الأمانة العامة والمكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب يعقد اجتماعًا
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
عقد المكتب الدائم للاتحاد العام للصحفيين العرب بدعوة كريمة من جمعية الصحفيين الإماراتية، اجتماعه الدوري العادي بمدينة دبي يوم الثلاثاء 14 يناير 2025 برئاسة الأستاذ مؤيد اللامي رئيس الاتحاد،و بحضور الرئيس الشرفي للاتحاد الأستاذ ضياء رشوان وأعضاء الأمانة العامة والمكتب الدائم. كما شارك في هذا الاجتماع رئيس لجنة الحريات الأستاذ عبد الوهاب الزغيلات ومستشار الاتحاد الأستاذ الهاشمي نويرة، وتطرق الاجتماع إلى قضايا تنظيمية وسياسية.
وينتهز أعضاء الأمانة العامة والمكتب الدائم للاتحاد هذه الفرصة للتعبير عن تقديرهم الكبير وامتنانهم لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وللشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي لما حظوا به من رعاية واهتمام خلال إقامتهم في دبي، كما يعبرون عن جزيل شكرهم وامتنانهم للزملاء في جمعية الصحفيين الإماراتية على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مشاركين إياهم احتفالات الجمعية بذكرى اليوبيل الفضي التي تؤرخ لمسار مهني حافل بالإنجازات،صنعها رجال ونساء الإعلام في هذا البلد الشقيق. وهي مناسبة للوقوف عند الأدوار الرائدة والعظيمة التي ساهم من خلالها الإعلام الإماراتي ورجال ونساء هذا الإعلام في بلد يشق مسار النماء والتقدم بنجاح وثبات تحت قيادة سياسية رشيدة و متبصرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة.و عبر أعضاء الأمانة العامة عن قناعتهم الأكيدة بأن الإعلام الإماراتي سيواصل مسار العطاء بكل عزيمة وإصرار.
وبعد النقاشات المستفيضة والمداولات العميقة التي جرت في أجواءً من المسؤولية والنضج وتم الاتفاق على إصدار بيان دبي:
على المستوى السياسي
تزامنت اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للصحفيين العرب مع ظروف دقيقة وصعبة تعيشها المنطقة العربية والعالم بأسره، في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي اقتراف جرائمه النكراء التي أجمعت الأوساط القضائية الدولية من المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية والحقوقية والسياسية في العالم على تصنيفها في خانة جرائم الإبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتصنيفها جرائم تنتهك جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية والشرعية الدولية، بتواطؤ مكشوف مع قوى الشر في العالم،التي لم يتوان كثير منها في إثقال مسامع الرأي العام الدولي بمنظومة شعارات حقوق الإنسان، ومارست وصاية عنيفة على كثير من دول العالم في إطار انتقائية تفرغ هذه الشعارات من محتواها.
ورغم كل الجهود الدولية التي جسدت إجماعا عالميا على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزة، الذي كانت تكلفته غالية باستشهاد أكثر من 46 ألف شهيد وشهيدة غالبيتهم من الأطفال والنساء وإصابة أكثر من مائة ألف جريح ومصاب وعشرات الآلاف من المفقودين، وتهجير قسري لملايين المدنيين، وتدمير جميع معالم الحياة في غزة وفي أجزاء كثيرة من لبنان، فإن الاحتلال الإسرائيلي الوحشي واصل اقتراف جرائمه بكل اطمئنان وثقة بعدما وفرت له جميع الضمانات السياسية والعسكرية والدبلوماسية والإعلامية من طرف قوى غربية،بالخصوص كشفت عن إرادتها الحقيقية في تطويع القوانين الدولية والشرعية الدولية وحقوق الإنسان بما يخدم مصالحها الإستراتيجية والاقتصادية والسياسية.
وبالقدر الذي يعبر فيه المكتب الدائم عن تنديده بهذه العدوان الهمجي، فإنه يستهجن المواقف المتخاذلة للعديد من المنظمات الحقوقية الدولية التي تعاملت مع العدوان بانتقائية، وطبيعة الأداء المهني لكثير من وسائل الإعلام الغربية التي تطوعت للقيام بدور التعتيم وتزييف الحقائق وافتعال الأحداث ونشر الأخبار الزائفة.
