مصر تدعم سوريا.. مساعدات إنسانية تعكس الروابط التاريخية.. تفاصيل
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
تشهد سوريا تطورات متسارعة تحمل أبعادا إقليمية ودولية، وسط تنافس القوى الكبرى والإقليمية على بسط نفوذها في المنطقة، وبعد 11 يوما فقط من الاضطرابات، تتزايد تصريحات أنقرة حول اعتبار سوريا امتدادا لولايتها، ما يعكس نوايا تركيا في إحياء إرثها العثماني في المنطقة، وبالتالي تترقب إيران الفرصة للعودة بقوة إلى الساحة السورية، مع استمرارية وجود العلويين كعنصر رئيسي في تركيبة البلاد.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر تؤكد تمسكها بوحدة الأراضي السورية وترفض استبعاد أي تيار سياسي من المشهد، إضافة إلى أن القاهرة واصلت تواصلها مع الإدارة الانتقالية السورية، معتبرة نفسها طرفا أساسيا في معالجة الملف السوري.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن من المتوقع أن يشهد مطلع العام المقبل تطورات مفصلية، ترتبط بشكل كبير بوصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى الحكم.
وأشار فهمي، إلى أن الإقليم مقبل على ترتيبات عسكرية وأمنية خلال الأشهر القادمة، حيث تختلف الحسابات السياسية عن تلك العسكرية والاستراتيجية، مؤكدا أن مصر تحرص دائما على وضع خطط استشرافية تأخذ بعين الاعتبار حماية المصالح الوطنية وضمان أمن المنطقة.
ووصلت أمس طائرة شحن مدنية تابعة لشركة مصر للطيران، محملة بـ 15 طنا من المساعدات الإغاثية والأدوية والأغذية، مقدمة من الهلال الأحمر المصري للهلال الأحمر العربي السوري.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أن هذه الخطوة تأتي تأكيدا على دعم الشعب المصري لشقيقه السوري، وتجسيدا للروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين، واستقبل شحنة المساعدات القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق.
وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود المستمرة لمصر لدعم الشعب السوري، خاصة مع استضافة مصر لأعداد كبيرة من السوريين وتوفير الخدمات الأساسية لهم.
من جهة أخرى، بدأت القوات الأمريكية بتجهيز قاعدة عسكرية جديدة في مدينة كوباني "عين العرب" بمحافظة حلب شمالي سوريا.
وفقا لما نقلته وكالة "ريا نوفوستي"، تشمل هذه القاعدة مبانٍ كانت تستخدم كفندق، مع تحصينات خرسانية حول الموقع استعدادا لاستقبال الأصول العسكرية.
ورغم نفي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وجود خطط لإنشاء قاعدة في كوباني، فإن مصادر سورية أكدت زيادة النشاط العسكري الأمريكي في المنطقة، مع تعزيز قواعدهم في دير الزور والحسكة من خلال إمدادات برية وجوية.
الموقف المصري تجاه الأزمة السوريةمنذ اندلاع الأزمة السورية، أكدت مصر دعمها الثابت لوحدة الأراضي السورية والحفاظ على الدولة الوطنية، وتعكس التحركات الدبلوماسية المصرية نهجا يعتمد على النزاهة والشرف، مع الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهذا الموقف أكسب مصر احتراما دوليا وأهمية محورية في إدارة الأزمات الإقليمية، في ظل تصاعد التنافس العالمي على موارد المنطقة.
والجدير بالذكر، أن سيظل المشهد السوري معقدا ومفتوحا على جميع الاحتمالات، مع تنافس القوى الإقليمية والدولية، واستمرار المعاناة الإنسانية للشعب السوري، بينما تسعى دول لتحقيق مصالحها، يبقى الدعم المصري نموذجا في تقديم المساعدة الإنسانية ودعم الاستقرار دون أجندات سياسية خفية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر سوريا الأدوية الأراضي السورية الشعب السوري الأغذية المساعدات الإغاثية المزيد
إقرأ أيضاً:
6000 طن مساعدات إنسانية تصل غزة وإخلاء الساحة اللوجستية في معبر رفح
أفاد مراسل "إكسترا نيوز" من أمام معبر رفح، أحمد عبد الرازق، بأن القافلة الخامسة من المساعدات الإنسانية المصرية دخلت بالكامل إلى قطاع غزة اليوم، عبر الطريق المؤدي إلى معبر كرم أبو سالم، الذي يُعد المنفذ البري الوحيد حاليًا لإدخال الإغاثة إلى القطاع.
تضمنت القافلة أطنانًا من المواد الغذائية، والدقيق، ومياه الشرب، إضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية وحفاضات الأطفال. وأكد عبد الرازق أن فرق الهلال الأحمر المصري قامت بفحص جميع الشحنات مسبقًا لضمان مطابقتها للمعايير وسلامتها قبل التحرك.
أشار المراسل إلى أن الساحة اللوجستية أمام معبر رفح، التي كانت صباحًا مكتظة بمئات الشاحنات، تم إخلاؤها بالكامل بعد تحرك جميع المركبات نحو القطاع، في خطوة تعكس تسارع وتيرة إدخال المساعدات.
6000 طن مساعدات خلال 5 أيامبلغ إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع منذ بدء القوافل نحو 6000 طن، منها 1000 طن أُضيفت عبر القافلة الخامسة وحدها، بعد إدخال 5000 طن خلال الأيام الأربعة السابقة، مما يعكس حجم الجهود الإغاثية المكثفة التي تقودها مصر لدعم سكان غزة.
أوضح عبد الرازق أن إدخال المساعدات يبدأ من الساعة السادسة صباحًا، بينما يُفتح المعبر رسميًا في الثامنة. وأكد أن القوات المسلحة المصرية شاركت في إيصال المساعدات عبر عمليات الإسقاط الجوي، خاصة في المناطق الشمالية والوسطى من غزة التي يتعذر الوصول إليها برًا.
تتم عملية تحديد الفئات الأكثر احتياجًا داخل القطاع من خلال الهلال الأحمر الفلسطيني، بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة، ويتم تنسيق نوعية وكميات المواد الإغاثية مع الهلال الأحمر المصري ضمن غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة في غزة.