بالتفاصيل.. كيف اخترقت إسرائيل حزب الله لسنوات؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله، لم يكن يعتقد أن إسرائيل ستتمكن من الوصول إليه وقتله حتى اللحظة التي تم فيها اغتياله.
وأوضح التقرير أن ما لم يدركه نصر الله في تلك الفترة هو أن وكالات التجسس الإسرائيلية كانت تتابع تحركاته عن كثب وعلى مدى سنوات طويلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية اغتيال نصر الله كانت نتاج عقود من العمل الاستخباراتي، ما يبرز عمق الاختراق الذي حققته أجهزة التجسس الإسرائيلية داخل صفوف حزب الله.
2006.. بناء شبكة من المصادر
كانت حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله حربا دامية انتهت بانسحاب إسرائيل من لبنان بعد 34 يوما من القتال.
وكانت الحرب، التي لم تحقق أهداف إسرائيل بمثابة "إهانة"، مما أدى إلى تشكيل لجنة تحقيق واستقالات كبار الجنرالات وتقييم داخلي في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول عمل الاستخبارات.
لكن العمليات التي تم تنفيذها خلال الحرب، شكلت أساس النهج الذي اتبعته إسرائيل لاحقا، حيث تم زرع أجهزة تتبع على صواريخ فجر التابعة لحزب الله، مما منح إسرائيل معلومات عن الذخائر المخفية داخل القواعد العسكرية السرية والمرافق المدنية والمنازل الخاصة، وفقا لـ3 مسؤولين إسرائيليين سابقين.
عملاء داخل لبنان
وبينما كان حزب الله يعيد بناء نفسه، قام الموساد، بزرع عدد من العملاء داخل الحزب، وفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين حاليين وسابقين.
وجند الموساد أشخاصا في لبنان للمساعدة في بناء منشآت سرية لحزب الله بعد الحرب.
وكانت المصادر تزود إسرائيل بمعلومات عن مواقع المخابئ وتساعد في مراقبتها، كما ذكر مسؤولان.
وفقا لمصادر "نيويورك تايمز" فقد كان هناك لحظة هامة في 2012، عندما حصلت وحدة 8200 الإستخباراتية الإسرائيلية على معلومات حول أماكن تواجد قادة حزب الله، مخابئهم، وترسانة الحزب من الصواريخ والراجمات، وفقا لـ5 مسؤولين دفاعيين إسرائيليين وأوروبيين حاليين وسابقين.
اختراق أجهزة الاتصال
وإلى جانب العملاء، فقد طورت إسرائيل خططا لمزيد من الاختراق داخل الحزب، ووضعت وحدة 8200 والموساد خطة لتزويد حزب الله بأجهزة مفخخة يمكن تفجيرها في أي وقت، وفقا لـ6 من المسؤولين الدفاعيين الإسرائيليين الحاليين والسابقين.
وكانت الأجهزة تعرف داخل المجتمع الاستخباراتي الإسرائيلي باسم "الأزرار" التي يمكن تفعيلها في الوقت الذي تختاره إسرائيل.
وكان تصميم وإنتاج "الأزرار" أمرا بسيطا نسبيا، حيث قام المهندسون الإسرائيليون بوضع متفجرات داخل بطاريات الأجهزة الإلكترونية، مما حولها إلى قنابل صغيرة.
وكانت العملية الأكثر صعوبة هي إقناع الموساد لحزب الله بشراء المعدات العسكرية والأجهزة الاتصالات من شركات واجهتها إسرائيل.
ومنذ 2018 أدى تحسن قدرة إسرائيل على اختراق الهواتف المحمولة إلى جعل حزب الله وإيران وحلفائهما أكثر حذرا من استخدام الهواتف الذكية، حيث قررت قيادة الحزب الله توسيع استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي.
وبالموازة مع ذلك عمل ضباط الاستخبارات الإسرائيلية على بناء شبكة من الشركات الوهمية لإخفاء منشأها وبيع المنتجات للحزب.
وقد أشرف الموساد على إنتاج أجهزة النداء في إسرائيل، وفقا لمسؤولين إسرائيليين، ومن خلال الوسطاء، بدأ عملاء الموساد في تسويق أجهزة النداء لمشتري حزب الله وعرضوا سعرا مخفضا للبيع بالجملة.
تفجير الأجهزة واغتيال نصر الله
وفي سبتمبر الماضي، علمت إسرائيل أن حزب الله كان في حالة قلق كبيرة بشأن الأجهزة اللاسلكية، وكانوا يبحثون إرسال بعضها إلى إيران للتفتيش.
