الشتاء في عُمان فرصة لاستكشاف سحر الطبيعة العمانية رغم التحديات التي تواجه العائلات
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
الرؤية- رحمة زردازي
يؤكد عدد من العاملين في القطاع السياحي والمواطنين والمقيمين أن قطاع السياحة في سلطنة عمان شهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، إلى أن السياحة خلال فصل الشتاء تواجه عددا من التحديات التي تحتاج إلى تذليلها لجذب الزوّار وخاصة العائلات لاستشكاف سحر الطبيعة العمانية.
ويقول بدر اليزيدي مدير وكالة "بانوراما للسفريات": "إن سلطنة عُمان تقدم مزيجًا فريدًا من الطقس المعتدل والمناظر الطبيعية المتنوعة خلال فصل الشتاء، ونرى تدفقًا كبيرًا من السياح القادمين من أوروبا وآسيا تحديدًا للاستمتاع بالطقس الدافئ والأنشطة السياحية المختلفة، والشتاء في عُمان يعني أيامًا مشمسة ودرجات حرارة مريحة، وهي فترة مثالية لاستكشاف جمال البلاد.
ويضيف اليزيدي: "نحن في وكالة بانوراما لسفريات نحرص على تقديم تجربة متكاملة للسياح، حيث نقدم جولات سياحية منظمة تشمل زيارة الأماكن الأثرية، والتمتع برحلات السفاري في الصحراء، واستكشاف الوديان والعيون الطبيعية، كما نركز على تقديم تجربة ثقافية غنية من خلال زيارة الأسواق التقليدية وشراء المنتجات اليدوية المحلية."
وتابع قائلا: "من إيجابيات السياحة الشتوية في عُمان أن عمان تتميز بطقس معتدل خلال فصل الشتاء، مما يجعلها وجهة مثالية للهروب من برودة الشتاء في البلدان الأخرى، إلى جانب التنوع الطبيعي من الجبال إلى الشواطئ إلى الصحاري، إذ تتوفر في عُمان مناظر طبيعية متنوعة تتيح للسياح مجموعة واسعة من الأنشطة الخارجية، وتتميز عُمان كذلك بتراث ثقافي غني وتاريخ عريق، مما يوفر للسياح فرصة لاستكشاف القلاع والحصون والأسواق التقليدية".
وأشار اليزيدي إلى أن عمان شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في البنية الأسياسية مما عزز من نشاط القطاع السياحي، إلى جانب زيادة الاستثمار في المشاريع السياحية مثل الفنادق والمنتجعات والطرق والمطارات، مبينا أن عُمان تتميز بالأمن والاستقرار مما يجعلها وجهة سياحية مفضلة للكثير من السياح".
وحول الأنشطة التي يمكن ممارستها خلال فصل الشتاء، قال: "تتنوع الأنشطة السياحية في عُمان بين الترفيهية والثقافية، فيمكن للسياح الاستمتاع بالغوص في مياه بحر العرب الصافية، أو التسلق والمشي في جبال الحجر، أو اكتشاف الوديان والعيون الطبيعية في وادي شاب ووادي بني خالد، ويمكن زيارة الأسواق التقليدية مثل سوق مطرح، كما تتضمن الأنشطة رحلات ثقافية للتعرف على التاريخ العُماني العريق وزيارة القلاع والحصون التاريخية، مثل قلعة نخل وقلعة الجلالي والميراني، ونحن ملتزمون بضمان راحة وأمان جميع زوارنا، ونسعى لتقديم خدمات عالية الجودة تليق بمكانة السلطنة كوجهة سياحية عالمية، ونحن نعمل باستمرار على تحسين وتطوير خدماتنا لتلبية توقعات السياح وتقديم تجربة لا تُنسى."
ويلفت بدر اليزيدي إلى أهمية التسويق الفعّال في جذب السياح، قائلا: ""نحن نعمل بشكل متواصل على تعزيز وجودنا على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع السياحية العالمية، ونقوم بإعداد حملات ترويجية تستهدف الأسواق العالمية، ونشارك في المعارض السياحية الدولية لعرض جمال عُمان وفرص السياحة الفريدة التي نقدمها، كما نتعاون مع شركات السياحة العالمية لتنظيم رحلات مشتركة وتقديم عروض خاصة تجذب السياح الجدد، وهذه الشراكات تعزز من حضور عُمان كوجهة سياحية مميزة على مستوى العالم."
