عربي21:
2025-05-09@07:14:04 GMT

الثكنة الأخيرة

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

بعض العسكريين لا مثيل لهم في التاريخ المدني والإنساني. الجنرال شارل ديغول في فرنسا، الجنرال دوايت آيزنهاور في الولايات المتحدة، الجنرال فؤاد شهاب في لبنان، الفريق سوار الذهب في السودان. ثمة كثيرون أيضاً، في طيات التاريخ أو في سطوعه.

الموقف ليس ضد العسكر في المطلق. الموقف هو من بعض العسكريين الذين لا يعرفون شيئاً عن الحياة المدنية، ولا يقبلون شيئاً سوى أوامر الثكنات.



قارن بين السودان الذي تركه سوار الذهب لأهله، وما ترك عمر البشير. قارن بين سوريا الاستقلال، وسوريا ما بعدها من ثورات وانقلابات ورؤساء يرسلون إلى السجن إلى الأبد. كم رئيساً في سوريا أدخل سجن الظلم والتوافه ومواضيع الإنشاء المدرسية المجترة.

لم يقدم كثير من عسكر العرب لشعوبهم أي شيء آخر. مثلهم مثل طغاة أميركا الجنوبية الذين ملأت بهم الـ«سي آي إيه» جمهوريات الموز. رجال بلا أي كفاءة سوى البطش وجنون العظمة.

ويجب أن نتذكر أن الديكتاتور الكوبي باتيستا كان رقيباً أول عندما وصل إلى الحكم في هافانا. لم يصل حتى إلى رتبة ملازم. وهي الرتبة التي كان عليها معمر القذافي عندما استولى على ليبيا لأربعين عاماً.

الغريب أن السمة المشتركة بين عسكر العرب، أنهم تركوا بلدانهم بلا جيوش. القذافي فكك الجيش الليبي خشية الانقلاب عليه، والفريق بشار الأسد رأى خلفه الضباط يخلعون البزة العسكرية كأنها تهمة على صاحبها.

لا ضرورة للتذكير بأن الجيش السوري كان في أسوأ حالات الجيوش. لو أبقى الأخ القائد على الجيش الذي خرج منه، لكان أبقى للجماهيرية إطاراً وطنياً يربطها، غير النظرة العالمية الثالثة.

معظم عسكر العرب بدأوا ضباطاً وانتهوا آلهة. كل واحد منهم كان يتمتع بمواهب خارقة وهالة قداسة. طلاب المدارس في سوريا كان عليهم الانحناء لدى سماع النشيد الوطني، أو ذكر اسم السيد الرئيس. لم تقم في العالم، في التاريخ، أعداد التماثيل التي أقيمت للرفيقين اللدودين حافظ الأسد وصدام حسين.

وكان التمثال أول ما يسقط. وإذ تتأمل الناس حولها وفي أحوالها، لا تجد شيئاً آخر سوى التمثال «المهجور». لا سدود، لا مشاريع، لا خزائن. مجرد أسماء تذكارية لثكنات كتب عليها فلسطين - وإلى اللقاء في القدس.

الشرق الأوسط

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا سوريا حكم العسكر سقوط الاسد مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة من هنا وهناك سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

جوتيريش: الهجمات الأخيرة على بورتسودان تمثل تصعيدًا مقلقًا

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه العميق إزاء الهجمات التي شنتها في الأيام الأخيرة طائرات مسيرة على مدينة بورتسودان، محذرًا من أن هذه الضربات تمثل تصعيدًا كبيرًا في الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، في بيان يوم اللابعاء: "هذا التصعيد الكبير قد يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين على نطاق واسع وتدمير أكبر للبنية التحتية الحيوية في المدينة الواقعة على البحر الأحمر، والتي استُهدف العديد من المواقع الاستراتيجية فيها بطائرات مسيرة.

أخبار متعلقة خلال استقباله الشرع.. ماكرون يدعو إلى رفع العقوبات عن سورياخبراء أمميون: على العالم أن يتحرك فورًا لمنع القضاء على فلسطينيي غزةتعقيد عمليات الإغاثة

وأضاف المتحدث أن هذه الهجمات على نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى السودان تهدد أيضًا بزيادة الاحتياجات الإنسانية وتعقيد عمليات الإغاثة في بلد تمزقه منذ عامين حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأعرب جوتيريش أيضًا عن "الانزعاج إزاء تمدد النزاع إلى منطقة فر إليها العديد من النازحين من العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى".

وأرجع دوجاريك سبب تمدد الحرب إلى "غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات".

مقالات مشابهة

  • هل بدأت ساعة أوروبا الأخيرة؟
  • قطعة البيتزا الأخيرة ووداع أبدي.. قصص من مجزرة مطعم التايلندي بغزة
  • السودان بين الثكنة والمنبر- قراءة في بنية الصراع لا مراحله
  • جوتيريش: الهجمات الأخيرة على بورتسودان تمثل تصعيدًا مقلقًا
  • هل ترى شيئا؟ لا تقل شيئا: حملة “مدري”.. تجريم الحوثيين للحقيقة
  • الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا / صور
  • سموحة يسقط فى فخ التعادل أمام طلائع الجيش في الدوري المصري
  • قائد الجيش استقبل سفير الصين والنائبين بقرادوني وياسين
  • الجيش الإسرائيلي يعلن علاج مصابين دروز من سوريا وسط تصاعد التوتر في الجنوب
  • تفاصيل صادمة عن اللحظات الأخيرة في حياة مارادونا .. فيديو