تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مستغلة الفوضى التي أحدثها انهيار نظام الأسد، نفذت الدولة اليهودية مئات الضربات، ودمرت، بحسب الأركان العامة الإسرائيلية، ٨٠٪ من قدرات الجيش السوري.

في يوم السبت ٧ ديسمبر، عندما استولى المتمردون على دمشق ولم يكن قد مر على سقوط نظام الأسد سوى بضع ساعات، شنت إسرائيل حربًا غير معلنة ضد سوريا.

عملية «سهم باشان»، وهو اسم مستوحى من التوراة، حيث يشير إلى المنطقة الواقعة جنوبي سوريا، بدأت بواحدة من أكبر الهجمات في تاريخ القوات الجوية للدولة اليهودية، التي شنت ما لا يقل عن ٣٥٠ طائرة، أي ما يعادل أسطول سلاح الجو الفرنسي، الغارات لمهاجمة الأراضي السورية. وفي ثمانى وأربعين ساعة أصابت هذه الأجهزة نحو ٣٢٠ هدفًا.

وفقًا لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية، أدت الموجة الأولى من القصف إلى تدمير حوالي ٨٠٪ من قدرات الجيش السوري: البطاريات المضادة للطائرات، والمطارات، ومواقع إنتاج الأسلحة في دمشق، وحمص، وطرطوس، واللاذقية، وتدمر. تم القضاء على الدفاع السوري المضاد للطائرات، والذي يعتبر من أقوى الدفاعات في الشرق الأوسط: تم تدمير ٩٠٪ من بطاريات صواريخ أرض جو التي تم تحديدها. يقول مايكل هورويتز، المحلل الذي يعمل في مؤسسة لو بيك البحثية المعنية بالشرق الأوسط: "كانت معظم هذه الأنظمة قديمة، لكن إسرائيل تنتقل من التفوق الجوي المختلف عليه إلى التفوق الكامل، الأمر الذي قد يسهل توجيه ضربات إلى إيران".

تم ضرب قاعدتين للقوات الجوية السورية. قاعدة T٤ شمال دمشق، حيث تم تدمير سربين من طائرات Su-٢٢ وSu-٢٤ كما تم استهداف ما يسمى بقاعدة "بلي" في جنوب غرب سوريا بالقرب من هضبة الجولان. وكانت تضم ثلاثة أسراب من الطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى موقع لتخزين صواريخ أرض-أرض وقذائف صاروخية، تم قصفه أيضًا.

وتم خلال العملية تدمير العديد من الأسلحة والمواقع الاستراتيجية. ويستشهد الجيش الإسرائيلي بصواريخ سكود، وصواريخ كروز، وصواريخ أرض-بحر، وصواريخ أرض-جو، وصواريخ أرض-أرض؛ وطائرات بدون طيار ومروحيات هجومية بالإضافة إلى الطائرات؛ والرادارات والدبابات والحظائر. كما تم استهداف مقر مركز الدراسات والأبحاث العلمية في برزة بريف دمشق.

عملية جاهزة 

اقترنت العملية الجوية بهجوم بحري: تعرضت للقصف بصواريخ البحرية الإسرائيلية قاعدتان بحريتان سوريتان، قاعدتان في اللاذقية والبيضاء، تأويان ١٥ سفينة، بما في ذلك زوارق دورية صاروخية، وأضاف مايكل هورويتز: "من الواضح أن هناك رغبة في تحقيق التفوق العسكري الكامل على سوريا، في السماء على وجه الخصوص. ويجب أن نتذكر أنه قبل عام ٢٠١١، كان يُنظر إلى الجيش السوري على أنه أحد التهديدات التقليدية الرئيسية لإسرائيل. وحتى بعد الحرب الأهلية، ظلت مخزونات الأسلحة الثقيلة كبيرة. وكانت إسرائيل خائفة من السيناريو الليبي وفقدان السيطرة على هذه المخزونات بسبب عمليات النهب المتتالية من قبل الجماعات المسلحة المختلفة".

وبحسب الصحافة الإسرائيلية، فإن عملية "سهم باشان" كانت جاهزة منذ نحو عشر سنوات. منذ بداية الأحداث السورية عام ٢٠١١، استعد الجيش الإسرائيلي لسقوط بشار الأسد. لكن الدولة اليهودية لم تقتصر على العملية الأولى، فما زالت الغارات الجوية تتواصل. يوم الجمعة، ١٣ ديسمبر، على مدرج مطار المزة العسكري، عند المدخل الجنوبي الغربي لدمشق، أوصى مقاتلون شباب يرتدون الزي العسكري من هيئة تحرير الشام، الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا بعدم البقاء فى الساحة. وقبيل الفجر، أيقظتهم الضربات الإسرائيلية من نومهم، لليلة الثالثة على التوالي.

حرب دائمة

في ٩ ديسمبر، أرسل السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك رسالته الأولى إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية. تم تعيينه في ظل نظام بشار الأسد، واستمر في منصبه من قبل الحكومة الانتقالية التي شكلتها هيئة تحرير الشام، وندد الدبلوماسي باستغلال إسرائيل للمرحلة الانتقالية الجارية في سوريا لتنفيذ "أجندة الاحتلال".

يوضح المحلل العسكري والضابط الفرنسي السابق جيوم على مدونته، أن "هذه الغارات الجوية الإسرائيلية كانت تهدف في البداية إلى تقليل مخزونات الأسلحة الثقيلة الموجودة في سوريا، ولكن من خلال استمرارها الآن بعد مرور أكثر من أسبوع على سقوط نظام الأسد، فإن هذه التفجيرات تؤسس لحالة حرب دائمة تزعزع استقرار القوة الناشئة في سوريا".. وأضاف "إنهم يتسببون في نزوح سكاني جديد، في حين أن الوضع على العكس من ذلك يجب أن يسمح بعودة جماعية لستة ملايين سوري فروا أثناء الحرب الأهلية".

