يمانيون:
2025-11-06@11:49:41 GMT

أثر التقييم والتعديل في المسار الثوري

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

أثر التقييم والتعديل في المسار الثوري

عبدالرحمن مراد

كل حركة ثورية حقيقية تطمح إلى تحول تاريخي عميق يجعل منها مركزا مهما في حركة التاريخ ويمكنها مع غيرها من صنع القرار والمبادرة والإسهام في الحضارة الكونية كند وليس كتابع، وهذا ما كانت عليه ثورات آل البيت في كل حقب التاريخ وهو ذات الحال لثورة 21سبتمبر,  فالثورة تعبير اجتماعي رافض للسائد ومتطلع للأفضل، ويجمع الكل على ضرورتها فهي من سنن الله في التدافع خوف الفساد في الأرض، لكن الغايات والأهداف تصبح موضوع نقاش، فكل الثورات في التاريخ التي حدثت دفعت فسادا وظلت غاياتها وأهدافها موضوع نقاش، ولذلك فكل ثورة جوهرها نبل المنطلق وهي قابلة للتجدد إذا حدث الانحراف في مسارها، ففي التاريخ الإسلامي وفي القرن الأول الهجري، يجمع الكل من عرب وعجم على نبل الثورة الثقافية التي قادها الرسول الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والسلام، لكن حالات الانحراف التي بدلت في الجوهر تظل محل نقاش، ولو نلاحظ هو نقاش مستمر منذ القرن الأول الهجري إلى اليوم .

فثورة الإمام الحسين عليه السلام كانت تدفع فسادا وقد نجحت في ذلك من خلال أثرها في الفكر وفي المسار الاجتماعي والسياسي والثقافي، وليس من خلال النتائج العسكرية الظاهرة التي أفضت إلى خذلان الناس للحق بالركون إلى الباطل ومناصرته، أو من خلال استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، ذلك أن دم الحسين عليه السلام ظل ثورة متقدة عبر العصور وعلى مر الزمان  وسيظل كذلك، وكان تأثير الثورة الحسينية على السفيانيين تأثيرا كبيرا فقد أحدثت تغييرا في القناعات كما يؤثر عن يزيد بن معاوية، وماجت الأرض من تحت أقدام آل أبي سفيان ولم تستقر إلا بعد أمد عند المروانيين، وفي كل ذلك الزمن الذي حكم فيه بنو أمية ظلت الثورة متقدة الأوار ولم تخمد جمرتها . فالثورة – كما سلف القول – ضرورة اجتماعية لكن غايتها تظل محل خلاف ونقاش ولو حملت مشروعاً سياسياً ناهضاً, ذلك أن الطبيعة البشرية ذات نزوع إلى الأمجاد والمصالح، وفي طبائع  العرب نزوع دوماً إلى التمحور حول الذات، فالغاية عند العرب في مدى الأثر الذي تتركه الثورة على مناصريها وليس على جموع الناس، ومثل ذلك قناعة ثقافية عمل الإسلام على تشذيبها لكنها ظلت دائمة الحضور في تفاصيل التفاعل اليومي للثورات التي قامت في الديار الإسلامية عبر حقب التاريخ . فالحسين عليه السلام لم يثر من أجل دنيا أو منافع أو مصالح بل ثار من أجل تعديل مسار كان يجب أن يعدل قبل أن يصبح ضرره كبيرا وأثره غير قابل للتعديل، وثورة الحسين عليه السلام تعلمنا روح التضحية من أجل الغايات الكبرى والأهداف العظيمة للأمة وهو المسار نفسه الذي رأينا عليه الشهيد القائد حسين  بدر الدين الحوثي، فقد بذل نفسه من أجل غايات كبرى ولم ينتظر غرضاً من الدنيا زائلاً وكان بمقدوره أن يتفاوض عليه ويناله وقد عرض عليه يومذاك. ومن هنا يمكن القول أن أي انحراف يحدث في المسار العام لا يخدش نبل الهدف الذي قامت على أسسه الثورة اليمنية المعاصرة، فالقضية نسبية وهي خاضعة للاجتهاد، وحتى نستعيد وعينا بذاتنا وبالقيم الثورية الحسينية نحن مطالبون بالتقييم المستمر للتفاعل اليومي مع مفردات الواقع قبل أن يجرفنا تيار المصالح إلى مهاو سحيقة، وهي خطوة بدأها قائد الثورة في ذكرى استشهاد الإمام زيد حين المح إلى التقييم والتغيير الجذري وبما يلبي طموحات وتطلعات الناس ويحقق أهداف الثورة . ما يحدث في واقعنا اليوم من تفاعلات تترك أثرا غير محمود في المسار، وهي في غالبها تفاعلات لا تمثل توجها عاما لكنها اجتهادات فردية غير محمودة العواقب وقد ضبطها القرآن الكريم في لآية رقم 94من سورة النساء التي تقول:”﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ . ومن باب التواصي بالحق الذي يؤكد عليه قائد المسيرة القرآنية قائد الثورة لا بد لنا من الوقوف أمام الظواهر ومعالجتها فور وقوعها حتى نحد من أثر الانحراف في المسار الثوري ولنا في تاريخ الثورات عبرة إن أردنا لثورتنا نجاحاً . فالتاريخ العربي يختلف عن غيره لأنه يخضع لمنطق مختلف ومتغاير عما سواه ولذلك نقول باستحالة نقل التجارب الغربية أو غيرها، فالتاريخ لا يستورد كما نستورد السلع، والوعي بضرورة الإصلاح لا يعني بالضرورة الرجوع إلى صدر الإسلام كما تذهب بعض الفرق فذلك مستحيل وفي المقابل لا يعني نقل تجارب الغرب المتحضر فذلك مستحيل أيضا باعتبار الحداثة ليست تحديثا ولكنها نسق فكري ثقافي حضاري تقدمي تقدم عليه أمة أو جماعة لإنجازه بخطاب وتقنيات ومعطيات قادرة على التفاعل وفرض طابعها الخاص التي تتسم به المرحلة أو يتسم به المستوى الحضاري الحديث ولكن يعني ابتكار الحلول بما يتسق مع الواقع . فالحياة في تطور مستمر والجمود هلاك وتحلل وتأسن وهو حالة غير لائقة بالتمدن البشري في كل مراحل التاريخ  وفي المقابل لوقوف عند نقاط مضيئة في الماضي لا يعني تطورا وثورة بل يعني الاستسلام والهزيمة لشروط الواقع وأيضا فهما قاصرا للحدث وتموجاته وإرهاصاته، فقدرة أي حدث تقاس من خلال الأثر الذي يتركه في البناءات وليس من خلال  الموقف الوجداني والانفعالي منه .

