واصلت الصحف العالمية التأكيد على ضرورة التعامل مع الحكومة السورية الجديدة بما يضمن وحدة البلاد، ويدعم الانتقال السلمي للسلطة، محذرة من أي محاولة لإفشال هذه التجربة.

ففي مجلة "فورين أفيرز"، قال الكاتب سام هيلر إن على المجتمع الدولي المحافظة على وحدة الأراضي السورية، مؤكدا أن الفوضى والتفكك "يمثلان أسوأ خيارات السوريين والمنطقة".

وعلى الرغم من التحفظات المفهومة لبعض الدول بشأن هيئة تحرير الشام، فإن الكاتب يرى أن على هذه الدول أن تكون حريصة على نجاح عملية انتقال السلطة في سوريا، وعدم التدخل فيها أو إفشالها نهائيا.

تنسيق مع موسكو

أما صحيفة "الغارديان" التي دخلت إلى قاعدة حميميم العسكرية، فنقلت عن مسؤول روسي أن موسكو تأمل في إقامة علاقات ودية مع الحكومة السورية الجديدة، ووفقا للمسؤول، فقد بدأت روسيا قبل أسبوع اتصالات مع هيئة تحرير الشام لتنسيق الشؤون العسكرية.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في "تحرير الشام" أنه "لن تكون هناك خطوط حمراء في المفاوضات مع الروس"، وأن هذه المفاوضات "ستستند إلى المصالح الإستراتيجية وليس الأيديولوجية".

وفي "نيويورك تايمز"، أشار تحليل إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم يذكر سوريا بتاتا خلال اجتماع تلفزيوني استمر ساعة مع كبار القادة العسكريين، ولم يقل أي شيء علنا حتى الآن عن انهيار حليفه المقرب بشار الأسد".

إعلان

ونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري أنطون مارداسوف أن سقوط الأسد "يشكّل موضوعا مؤلما في موسكو حاليا"، وأنه "من الأفضل ألا تصرح موسكو بأي شيء".

وفي متابعة للوضع الميداني، أجرت صحيفة الإندبندنت مقابلة مع علاء عمران -رئيس الشرطة الجديد في مدينة حمص– قال فيها إن الاعتقاد كان سائدا بأنه من الصعب السيطرة على حمص بسبب تنوعها الديني.

وأكد عمران أن كل الأمور حاليا أصبحت تحت السيطرة، وأنه "لم تكن هناك محاولات لقتل أي شخص خلال الأسبوع الماضي"، مضيفا أن نجاح الهجوم الاستثنائي ضد قوات بشار الأسد "يعزى إلى سنوات من التخطيط لليوم التالي، وليس فقط للمُعدات العسكرية المتطورة".

لا بد من وقف الموت

وفي سياق متصل، قالت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها إن إسرائيل "تواجه واحدة من أكثر المراحل خطورة في تاريخها"، وإن الوقت قد حان "لإعلاء شأن الحياة على الموت عبر إنهاء الحرب في قطاع غزة، وإنقاذ الرهائن (الأسرى)".

وطالبت الصحيفة الإسرائيليين بالنزول إلى الشوارع واللجوء إلى كافة الأساليب غير العنيفة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على اختيار المسار الصحيح.

كما نقلت "يديعوت أحرنوت" عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن إسرائيل تدرس الرد على التصعيد الذي تمارسه جماعة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية، مضيفة أن "صبر تل أبيب بدأ ينفد"، وأنها "تنظر في تنفيذ هجمات كبيرة ضد الحوثيين".

وأخيرا، قال موقع "ذا هيل" الأميركي إن "حملة القمع التي تشنها قوات الأمن الفلسطينية ضد الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية، أجبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على تعليق خدماتها بما في ذلك التعليم.

وأشار الموقع إلى أن السبب وراء قرار السلطة الفلسطينية بشن الحملة "غير واضح، لا سيما أن مثل هذه الإجراءات لا تحظى بدعم الجمهور الفلسطيني".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

السودان يطالب بتصنيف «الدعم السريع» كمنظمة إرهابية ويعلن إفشال هجوم كبير في كردفان

جددت الحكومة السودانية، دعوتها إلى المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتصنيف قوات الدعم السريع كـ”منظمة إرهابية”، متهمةً إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، في وقت أعلنت فيه القوات المسلحة السودانية صد هجوم شنته “الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال” في ولاية جنوب كردفان، وسط تصاعد وتيرة المعارك في مناطق متفرقة من البلاد.

وجاءت المطالبة السودانية خلال جلسة إحاطة قدمها النائب العام، محمد عيسى طيفور، رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في الجرائم، ضمن أعمال الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في مدينة جنيف.

وأكد طيفور أن عدد ضحايا الحرب بلغ أكثر من 28 ألف قتيل، و44 ألف جريح، إلى جانب توثيق ما لا يقل عن 14 ألف حالة إخفاء قسري، والعثور على 965 مقبرة جماعية في أنحاء متفرقة من البلاد.

كما اتهم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) بتجنيد 9 آلاف طفل للقتال، واستهداف المدنيين والمنشآت الحيوية باستخدام الطائرات المسيّرة، بما في ذلك قصف مستشفيات ومطارات وسجون، وهو ما وصفه بـ”الجرائم الممنهجة التي تستوجب تصنيف القوة كمنظمة إرهابية”.

بالتزامن مع التحركات الدبلوماسية، أعلنت القوات المسلحة السودانية صد هجوم شنته قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على منطقة محطة “الدشول” الواقعة على الطريق الرابط بين كادقلي والدلنج في جنوب كردفان.

