في مشهد سوريالي أشبه بصفحة من رواية تُكتب للتاريخ، تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمواطنين سوريين يتجولون داخل القصر الجمهوري، مقر الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أصبح بين ليلة وضحاها فضاءً مفتوحًا للعامة.

وسط كل الفوضى، برزت لقطة رمزية بليغة: شاب يقود دراجته على السجاد الأحمر الفخم داخل القصر، دون أدنى اكتراث لما كان يمثله المكان يومًا من هيبة وسلطة مطلقة.

"البيت بيتكم".. القصر الذي كان محرّمًا

ةلم يكن أحد يتخيل أن القصر الجمهوري، الذي كان رمزًا لهيمنة النظام السوري، سيُفتح يومًا لعامة الشعب، وتداول رواد التواصل الاجتماعي مقاطع لأشخاص يتجولون بحرية داخله، فيما أخذ البعض أواني من المطبخ، وأعلن آخرون بفخر: "مصارينا من نص بيت الأسد".

المشهد: في خلفية الفيديو، تظهر قطع أثاث فخمة وديكورات عكست يومًا حياة الرفاهية للنخبة الحاكمة، بينما كان المواطنون يمشون بتلقائية، وكأنهم يستعيدون جزءًا مما كان يومًا رمزًا للقمع.رمزية الدراجة على السجاد الأحمر

وفي مشهد عفوي ولكنه عميق، شوهد شاب يقود دراجته الهوائية على السجاد الأحمر الممتد عبر أروقة القصر.

السجاد الأحمر: كان يومًا يُفرد لاستقبال كبار الشخصيات والمسؤولين، رمزًا للسلطة والترف.الدراجة: أداة بسيطة تمثل معاناة المواطن العادي، الذي كان يواجه صعوبة في الوصول لأبسط حقوقه.شاب يقود دراجته داخل قصر بشار الأسد بعد سقوط نظامه

المشهد يلخص تحولًا تاريخيًا: القصر الذي كان يومًا مغلقًا أمام عامة الشعب، أصبح الآن مجرد فضاء يعبره مواطن على دراجته دون أن يكترث بمعناه السابق.

ماذا يعني هذا المشهد؟استعادة السلطة للشعب: فتح أبواب القصر أمام المواطنين يمثّل سقوط رمزية النظام الذي حكم سوريا لعقود.عفوية البساطة مقابل التكلف: الدراجة التي دهست السجاد الأحمر تجسد بساطة المواطن السوري مقابل حياة البذخ التي عاشها النظام. لحظة تاريخية: مشهد الدراجة على السجاد الأحمر سيبقى في ذاكرة السوريين والعالم كرمز لتحرر الشعب من قبضة الديكتاتورية.القصر الجمهوري بين الأمس واليومأمس: القصر كان مقرًا مغلقًا يمثل القوة المطلقة، يحرسه آلاف الجنود، ولا يسمح لأي مواطن بالاقتراب منه.اليوم: تحول إلى مساحة مفتوحة للمواطنين الذين ما دام اعتبروه رمزًا للهيمنة على مقدراتهم.أصوات من داخل القصر

وفي إحدى الزوايا، سُمعت سيدة تهتف: "مصارينا مصارينا من نص بيت الأسد"، وهذا الهتاف يحمل رمزية قوية تشير إلى استعادة الشعب لما كان يعتبره يومًا بعيد المنال.

لحظات أخرى من قصر بشار الأسد بعد سقوط نظامهمسلحون في المدخل: وقف مسلحان بأسلحة رشاشة على مدخل القصر، كإشارة لتأمين المكان بعد انسحاب النظام.أصوات إطلاق النار: سُمعت طلقات متفرقة في الخلفية، توثق لحظات التوتر التي ما زالت تخيم على دمشق.رسائل اللحظة.. الشعب على السجاد الأحمرالانتصار الشعبي: المشهد يعكس تحولًا رمزيًا كبيرًا، حيث دخل المواطن العادي القصر الذي كان يمثل قمعه لعقود.بداية جديدة: الدراجة على السجاد الأحمر تمثل تحولًا من الماضي المترف للسلطة إلى مستقبل يقوده المواطن العادي.سوريا بعد بشار الأسد: المشهد يفتح الباب لتساؤلات حول مستقبل البلاد، وهل ستكون سوريا بالفعل للشعب هذه المرة؟"دمشق الحرة".. القصر شاهد على التحولات