دور نتنياهو

وعلى الأرض، أثناء انهيار النظام، استولى الجيش الإسرائيلي، وبشكل غير قانوني بالكامل، على المنطقة منزوعة السلاح، الخاضعة لسيطرة الأمم المتحدة، والتي تفصل منذ عام ١٩٧٤، الجزء الذي تحتله الدولة اليهودية من هضبة الجولان منذ عام ١٩٦٧ عن بقية أجزاء هضبة الجولان. هذه المنطقة ظلت تحت السيطرة السورية، لكن يبدو أن الجيش الإسرائيلي يريد تعزيز تفوقه. 

وأكد مسؤول في الأمم المتحدة في نيويورك لوكالة فرانس برس أن قوات حفظ السلام المتمركزة في الجولان "لاحظت عددا من الحوادث اليومية التي يقوم فيها الجيش الإسرائيلي بعمليات شرق المنطقة العازلة". بثت قناة عربية تقريرًا يقول فيه سكان قرى الحميدية العربية الواقعة في المنطقة الفاصلة، إن القوات الإسرائيلية طاردتهم. كما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إخلاء الحميدية.

ويشعر جوزيف باحوط، المتخصص في العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت، بالقلق من العواقب طويلة المدى لهذه العمليات الإسرائيلية ويقول: "بنيامين نتنياهو يأخذ زمام المبادرة بعد سقوط بشار الأسد. وهذا ينبئ بالسلوك الذي قد تسلكه إسرائيل في الشرق الأوسط الجديد حيث تعتبر نفسها سيدة المكان التي تؤكد أنها قادرة على احتلال مناطق ذات سيادة باسم أمنها. وهذا خطر على توازن المنطقة".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجيش السوري الأسد سقوط نظام الأسد انهيار نظام الأسد سهم باشان الجیش الإسرائیلی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الرئيس الشرع يتحدث عن المرأة السورية ودورها في عملية البناء القادمة



الرئيس الشرع 2025-06-08sebaسابق منظمة “المتطوعون السّوريون” تنظّم فعاليّة اجتماعيّة بالتعاون مع الجالية السّورية في بلجيكا انظر ايضاً الرئيس الشرع يلتقي بأعضاء المجلس التنفيذي ومديري المناطق في محافظة درعا

درعا-سانا التقى رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع بأعضاء المجلس التنفيذي، ومديري المناطق في محافظة درعا

آخر الأخبار 2025-06-08منظمة “المتطوعون السّوريون” تنظّم فعاليّة اجتماعيّة بالتعاون مع الجالية السّورية في بلجيكا 2025-06-08وزير الدفاع يلتقي وفداً من أهالي وذوي الشهداء 2025-06-08بحضور وزير الأوقاف السوري.. حفل استقبال في مكة المكرمة لكبار الشخصيات الإسلامية وضيوف خادم الحرمين الشريفين ورؤساء مكاتب شؤون الحجاج 2025-06-08انقطاع التيار الكهربائي عن محافظة السويداء جراء عطل على الخط المغذي لها 2025-06-07تفكيك مخيم الركبان… انتهاء عقد من ألم النزوح وبدء عهد العودة والاستقرار 2025-06-07وزير الاقتصاد والصناعة يبحث مع وزير الاستثمار السعودي تعزيز التعاون وفتح آفاق جديدة للاستثمار المشترك 2025-06-07جهود متواصلة لعمال شعبة الطوارئ المركزية للمياه بدمشق خلال أيام عيد الأضحى ‏ 2025-06-07علوش: الصورة المتداولة لقرار تحديد رسوم جمركية جديدة على السيارات المستوردة مزورة 2025-06-07الرئيس الشرع: الشباب السوري هم القاعدة المتينة لمشروع إعادة إعمار سوريا 2025-06-07محافظ دير الزور يناقش مع مسؤولي ووجهاء البوكمال والميادين سبل تحسين الواقع الخدمي 

صور من سورية منوعات حلويات العيد: صناعة عريقة وطقوس ينتظرها السوريون من عيد لآخر 2025-06-03 تأثير القهوة على الصحة يعتمد على جيناتك 2025-05-29فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • تنسيق الأزهر 2026.. ما هي الكليات التي يتطلب الالتحاق بها عقد اختبارات قدرات؟
  • ‏الداخلية السورية: 450 ألف عنصر كانوا يقاتلون مع نظام الأسد ضد السوريين
  • البحرية الإسرائيلية تقصف ميناء الحديدة… هل يتوسع الصراع
  • نور الدين البابا: بعض الأسماء التي يسلط عليها الضوء اليوم وحولها الكثير من إشارات التعجب والاستفهام، ساعدت خلال معركة ردع العدوان على تحييد الكثير من القطع العسكرية التابعة للنظام البائد وهذا ما عجل النصر وتحرير سوريا
  • قتيل في غارة في جنوب سوريا والاحتلال الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر من حماس
  • الجيش الإسرائيلي يعلن موعد انتهاء عملية “عربات جدعون” في غزة
  • سوريا.. أكثر من 7 آلاف قتيل منذ انهيار نظام الأسد
  • الجيش الإسرائيلي يكشف موعد انتهاء عملية "عربات جدعون" بغزة
  • الجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف أحد عناصر حماس جنوبي سوريا
  • الرئيس الشرع يتحدث عن المرأة السورية ودورها في عملية البناء القادمة