وذكر المتحدث باسم الجيش، العميد الركن نبيل عبد الله، أن قوات الفرقة 14 مشاة تمكنت من “تدمير العدو والاستيلاء على ثلاث دبابات وعدد من العربات القتالية”.

وتأتي هذه العملية بعد تقارير عن محاولات متكررة من الحركة لعزل كادقلي عن محيطها الجغرافي، خاصة بعد نجاح الجيش في إعادة فتح الطريق القومي بين المدينتين في فبراير الماضي.

في السياق ذاته، تتواصل لليوم الثاني على التوالي المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، حيث تحاول الأخيرة استعادة مواقع عسكرية بعد توقف عملياتها لأكثر من عام.

وتُفاقم هذه التطورات الوضع الإنساني الهش، لا سيما في جنوب كردفان، التي تشهد حصارًا خانقًا أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية، وسط تقارير محلية عن تفشي المجاعة في بعض المناطق المحاصرة. كما حذّرت منظمات دولية من انتشار الكوليرا على نطاق واسع في البلاد، مع تدهور النظام الصحي بشكل غير مسبوق.

ودعت الحكومة السودانية، في ختام كلمتها بمجلس حقوق الإنسان، إلى اتخاذ موقف دولي حاسم تجاه الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع، وفرض عقوبات دولية على قياداتها، تمهيدًا لملاحقتهم أمام المحاكم الدولية المختصة، مطالبة بتصنيف القوة كـ”ميليشيا إرهابية تهدد أمن السودان والمنطقة”.

مخاوف متزايدة بشأن عودة الطلاب إلى المدارس في السودان وسط تردي الأوضاع الأمنية والصحية

يهدد تدهور الأوضاع الأمنية في السودان، وتفشي الأوبئة، وانتشار الأجسام المتفجرة والجثامين المتحللة في ساحات المدارس والجامعات، عودة أكثر من 19 مليون طالب إلى فصولهم الدراسية بعد انقطاع دام أكثر من عامين بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.

وتزداد المخاوف مع اتجاه السلطات في ولاية الخرطوم، التي تحتضن أكثر من نصف مدارس البلاد و70% من مؤسسات التعليم العالي، لفتح المدارس والجامعات، في وقت يعاني فيه قطاع التعليم من دمار واسع.

وحذرت لجنة معلمي السودان من تداعيات كارثية قد تنجم عن قرار السلطات المحلية في ولاية الخرطوم ومناطق أخرى بإعادة العاملين في المدارس إلى عملهم، مشيرة إلى أن العديد من المدارس ما زالت تضم أجسامًا متفجرة، بالإضافة إلى وجود مقابر في ساحات بعضها، في ظل ندرة شديدة في خدمات المياه والكهرباء.

وأعلنت السلطات في الخرطوم عن العودة الرسمية للعمل في المدارس اعتبارًا من يوم الأحد المقبل، معتبرة أي غياب عن العمل في الوقت المحدد تغيبًا غير مبرر.

وانتقدت لجنة معلمي السودان هذا القرار، مؤكدة أنه يخالف قوانين العمل الدولية التي تشترط توفير بيئة آمنة للطلاب والمعلمين.

وأوضحت اللجنة في بيان لها أن العاملين في القطاع التعليمي لم يتغيبوا بمحض إرادتهم، بل بسبب التشتت الذي حدث إثر اندلاع الحرب، مما أدى إلى نزوح وتشريد العديد منهم، إلى جانب حرمانهم من أجورهم الشهرية.

وقالت اللجنة: “ما تحقق من آثار جسيمة شمل الموت جوعًا أو مرضًا أو التشرد”.

وأضافت أن قرار العودة للعمل لم يأخذ في اعتباره وجود أجسام متفجرة في المدارس أو تعرض العديد من المباني للتصدع، دون أن تقوم السلطات بإجراء فحوصات هندسية للتأكد من صلاحية المباني لاستقبال الطلاب.

كما حذرت اللجنة من المخاطر الصحية الناجمة عن الوضع الراهن، مشيرة إلى انتشار الأمراض والأوبئة في البلاد.

وأكدت أن قرار فتح المدارس في هذه الظروف يعد تجاهلًا لحياة العاملين وأسرهم، خاصة في ظل غياب إعلان رسمي من وزارة الصحة حول انتهاء الأوبئة.

مقالات مشابهة

  • لماذا اختارت إسرائيل "الأسد الصاعد" اسمًا لعمليتها العسكرية ضد إيران؟
  • نقابة المعلمين في تعز تحمل الحكومة مسؤولية تأخير الرواتب وتحذر من انهيار التعليم
  • مصر.. الحكومة تطمئن المواطنين: لدينا مخزون كاف من السلع الأساسية.. وتحذر التجار من زيادة الأسعار
  • سوريا ما بعد الأسد.. انقسام نقدي بين الليرة السورية والتركية
  • السودان يطالب بتصنيف «الدعم السريع» كمنظمة إرهابية ويعلن إفشال هجوم كبير في كردفان
  • الحكومة السودانية تدعو المجتمع الدولي إلى تصنيف "الدعم السريع" ميليشيا إرهابية
  • ما أسباب تأجيل الحكومة السورية تطبيق العدالة الانتقالية؟
  • 3 تحديات أمنية تواجه الإدارة السورية رغم الاستقرار التدريجي
  • النائب السابق الحسنات تدعو الحكومة لإنقاذ القطاع السياحي
  • آثاره مدمرة للدول.. جفاف تاريخي غير مسبوق في العراق وبلاد الشام