في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح من السهل الوقوع في فخ التصفح العشوائي على الهواتف الذكية لساعات طويلة دون هدف محدد. 

مع تزايد استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي وظهور العديد من المنصات التي تستهلك وقتنا بشكل غير مدروس، أصبح من الضروري إيجاد وسيلة للتحكم في هذه العادة. 

هنا يأتي دور تطبيق "One Sec"، الذي يساعد المستخدمين في تقليل الوقت الذي يقضونه في التصفح غير الهادف وتحقيق استخدام أكثر وعيًا لأجهزتهم الذكية.

كيفية عمل تطبيق "One Sec"

1. القرار الواعي قبل الاستخدام
الفكرة الأساسية لتطبيق "One Sec" هي منح المستخدم فرصة للتفكير قبل فتح أي تطبيق، خاصة تلك التطبيقات التي تؤدي إلى التصفح العشوائي مثل مواقع التواصل الاجتماعي، في كل مرة يحاول المستخدم فتح أحد هذه التطبيقات، يطلب منه التطبيق أخذ نفس عميق كخطوة تذكيرية. 

هذه اللحظة البسيطة من التوقف تسمح للمستخدم بالتفكير في ما إذا كان فعلًا بحاجة لاستخدام التطبيق أو إذا كان من الأفضل التراجع عن قراره.

2. تقليل العشوائية في الاستخدام
يسعى التطبيق إلى الحد من العشوائية التي تحدث أثناء التصفح، من خلال إبطاء العملية وتوجيه الانتباه إلى الاختيارات الواعية.

تساعد هذه اللحظة الصغيرة من التفكير في تقليل احتمالية التمرير العشوائي عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يوفر وقتًا أكثر إنتاجية.

3. تخصيص تجربة الاستخدام
يمنح تطبيق "One Sec" المستخدم القدرة على تخصيص التجربة بما يتناسب مع احتياجاته. حيث يمكن للمستخدم تحديد التطبيقات التي يريد تقليل استخدامها. 

مع كل محاولة لفتح أحد هذه التطبيقات، سيحدث تدخل يساعد المستخدم على التوقف مؤقتًا، سواء كان ذلك من خلال تمارين تنفس أو أنشطة أخرى تهدف إلى تقليل التشتت وزيادة التركيز.

4. إعدادات مخصصة لتحديد الوقت
بالإضافة إلى التدخلات الفورية، يوفر التطبيق ميزة فريدة تتيح للمستخدم ضبط فترات زمنية محددة لتقليص الوقت الذي يقضيه في استخدام التطبيقات. 

 يمكن تحديد فترة زمنية معينة بعد استخدامها، ما يساعد في تقليل الوقت الضائع وتشجيع الانتباه لأنشطة أكثر فائدة.

5. التركيز على مواقع التواصل الاجتماعي
على الرغم من أن التطبيق يركز بشكل رئيسي على تقليل الوقت الذي يقضيه المستخدم على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن وظائفه لا تقتصر على ذلك فقط.

يمكن أيضًا استخدام التطبيق للتحكم في استخدام التطبيقات الأخرى، سواء كانت تتعلق بالعمل أو الترفيه.

6. الحد من استخدام تطبيقات العمل خارج ساعات العمل
يوفر تطبيق "One Sec" ميزة الجدولة التي تمنع المستخدم من فتح تطبيقات العمل بعد ساعات العمل الرسمية. 

هذه الميزة مفيدة للغاية للأشخاص الذين يجدون صعوبة في فصل حياتهم الشخصية عن المهنية، مما يساعد في الحفاظ على توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية.

التوافر والنسخة المدفوعة

يتوفر تطبيق "One Sec" بشكل مجاني على متاجر التطبيقات لأجهزة iOS وأندرويد. 

بالإضافة إلى ذلك، يقدم التطبيق نسخة مدفوعة تحتوي على ميزات إضافية، مثل المزيد من خيارات التخصيص والتدخلات المتقدمة التي تساعد في تقليل الاستخدام غير المفيد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعي تحسين الإنتاجية التواصل الاجتماعی استخدام التطبیق فی تقلیل

إقرأ أيضاً:

من صورة إلى وهم.. الوجه الآخر لتريند الذكاء الاصطناعي

في زمنٍ أصبحت فيه ضغطة زر كفيلة بتغيير ملامح الوجه ولون العين وحتى تفاصيل الجسد، تحوّل الذكاء الاصطناعي من أداة تقنية إلى تريند يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، فلم يعد تعديل الصور يقتصر على تحسين الإضاءة أو إزالة العيوب، بل تخطى ذلك إلى خلق صورة جديدة قد تنفصل تماماً عن الحقيقة، ورغم بريق المتعة والإبهار الذي يقدمه هذا التوجه، إلا أن آثاره السلبية باتت مقلقة، من تزوير الهوية وتشويه الواقع، إلى تعزيز معايير جمالية زائفة، وانعكاسات نفسية واجتماعية قد تترك جروحاً عميقة في وعي الأفراد، خصوصاً الشباب والمراهقين.