وعن التحديات التي تواجه الجذب السياحي خلال موسم الشتاء في عُمان، فأوضح: "تتمثل هذه التحديات في أن الوصول إلى عُمان ربما يكون مكلفًا أو يستغرق وقتًا طويلًا لبعض السياح نظرًا لموقعها الجغرافي، خاصة للسياح القادمين من الأمريكيتين أو أوروبا؛ ويمكن أن تكون تكاليف الإقامة والأنشطة مرتفعة مقارنة ببعض الوجهات الأخرى، وقد يواجه بعض السياح صعوبة في التواصل إذا كانوا لا يتحدثون اللغة العربية أو الإنجليزية.
ويبيّن: "التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على التوازن بين تنمية السياحة والحفاظ على البيئة والتراث الثقافي، ونحن ملتزمون بتبني ممارسات سياحية مستدامة تضمن الحفاظ على جمال طبيعة عُمان وتراثها الثقافي للأجيال القادمة."
من جهته، يرى الإعلامي خالد بن سالم السيابي أن قطاع السياحة في سلطنة عُمان يواجه نقصًا في الجوانب الترفيهية والخدمية، حيث يعاني العديد من المواقع السياحية من فقدان مقومات أساسية مثل: الألعاب ووجود أماكن مهيئة للعوائل، لافتا إلى أن هذا النقص في البنية الأساسية يقلل من استقطاب السياح داخليًا وخارجيًا، على الرغم من وجود نماذج شبابية مميزة، مثل: أبناء ولاية نزوى، الذين يعززون الأنشطة السياحية المثيرة ويجذبون الزوار عبر العديد من الفعاليات والبرامج.
وأوضح السيابي أن المواقع السياحية تعاني من عدم وجود خدمات أساسية تدعم السياحة مثل دورات المياه، المظلات، والفنادق المتنوعة، كما أن الأنشطة الترفيهية المتوفرة غالبًا ما تكون مكررة ولا تجذب السائح وأسرته بشكل حقيقي، وعدم التجديد في مظاهر الترفيه للأطفال والتي تواكب التطورات الحالية وخاصة الألعاب الإلكترونية.
وأشار السيابي إلى أن قطاع الفندقة- الذي يمثل أساس السياحة- يشكل تحديًا كبيرًا نظرًا لارتفاع أسعاره وعدم توفر خيارات ميسورة التكلفة للأسر ذات الدخل المحدود أو المتوسط، مبينا: "معظم الفنادق تستهدف أصحاب الدخل المرتفع، خاصة في المواقع السياحية المعروفة، والألعاب الترفيهية غالبًا ما تكون قديمة ومستهلكة ومرتفعة الأسعار، مع عدم وجود تنوع يناسب جميع المستويات، ولذلك فإن كل هذه العوامل تؤثر بشكل كبير على جاذبية قطاع السياحة في سلطنة عُمان وتحد من قدرته على المنافسة مع الوجهات السياحية الأخرى".
وفي السياق، يقول الدكتور فتحي جبر -مقيم في سلطنة عمان- إن من التحديات الرئيسية التي تواجه تطور السياحة الأسرية في سلطنة عُمان هي الترويج والتسويق الموجه للعائلات، إذ إنه الحملات التسويقية غالبا ما تكون موجهة للسائح الفرد أو الأزواج ما يجعل العائلات تشعر بنقص الخيارات الخاصة بهم، إلى جانب التحديات التي تتعلق بتوفير الأنشطة التي تتناسب مع اهتمامات جميع أفراد الأسرة بما في ذلك الأطفال والمراهقين والكبار.
بدورها، توضح الدكتورة ندى جواد -مقيمة في عمان- أن الأسر تعاني في بعض الوجهات السياحية من نقص الخدمات مثل دورات المياه ومناطق اللعب الآمنة للأطفال، أو عدم وجود مسارات مخصصة للدراجات والعربات، وأيضا ارتفاع التكاليف لبعض الأنشطة السياحية.
