صحيفة روسية: هذه أهداف ضغط ترامب على نيجيريا
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
سلطت صحيفة إزفستيا الروسية الضوء على خلفيات التصعيد الأميركي تجاه نيجيريا في عهد الرئيس دونالد ترامب مؤخرا، بعد إعلان واشنطن فرض قيود على تأشيرة شخصيات متهمة بانتهاكات لحرية الدين.
وتضع الكاتبة كسينيا ماكوشنيكوفا هذا النهج في سياق حسابات داخلية أميركية، وتقاطعات دينية وتجارية، تتجاوز الخطاب المعلن حول حماية المسيحيين.
وذكرت ماكوشنيكوفا أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعلن أن قيود التأشيرات تستهدف من "يدير أو يدعم" اعتداءات على الحرية الدينية، مُشيرا إلى نيجيريا على وجه الخصوص.
نيجيريا ترفض الاتهاماتوقبل ذلك، لوّح ترامب بعمليات عسكرية "لحماية المسيحيين من الإرهابيين الإسلاميين"، وهدد بإرسال قوات وشن غارات جوية.
وفي مواجهة هذا الهجوم، رفض الرئيس النيجيري بولا تينوبو الرواية الأميركية، مؤكدا أن بلاده ليست ساحة لاضطهاد ديني ممنهج، وأن حكومته تواصل مكافحة العنف ضد المدنيين من مختلف الأديان.
كما أعربت الخارجية النيجيرية عن أملها في استمرار الشراكة مع واشنطن.
ويوضح التقرير أن ترامب يوظف ملف "حماية المسيحيين" لتعزيز قاعدته الانتخابية، خصوصا بين المسيحيين البيض والإنجيليين الذين صوت له معظمهم عام 2024.
وأكد الباحث فلاديمير فاسيليف للصحيفة الروسية أن الخطاب الديني لترامب يجد صداه لدى جماعات تبشيرية أميركية تنشط في أفريقيا، وتشعر بتراجع نفوذها بعد إغلاق برامج المساعدات التقليدية وصعود الجمعيات الدينية كأداة "قوة ناعمة".
وذكر فاسيليف أن ترامب يظهر في عيون الإنجيليين كـ"مسيح حقيقي"، وهم الذين انتخبوه لولاية ثانية بفارق 81% من الأصوات.
وكالة أسوشيتد برس نفسها ذكرت في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنه في خضم الهجمات المسلحة بنيجيريا، لا يُقتل المسيحيون فحسب، بل المسلمون أيضا.
ضحايا مسيحيون ومسلمونويقول فاسيليف "يعمل المبشرون الأميركيون الآن بنشاط في نيجيريا وجنوب أفريقيا. فهم لا يحافظون على اتصال عن بعد فحسب، بل هم أيضا مصدر للمعلومات حول ما يحدث للمسيحيين. وفي خضم الأحداث الأخيرة، يُعتقد أن نفوذ الوعظ الأميركي في القارة الأفريقية قد تضاءل بشكل كبير".
إعلانوقال الكاتب إن وكالة أسوشيتد برس نفسها ذكرت في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنه في خضم الهجمات المسلحة لا يُقتل المسيحيون فحسب، بل المسلمون أيضا.
وتستشهد الصحيفة بأرقام جمعها البرنامج الأميركي لبيانات مواقع النزاعات المسلحة والأحداث. ووفقا لهذه الأرقام، في الفترة ما بين 2020 و2025، تم تسجيل ما يقرب من 20 ألفا و500 حالة وفاة نتيجة لما يقرب من 12 ألف هجوم على المدنيين في نيجيريا.
دوافع مختلفةوكانت دوافع الجرائم مختلفة تماما: دينية، وعرقية، ومتعلقة بالموارد. وكثيرا ما تحدث النزاعات بين المجتمعات الزراعية التي تتكون في الغالب من المسيحيين ورعاة الفولاني الذين يعتنقون الإسلام، وفقا للصحيفة.