هذا التحقيق يُطلق صافرة إنذار بشأن الخطر الذي يهدد صورنا الشخصية، ليناقش كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحوّل «صورتك» من مجرد بكسلات إلى أداة لجمع المعلومات، وكيفية حماية نفسك من الوقوع في فخ التسريب أو الاستخدام غير الأخلاقي، مؤكدين على قاعدة أساسية، وهي أن الوعي الأمني للمستخدم هو خط الدفاع الأول والأخير عن هويته الرقمية.

عدسة الخداع.. حين يصنع الذكاء الاصطناعي واقعا غير موجود

قال الدكتور محمد بحيري، مدرس الذكاء الاصطناعي بالجامعة المصرية الروسية، إن أدوات تعديل الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل جيميني من جوجل وشات جي بي، تعمل وفق آليات تضمن الحفاظ على خصوصية المستخدم.

وأضاف «بحيري» في تصريحاته لـ «الأسبوع»: «البرامج المعتمدة تلتزم بمعايير أخلاقية صارمة، فالصور يتم رفعها بواسطة المستخدم الذي يتحمل مسؤوليتها، فالبرنامج لا يمكنه تغيير محتوى الصورة بشكل جذري ومخالف لأخلاقيات المستخدم (كمن يرفع صورة محجبة) إلا إذا طلب هو ذلك صراحةً، وهذه البيانات تُخزَّن وتُستخدم في نماذج تدريب ضخمة، لكن البرامج الموثوقة -الخاضعة لاتفاقيات مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) والتي تخص حقوق الملكية والبيانات- لا تُصرّح باستخدام هذه الصور لأي أغراض أخرى خارج نطاق الخدمة المباشرة».

وحذّر « بحيري» من مخاطر التسريب، قائلاً: «لا يوجد دليل على حدوث تسريب للصور من برامج مثل جيمني جوجل أو شات جي بي تي، لكن الخطر يكمن في البرامج غير الموثوقة، فإذا رفع المستخدم صوره على برنامج لا يخضع لمعايير GDPR، قد يتم استخدام تلك الصور من قِبل الشركة المطورة، حتى لو حصل المستخدم على النتيجة المطلوبة، لذا فعلينا أن نعي أن أي برنامج، بما في ذلك البرامج العملاقة، قد يكون عرضة للاختراق في المستقبل، مما يجعل الوعي بجهة الاستخدام أمراً حتمياً».

واستطرد: «عند البحث في متاجر التطبيقات، يجد المستخدم عشرات البرامج تحمل أيقونة شات جي بي تي نفسها، يجب على المستخدم أن يكون واعياً لمعرفة البرنامج المعتمد من غيره، حتى لا يقع فريسة لبرامج تستغل صوره في أغراض غير أخلاقية أو مسيئة».

وفيما يتعلق بالمخاطر المستقبلية الأعمق، أشار «بحيري» إلى أن التحدي لا يقتصر على استخدام الصور بشكل مسيء أو فردي، بل في جمع البيانات الضخمة لتكوين ملف شامل عن الشعوب.

واختتم «بحيري» حديثه، بالقول: «الذكاء الاصطناعي يجمع خصائص الصور ويُحلل ملامح المصريين وأشكالهم وتصرفاتهم التي يستخلصها من تفاعلاتهم مع البرنامج، والهدف هنا هو بناء ما نسميه «الثقافة الخفية» للشعب، فإذا أصبح هناك اتفاق عالمي مستقبلاً على إمكانية استنساخ أشكال أو شخصيات رقمية، فإن الذكاء الاصطناعي سيكون لديه النموذج العام (General Visual Extraction) للملامح المصرية، مما يمكنه من إنتاج نسخ مطابقة للملامح بدقة عالية. لذا، فإن وعي المستخدم هو خط الدفاع الأول عند استخدام هذه الأدوات».

الذكاء الاصطناعي والتجميل الرقمي: زينة عابرة أم تهديد للهوية؟

من جانبه، أكد الدكتور محمد الحارثي، استشاري أمن المعلومات، على أهمية الوعي الأمني للمستخدمين عند التعامل مع أدوات تعديل وتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي، مشدداً على أن البيانات الشخصية هي المسؤولية الأولى والأخيرة للمستخدم.

وأضاف «الحارثي» لـ «الأسبوع»: «من المهم أن نعي جميعاً، وبخاصة الأطفال واليافعين، أن صورنا الشخصية التي تُرفع على هذه التطبيقات قد تظل قابلة للاستخدام من قِبل طرف ثالث، فبياناتنا لا تُسجل فقط لدينا أو لدى الشركة المالكة للتطبيق، . ورغم أن صورنا موجودة بالفعل على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أننا ننصح دائماً بضرورة التعامل بحرص شديد مع البيانات الشخصية عند التفاعل مع أي وسيلة لتوليد الصور عبر الذكاء الاصطناعي».

