بعد ختام أعمال المؤتمر السادس للصحافة المصرية، الذى صدر عنه توصيات إيجابية نتمنى ان تاخذ طريقها للتنفيذ، وفى المقدمة منها إطلاق حرية تداول المعلومات، التى ساهم غيابها بشكل كبير فى انحسار توزيع الصحف بانصراف القارئ عنها، لتراجع دورها فى التعبير عنه أو طرح همومه!
ولا يختلف اثنان على ان تحديات الصحافة باتت كبيرة، وفى القلب منها اوضاعها الاقتصادية بعد تراجع حصتها الاعلانية وظهور السوشيال ميديا، التى عرفت بصحافة المواطن يكتب من خلالها ما شاء وقتما يشاء، دون توثيق أو تدقيق كما كانت تتحرى الصحف سابقا، ومع غياب المعلومة كثرت الشائعات وانتشرت مصطلحات، المصادر الخاصة والاخرى المسؤولة بمعلومات مشكوك فى صحتها بينما توفير المعلومة، يكون أمضى سلاح لوئد الشائعة قبل ان تولد ٠
فى الحقيقة أن حجب المعلومات بدعوى سلامة الوطن والحفاظ على امنه كما يروج الرقباء، ليس صحيحا لانه يساعد على انتشار الشائعات ويزيد من التكهنات الكاذبة الذى ينحسر علاجها ببساطة، فى فتح الطريق بين المواطن والمسئول بدلا من السير فى سكة واحدة من أعلى إلى أسفل، مع ارتفاع وعى المواطن وتبصيرة بما يجرى حوله وما تواجهه الدولة من تحديات ٠
وهنا يظهر الأوصياء ويكثر الرقباء الذين صنعناهم بأنفسنا والدولة منهم بريئة، ليعملوا على تغييب المصارحة التى تضعف بدو ها محتوى الصحف بدلا من انتعاشها لجذب القارئ فيزيد توزيعها فتقبل الاعلانات عليها، فتزذاد مواردها الاقتصادية وتعود الصحافة إلى قوتها الاولى تدريجيا ٠
ومن ينسى ان الصحافة عاشت ردحا من الدهر قبل ثورة ٢٣ يوليو، لم تعرف خلالها رقيبا على ما ينشر أو وصيا على مقالات كتابها، حتى ان بعض الصحف الحزبية كانت تهاجم قادة أحزابها وتعترض على سياسة الحزب التى تصدر من خلاله، كما كانت تفعل جريدة المصرى مع حزب الوفد، وحتى بعض الصحف القومية عقب ثورة ٥٢ كانت تنتقد الحكومة بموضوعية، ولاتستثنى سوى رأس الدولة وجيبها ومؤسساتها السيادية، حفاظا على سيادة الوطن وأمنه القومى ٠
كان أملنا أن يؤكد المؤتمر بوضوح شديد على حرية الصحافة، وضرورة ممارستها واطلاق تداول المعلومات بشفافية وصدق، حتى يختفى الرقباء الذين صنعناهم بأنفسنا والدولة منهم بريئة، الذين اعتادوا ان يقدموا انفسهم دائما بأنهم الأحرص على الوطن، وما دونهم لايعملون لصالحه، وفى الحقيقة انهم لا يحمون الا مصالحهم!!
والان بعد ان نجح المؤتمر وجاءت توصياته واضحة بضرورة الحفاظ على الصحافة والاستجابة لتحقيق مطالبها، اما آن للرقباء ان يمتنعوا حتى تتعافى المهنة من كبوتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبدالعظيم الباسل
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يسجل تراجعًا في أعداد الذين يعبرون الحدود بصورة غير قانونية مطلع 2025
المناطق_واس
انخفض عدد الأشخاص الذين يعبرون الحدود بصورة غير قانونية إلى الاتحاد الأوروبي بصورة كبيرة خلال أول أربعة أشهر من عام 2025، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب شؤون الهجرة الأوروبية.
وتم تسجيل نحو 47 ألف حالة عبور غير قانونية من يناير حتى أبريل الماضيين، بانخفاض بنحو 30%. كما تم تسجيل أكبر نسبة تراجع على طريق غرب البلقان، حيث سجلت السلطات 3100 حالة، بانخفاض بنسبة 58 %، وعلى طريق وسط البحر المتوسط من شمال أفريقيا نحو إيطاليا انخفضت حالات العبور غير القانونية بنسبة 03 % لتصل إلى 15700، بينما سجل طريق شرق البحر المتوسط نحو اليونان انخفاضًا في حالات العبور غير القانونية بنسبة 30 % لتصل إلى 12200.
أخبار قد تهمك نائب وزير الخارجية يشارك في حفل “يوم أوروبا” السنوي 8 مايو 2025 - 11:12 مساءً الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على واشنطن 16 أبريل 2025 - 7:33 مساءًوذكر المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ماجنوس برونر، أن الأرقام تظهر نجاح توجّه الكتلة الأوروبية المنسّق، مضيفًا أن كبح نشاط المهربين مازال يمثّل الهدف الرئيس.