التعارف والأمان والحرية.. أسس التعامل مع الآخر في حكم وحكمة
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
جاءت هذه الرسائل ضمن حلقة جديدة من برنامج "حكم وحكمة" التي حملت عنوان "التفاعل مع الأديان"، وناقش عبد الكافي مع ضيوفه كيفية التعامل مع الآخر وفقا لمبادئ الإسلام، وما يتعلق بذلك من فقه الاغتراب في مجتمعات غير مسلمة.
وعرضت الحلقة آراء عدد من الأشخاص من دول عربية متنوعة، الذين تحدثوا عن حدود تعاملهم مع الآخرين، وما يقبلونه وما يرفضونه من قيم وسلوكيات، ومدى قبولهم للعلاقات الإنسانية مع أصحاب الديانات المختلفة.
وتباينت الآراء حول حدود المعاملة، وقد أشار بعضهم إلى أن التفاعل يجب أن يظل ضمن إطار يحفظ الهوية.
تلا ذلك حوار مفتوح أجراه عبد الكافي مع مجموعة من الشباب والفتيات العرب، الذين أعربوا عن تساؤلاتهم بشأن كيفية التعامل مع ثقافات ومعتقدات غير المسلمين في بيئات اجتماعية وتجارية مختلطة، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية.
الهجرة وتقارب الأديانوألقى الدكتور عبد الكافي الضوء على ما يتداوله الناس عند الحديث عن الأديان ومصطلح "التقارب" بينها، وبيّن أن هذا المصطلح غير موجود في القرآن، وأكد أن الإسلام يقدم رؤية واضحة لتوجيه المسلمين في كيفية التعامل مع الآخرين.
وتناول عبد الكافي مسألة الجنسية والدين، مشيرا إلى أن تطور وسائل التواصل الاجتماعي وازدياد الهجرة جعلت المسلمين يتفاعلون بشكل متزايد مع ثقافات غير إسلامية، مما يطرح تساؤلات فقهية عن الغربة، وهل المسلم غريب في بلاد غير المسلمين، أم قد يكون غريبا في بلاده أيضا.
إعلانوأكد الداعية أن الإسلام لا يمنع من دراسة أدبيات الديانات الأخرى أو أفكارها الثقافية، بشرط أن تكون هذه الدراسة في سياق معرفي بحت، وليس بغرض التشبه، وقال إن المسلم يمكنه فهم الأفكار الأخرى دون التنازل عن قيمه.
وأشار عبد الكافي إلى أن الفقه الإسلامي يسمح بالتعامل مع غير المسلمين في مناسباتهم، لافتا في هذا السياق إلى ضرورة تقبل الآراء الفقهية المختلفة في الأمر، ويضرب مثالا على التسامح بين الصحابة، حيث كان ابن عمر يتمسك بشدة، في حين كان ابن عباس يميل إلى التسهيل، ولم ينكر أحدهم على الآخر.
وشدد الداعية على حرمة زواج المسلمة من غير المسلم، بينما يسمح الإسلام بزواج المسلم من "الكتابيات" أي من أتباع الديانات السماوية، وأكد أن التعامل التجاري مع غير المسلمين جائز طالما كانت الأمانة هي المعيار الأساسي، مستشهدا باستعانة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمشرك أمين في رحلة الهجرة.
التعايش أم الحريةفي الجزء الثاني من الحلقة، استضاف عبد الكافي الدكتور فداء المجذوب، أستاذ الدراسات الإسلامية، الذي تحدث عن التعامل مع الآخر، وقال إن العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين يجب أن تقوم على التعارف والأمان والاحترام المتبادل، مستشهدا بالآية الكريمة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".
وأضاف الدكتور فداء أن التواصل السليم مع الآخر لا يعني الانصياع لتوجهاته، بل على الجميع السعي إلى تحقيق جو آمن يشعر فيه الجميع بحرية الاختيار، وأوضح أن الحرية هي أساس الحوار الصحي، بينما التعايش قد يكون استسلاما للآخر إن لم يتحقق ذلك على أسس الاحترام.