ومع تصاعد القلق من احتمال كشف العملية، تمكن كبار المسؤولين الاستخباراتيين من إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعطاء الأمر بتفجير الأجهزة، ليتم إطلاق العملية التي انتهت بالقضاء على عشرات العناصر من حزب الله وقتل حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حزب الله الموساد لبنان قادة حزب الله إسرائيل أجهزة الاتصال اللاسلكي الأجهزة اللاسلكية إيران بنيامين نتنياهو حسن نصر الله لبنان حزب الله إسرائيل استخبارات إسرائيلية حسن نصر الله حزب الله الموساد لبنان قادة حزب الله إسرائيل أجهزة الاتصال اللاسلكي الأجهزة اللاسلكية إيران بنيامين نتنياهو حسن نصر الله أخبار إسرائيل لحزب الله نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
وثائق تكشف مساعدة استخبارات غربية للموساد باغتيال فلسطينيين في أوروبا
كشفت وثائق رفعت عنها السرية حديثا عن دعم سري من أجهزة الاستخبارات الغربية لـ"الموساد" الإسرائيلي، حيث قدمت معلومات حساسة سمحت للموساد بتعقب واغتيال فلسطينيين، زُعم تورطهم في هجمات على الأراضي الأوروبية في أوائل السبعينيات.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، جاء الدعم دون أي رقابة من البرلمانات أو السياسيين المنتخبين، وهو ما لو كان قد تم اكتشافه في وقتها لكان قد أحدث فضيحة عامة وربما يعتبر غير قانوني.
وأكدت الصحيفة أن الوثائق التي تم الكشف عنها تتعلق بحملة اغتيالات قامت بها إسرائيل تحت إشراف جهاز الموساد، وذلك بعد الهجوم الذي شنّه فلسطينيون على دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972، والذي أسفر عن مقتل 11 رياضيا إسرائيليا.
وأضافت أن الحملة التي كانت تحت اسم "عملية غضب الله" شملت استهداف العديد من الفلسطينيين المشتبه بهم في أماكن متعددة في أوروبا الغربية مثل باريس وروما وأثينا ونيقوسيا.
وتابع التقرير أنه عندما كانت العمليات تُنفذ بشكل علني، فإن الدعم الاستخباراتي الذي قدمته وكالات استخبارات غربية مثل المخابرات البريطانية والأمريكية والفرنسية والسويسرية كان يتم عبر قناة سريّة تم تسميتها "كيلووات".
تظهر الوثائق أن شبكة كيلووات التي أُنشئت في عام 1971 كانت تسمح لـ 18 جهاز استخبارات من دول مختلفة، بما في ذلك إسرائيل، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، فرنسا، سويسرا، إيطاليا، وألمانيا الغربية، بتبادل معلومات حساسة.
كانت هذه المعلومات تتضمن تفاصيل دقيقة عن المخابئ والمركبات الآمنة وتحركات الأفراد المستهدفين، بالإضافة إلى تحليلات تكتيكية لأعمال الجماعات الفلسطينية المسلحة.
وأكدت الباحثة في جامعة أبيريستويث البريطانية الدكتورة أفيفا غوتمان، التي قامت بتحليل الوثائق، أن المعلومات المتبادلة كانت دقيقة للغاية، بما في ذلك تفاصيل عن الأفراد الذين ارتكبوا هجمات إرهابية.
وبالرغم من أنه ربما لم يكن المسؤولون الغربيون على علم بهذه الاغتيالات في البداية، إلا أن الصحافة لاحقًا كشفت عن هذه العمليات وارتباط أجهزة الاستخبارات الغربية بها، حتى أنها كانت تشارك الموساد بنتائج التحقيقات.
وكشفت الصحيفة أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، غولدا مائير، أكدت على ضرورة حصول الموساد على أدلة موثوقة على ارتباط أي من الأهداف بحادث ميونيخ أو أن لهم دورًا في الهجمات الفلسطينية على الطائرات والسفارات الإسرائيلية في تلك الفترة، وأن الأدلة كانت تأتي في كثير من الأحيان من خلال المعلومات التي يتم تبادلها عبر شبكة كيلووات.
وأضاف الوثائق أن أول عملية اغتيال تمت كانت بحق وائل زعيتر، المفكر الفلسطيني الذي كان يعمل في السفارة الليبية في روما، حيث قُتل بالرصاص في شقته بعد أسابيع قليلة من هجوم ميونيخ، في حين كانت أجهزة الأمن الغربية قد أبلغت إسرائيل عدة مرات بأن زعيتر كان متورطًا في دعم جماعات فلسطينية مسلحة، وهو ما جعل الموساد يضعه على قائمة الاغتيالات.
على مدار السنوات التالية، شملت عمليات الموساد اغتيال محمود الهمشري، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا، الذي قُتل في كانون الأول / ديسمبر 1972، بالإضافة إلى محمود بودية في يونيو 1973، وهو المسؤول اللوجستي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمة أيلول الأسود.
وعثر على وثائق كيلووات في الأرشيف السويسري، والتي كانت تحتوي على برقيات مشفرة أُرسلت عبر نظام "كيلووات"، وأظهرت أن العديد من العمليات قد تم تسهيلها بشكل كبير عبر تبادل المعلومات بين وكالات الاستخبارات الغربية.