فضول طفل يتحول إلى اكتشاف أثري حير العلماء.. ما علاقة إنسان نياندرتال؟
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
من كان يتخيل أن طفلا صغيرا لم يتخطَّ عامه السادس بعد أن يقلب موازين التاريخ، ففي مفاجأةٍ غير متوقعة، تحولت صخرة على شاطئ إنجليزي من مجرد لعبة عادية في يديه الصغيرتين إلى اكتشاف أثري مذهلٍ تخفي وراءها أسرارًا تعود إلى 50 ألف عامٍ، فما القصة وراء هذه الصخرة الصغيرة النادرة التي يحمل بصمات إنسان نياندرتال؟ وكيف تحول فضول طفلٍ إلى اكتشاف يثير دهشة العلماء؟
الصخرة عمرها 50 ألف عام«بن» صبي، لم يتجاوز 6 سنوات آنذاك، عثر قبل 3 سنوات على صخرة غريبة على شاطئ في ساسكس بإنجلترا، ثم أخذها إلى منزله، كانت تلك الصخرة فأسا يدويًا تعود إلى إنسان نياندرتال، ويعود تاريخها إلى 50 ألف عام، وحينما رأته والدته يلعب بها راسلت جيمس سينسبيري، أمين قسم الآثار والتاريخ الاجتماعي في مسارح ومتحف ورثينج إلكترونيا، تخبره باكتشاف ابنها، لكنه لم يكن يتوقع أن يكون هذا الشيء مميزًا، وفقًا لما ذكرته مجلة «live science» العلمية.
ويقول أمين قسم الآثار والتاريخ: «أتلقى رسائل إلكترونية مثل هذه طوال الوقت، وخاصة تلك التي تتعلق باكتشافات على الشاطئ، وعادة ما تكون مجرد حصى تبدو مضحكة، ولكن بمجرد أن رأيت الصورة، فكرت أنّ هذا فأسًا يدويًا يعود إلى العصر الحجري القديم العلوي، إنه اكتشاف لا يصدق على الإطلاق».
ووفقًا لـ«سينسبري»، فإن الفؤوس اليدوية التي صنعها إنسان نياندرتال صغيرة نسبيًا وذات وجهين داكنين، مما يجعلها قابلة للتمييز، وهي تختلف بوضوح عن الفؤوس التي تعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط أو الأدنى في ساسكس، إذ استخدم إنسان نياندرتال هذه الأدوات في أنشطة مثل كسر العظام لامتصاص النخاع.
وقد حدد «سينسبري» القطعة الأثرية على وجه التحديد باعتبارها فأسًا يدوية من عصر موستيري، بمعنى أنّها تعود إلى تلك الفترة المتأخرة جدًا من عصر إنسان نياندرتال عندما كانت أيامهم معدودة حقًا في أوروبا وبريطانيا، وأضاف أنّ بعض العلماء يشيرون حتى إلى أن الفؤوس اليدوية الموستيرية صنعتها أجيال إنسان نياندرتال الأخيرة في تلك المنطقة: «فيما يتعلق بساسكس، فهي نادرة للغاية، وفي متحفنا، لدينا مثال واحد فقط. إنها نادرة للغاية لأن الكثافة السكانية للإنسان البدائي كانت منخفضة للغاية على الأرجح».
وأحضر بن وعائلته القطعة الأثرية إلى متحف ورثينج في 24 من نوفمبر الماضي، إذ أكد «سينسبري» أنها في الواقع فأس من عصر إنسان نياندرتال، وبسبب مظهرها الطازج وغير المتضرر، يشتبه «سينسبري» في أن القطعة الأثرية كانت مدفونة تحت الماء بأمان طوال معظم تاريخها.
وأوضح أمين قسم الآثار والتاريخ: «من غير المرجح أن تصل إلى الشاطئ، على هذا الارتفاع دون أن تتضرر، لذا أعتقد أنه تم جلبها مع أطنان من القوباء المنطقية لزيادة دفاعات الشاطئ، إما من القناة الإنجليزي، حيث تم تجريفها من مجرى نهر قديم مغمور الآن، أو من بحر الشمال، في منطقة دوجرلاند».
ودوجرلاند هي منطقة مغمورة الآن تحت بحر الشمال، وكان يسكنها أناس ما قبل التاريخ قبل أن تغمرها مياه البحر المرتفعة منذ نحو 8000 عام، ولا يزال «سينسبري» وزملاؤه يحققون في الوقت الذي تم فيه ترسيب آخر دفعة من الحصى على شاطئ شورهام.
