى مما كانوا يسمّونه "تحطيم الباكستانيين".

لم تكن الهجمات بالسكاكين أو القنابل الحارقة أمرا نادرا، ولا كانت المطالبات التي أطلقتها الجماعات اليمينية المتطرفة مثل "الجبهة الوطنية" و"الحزب الوطني البريطاني" بإعادة "المهاجرين" السود (أي غير البيض) إلى أوطانهم أمرا مستبعدا.

كان الذهاب إلى المدرسة أحيانا يعني الركض عبر ممر من الأطفال العنصريين. وفي ساحة اللعب، كانوا أحيانا يحاصروننا، وهم يرددون أناشيد عنصرية.

كطالب، فقدت العدّ من كثرة عدد المرات التي تعرضت فيها لاعتداءات جسدية، سواء في المدرسة، أو في الشارع، أو في الحانات، أو في أماكن أخرى.

حين كنت أعيش في شرق لندن، كنت مع شباب منطقة بريك لين المحليين، حيث كانت تدور معارك بالأيدي لصد جحافل المهاجمين العنصريين.

إعلان

لم تكن هذه الاعتداءات ظاهرة معزولة، بل كانت مشاهد مشابهة تتكرر في أنحاء البلاد، حيث كانت "الجبهة الوطنية" و"الحزب الوطني البريطاني" ينظمان مئات المسيرات، ما منح العصابات البيضاء المتطرفة جرأة أكبر.

في تلك الفترة، تم اعتقالي مع عدد من أقراني، ووجهت إلينا تهمة "التآمر لصنع متفجرات" بسبب ملء زجاجات الحليب بالبنزين للدفاع عن مجتمعاتنا في وجه العنف العنصري؛ وقد عُرفت قضيتنا لاحقا باسم "برادفورد 12".

كانت هذه النضالات، سواء في بريك لين أو في برادفورد، جزءا من معركة أوسع ضد العنصرية المؤسسية والأيديولوجيات اليمينية المتطرفة التي كانت تهدف إلى ترهيبنا وتقسيمنا.

كان العنف العلني المباشر في الشوارع خلال تلك السنوات مرعبا، لكنه كان ينبع من هامش المجتمع. أما الطبقة السياسية الحاكمة، فرغم تواطئها، كانت تتجنب الاصطفاف العلني مع هذه الجماعات. ومثال على ذلك مارغريت تاتشر، التي قالت في مقابلة شهيرة 1978، حين كانت زعيمة حزب المحافظين: "الناس في الواقع يخشون من أن يُغمر هذا البلد بأشخاص ذوي ثقافة مختلفة".

كان ذلك تلميحا مبطنا بالموافقة على خطاب الحشود العنصرية، إلا أن تاتشر، رغم ذلك، حين أصبحت رئيسة للوزراء، حافظت على مسافة بينها وبين الجماعات اليمينية المتطرفة.

اليوم، لم تعد تلك المسافة موجودة. فرئيس الوزراء كير ستارمر وأعضاء بارزون آخرون في حزب العمال، يرددون بانتظام خطاب اليمين المتطرف، متعهدين بـ"التصدي بحزم" لأولئك الذين يسعون للحصول على ملاذ آمن هنا.

ولم يكن سلفه المحافظ، ريشي سوناك، ووزراؤه مختلفين. فقد زعمت وزيرة داخليته، سويلا برافرمان، زورا أن عصابات الاستغلال الجنسي للأطفال يغلب عليها "ذكور بريطانيون من أصول باكستانية، يحملون قيما ثقافية تتعارض تماما مع القيم البريطانية".

وعلى الرغم من أن العنصرية البيضاء الفجّة القديمة لم تختفِ، فإن شكلا أشد خبثا منها- الإسلاموفوبيا- قد جرى تأجيجه على مدى العقود الماضية. ويبدو أن عصابات "ضرب الباكستانيين" القديمة قد حلت محلها موجة جديدة، تساوي بين الإسلام والإرهاب، وبين الاستغلال الجنسي والباكستانيين، وبين طالبي اللجوء وجحافل طفيلية على وشك اجتياح البلاد.

