أطلق الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، تهديدا صريحا لحركة حماس بضرورة الإفراج عن الرهائن المحتجزين لديها قبل أدائه لقسم اليمين فى العشرين من يناير المقبل، وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة لذلك.

صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أشارت فى تقرير لها إلى أن ترامب لا يرغب فى التورط فى أى حروب بالشرق الأوسط، خاصة مع بداية فترة ولايته، ولذلك هدد بإنزال ضربة قاصمة على حماس إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن قبل تسلمه مهام منصبه رسميا.

الصحيفة أشارت إلى إمكانية استخدامه لبعض الحلول التى قد تعينه فى تحقيق تهديده، خاصة مع الاعتراف أنه لن يقدم أى جديد على الجانب العسكرى.

وركزت فى الأساس على الجانب المالى أو التمويلى للحركة لإصابتها بالشلل، وإجبارها على قبول صفقة الإفراج عن الرهائن.

الصحيفة أوضحت أن تهديد ترامب الأخير كان يهدف إلى تسريع المفاوضات التى تدار فى الوقت الحالى، للصفقة التى تنسج من وراء الكواليس.

ومن خلال هذه المفاوضات السرية التى تشارك فيها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وأيضا تركيا، تجلس قطر فى المقاعد الخلفية ولا تقود المفاوضات مثلما كانت تفعل حتى وقت قريب، بعد طردها لقادة حماس من أراضيها، ورغم ذلك فهى ماتزال فى الصورة، حيث إن بيان ترامب يعتمد بشكل غير مباشر أيضا على علاقات ترامب بالدوحة.

ومن الممكن أن نفترض أن التهديد الأخير الذى حمله ترامب لم يأت من طاقم التفاوض التابع له، ولكن من خلال مبادرة مشتركة من جانب إسرائيل وإدارة بايدن، فالرئيس الحالى والرئيس القادم تجمعهما مصلحة مشتركة بخصوص صفقة الرهائن، حيث يسعى بايدن فى إحراز صفقة لمصلحته قبل دخول الرئيس الجمهورى للبيت الأبيض، بينما يسعى ترامب لبدء فترة رئاسته دون أن يضطر ويتورط لاتخاذ قرارات فى مسألة الحرب فى الشرق الأوسط بشكل عام، وفى غزة بشكل خاص.

وتعتمد أيديولوجية ترامب على التخلص من الحروب فى أنحاء العالم، حتى يتفرغ فى تغيير صورة الولايات المتحدة مثلما يريد هو وناخبوه.

والبيان الذى أصدره ترامب هذا الأسبوع يتوعد ويهدد حماس بتنفيذ ضربة قاصمة ضدها، والسؤال هو هل هذا التهديد فعلى، وهل ستتطرق الحركة له باهتمام؟

صحيح أن ترامب لا يمتلك القدرة على التهديد عسكريا فى الوقت الحالى، نظرا لقيام إسرائيل ببذل المطلوب فى هذا الشأن، ولكنه يمتلك ثلاثة دوافع أو محركات قوية يستطيع استخدامها من أجل الضغط على حماس، بل معاقبتها إذا لم تستجب له بعد دخوله البيت الأبيض.

المحرك الأول هو الإضرار بأموال وميزانية الحركة، أى المساس بقدرتها على تمويل نشاطاتها بعد توقف القتال، والمقصود ليس هنا غزة فقط ولكن بلبنان أيضًا، وبعض الأماكن الأخرى فى العالم التى تستمد حماس منها قوتها.

وبخصوص هذا الشأن الذى يتعلق بالتبرعات المالية، يمتلك ترامب القدرة على التأثير فى هذا الشأن عن طريق إغلاق الجمعيات الخيرية فى الولايات المتحدة وأمريكا الشمالية بشكل عام، أو من خلال التأثير على الأوروبيين بالعمل بطريقة مشابهة لذلك، إضافة لقدرة ترامب فى التأثير على قطر وجعلها توقف التمويل والتبرعات السخية التى تمنحها لحماس.

ومن المحتمل أن يكون هذا ما كان يقصده ترامب عندما تحدث فى بيانه عن الضربة القاصمة أو العواقب الوخيمة، ودون شك فإن أصداء بيانه أيضا قد تم سماعها فى طهران، فقادة الحرس الثورى وعلى رأسهم على خامنئى قد ألمحوا عن مخاوفهم من العقوبات التى قد يفرضها عليهم الرئيس الأمريكى الجديد، بسبب السلاح النووى والمؤامرات الإيرانية فى الشرق الأوسط.