وأعار «بن» الفأس اليدوية إلى مسارح ومتحف ورثينج، وعرضها «سينسبري» بعد ساعة واحدة فقط من لقائه بأسرة «بن» وستظل الفأس هناك حتى فبراير، وكان أمين المتحف سعيدًا بالإبلاغ عن أنها اجتذبت بالفعل عددًا من الزوار أكبر من المعتاد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إنسان نياندرتال صخرة غريبة اكتشاف نادر العصر الحجري عصر ما قبل التاريخ إنسان نیاندرتال تعود إلى
إقرأ أيضاً:
من البر إلى الابتزاز متى يتحول اعتداء الأبناء على مال والدهم إلى جناية؟
في السنوات الأخيرة، ظهرت أمام محاكم الأسرة والنيابة العامة حالات إنسانية صعبة، يقف فيها آباء – تجاوزوا الستين أو السبعين – بحثًا عن حماية قانونية بعدما وجدوا أنفسهم ضحايا ضغوط نفسية أو مادية من أبنائهم، وصلت أحيانا إلى حد الاستيلاء على الأموال أو إجبار الوالد على التنازل عن ممتلكاته بدعوى أنه لم يعد قادرا على إدارة حياته.
قضايا مؤلمة تكشف جانبا مظلما من الخلافات الأسرية، وتطرح سؤال مهم.. هل استيلاء الأبناء على أموال الأب جريمة؟
القانون ..والجرائم الماليةيؤكد محمد سعيد محامي الأحوال الشخصية، أن القانون لا يمنح أحدا مهما كانت صلته، حق السيطرة على مال غيره دون إرادته، زأن كثيرين يعتقدون أن العلاقة الأسرية تمنح الأبناء مساحة في أموال والدهم، لكن الحقيقة القانونية تختلف تماما.
ويشرح المحامي: الاستيلاء على مال الأب جريمة كاملة الأركان، حيث أن القانون يجرم عدة صور من الاعتداء على المال، أبرزها الاستيلاء على مال الغير سواء بالتحايل أو الضغط أو الانتزاع، جريمة إساءة الأمانة المنصوص عليها في المادة 341 عقوبات، وتطبق حين يحتفظ الابن بأموال الأب أو عقاراته بصفة أمانة ثم يمتنع عن ردها، إجبار شخص على التنازل عن ممتلكاته تحت تهديد أو ضغط نفسي أو اجتماعي أو إكراه، وهي جرائم يعاقب عليها القانون وفق ظروف كل واقعة.
ويؤكد سعيد أن صلة القرابة لا تلغي المسؤولية الجنائية، والابن يحاسب مثل أي شخص إذا استولى على مال والده دون حق.
ويضيف: وفقا للقانون، تختلف درجة الجريمة بحسب طريقة الاستيلاء جنحة إذا كان هناك احتفاظ أو إنكار للمال مثل حيازة أموال أو أوراق ملكية تخص الأب ورفض ردها، تصرف الابن في ممتلكات الأب دون علمه، وتكون جناية إذا كان هناك تزوير أو إكراه أو تهديد مثل توقيعات أُخذت بالإكراه، مستندات ملكية مزورة، تحويلات مالية غير مشروعة، تهديد الأب لإجباره على التنازل، وفي هذه الحالات، قد تصل العقوبة إلى السجن المشدد.
كيف يثبت الأب أنه قادر على إدارة أمواله؟يشرح المختص أن إثبات أهلية الأب وإدارته لماله لا يعتمد على كلام الأبناء أو شكوكهم، بل على الأدلة الموضوعية فقط، وطرق إثبات أهلية الأب قانونيا تتمثل في إحضار تقارير طبية رسمية من مستشفى حكومي تؤكد سلامته العقلية، شهادات أقارب أو جيران يشهدون أنه يدير شؤونه بشكل طبيعي، مستندات تعاملاته المالية مثل حسابات بنكية، عقود بيع وشراء، إيصالات، تثبت أنه يدير أمواله بنفسه، ممارسة نشاطه التجاري أو المهني بشكل معتاد.
ويضيف المحامي: الأصل في الإنسان الأهلية، ولا يمكن سلبها إلا بحكم قضائي نهائي مبني على تقارير طبية قاطعة.
ويكمل:الحجر إجراء بالغ الخطورة، ولا يتم إلا بتوافر شروط صارمة وتتمثل في وجود عجز عقلي أو نفسي يمنع الشخص من إدارة ماله، تقرير لجنة طبية ثلاثية حكومية يثبت فقدان الأهلية، دعوى حجر قضائية ترفع أمام المحكمة المختصة، سماع أقوال الشخص نفسه في الجلسة، فحص الشهود والقرائن، ولا تقبل ادعاءات الأبناء دون أدلة طبية رسمية، كما أن ادعاء فقدان الأهلية كيدا قد يعرض مقدمه للمساءلة بتهمة البلاغ الكاذب والتشهير.
يؤكد المحامي أن الاستيلاء على مال الأب جريمة، ولا يبررها العمر ولا القرابة، والأهلية لا تسلب إلا بحكم قضائي، ولا يجوز للأبناء الحجر على والدهم بمجرد ادعاء، وأي ورقة توقع تحت الضغط أو الإكراه تعد باطلة قانونا.