وشدد «الحارثي» على نقطتين حاسمتين لتقليل المخاطر القانونية والأمنية، تتمثل في استخدام الصور الشخصية فقط، إذ يجب أن يتعامل المستخدم مع صوره الشخصية فقط، وليس صور الآخرين، فقد ظهرت بالفعل ترندات تشجع على استخدام صور شخصيات أخرى، وهذه مشكلة تترتب عليها إجراءات قانونية سواء محلياً أو دولياً، لانتهاكها حقوق ملكية الصورة أو استغلالها، لذا يجب أن نكون حريصين جداً على عدم المساس بحقوق الآخرين.

إلى جانب، تجنب الترندات غير المفيدة، فلا يجب أن ننساق وراء الترندات بمختلف أشكالها، فكثير من هذه الترندات غير مفيدة حقيقية وتُعتبر مضيعة للوقت، والأهم أنها تزيد من تعرض بياناتنا لمخاطر غير ضرورية.

وفي ختام تصريحاته، أكد «الحارثي» على احتمالية التسريب وسوء الاستخدام، حتى مع وجود الصور على السوشيال ميديا بالفعل، قائلًا: «قد يتم استغلال هذه الصور بشكل آخر في أغراض توليد محتوى مسيء أو أغراض غير أخلاقية، فصورنا موجودة بالفعل على منصات التواصل، وقد يتم استغلال هذه الصور مع طرف آخر، ولا نمنع الناس من الاستمتاع أو التفاعل مع التكنولوجيا، لكن يجب أن يكونوا حريصين على نوع الصورة ونوع التعديل الذي يسمحون به، وأن يتعاملوا مع الأمر بوعي أمني عالٍ».

ظاهرة تعديل الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي في ميزان الأرقام

بقي القول إنه، وفقا لدراسات وتقارير دولية حديثة، باتت ظاهرة تعديل الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي مرتبطة بآثار سلبية متزايدة على الأفراد والمجتمع، فقد أظهرت دراسة منشورة في دورية BMC Psychology (2023) أن الانخراط في تعديل الصور يرتبط بانخفاض الثقة بالنفس وزيادة المقارنة الجسدية، بما يؤدي إلى شعور متنامٍ بعدم الرضا عن المظهر. وفي جانب آخر، تشير الإحصاءات إلى اتساع نطاق الصور والفيديوهات المزيفة «Deepfake»، حيث كشف استطلاع دولي أن نحو 60% من المستهلكين واجهوا محتوى مزيفاً خلال العام الماضي، بينما لا تتجاوز دقة البشر في تمييز الصور الحقيقية من المزيفة 53% فقط، وهو ما يعادل تقريباً مستوى الصدفة، كما خلصت دراسات إلى أن أقل من 0.1% من المستخدمين استطاعوا التفريق بشكل كامل بين الصور والفيديوهات الحقيقية والمزيفة، وهذه الأرقام تكشف عن خطورة الظاهرة، ليس فقط على مستوى الهوية الفردية وتشويه الواقع، وإنما أيضاً في تعزيز معايير جمالية زائفة قد تترك آثاراً نفسية عميقة، خاصة بين الشباب والمراهقين.

اقرأ أيضاًمن السكك الحديدية إلى الذكاء الاصطناعي.. محطة بشتيل وتحقيق حلم النقل الذكي

النقل الذكي في مصر.. ثورة التكنولوجيا التي تعيد تشكيل شوارعنا

مقالات مشابهة

  • مصطفى الفقي: حرب أكتوبر غيرت التوازن الاستراتيجي خلال فترة السبعينات
  • الداخلية تعرض مبادرة: تقليل المهور ولا سياسيين في الجاهات والعزاء ليوم واحد
  • انتهاء الدورة التدريبية لتنمية مهارات استخدام الحاسب الآلي وبرامج التحول الرقمي لأعضاء النيابة الإدارية
  • قطر: خطة ترامب لغزة متوافق عليها... والتحدي في التطبيق
  • إنستغرام تمنح جمهورها السيطرة على الخوارزمية لأول مرة
  • تموين الإسكندرية: هدفنا ضبط الأسعار وتحقيق التوازن في الأسواق
  • مفيدة شيحة: تطبيق التوقيت الشتوي خطوة مهمة لترشيد الطاقة وتحقيق الانضباط
  • الاحتفاظ بالأموال في أوروبا: ما هي البلدان الأكثر استخدامًا للعملات الورقية بدل من الدفع الرقمي؟
  • من صورة إلى وهم.. الوجه الآخر لتريند الذكاء الاصطناعي
  • بجانب التطبيق .. إتاحة حجز تذاكر الملك لير من المسرح القومي