دعوات لمساعدة الدول النامية على دحر خطر «الإرهاب الرقمي»
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةجدد خبراء في مجال مكافحة الإرهاب تحذيراتهم من خطورة اتساع رقعة ما تنخرط فيه التنظيمات الإرهابية، من أنشطة تحريض وتجنيد وجمع للأموال، عبر منصات التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم، وخاصة الحملات الموجهة للدول النامية، التي تفتقر للقدرات التكنولوجية التي تكفل لها مواجهة هذه التهديدات بكفاءة.
فهذه التنظيمات، وفي مقدمتها «القاعدة» و«داعش»، تكثف في الوقت الحاضر، استغلالها لما توفره تلك المنصات، من إمكانيات الاتصال الفوري على نطاق واسع ودون كشف للهوية في كثير من الأحيان، بهدف تعزيز صفوفها وتعويض خسائرها البشرية والمادية، بالإضافة إلى نشر رسائلها المُحَرِضة على العنف، والتخطيط لهجماتها العابرة للقارات، دون التقيد بالحدود الجغرافية.
وأشار الخبراء إلى أن مستوى التنسيق، الذي تظهره هذه المجموعات، في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة أغراضها التخريبية، بات يثير قلقاً متزايداً في دوائر الأمن والاستخبارات بعدة دول، في ظل تقارير تفيد بأن الأنشطة الإرهابية التي يجري تسهيلها عبر منصات مثل «فيسبوك» و«إكس» و«تليجرام»، أتاحت الفرصة للعديد من التنظيمات، لإنشاء شبكات دولية معقدة، يصعب على حكومات كثير من بلدان العالم، مكافحتها على نحو فعال.
ويتطلب التعامل مع هذا التهديد المعقد، بحسب الخبراء، تبني نهج عالمي أكثر شمولاً، يضمن التزام الدول الكبرى التي أحرزت تقدماً ملموساً على مدار السنوات الماضية، على طريق مراقبة هذه المنصات وضبط التفاعلات الجارية عليها والتحقق من سلامة محتواها، بمد يد العون لنظيراتها من البلدان النامية، التي لا تزال تواجه عقبات متعددة، على ذلك الصعيد.
فدول العالم النامي، تكافح خطر الإرهاب على المنصات الرقمية، بموارد محدودة وتقنيات عتيقة في أغلب الأحوال، ما يقلص قدرتها على السيطرة على تدفق المحتوى المتطرف الموجه إلى مواطنيها عبر شبكة الإنترنت، ما يجعلها بحاجة إلى دعم القوى الدولية الرائدة في مجال التكنولوجيا.
ويمكن لهذه القوى توفير مساعدات تقنية للدول النامية، التي تقف على الخطوط الأمامية في الحرب العالمية ضد الإرهاب، من خلال تعزيز التعاون معها في المجال السيبراني، لتمكينها من كبح جماح جهود نشر التطرف والدعايات الإرهابية عبر المنصات الرقمية، وحجب المضامين المنشورة على حسابات أنصار التنظيمات الإرهابية وأعضائها على تلك المواقع.
وفي تصريحات نشرها موقع «مودرن دبلوماسي» الإلكتروني، دعا الخبراء إلى أن تنخرط شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل «ميتا» و«جوجل» وغيرهما، في هذه الجهود، للاستفادة من قدراتها المتقدمة في مجالات المراقبة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، بهدف مواجهة النفوذ المتزايد للجماعات الإرهابية، على منصات التواصل.
وشدد خبراء مكافحة الإرهاب على أن تطوير تلك الجماعات لتكتيكاتها، في استغلال المنصات الرقمية لتحقيق أهدافها، يتطلب استجابة متطورة مضادة لذلك من جانب المجتمع الدولي، تشمل استحداث أطر أكثر فاعلية للحرب السيبرانية ضد الإرهاب، تتعاون في سياقها أجهزة إنفاذ القانون ووكالات الاستخبارات وشركات التكنولوجيا، لتقويض قدرات المجموعات المسلحة والمتطرفة على تسخير إمكانيات وسائل التواصل الاجتماعي لصالحها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مكافحة الإرهاب الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا الإرهاب القاعدة داعش
إقرأ أيضاً:
الجزيرة للدراسات: تحول سريع في عادات متابعة المحتوى لدى جيلي زد وألفا
أصدر قسم البحوث والرؤى في شبكة الجزيرة دراسة تناولت تغير أنماط تفضيل المحتوى مع مرور الوقت، وما يترتب على ذلك من آثار طويلة المدى لصناع المحتوى.
واستندت الدراسة المنشورة على موقع مركز الجزيرة للدراسات إلى بحوث ميدانية أجريت في عامي 2024 و2025، إضافة إلى مصادر موثوقة، لتقدم قراءة معمقة للعلاقة بين المنصات التقليدية والرقمية عبر الفئات العمرية.
وأظهرت النتائج تحولا سريعا في عادات متابعة المحتوى لدى الأجيال الأصغر، لا سيما جيلي زد وألفا، حيث باتت توقعاتهم بشأن سهولة الوصول والتفاعل، والتخصيص تعيد تشكيل المشهد الإعلامي.
وبحسب الدراسة تسيطر المنصات الرقمية على أنماط استهلاكهم، بدافع سهولة الاستخدام وانخفاض التكلفة وتنوع المحتوى، كما تجذب خدمات البث أكثر من 70% من جيل زد والجيل المسمى "الميلينيالز" كمشتركين، بفضل المشاهدة حسب الطلب والتوصيات المخصصة.
وتعزز العناصر التفاعلية مثل الاستطلاعات والقوائم المختارة، والمشاركة عبر الشبكات الاجتماعية من مستويات التفاعل، في حين تبقى كلفة الاشتراك الشهري البالغة نحو 30 دولارا، أقل بكثير من التلفزيون التقليدي الذي يقترب من 100 دولار.
ويأتي المحتوى الترفيهي في المرتبة الأولى من حيث المتابعة، وتعزز الأعمال الأصلية المنتَجة حصريا الولاء للمنصة. أما الأخبار، فتنتقل بشكل متزايد إلى الفضاء الرقمي، خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لما توفره من سرعة عرض وتعدد وجهات نظر.
كما تتجه متابعة الرياضة نحو خدمات رقمية متخصصة مثل "إي إس بي إن بلس" و"دازن"، في حين يشهد المحتوى الوثائقي إقبالا متجددا لما يتميز به من عمق ومصداقية.
وتلعب الأجهزة المستخدمة دورا محوريا في تشكيل هذه العادات، إذ أفاد أكثر من 60% من الشباب بأن الهواتف الذكية هي وسيلتهم الأساسية للمشاهدة، مع تفضيل المحتوى القصير، في حين تُستخدم الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية للجلسات الطويلة، ويظل التلفزيون حاضرا في المشاهدة العائلية.
إعلانكما أن مراحل التحول في الحياة -مثل دخول مرحلة البلوغ أو تكوين الأسر- تدفع نحو متابعة الأخبار والبرامج التعليمية والمحتوى المناسب للعائلة، إلى جانب إعادة تقييم الاشتراكات بحثا عن الأفضل من حيث القيمة.
وخلصت الدراسة التي أعدّها مدير قسم البحوث والرصد موسى نسيبة، والمحللة جود مساد، إلى أن إستراتيجيات المحتوى المستقبلية تحتاج إلى الدمج بين الابتكار الرقمي والصيغ التقليدية، مع التركيز على المصداقية والقدرة على التكيف لتلبية احتياجات الأجيال الشابة المتغيرة.