تكبدت إثيوبيا خسائر اقتصادية كبيرة جراء استمرار الصراع في إقليم أمهرة بين الجيش وميليشيات فانو منذ بداية أغسطس الجاري، وإعلان الحكومة حالة الطوارئ للسيطرة على الوضع المتردي فى الإقليم المتاخم لولاية تيجراي التى شهدت حربا أهلية لمدة عامين. 
وذكرت صحيفة "أديس ستاندرد" فى تقرير لها الخميس الماضي، أن الصراع الأخير فى منطقة أمهرة بين الجيش الإثيوبى وميليشيات فانو، تسبب فى إحداث دمار فى الصناعات المحلية ووفقا للتقييم المبدئي، تقدر الخسائر بنحو ٢.

٥ مليار بر "٤٥ مليون دولار"، حيث أعلن إندريس عبده رئيس مكتب أمهرة للصناعة والاستثمار الأربعاء الماضي، أن أكثر من ٣٠٠٠ عامل دائم فقدوا وظائفهم بسبب الأضرار التى لحقت بالصناعات. 
وأضاف أن الأكثر تضررا بشكل خاص هى الاستثمارات فى زراعة وتسويق الزهور والخضروات والفواكه، مؤكدا أن ٣٨ منطقة تعمل فى إنتاج وتصدير هذه المنتجات الزراعية قد حققت إيرادات بقيمة ١٢٨ مليون دولار فى السنة المالية المنتهية لتوها.
وأشار إندريس إلى أن تباطؤ الأعمال والأنشطة الاستثمارية فى المنطقة تتسارع بعد توقيع اتفاقية بريتوريا للسلام بين الحكومة الفيدرالية والقوات فى تيجراى فى نوفمبر ٢٠٢٢. 
وأكد أن الصناعات فى أمهرة عانت بشكل كبير بسبب الصراع المستمر منذ عامين والذى بدأ فى نوفمبر ٢٠٢٠ وتسبب فى دمار واسع النطاق فى مناطق تيجراى وأمهرة وعفر، وكشف تقييم أجرته وزارة الصناعة الإثيوبية قبل عام أن الصناعات الواقعة فى ثماني مناطق، مثل ديسى، وشمال شيوا، وولو، وجنوب جوندر، قد تأثرت بشدة بالحرب وتكبد مجمع كومبولتشا الصناعي وحده أضرارا بقيمة نصف مليار بر بسبب الصراع.
ولا يمكن التغاضي عن الدمار الاقتصادي الهائل الذي سببته الحرب التى استمرت عامين فى منطقة أمهرة، لا سيما بالنظر إلى أن هذه المنطقة تمثل ٢٢٪ من الناتج المحلى الإجمالى الإثيوبي.
وفى مقابلة سابقة، كشف أباتى جيتاهون، مدير مكتب إعادة تأهيل وإعادة إعمار وإعادة تطوير منطقة أمهرة، فى تصريحات لصحيفة "أديس ستاندرد" الإثيوبية، أن التكلفة التقديرية لإعادة بناء المناطق التى دمرتها الحرب فى منطقة أمهرة تتجاوز نصف تريليون بر وهو أمر مذهل. ونشبت المواجهات بين الأمن الإثيوبي والميليشيات فى أمهرة فى شهر أبريل الماضي، ويعد الإقليم هو ثانى أكبر اقتصاد إقليمى بعد منطقة أوروميا، ومع تصاعد المواجهات طلب ييليكال كيفالي، رئيس منطقة أمهرة المضطربة تدخل الحكومة الفيدرالية، وفى ٤ أغسطس أعلنت الحكومة برئاسة آبى أحمد حالة الطوارئ التى صادق عليها البرلمان الأسبوع الماضي، وتستمر لمدة ستة أشهر.
على الرغم من الجهود المستمرة، اندلع صراع حاد فى المراكز الحضرية الرئيسية مثل بحر دار، ديبر برهان، جوندور، وشيوا روبت، والتى تعد موطنًا لجزء كبير من الصناعات فى المنطقة. وكشف بيان صحفى صادر عن مفوضية حقوق الإنسان الإثيوبية فى ١٤ أغسطس ٢٠٢٣، أن أربعة أحياء مكتظة بالسكان فى مدينة ديبرى بيرهان شهدت قتالًا عنيفًا فى الفترة من ٦ إلى ٧ أغسطس، مما أدى إلى مقتل المدنيين بشكل مأساوى، بمن فيهم عمال المصانع الذين تعرضوا للقتل. وقعوا فى مرمى النيران واستهدفتهم المدفعية الثقيلة فى أماكن عملهم.
وأعلنت السلطات الإثيوبية بعد أيام قليلة من إعلان الطوارئ استعادة السيطرة على بعض المناطق التى كانت فى قبضة ميليشيات فانو، إلى جانب ظهور تقارير عن عودة المدن الكبرى فى منطقة الأمهرة تدريجيًا إلى حالتها الطبيعية.
وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي"، أن الجيش الإثيوبى شن هجمات بطائرات مسيرة بدون طيار خلال المواجهات مع ميليشيات فانو، إلا أن إحدى هذه الهجمات تسببت فى مقتل العشرات من المدنيين يوم الأحد الماضي.
وأكدت مصادر لـ"بى بى سي" أن ٢٦ شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ٧٠ فى الضربة الجوية.
وبعد أسبوع واحد من إعلان الطوارئ فى أمهرة، أعربت خمس دول غربية عن قلقها بشأن العنف فى إقليم أمهرة الإثيوبى وهى الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا واليابان ونيوزيلندا، بيان مشترك.
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، الأربعاء الماضي، عن قلقه إزاء المواجهات العسكرية المستمرة بإقليم أمهرة فى إثيوبيا. ودعا فقي، “الأطراف المتصارعة فى إثيوبيا إلى وقف القتال على الفور وبدء حوار من أجل التوصل إلى حل سلمى للأزمة”، مؤكدا “التزام الاتحاد الأفريقى بالنظام الدستوري، وسلامة أراضى ووحدة إثيوبيا، وأهمية الاستقرار فى المنطقة”.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إثيوبيا أمهرة منطقة أمهرة فى منطقة