وعلى ذلك فإن المحرك الثانى من الممكن أن يعمل حيث يستطيع ترامب استخدام تهديداته على الإيرانيين منذ فترة الانتخابات، واستخدام حماس ذريعة لفرض هذه العقوبات، ومن هنا من شأن إيران الضغط على حماس من أجل إدخال المرونة على مواقفها.

أما المحرك أو الدافع الثالث فيتعلق بالتهديد المباشر على سكان غزة بشكل عام، التى تعتبر حماس جزءا منهم، بإعلان الولايات المتحدة بعدم مشاركتها فى إعادة إعمار غزة، إذا لم تغير الحركة من مواقفها فى الوقت الحالى، وأنه بسببها لن تكون هناك صفقة لتحرير الرهائن.

واختتمت الصحيفة أنه لا يوجد أدنى شك فى أن تهديد ترامب يعتبر تطورا إيجابيا ودافعا لتسريع وتيرة العملية التى ستقود إلى صفقة لتحرير الرهائن.

وبنظرة أولية يبدو لنا أنه لا توجد لدى ترامب أى قدرة حقيقية لتهديد حماس، ولكن عند فحص الأمور بنظرة عميقة والتأثير الذى يمتلكه والذى سيكون له أثر كبير على الداعمين والمتبرعين لحماس، من الممكن أن نرى كيف أن لهذا البيان فائدة كبيرة للغاية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ترامب حماس الرهائن اسرائيل غزة صفقة الرهائن تهديدات ترامب العقوبات الأمريكية قطر الحرس الثوري الإيراني علي خامنئي ادارة بايدن البيت الأبيض المفاوضات السرية إعادة إعمار غزة الجمعيات الخيرية الولايات المتحدة التبرعات المالية أوروبا الدعم الإيراني المقاومة الفلسطينية قطاع غزة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط السياسة الأمريكية العقوبات الاقتصادية تمويل حماس دور إسرائيل دور تركيا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

صحيفة تكشف أبرز ملامح رد حماس المُنتظر على مقترح ويتكوف الجديد

كشفت مصادر من حركة حماس لصحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم السبت، 31 مايو 2025، أبرز ما سيتضمنه رد حركة حماس، والفصائل الفلسطينية، على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة ، وإبرام صفقة تبادل.

وأكدت المصادر، أنها سلمت صباحاً ردها إلى الوسطاء بشأن مقترح ويتكوف حول وقف إطلاق نار يمتد لمدة 60 يوماً. وقالت إن حركة «حماس» أجرت اتصالات مكثفة وعقدت لقاءات مع قيادات من فصائل فلسطينية في قطر وخارجها من عواصم أخرى منها بيروت، بهدف تشكيل موقف فلسطيني موحد.

وبينت المصادر أن الرد يمكن أن يوصف بالنسبة لـ قيادة «حماس» والفصائل بأنه إيجابي، رغم أنه حمل بعض الملاحظات التي يجب أن تكون مقرونة به من أجل إنجاح تنفيذه، رغم كل السلبيات التي حملها المقترح بانحياز واضح للاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت المصادر إلى أن جميع الملاحظات التي تم إبداؤها على المقترح كانت بإجماع فصائلي، مرجحةً أن يتم القبول بها في حل كان هناك إرادة أميركية صادقة للضغط على إسرائيل.

وكشفت أن أحد الملاحظات في الرد تهدف إلى منع تسليم المختطفين الإسرائيليين على مدار يومين فقط في الأسبوع الأول كما تحددها ورقة ويتكوف، بل ستكون على مراحل كما جرى في الصفقة الماضية لضمان سريان الاتفاق كاملاً على مدار شهرين وهي المدة المحددة بـ 60 يوماً.

اقرأ أيضا/  الأونروا : مجاعة غـزة يمكن وقفها بتوفّر الإرادة وما نطلبه ليس مستحيلا

وكانت مصادر من الحركة، رجحت أمس لـ «الشرق الأوسط»، أن يتم الرد بشكل إيجابي مع تقديم ملاحظات على المقترح.

وقالت المصادر حينها إن المقترح يحمل الكثير من الأفخاخ والكثير من شروطه تعقد المشهد بالنسبة للفلسطينيين، مشيرةً إلى أن العديد من المعضلات كانت واضحة في نص ما قدم، ومن بين ذلك أنه لا يضع مدة الستين يوماً بشكل واضح ملزمة لاتفاق وقف إطلاق النار، ويضعها فضفاضة بدون إلزام إسرائيل بها أو حتى بتمديدها في حال نجاحها، وهذا يعني السماح لإسرائيل بشكل أوضح العودة لتنفيذ هجمات بغزة على الطريقة اللبنانية كلما أرادت ذلك، بعد اليوم السابع وهو الموعد المحدد لما تبقى من تسليم المختطفين، ثم استئناف الحرب بشكل كامل بعد الستين يوماً.