هذه هي التربة التي ترسّخ فيها حزب "ريفورم" (Reform) ونما، حيث باتت أشكال العنصرية الأكثر فجاجة تحظى بالاحترام وتصبح قابلة للانتخاب. فحين يصبح كلٌّ من حزب العمال والمحافظين ملاذا لشبكة معقدة من الفساد السياسي، يُقدَّم خطاب "ريفورم" المبسّط المعادي للمهاجرين والإسلاموفوبي كبديل نزيه.

وقد أوصل هذا الحزبَ اليميني المتطرف إلى صدارة استطلاعات الرأي، إذ يحظى بدعم 30 بالمئة من الناخبين، مقارنة بـ22 بالمئة لحزب العمال، و17 بالمئة لحزب المحافظين.

وفي هذا السياق، لم يكن مفاجئا أن تختار مجلة "الإيكونوميست"، في الذكرى السنوية لأحداث الشغب، إجراء استطلاع يركّز على العِرق بدلا من قضايا التدهور الاقتصادي، والحرمان الاجتماعي، وسياسات التقشف المستمرة التي خضع لها الشعب العامل في هذا البلد.

وقد أظهر الاستطلاع أن نحو 50 بالمئة من السكان يعتقدون أن التعددية الثقافية لا تفيد البلاد، فيما رأى 73 بالمئة أن "أعمال شغب عرقية" جديدة ستقع قريبا.

إعلان

إن تغذية العنصرية العنيفة في الداخل تسير جنبا إلى جنب مع التاريخ الطويل لإنجلترا في ممارستها في الخارج. فوجه العنصرية الجديد يتغذّى على الصور الاستعمارية القديمة التي تصوّر "الهمج" بوصفهم بحاجة إلى الترويض والانتصار عليهم عبر "الحكم الاستعماري المتحضّر". هذه الأيديولوجيات العنصرية، التي كانت أساس تماسك الإمبراطورية، عادت اليوم لتستقر في الداخل.

وهي تتجلى في العنف العنصري في الشوارع، وفي قمع الدولة لمناصري فلسطين، كما تتجلى في الدعم السياسي والعسكري الثابت الذي تقدّمه المملكة المتحدة لإسرائيل، حتى وهي تقصف المستشفيات والمدارس في غزة، وتجوّع الأطفال.

لقد علّمت الإمبراطوريةُ بريطانيا استخدام العنصرية لتجريد شعوب بأكملها من إنسانيتها، لتبرير الاستعمار، والنهب، ونشر الحرب والمجاعات. فالإبادة الجماعية جزء من الحمض النووي البريطاني، وهو ما يفسّر تواطؤها الحالي مع إسرائيل التي ترتكب الإبادة.

في ظل هذا العنف العنصري والإمبريالي، انتفض الناس من جميع الألوان والأديان- ومن لا دين لهم- وبدؤوا في التعبئة والمقاومة. ورغم أنهم لم ينجحوا في إيقاف الإبادة الجماعية، فإنهم فضحوا الأكاذيب الوقحة والنفاق الصارخ للنخبة السياسية البريطانية. وحدها مثل هذه التضامنات، وهذه المواجهة المباشرة للعنصرية، قادرة على منع العالم الكابوسي الذي وصفته في روايتي من أن يتحول إلى واقع.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • ما الذي تعانيه منظومة التربية من تحديات؟
  • التحالف الذي لم تطأ اقدامه أرض السودان لا يحق له التقرير بشان أهله
  • كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
  • جيش الإحتلال: اعترضنا الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • “رونالدو… نجم النصر الذي لا يبتسم للإعلام النصراوي”
  • صراع المال الذي سيشكل مستقبل أوروبا
  • وزارة المالية: باشرنا إجراءات تحويل الرواتب لأهلنا والأخوة العاملين بالقطاع العام في محافظة السويداء، إلا أننا تفاجأنا بتعرض بعض هذه الأموال للسطو المسلح من قبل مجموعات خارجة عن القانون، ومنها السطو على فرع المصرف التجاري السوري في مدينة شهبا، الأمر الذي
  • «حكايات الشجرة المغروسة» (6).. جذور الكنيسة الأرثوذكسية في عظة البابا تواضروس
  • ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟
  • رمز تاريخي يحترق... بلوط الشتاء في بلغاريا ينهار تحت ألسنة اللهب