ويرى محمد توكل – مقيم- أن سلطنة عُمان توفر مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية المناسبة للأطفال في مواقعها السياحية، ويمكن للعائلات الاستمتاع بزيارة المتاحف التي بدورها تقدم برامج تعليمية وتوعوية وتفاعلية للأطفال مثل: المتحف الوطني العُماني، متحف القبة الفلكية مسقط، إضافة إلى حدائق الحيوانات العامة التي تحتوي على مناطق لعب مخصصة للأطفال، وكذلك مراكز التسوق والمنتزهات الترفيهية التي تقدم مجموعة من الألعاب والأنشطة المناسبة لجميع الأعمار.
ويبيّن سارفاراز شهير -مقيم- أنه رغم الجهود المبذولة إلا أن قطاع السياحة يحتاج إلى الكثير من التطوير الذي يستهدف الأسر والعائلات، وتطوير الخدمات في الوجهات السياحية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الأنشطة السیاحیة خلال فصل الشتاء التحدیات التی قطاع السیاحة فی سلطنة ع الشتاء فی فی ع مان أن قطاع إلى أن
إقرأ أيضاً:
“عبداللطيف جميل” و”أوبر” توقعان مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص تطوير مستقبل قطاع التنقل في السعودية
الاتفاقية تهدف إلى استكشاف فرص تطوير منصة عمليات متكاملة قابلة للتوسع لإدارة أساطيل التنقل من الجيل التالي تجمع بين خدمات التوصيل بالتنقل التقليدي والتنقل ذاتي القيادة مذكرة التفاهم تسرع وتيرة التحول في قطاع التنقل الحضري في المملكة بما يشمل طرح المركبات ذاتية القيادة التعاون يهدف إلى توفير 30 ألف فرصة اقتصادية للكوادر الوطنية والمساهمة في التنويع الاقتصادي للمملكة بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030
أعلنت عبداللطيف جميل وأوبر تكنولوجيز (المدرجة في بورصة نيويورك بالرمز UBER) عن توقيع مذكرة تفاهم يتم بموجبها استكشاف فرص تطوير منصة عمليات متكاملة قابلة للتوسع لإدارة أساطيل التنقل من الجيل التالي. وذلك تماشياً مع أهداف رؤية السعودية 2030. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي في المملكة وتأمين فرص أكثر لزيادة الدخل للكوادر الوطنية.
وقد تم توقيع مذكرة التفاهم مؤخراً خلال الفترة التي عقد فيها منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي. وقد حضر مراسم التوقيع معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر، ومعالي رئيس الهيئة العامة للنقل المكلف الدكتور رميح بن محمد الرميح. وتهدف المذكرة إلى المساهمة في تسريع وتيرة التحول في قطاع التنقل الحضري في مختلف أنحاء المملكة، بما يشمل طرح المركبات ذاتية القيادة. وقد وقع مذكرة التفاهم من قبل الطرفين كل من حسن جميل، نائب رئيس مجلس إدارة عبداللطيف جميل، السعودية، ودارا خوسروشاهي، الرئيس التنفيذي لشركة أوبر.
آفاق جديدة لانتشار التنقل ذاتي القيادة
تعد المركبات ذاتية القيادة عنصراً أساسياً في مستقبل قطاع التنقل. وتعتزم أوبر إرساء مستقبل مشرق مشترك في مجال النقل بالاعتماد على حلول التنقل الكهربائية وذاتية القيادة، حيث تعمل مع 18 شريكاً رائداً عالمياً في هذا المجال. وتمثّل السعودية وجهة رئيسية للتحول الحضري ودمج المركبات الذاتية ضمن منظومة التنقل الحديثة. وستلعب عبداللطيف جميل، بالتعاون مع أوبر، دوراً محورياً في تسريع وتيرة اعتماد مركبات ذاتية القيادة في المملكة ودعم الأساطيل المحلية.