كما يحدد المقترح عدداً محدداً بدون أي معايير متفق عليها بشأن تبادل الأسرى، من خلال إطلاق سراح 125 أسيراً من المحكوميات المؤبدة والعالية فقط، وهو رقم لا يناسب عدد من سيفرج عنهم من الأحياء والقتلى الإسرائيليين، ولا يصل حتى إلى المعايير التي تم استخدامها في مرحلة وقف إطلاق النار السابقة.

وقالت المصادر حينها، إن قيادة حركة «حماس» بعد الإطلاع على صياغة المقترح، رأت فيه أنه يتبنى الرؤية الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، حتى فيما يتعلق بأثمان الإفراج عن المختطفين من الأحياء والأموات.

وأوضحت المصادر أن الصياغة لا تتحدث عن ضمانة واضحة لإنهاء الحرب، وتركت الأمر لمصير المفاوضات في حال تعثرها، وهو ما يعني أنها ستبقى بشكل أساسي بيد رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، الذي بالأساس لا يريد إنهاء الحرب ويرفض الالتزام بأي اتفاق.

وبينت المصادر أن الصياغة لا تقدم أيضاً أي ضمانات بشأن انسحاب إسرائيل، وحتى استمرار دخول المساعدات، مشيرةً إلى أن بند المساعدات الإنسانية لا يشير أيضاً إلى تطبيق البروتوكول الإنساني المعتمد في الصفقة السابقة، بل يشترط إدخالها وفق تطورات مسار المفاوضات وتنفيذ الاتفاق، أي بدون إدخال كافة الاحتياجات وبدون إدخال المعدات الثقيلة لرفع الأنقاض وغيرها، ما يسمح لإسرائيل بإبقاء يدها العليا على هذا الملف الإنساني.

وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية أن نص الاتفاق لا يحدد إنهاء الحرب، ولا خط الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، كما أنه لا يسمح بحرية إدخال المساعدات الإنسانية.

وتقول المصادر من «حماس» إن المقترح يضع كل الاعتبارات الإسرائيلية وشروط حكومة نتنياهو لأي اتفاق، بينما لا يضمن للفلسطينيين شيئاً، ويريد من الحركة فقط أن تسلم الأسرى بدون مقابل واضح.

وينص الاتفاق الجديد على أن وقف إطلاق النار سيستمر لمدة 60 يوماً، على أن يضمن الرئيس الأميركي دونالد ترمب التزام الأطراف خلال الفترة المتفق عليها، وأن يتم إطلاق 5 مختطفين إسرائيليين و9 جثث في اليوم الأول، ومثلها في اليوم السابع.

ويشترط الاتفاق إدخال المساعدات الإنسانية من خلال اتفاق يتم التوافق عليه بين الجانبين، ويتم توزيعها فقط عبر قنوات متفق عليها مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، ما يعني أنه لن يتم إدخال أي بضائع للقطاع الخاص.

المصدر : الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بالصور: مغادرة 500 حاج وحاجة من أسر الشهداء والأسرى عبر معبر الكرامة الأونروا: مجاعة غزة يمكن وقفها بتوفّر الإرادة وما نطلبه ليس مستحيلا حماس تُعقّب على قرار مجلس بلدية برشلونة قطع العلاقات مع إسرائيل الأكثر قراءة إصابة شاب برصاص الاحتلال وسط مدينة الخليل الصحة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة اليونيسف تشرح: هذا ما سيحدث إذا تركت غزة في هذا الوضع الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها لليوم الـ 118 على التوالي عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • صحيفة روسية: هذا الرجل يتقلب في قبره بسبب ترامب
  • ترامب يؤكد إجراء مباحثات تجارية مع باكستان خلال أيام
  • قناة عبرية: واشنطن وعدت عائلات أسرى بطلب معلومات من حماس عن ذويهم
  • صحيفة تكشف أبرز ملامح رد حماس المُنتظر على مقترح ويتكوف الجديد
  • حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن في حالة واحدة
  • بشار المصري يصرح لصحيفة عبرية مهاجما حماس.. لا خيار أمامها سوى ترك السلطة
  • قناة عبرية: ترامب أوقف التنسيق العسكري مع إسرائيل بملف إيران
  • ترامب يكشف عن أمر يهمه أكثر من 5.1 تريليون دولار عاد بها من السعودية وقطر والامارات
  • صحيفة عبرية: ” التهديد اليمني لا يمكن احتواءه بالردع الجوي”
  • مظاهرات حاشدة لمرور 600 يوم على أسر الرهائن لدى حركة حماس