وبغض النظر عن مدى الفوضى والعفوية التي اتسمت بها المشاهد، فإن دخول المواطنين إلى القصر الجمهوري يمثّل لحظة مفصلية في تاريخ سوريا.. "بيت الأسد أصبح بيت الشعب".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بشار الأسد القصر الجمهوري دمشق سقوط نظام بشار الأسد هيئة تحرير الشام دمشق تحرير دمشق سقوط الأسد دمشق بعد الأسد القصر الجمهوری بشار الأسد کان یوم ا الذی کان

إقرأ أيضاً:

"قمة البنوك والتكنولوجيا" تستعرض دور التحول الرقمي في دفع عجلة الابتكار المستدام

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

اختُتمت، الثلاثاء، أعمال "قمة البنوك والتكنولوجيا 2025"، والتي نظَّمتها "ذا أريبيان ستورز" وسط حضور نوعي ضم ممثلين عن الجهات المصرفية والتنظيمية والتقنية والأمنية من داخل وخارج سلطنة عمان؛ حيث شكَّلت القمة مساحة فكرية عميقة لنقاش التحديات المستقبلية التي تُواجه القطاع المالي في ظل الطفرة الرقمية المتسارعة.

وقال نيشاد بديارات مؤسس "ذا أربيان ستورز" رئيس اللجنة المنظمة للقمة، خلال الكلمة الافتتاحية: "تأتي قمة البنوك والتكنولوجيا 2025 في لحظة مفصلية من تاريخ التحوُّل الرقمي في المنطقة؛ حيث باتت البنوك والمؤسسات المالية أمام تحدٍّ مزدوج: التكيُّف السريع مع الابتكارات التقنية المتسارعة، وضمان الاستدامة والسيادة الرقمية في آنٍ واحد، ولقد حرصنا على أن تكون أعمال هذه القمة بمثابة منصةً فاعلة تجمع تحت مظلتها صنّاع القرار، وروّاد التكنولوجيا، وخبراء الأمن السيبراني، لتبادل الرؤى، وتشكيل ملامح المستقبل المالي لعُمان والمنطقة".

وقدَّم الدكتور محمد فخري سوالمة المدير الأول للاستثمار الوقفي في بنك نزوى، الكلمة الرئيسية للقمة؛ مُستعرضًا فيها الرؤى الإستراتيجية حول التحول الرقمي والاستثمار الوقفي المستدام.

وقال سوالمة: "إنَّ التحول الرقمي لم يعد خيارًا مؤجَّلًا أو ترفًا مؤسسيًّا، بل ضرورة وجودية لتحديث البنى الاقتصادية، وتعزيز كفاءة الأنظمة المصرفية، بما يكفل لها البقاء والازدهار في عالمٍ بالغِ التغير، ولقد بات من الضروري إعادة تشكيل أدواتنا الوقفية بما يُواكب العصر الرقمي، دون المساس بجوهر المقاصد الشرعية؛ وذلك عبر تبني نماذج استثمارية ذكية، مستندة إلى معايير الحوكمة، ومرتكزة على التقنية والابتكار، ومؤطَّرة برؤية واضحة للتنمية المستدامة، وإنّ من شأن هذه الرؤية المتجددة أن تفتح آفاقًا جديدة للتمكين الاقتصادي والاجتماعي، في بيئة مصرفية آمنة، مرنة، ومتصلة بالإنسان واحتياجاته".

وانطلق أولى جلسات القمة بكلمة لفيكتور لاريونوف الشريك الإداري الأول في مجموعة  (Introduct)، وهو من أبرز الخبراء العالميين في مجالات التحول الرقمي وتطوير البرمجيات، موضحا: "ما تطرحه قمة البنوك والتكنولوجيا 2025 من محاور يُعزّز قناعتي بأن القطاع المالي الذي لا يُعيد هندسة بنيته الرقمية اليوم، سيتحول غدًا إلى هامش المنظومة الاقتصادية، والمستقبل المصرفي يُصنع الآن عبر قرارات جريئة، واستثمارات ذكية في الذكاء الاصطناعي، والسحابة، والحماية السيبرانية، ومن موقعنا كشركة قادت تحولات في أسواق عالمية، نؤمن بأن التحول الرقمي ليس رحلة تقنية فقط، بل تغييرٌ جذري في نمط التفكير، والثقافة المؤسسية، وتجربة العميل".