ورغم الخطاب الديني، يذكّر التقرير بتشابك العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وأبوجا، خصوصا في مجالي التدريب العسكري وشراء الذخائر، وصفقات النفط والغاز.
وتتابع الصحيفة أن الولايات المتحدة باعت لنيجيريا ذخيرة عسكرية بقيمة تقارب 346 مليون دولار عام 2025. كما أن شركات أميركية كإكسون موبيل وشيفرون تستثمر في تطوير الحقول النفطية، في حين تتعرض منشآت الطاقة لهجمات جماعات مسلّحة.
وترى إزفستيا أن واشنطن تخشى تراجع نفوذها في قطاع الطاقة النيجيري مع توجه أبوجا لتنويع أسواقها الدولية، وافتتاحها أكبر مصفاة في أفريقيا، بما يقلص اعتمادها على المنتجات الأميركية.
ويرجّح الخبير فالنتين بيانكي -في حديثه لإزفستيا- أن تشدد ترامب "أداة ضغط تفاوضية" لإبقاء نيجيريا ضمن المدار الاقتصادي الأميركي، لا سيما في مجال النفط.
وبينما يتصدر خطاب "حماية المسيحيين" المشهد، يخلص التقرير إلى أن وراءه صراعا مركبا على النفوذ السياسي والاقتصادي في أكبر دولة أفريقية، في لحظة أميركية داخلية شديدة الاستقطاب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
هبوط طائرة أميركية في كراكاس تقل مهاجرين فنزويليين
هبطت طائرة أميركية في العاصمة الفنزويلية كراكاس أمس الجمعة تقل 172 مهاجرا فنزويليا جرى ترحيلهم من الولايات المتحدة، بعد سماح فنزويلا مجددا للطائرات التي تقل مهاجرين بالهبوط رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب "إغلاق" مجالها الجوي.
وأقلعت الطائرة من فينيكس بولاية أريزونا، وهي الثانية التي تصل إلى فنزويلا خلال الأسبوع الماضي لإعادة مهاجرين فنزويليين إلى بلادهم، في ظل حشد عسكري أميركي كبير في مياه البحر الكاريبي.
وأفادت السلطات الفنزويلية بأن رحلة المهاجرين المرحلين أمس ضمت 5 أطفال و26 امرأة و141 رجلا.
ووفقا للأرقام الرسمية، ارتفع بذلك عدد الفنزويليين الذين جرى ترحيلهم عبر ما يسمى رحلات "العودة إلى الوطن"، إلى18 ألفا و260 شخصا، من بينهم أكثر من 14 ألفا من الولايات المتحدة.
وكانت إدارة ترامب قد أطلقت عملية عسكرية في الكاريبي والمحيط الهادي لوقف تهريب المخدرات التي تزعم أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتزعم إحدى منظماتها.
كما نفذت القوات الأميركية في الأشهر الأخيرة أكثر من 20 غارة استهدفت قوارب تدعي واشنطن أنها تابعة لمهربين، مما أسفر عن مقتل 87 شخصا على الأقل.
ويعتبر مادورو أن نشر القوات الأميركية جزء من حملة عسكرية للإطاحة بحكومته والاستيلاء على احتياطيات بلاده النفطية الكبيرة.
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حذرت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية بضرورة "اتخاذ أقصى الاحتياطات" عند التحليق فوق فنزويلا، مما دفع بجميع شركات الطيران الدولية تقريبا إلى تعليق رحلاتها.
وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن ترامب أن "المجال الجوي فوق فنزويلا وبالقرب منها بات مغلقا تماما"، الأمر الذي نددت به الحكومة الفنزويلية واعتبرته "تهديدا استعماريا، يشكل عدوانا جديدا مستفزا وغير مشروع وغير مبرر ضد الشعب الفنزويلي".
إعلان