الأزهر: الأمر بالغمس في حديث الذباب النصح وليس على سبيل الوجوب
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في خلق الذباب" بمشاركة الدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، وحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى، من رواد الجامع الأزهر.
وقال الدكتور مصطفى إبراهيم، إن حديث الرسول "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم؛ فليغمسه، ثم لينزعه؛ فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاءً"، من الناحية العلمية نجد أن كلمة "إذا" التي بدأ بها الحديث، أداة شرط، وهي تفيد الحالات الطارئة، وليس على الإطلاق، وهو رد على الاتهامات التي تفتري على الرسول بأنه يأمر بوضع الذباب في الشراب أو الطعام، موضحًا أنه تم تشكيل فرق بحثية من كلية العلوم وكلية الصيدلة بجامعة الأزهر، للتحليل العلمي للذباب من خلال تجميع عينات من مختلف أنواع الذباب في المناطق المختلفة، عن طريق التشريح الدقيق للذباب، وتوصلت الفرق البحثية، إلى وجود بعض الميكروبات على أحد جناحي الذبابة، التي تسبب في العديد من الأمراض، وعلى الجناح الأخر للذبابة وجدنا الدواء للعديد من هذه الأمراض الخطيرة، وتم الرد بهذه النتائج العلمية على كل الباحثين الذين أنكروا هذه الحقيقة، ومن خلال هذه الدراسة التي أجريناها على الذباب اكتشفنا 5 مضادات حيوية لم تكن معروفة من قبل، كما أن هذا الحديث يحثنا على البحث والعلم لنتوصل إلى الحقائق والكشوف التي تفيدنا في حياتنا.
وأوضح عضو لجنة الإعجاز العلمي، أن هناك الكثير من الحشرات بها مضادات حيوية، لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئًا مضرًا على إطلاقه، فلو نظرنا إلى الثعبان نجد أنه رغم الصورة المخيفة التي رسمت في عقول الكثيرين حول الثعبان، نجد أن هناك حاليًا 120 مرض على مستوى العالم يتم علاجه من خلال سم الثعبان، كما تعتمد 90% من الأدوية الحالية في مادتها الفاعلة على الحشرات، لو نظرنا إلى الذباب لوجدناه يمثل أكاديمية متكاملة للبحث العلمي، لأن هناك 64 ألف نوع من الذباب منتشرة في جميع أنحاء العالم، كل نوع يمكن الاستفادة منه في استخراج مضادات حيوية جديدة، وكل نوع من الذباب ممثَل بالمليارات في هذا الكون، ويتكاثر بشكل كبير مقارنة بالكائنات الأخرى.
وأضاف عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن الذبابة لا تسقط في الطعام، ولكنها تطفؤ على سطح الطعام والشراب، وبالملاحظة والبحث تبين أنها عند سقوطها تميل على جناحها الذي به داء، وما يثبت من الناحية الفزيائية صدق حديث الرسول ﷺ في ضرورة غمس الذبابة عند الضرورة في الآنية، للقضاء على الميكروبات التي تنتشر من خلال جناحها الذي يحمل الداء، مبينًا أن حديث الذبابة به العديد من وجوه الإعجاز العلمي، ففي هذا الحديث العظيم ظهرت إشارة إلى المفاهيم الفيزيائية كالتوتر السطحي، والمفاهيم الكيمائية كالتفاعلات التي تحدث عن تفاعل الذباب بالطعام والشراب، وإشارة إلى المفاهيم الطبية من خلال الكشوف الطبية الكبيرة، ثم علم الحشرات، ثم الإعجاز البياني والبلاغي.
وبين عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن عملية الغمس التي أمرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم، لها دلالة علمية، وهو ما يعرف بالأجسام المضادة، من خلال إفراز الدواء للقضاء على الميكروبات التي تسبب بها الجناح الآخر.
كما أكد الدكتور مصطفى شيشي، أن العلم الحديث هو الذي رد على الشبهات التي جاءت حول حديث "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم؛ فليغمسه، ثم لينزعه؛ فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاءً" لأن العلم أكد الحقائق التي جاءت في الحديث الشريف، كما أن الأمر بالغمس في الحديث الشريف ليس على سبيل الوجوب وإنما على سبيل النصح والإرشاد من أجل من تضطره ظروفه إلى هذا الطعام بعينه، أو من يكون في استغناءه عن هذا الطعام أو الشراب سبب في هلاكه، كمن هو على سفر كما كان في الماضي ويقطع المسافر وقتا كبيرًا لبلوغ سفره، كما أن الحديث فيه إشارة إلى الاقتصاد والمحافظة على الطعام والشراب وعدم الإسراف، ففي كل هؤلاء جاء الحديث ليطمئنهم أن الضرر الذي يصيب الطعام بسبب الذباب مقرون به الدواء والشفاء.
يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني" يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حديث الذباب الأزهر الشريف الجامع الأزهر النصح المزيد الدکتور مصطفى الذباب فی من خلال
إقرأ أيضاً:
حمد الكعبي: الأخبار الإيجابية انعكاس للواقع وليس توجهاً تحريرياً فقط
دينا جوني (أبوظبي)
شهد اليوم الأول من «قمة بريدج» جلسة حوارية بعنوان «المخطط الإعلامي لمجتمع أكثر صحة»، ناقشت دور الإعلام في بناء الوعي الصحي ورفع كفاءة التغطية العلمية، بمشاركة كلّ من: الدكتورة أمينة غوريب فاكيم، الرئيسة السابقة لجمهورية موريشيوس، والدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي للتحول في شبكة أبوظبي للإعلام، والدكتورة جولي غيشورو، الرئيسة التنفيذية لمعهد الحوار والقيادة في أفريقيا.
وأكدت أمينة فاكيم أن أكبر التحديات التي تواجه الإعلام الصحي والعلمي تتمثل في ضعف التدريب المهني للصحفيين، مشيرة إلى وجود فجوة واضحة في غرف الأخبار نتيجة قلة المراسلين المتخصصين في العلوم والصحة.
وشددت على ضرورة الاستثمار في بناء قدرات الصحفيين، وتمكينهم من الأدوات والمعرفة التي تساعدهم على نقل محتوى علمي دقيق وجذاب.
ولفتت إلى أن الإعلام غالباً ما يركّز على الجوانب السلبية في تغطية القضايا الصحية، خصوصاً في أفريقيا، موضحة أن التركيز المتكرر للإعلام الغربي على أوبئة مثل «إيبولا» شكّل صورة نمطية غير منصفة، مؤكدة أهمية تعزيز السرديات الإيجابية، وإبراز النجاحات العلمية والصحية التي تصدر عن القارة.
وفي مداخلة للدكتور حمد الكعبي، حول كيفية الحفاظ على الخط التحريري الإيجابي في ظل قدرة الجمهور في دولة الإمارات على الوصول إلى المعلومة من مصادر لا حصر لها عبر «الإنترنت»، موضحاً أن الفضاء الإعلامي بات مفتوحاً بالكامل، إلا أن التجربة الإماراتية - وأبوظبي تحديداً - تقدم ثروة من النجاحات التي تجعل التركيز على الأخبار الإيجابية انعكاساً للواقع وليس توجهاً تحريرياً فقط.
وأضاف: كثافة الفعاليات العالمية التي تنظمها أبوظبي، وما تشهده الإمارة من حراك ثقافي وسياحي وترفيهي، يوفر محتوى غنياً يجذب الإعلام العربي والعالمي، ويمنح الصحفيين مساحة واسعة لتسليط الضوء على التطور والنمو المتحقق في مختلف القطاعات، من المتاحف إلى الفنون والمناطق الثقافية.
وردّاً على سؤال حول ما يمكن تغييره لتعزيز الثقافة الصحية في المجتمعات، شدد الدكتور الكعبي على ضرورة الاعتماد على المعلومة الدقيقة من مصادرها الرسمية، إلى جانب رفع وعي الصحفيين بالمصطلحات العلمية والطبية، وفهم البروتوكولات الصحية والالتزام بها عند تغطية الأخبار المتخصصة.
من جانبها، أشارت الدكتورة جولي غيتشورو، رئيسة ومديرة معهد القيادة والحوار في أفريقيا، إلى وجود فجوة مستمرة، موضحة أن صناع المحتوى والمؤثرين يتمتعون بمدى واسع من الوصول للجمهور، لكن الكثير منهم يفتقرون إلى الأساس العلمي الضروري للتواصل المسؤول في قضايا الصحة والعلوم.
وقالت: «لردم هذه الفجوة، نحتاج إلى تعاون أقوى بين العلماء والصحفيين وصناع المحتوى، ليس للحد من الإبداع، بل لتزويد صنّاع القصص بالأدوات اللازمة لضمان الدقة».