وأكد ضرورة الانفتاح الكامل في الحوار الفكري، حيث تسود روح التفاهم، مما يسهم في استقرار المجتمعات المختلطة التي تجمع مختلف الأديان والثقافات، مضيفا أن هذا النهج يسمح بخلق بيئة صحية تعزز الحياة المشتركة.
إعلان 6/12/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات غیر المسلمین غیر المسلم عبد الکافی
إقرأ أيضاً:
أذكار المساء.. حصن المسلم الروحي مع نهاية اليوم
يجب أن يحرص المسلم على أن يختم يومه بذكر الله تعالى، اتباعًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي دلّ أمته على مجموعة من الأذكار الجامعة في المساء، لما لها من أثرٍ عظيم في جلب الطمأنينة، ودفع الشرور، وتجديد الصلة بالخالق عز وجل قبل حلول الليل.
وفيما يلي عرض موسع لأبرز أذكار المساء الثابتة في السنة النبوية، وما يتصل بها من أدعية التحصين وفضائل الوقت.
الأذكار الثابتة عن النبي في المساء
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأذكار والأدعية التي كان يرددها كل مساء، وحثّ على تلاوتها لما تحمله من معانٍ عظيمة وحفظٍ للمؤمن، ومن أبرزها:
“أمسينا وأمسى الملك لله…”
يقول المسلم مرة واحدة:
«أَمْسَيْـنا وَأَمْسى الملكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمْد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير…»
وفيه سؤال لخيري الليل وما بعده، والاستعاذة من شرهما، ومن الكسل وسوء الكبر وعذاب النار والقبر.
سيد الاستغفار في المساء
«اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ…»
من قالها موقنًا بها في المساء ومات قبل الصباح دخل الجنة.
الرضا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبالنبي محمد نبيًا
«رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد ﷺ نبيًا»
تقال ثلاث مرات، ومن قالها كان حقًا على الله أن يرضيه يوم القيامة.
الشهادة لله والملائكة
«اللّهُـمَّ إِنِّـي أَمسيتُ أُشْـهِدُك…»
تقال أربع مرات، ومن قالها أعتقه الله من النار.
شكر نعم الله
«اللّهُـمَّ ما أَمسى بي مِـنْ نِعْـمَةٍ…»
ومن قالها حين يمسي فقد أدى شكر يومه.
التحصين بحسبنا الله
«حَسبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ…»
تقال سبع مرات، ومن قالها كفاه الله ما أهمّه.
التحصين باسم الله
«بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ…»
تقال ثلاث مرات، ووعد النبي بأن من قالها لا يضره شيء.
أذكار المساء بعد المغرب للتحصين
تُعدّ أذكار الرقية الشرعية جزءًا مهمًّا من أذكار المساء، لتكون حصنًا للنفس من الحسد والعين والشرور، ومن أهمها:
«حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت…»
دعاء: «اللهم لا ملجأ لي غيرك…»
دعاء: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث…»
الدعاء بالتحصين من العين والحسد.
كما يُستحب قراءة آيات السحر من سورة البقرة التي تُظهر قدرة الله على إبطال كيد السحرة وحماية عباده.
أدعية جامعة للتحصين طوال الليل
من الأدعية الجامعة التي جاءت في السنة:
«أعوذ بالله العلي العظيم من شر ما ذرأ في الأرض…»
«أعوذ بكلمات الله التامات…»
«أفوض أمري إلى الله…»
وتحمل هذه الأدعية معاني الالتجاء التام إلى الله تعالى، وطلب الحفظ من الشرور والأمراض والفتن.
أفضل وقت لترديد أذكار المساء
اختلف العلماء في تحديد وقت المساء الذي تُقال فيه الأذكار، وجاءت أقوالهم على النحو التالي:
الرأي الأول: يبدأ وقت المساء من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس.
الرأي الثاني: يمتد وقتها إلى ثلث الليل.
الرأي الثالث: يرى البعض أن بدايتها بعد غروب الشمس مباشرة.
ومما رجّحه العلماء أن الأفضل أن تُقال بعد العصر حتى المغرب، فإن فاتت تُقال حتى ثلث الليل، وذلك لعموم الحث في القرآن على ذكر الله في "العشي" وهو وقت العصر.
أما أذكار الصباح، فالأفضل وقتها من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وإن فاتت تُقال إلى نهاية وقت الضحى.