تطوير قطاع التنقل الحضري يدعم جهود التنويع الاقتصادي
سيتعاون الطرفان لبناء أسطول تنقل قابل للتوسع يسهم في توفير 30 ألف فرصة اقتصادية للكوادر الوطنية. ونظراً للدور المحوري الذي يلعبه قطاع التنقل في مسيرة التحول الحضري في المملكة تُعنى مذكرة التفاهم بالفرص الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى مواكبة احتياجات السائقين والركاب والسياح بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. ومن خلال دمج الكفاءة التشغيلية العالية والخبرة المحلية التي تتمتع بها عبداللطيف جميل مع شبكة أوبر العالمية وتقنياتها المبتكرة في مجال التنقل، يسهم هذا التعاون في دعم التنويع الاقتصادي، والارتقاء بمشاريع المملكة الضخمة والمساهمة في نمو الاقتصاد السعودي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال حسن جميل، نائب رئيس مجلس إدارة عبداللطيف جميل، السعودية: “يعكس تعاوننا مع أوبر رؤيتنا المشتركة الرامية إلى إرساء مستقبل أكثر ذكاءً وأسهل وصولاً بإتاحة المركبات ذاتية القيادة. ويسرنا التعاون مع هذه الشركة الرائدة في قطاع التكنولوجيا، وذلك في إطار مساعينا الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتعزيز مكانة المملكة بوصفها قدوة يحتذى بها في الارتقاء بمستقبل التنقل. كما تبرز أهمية هذه الاتفاقية في مساهمتها في خلق فرص اقتصادية للكوادر الوطنية”. كما قدم حسن شكره الجزيل لمعالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر على حضوره توقيع المذكرة.
ومن جانبه، قال دارا خوسروشاهي، الرئيس التنفيذي لشركة أوبر: “تعد السعودية سوقاً بالغة الأهمية لشركة أوبر. ويسعدنا التعاون مع عبداللطيف جميل من أجل تطوير مستقبل التنقل الكهربائي والتشاركي وذاتي القيادة في مختلف أنحاء المملكة، إلى جانب خلق فرص لزيادة الدخل للكوادر الوطنية. ونسعى أن تكون أوبر المنصة الأفضل التي تشمل تقنيات السيارات ذاتية القيادة، وسنواصل في مساعدة الأشخاص على الوصول إلى أي مكان يريدونه بكل سهولة وراحة عبر توفير حلول تنقل تقليدية وذاتية القيادة”.
وفي ضوء الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في تطوير قطاع التنقل، تطمح عبداللطيف جميل وأوبر إلى إرساء معايير متطورة لمستقبل القطاع، ووضع خطة عمل قابلة للتوسع يمكن تطبيقها على المستوى الدولي.
اقرأ أيضاًالمجتمع“شؤون المسجد النبوي” تحيط الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة برعاية فائقة وخدمات شاملة
لمحة حول شركة أوبر
تتميز أوبر برسالتها الرامية إلى خلق الفرص من خلال التطور. وقد بدأت الشركة مشوراها في عام 2010 بهدف حل مشكلة بسيطة تتمثل في كيفية الحصول على خدمة توصيل بالسيارة بكل سهولة. ومع تنفيذ الشركة لأكثر من 58 مليار رحلة توصيل، فقد أسهمت في طرح منتجات ساعدت من خلالها على توصيل الأشخاص إلى الوجهات التي يرغبون في الذهاب إليها. كما نجحت في الارتقاء بمفهوم توصيل الأشخاص والطعام والأغراض في مختلف أنحاء المدن، ما جعل من أوبر منصة لإطلاق العنان لعالم واسع من الفرص الجديدة.
لمحة حول عبداللطيف جميل
عبداللطيف جميل هي اسم العلامة التجارية المرتبطة بمحفظة من الأعمال الدولية المستقلة والمتنوعة التي أسستها عائلة جميل السعودية. وترسم عبداللطيف جميل، المعترف بها دولياً لأكثر من 80 عامًا، ملامح مستقبل القطاعات الرئيسية للأعمال التي تنشط بها، وهي: التنقل، والطاقة والمياه، والخدمات المالية، والاستثمارات، والصحة. وتلتزم عبداللطيف جميل بمواصلة الاستثمار في الكوادر البشرية والأعمال التجارية والتكنولوجيا والمجتمع.
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة alj.com. البريد الالكتروني media@alj.ae.