وتحت عنوان "الاستدامة والمصارف"، انطلقت الجلسة الثانية من القمة، والتي أدارها بول جورج، بمشاركة نخبة من المتخصصين من ممثلي القطاع المصرفي في سلطنة عُمان؛ هم: عمار عسكري رئيس قسم تجربة الزبائن في بنك ظفار، وسلمان كباني رئيس إدارة المخاطر المؤسسية في بنك نزوى، وحمزة اللواتي الرئيس التنفيذي لشركة "وديعة"، إلى جانب ممثل عن بنك عُمان العربي.

وناقشت الجلسة جملة إشكاليات عميقة التي تواجه البنوك في ظل تحوُّل بيئتها الرقمية بوتيرة متسارعة؛ وسُبل دمج مبادئ الاستدامة في صلب العمليات المصرفية، واستكشاف آفاق التمويل الأخضر، وأدوات الاستثمار المستدام، وآليات التكيّف مع المتطلبات البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) في ظل تغيرات الأسواق العالمية.

كما بحثت الجلسة دور التحول الرقمي في دفع عجلة الابتكار المستدام، وإعادة تشكيل العلاقة مع العملاء وفق مفاهيم الشفافية، والتمكين المالي، والشمول الاقتصادي. وتناول المشاركون أيضًا التحديات التي تواجه البنوك في التوفيق بين أهداف الربحية ومتطلبات المسؤولية المجتمعية، إلى جانب استعراض ممارسات رائدة من القطاع المصرفي العُماني، تُجسِّد الانتقال نحو منظومات مصرفية أكثر وعيًا واستدامةً، ضمن التوجُّهات الاستراتيجية لرؤية "عُمان 2040".

وسلطت الجلسة الثالثة والختامية الضوء على التحولات العميقة في مشهد الأمن السيبراني المصرفي؛  وأدارها جيفر المعمري رئيس الأمن السيبراني في شركة فودافون عُمان، بمشاركة نخبة من خبراء الأمن الرقمي؛ هم: المقدم محمد الخروصي مدير الخدمات الرقمية بشرطة عمان السلطانية، الدكتور ناصر العزواني رئيس قسم تقنية المعلومات في بنك العز الإسلامي، وسعيد المصلحي رئيس أمن المعلومات في شركة أوريدو عُمان، وفيصل التوبي المحاضر في أكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم، ووائل الكلباني مهندس المعايير الفنية بهيئة تنظيم الاتصالات.

وأكدت الجلسة على أهمية العنصر البشري بوصفه الحلقة الأهم في بناء ثقافة مؤسسية واعية سيبرانيًا والدعوة إلى برامج تدريب نوعية مستمرة تسهم في سد الفجوة بين الأدوات التقنية والوعي البشري، إلى جانب طرح فكرة تأسيس غرفة عمليات وطنية موحدة تُعنى بالأمن السيبراني المالي وتُسهم في تعزيز التكامل بين شرطة عمان السلطانية والبنوك والجهات التنظيمية وشركات الاتصالات.

مقالات مشابهة

  • مايكروسوفت مصر: الأيدي العاملة تمثل عنصرا أساسيا في دفع عجلة الاقتصاد
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر: حجم الدمار في غزة لن يقربنا من السلام أو الاستقرار
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر: ندعو بشكل عاجل إلى احترام وحماية المدنيين في غزة
  • بدء جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري
  • خالد الأحمد .. العلوي الذي ساعد الشرع وكتب نهاية الأسد - فيديو
  • تعرف على السلطان الأحمر الذي أسس الدولة البوليسية في سوريا
  • أنور الكموني بطل التنس المصري يكرم رموز الإنسانية في مهرجان كان
  • "قمة البنوك والتكنولوجيا" تستعرض دور التحول الرقمي في دفع عجلة الابتكار المستدام
  • ليبيا في مرمى الطموح المصري.. تاريخ من التدخلات ومحاولات الهيمنة
  • عاجل|| أنباء عن فقدان طائرة تقل حجاجًا موريتانيين قبالة سواحل البحر الأحمر