إقرأ أيضاً:

حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»

 

حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»

بكري الجاك

الحقيقة الموضوعية التى لايمكن مقارعتها بالغلاط و الهتاف ان السودان ظل فى حالة احتراب داخلي منذ ماقبل الاستقلال (أغسطس ١٩٥٥ حركة الأنانية ون) حينها كانت منطقة الخليج تحت الانتداب البريطاني و لم يكن هنالك دول مثل الامارات و قطر و لاغيرها و التى كانت موجودة كانت لا تملك قوت عامها.

و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن محوها انه كان هناك نظام يسمي الانقاذ أتى بانقلاب عسكري فى عام ١٩٨٩ و قام بتأجيج الحرب الأهلية باسم الجهاد و استثمر فى خلق الصراعات القبلية و تكوين المليشيات و تقنين الفساد و تطبيعه حتى ظن الناس الاستقامة هى ضرب من ضروب الخيال.

و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن تغييرها بالاكاذيب ان الشعوب السودانية قامت بثورة عظيمة فى ديسمبر ٢٠١٨ شاركت فيها كل فئات المجتمع السوداني و ان القيادة المدنية التى قادت مشروع الثورة اتخذت تقديرات سياسية اتضح لاحقا ان بعضها كان غير صحيح و لكن لم تفشل الفترة الانتقالية، و كما لا يمكن ان نساوي بين ٢٦ شهر للحكم الانتقالي و ثلاثين عاما من التخريب الممنهج و النهب المشاع للانقاذ، و لم تفشل المرحلة الانتقالية و لكن انقلب عليها من يتحاربون الآن، كما عمل على افشالها تحالف المال و السلطة الذي عماده الاسلاميين و ربائبهم بالتامر و التخريب اولا و الانقلاب ثانيا و اخيرا الحرب.

و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن نفيها بإعادة كتابة التاريخ ان حرب السودان بدأت بين السودانيين و لها عدة اسباب مباشرة و غير مباشرة من بينها الخلل البنيوي فى بنية الدولة حتى قبل اعلان استقلالها.

عليه اي محاولة لتصوير حرب السودان كحرب خارجية او غزو اجنبي او كلها محض عدوان خارجي هو ذهول عن رؤية قرص الشمس او رفض حقيقة ان الشمس تشرق من الشرق و هذا لا يعني انه ليس هناك عوامل خارجية ( شبكة مصالح و دول) اصبحت ذات تأثير عالي فى استمرار حرب ١٥ أبريل و هذه العوامل سيكون لها دور فى الطريقة التى ستنتهي بها الحرب.

و جوهر القول انه بدلا من ترديد ان الحرب غزو اجنبي كشكل من أشكال الهروب الي الا مام علينا ان نتسائل عن ما هو دورنا نحن كسودانيين لايقافها بدلا من لعن الظلام و الخارج؟ اية محاولة للوم الخارج فقط و كفي هو ليس فقط نوع من الكسل الذهني بل هو التخلي عن ال agency اي قدرتنا على الفعل.

قليل من الموضوعية لا يضر و مهما كانت المواقف من الحرب و الرؤي فى تفسيرها لا يوجد ما يجب ان يقدم على ايقافها باي صيغة كانت و الا فما قيمة ان يكون الفرد منا علي صواب فى التشخيص و لكن المريض قد أصبح جثة هامدة؟ فلنعمل جميعنا على إسكات البنادق و لنواصل اختلافنا و جدلنا عن ما حدث حينما نجد الامان فللحقيقة اوجه عدة.

بكري الجاك
١٨ مايو ٢٠٢٥

الوسومبكري الجاك حرب السودان حرب خارجية غزو اجنبي كتابة التاريخ

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية: هناك وحدات من جيش الاحتلال خسرت نصف قوتها البشرية
  • صادرات العراق النفطية إلى كوريا الجنوبية بلغت 9 مليارات دولار خلال العام الماضي
  • المهرة.. خسائر مادية كبيرة في حريق التهم مستودعاً تجارياً وسط الغيضة
  • المهندس عبد الحنان يؤكد من معملي الشرق والوسيم دعم الصناعات النسيجية
  • رئيس تايوان يبدي استعداده للتباحث مع الصين بشأن الصراع حول سيادة الأرخبيل
  • صحيفة: أمريكا ستتخلى عن إسرائيل إن لم توقف "حرب غزة"
  • المهرة.. خسائر كبيرة بحريق هائل في مستودع للبطاريات والألواح الشمسية
  • 149.4 مليار درهم حجم مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي للدولة
  • "الصناعة" تنفذ 1,333 زيارة ميدانية على المنشآت الصناعية خلال الشهر الماضي
  • حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»