اختفاء مئات العينات الفيروسية القاتلة من مختبر أسترالى يثير قلقاً عالمياً
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
فى واقعة وصفها خبراء بـ«الخرق التاريخى»، أعلنت حكومة كوينزلاند الأسترالية عن فقدان 323 قارورة تحتوى على فيروسات شديدة الخطورة من مختبر للصحة العامة.
الحادثة، التى أثارت ضجة واسعة فى الأوساط العلمية والطبية، تشمل اختفاء فيروسات مثل فيروس «هندرا»، «ليسا»، و«هانتا»، المعروفين بخطورتهم على الإنسان والحيوان.
تم الإعلان عن الحادثة لأول مرة فى أغسطس 2023، حيث فقدت العينات من مختبر متخصص فى علم الفيروسات تابع لوزارة الصحة فى كوينزلاند.
ووفقاً للبيان الرسمى، لا يزال السبب وراء فقدان هذه العينات غامضاً، مع عدم وجود دليل يشير إلى سرقتها أو تدميرها. ومع ذلك، أكدت الحكومة الأسترالية أنها لا ترى تهديداً مباشراً للمجتمع، لكنها أطلقت تحقيقاً شاملاً لذلك.
فيروس «هندرا»، الذى اكتشف لأول مرة فى أستراليا، يعتبر مرضاً حيوانى المنشأ يمكن أن ينتقل إلى البشر، بينما يُعرف فيروس «هانتا» بقدرته على التسبب فى أمراض خطيرة بأعراض تنفسية حادة، بمعدل وفيات يصل إلى 15%، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، أما فيروس «ليسا»، فهو مجموعة من الفيروسات التى يمكن أن تسبب داء الكلب، مما يشكل خطرا على الإنسان والحيوانات.
فى مواجهة الانتقادات الحادة، صرح وزير الصحة الأسترالى، تيموثى نيكولز، بأن وزارته اتخذت خطوات فورية، منها إعادة تدريب الموظفين وتدقيق إجراءات التخزين لضمان التزام المختبرات بأعلى معايير السلامة البيولوجية.
وأكد الدكتور سام سكاربينو، من جامعة نورث إيسترن فى بوسطن، أن مثل هذه الخروقات الأمنية ليست جديدة، مشيراً إلى وجود ثغرات مشابهة فى مختبرات الولايات المتحدة.
وأوضح أن الفيروسات المفقودة تحمل معدلات وفيات مرتفعة، لكنها تفتقر إلى القدرة على الانتقال السريع بين البشر، ما يقلل من احتمالية تحولها إلى وباء.
رغم تطمينات الحكومة، فلا يزال الخبراء يحذرون من العواقب المحتملة لمثل هذه الحوادث، فالعالم يعتمد بشكل كبير على بروتوكولات السلامة لضمان عدم تسرب مسببات الأمراض الخطيرة.
وأكد الدكتور جون جيرارد، كبير مسئولى الصحة فى كوينزلاند، أن العينات المفقودة تتحلل بسرعة خارج ظروف التبريد المناسبة، ما يقلل من قدرتها على التسبب فى عدوى، لكنه شدد على ضرورة تعزيز الإجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
فى ظل التحذيرات المتزايدة من الخبراء حول العالم، تعكف الحكومات والهيئات الصحية على مراجعة بروتوكولات الأمن البيولوجى، فالخطر الذى تشكله هذه العينات لا يقتصر على الصحة العامة فحسب، بل يمتد ليشمل الأمن الحيوى والاقتصادى، مما يجعل هذه الحادثة درساً عالمياً فى إدارة المخاطر البيولوجية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جرس إنذار اختفاء مئات
إقرأ أيضاً:
جاري لينكر يودع BBC بعد 25 عاما بعد اتهامات بمعاداة السامية
لندن - الوكالات
أعلن الإعلامي البريطاني الشهير جاري لينكر، اليوم الاثنين، عن مغادرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بعد مسيرة استمرت أكثر من 25 عامًا، وذلك على خلفية جدل أثاره منشور على وسائل التواصل الاجتماعي اعتُبر معاديًا للسامية.
وكان لينكر، الذي يُعد أحد أبرز مقدمي البرامج الرياضية في بريطانيا، قد شارك مؤخرًا منشورًا على منصة إنستغرام يتضمن فيديو ينتقد الصهيونية ويُظهر صورة فأر، وهي صورة تُستخدم تاريخيًا في الدعاية المعادية للسامية. ورغم أن لينكر حذف المنشور وقدم اعتذارًا علنيًا، مؤكدًا أنه لم يكن على دراية بالدلالات المسيئة للصورة، إلا أن الحادثة أثارت ردود فعل واسعة وانتقادات من جهات متعددة.
في بيان رسمي، أعرب لينكر عن أسفه لما سببه المنشور من إزعاج، وقال: "أدرك الخطأ الذي ارتكبته والضرر الذي تسببت فيه، وأكرر اعتذاري الصادق". وأضاف أنه قرر التنحي عن منصبه في BBC كخطوة مسؤولة.
من جهته، أشاد المدير العام لـ BBC، تيم ديفي، بمساهمة لينكر الكبيرة في تغطية كرة القدم خلال العقود الماضية، لكنه أشار إلى أن الحادثة الأخيرة جعلت من الصعب استمرار التعاون بين الطرفين.
وبهذا القرار، لن يشارك لينكر في تقديم تغطية BBC لبطولة كأس العالم 2026 أو مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي المقبلة، كما كان مخططًا سابقًا. ومن المتوقع أن يقدم الحلقة الأخيرة له من برنامج "ماتش أوف ذا داي" يوم الأحد المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها لينكر جدلًا بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث سبق أن تم تعليقه مؤقتًا في عام 2023 بعد انتقاده لسياسة الحكومة البريطانية بشأن الهجرة، مما أثار نقاشًا حول حيادية الإعلاميين في BBC.
رحيل لينكر يُعد نهاية حقبة في تاريخ BBC الرياضي، حيث كان يُعتبر صوتًا بارزًا في تغطية كرة القدم، ويُتوقع أن يواصل نشاطه الإعلامي من خلال منصات أخرى في المستقبل.