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحسین علیه السلام فی المسار من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

قرار عاجل بعقد التقييم المبدئي للصفين الأول والثاني الابتدائي .. 14 ديسمبر

أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أنه بناءا على الخريطة الزمنية للعام الدراسي الحالي 2025 / 2026 ، من المقرر أن يتم عقد التقييم المبدئي للصفين الأول والثاني الابتدائي ، من 14 ديسمبر 2025 حتى 17 ديسمبر 2025

وقالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني : كما سيعقد التقييم المبدئي للصفين الأول والثاني الابتدائي الدارسين بالعام الدراسي الحالي 2025 / 2026 خلال أيام 3 و 4 و 5 يناير 2026 

وعلى جانب آخر ، حددت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، موعد امتحانات شهر نوفمبر 2025 لطلاب صفوف النقل .

حيث قالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، سيتم عقد امتحانات شهر نوفمبر 2025 لطلاب صفوف النقل من 23 نوفمبر 2025 حتى 30 نوفمبر 2025 

وتعد امتحانات شهر نوفمبر 2025 هي ثاني امتحانات شهرية يخوضها طلاب صفوف النقل في المدارس خلال العام الدراسي الحالي 2025 / 2026 ، بعد أن ادى الطلاب امتحانات شهر اكتوبر خلال الفترة من 26 أكتوبر 2025 حتى 30 أكتوبر 2025

جدول امتحانات شهر نوفمبر 2025

أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أنها لن تتولى وضع جدول امتحانات شهر نوفمبر 2025 بشكل مركزي موحد على مستوى الجمهورية ، مشيرةً إلى أن جدول امتحانات شهر نوفمبر 2025 تتولى وضعه وإعلانه المديريات والإدارات التعليمية والمدارس  مع الإلتزام بالموعد الرسمي المحدد له .

ويتم إعداد أسئلة امتحانات شهر نوفمبر  2025 من قِبل موجهي المواد لضمان العدالة وتوحيد مستوى التقييم.

وزارة التربية والتعليم تطلق فعاليات المرحلة الأولى من دوري مدارس مصر|صوروزير التعليم يشدد على انتظام تطبيق التقييمات الأسبوعية بالمدارس

 وخلال  امتحانات شهر نوفمبر 2025  ، من المقرر أن  تقوم كل مدرسة بإعداد 3 نماذج امتحانية لكل مادة وارسالها للتوجيه المختص بالإدارة التعليمية لمراجعتها والتأكد من مطابقتها بالمواصفات والمحتوى المقرر ثم يتم إعادة توزيعها على المدارس ويتم تبديل النماذج بين المدارس حرصا على الموضوعية

حيث سيشهد كل فصل في كل امتحان من امتحانات شهر نوفمبر 2025 ، توزيع 3 نماذج امتحانية للمادة الواحدة

وسوف يؤدي التلاميذ الامتحان في حصة دراسية لكل صف دراسي خلال اليوم الدراسي ، وتحفظ أوراق الإجابة في كنترول المدرسة بعد الانتهاء من اعمال التصحيح ، كما سيتم الامتحان خلال اليوم الدراسي و يتم استكمال باقي اليوم الدراسي بشكل طبيعي، وسيتم تقييم الصفين الأول والثاني الابتدائي عن طريق معلم المادة 

طباعة شارك وزارة التربية والتعليم التربية والتعليم التعليم التقييم

مقالات مشابهة

  • قرار عاجل بعقد التقييم المبدئي للصفين الأول والثاني الابتدائي .. 14 ديسمبر
  • أطول رحلة طيران في التاريخ... ماذا تعرف عن طائرة هاسيندا التي حلّقت 64 يومًا دون توقف؟
  • اللواء باكبور: مستوى جاهزية الحرس الثوري الإيراني اليوم أعلى بكثير مما كان عليه خلال حرب الـ12 يوما
  • ما هي السورة التي تهلك الظالم وتنصرك عليه؟.. لا يعرفها كثيرون
  • بعد مد عمل لجان التقييم.. تعرف على الزيادة المرتقبة وفق قانون الإيجار القديم
  • سعد الدين الهلالي: النبي الذي نزل عليه الوحي منع هدم الآثار
  • آبل تعول على ذكاء جوجل Gemini لإطلاق تحديث Siri الثوري
  • المدير تحت التقييم!
  • الحرس الثوري يعزّز منظوماته المسيرة..  إيران تردّ على ترامب!
  • الطفل الذي غير وجه التاريخ.. القصة الحقيقية لحسين عبد الرسول مكتشف مقبرة توت عنخ آمون