وفي مقابل ذلك فأن أعضاء المكتب الدائم يعبرون عن اعتزازهم وافتخارهم بزملائهم الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين، ويقف إجلالا لأرواح الشهداء الأبطال منهم الذين دفعوا تكلفة غالية في سبيل فضح العدوان الوحشي والذين رووا بدمائهم أرض فلسطين الطاهرة، وبزملائهم الصحفيين والصحفيات اللبنانيين الذين طالتهم أيادي الإرهاب الصهيوني. ويندد الاتحاد بالعدوان الصهيوني الذي تسبب في سقوط أكثر من 40 بالمائة من الصحفيين الفلسطينيين في غزة بين شهيد ومصاب وهي الجريمة الأبشع في تاريخ الصحافة العالمية.
ويؤكد الاتحاد العام للصحفيين العرب وقوف جميع التنظيمات المهنية الصحفية والإعلامية العربية وجميع الصحفيين والصحفيات العرب إلى جانب زملائهم في فلسطين ولبنان، ومساندة نقابة الصحفيين الفلسطينية في مواجهة العدوان الهمجي، وتوجهها برفع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد مجرمي العدوان الهمجي ضد الصحفيين الفلسطينيين. ويحمل التنظيمات المهنية الدولية والمنظمات الحقوقية والشرعية الدولية مسؤولية التقصير في حماية الصحفيين الفلسطينيين واللبنانيين وفي مواجهة الجرائم المقترفة في حق الشعب الفلسطيني،و يدعو إلى وقفها الفوري دون شروط أو قيود.
كما يدعو المكتب الدائم للاتحاد العام للصحفيين العرب جميع التنظيمات المهنية الصحفية العربية والصحفيين العرب إلى تثبيت الموقف الثابت للاتحاد في مقاطعة التطبيع المهني مع العدو الإسرائيلي.
وفي نفس السياق فإن الاتحاد العام للصحفيين العرب يتابع بقلق شديد التطورات الأخيرة المستجدة في كثير من البلدان العربية، كما هو عليه الحال في اليمن حيث يتعرض الزملاء الصحفيون إلى استهداف خطير بالتصفية، ويدعو إلى ضرورة توفير الحماية الكاملة لهم، والوقف الفوري للاقتتال في هذا البلد الشقيق ويطالب بالإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المختطفين من أية جهة.. وفي ذات السياق يعبر الاتحاد عن أمله في أن تمثل التحولات السياسية في سوريا منعطفا حاسما نحو تثبيت الاستقرار بما يحفظ لسوريا وحدتها واستقلالها وسيادتها على كافة أراضيها بعيدا عن التدخلات الخارجية،ليبقى القرار السوري للشعب السوري لوحده في إطار اختيارات سياسية ديموقراطية خالصة.
كما يدعو السلطات السورية الجديدة إلى توفير الحماية الكاملة للصحفيين السوريين ويعبر عن استعداده للدفاع عنهم كل ما اقتضت الضرورة ذلك. كما يجدد موقفه الثابت الداعم للشرعية في السودان الشقيق وللشعب السوداني الذي يواجه تداعيات خطيرة جراء الاقتتال الدائر هناك أفضت إلى ظروف قاسية وخطيرة من نزوح جماعي وعوز كبير في سبل العيش.
والاتحاد العام للصحفيين العرب يجدد الدعوة إلى الوقف الفوري لهذه الحرب في إطار شرعية المؤسسات وبالحوار الوطني المثمر بين الفرقاء هناك، ويطالب السلطات السودانية لتوفير الحماية الكاملة للصحفيين السودانيين.
و في ذات السياق يجدد الاتحاد مواقفه الثابتة فيما يتعلق بتثبيت جميع مظاهر السيادة الوطنية في جميع الدول العربية وحقوقها المشروعة في استقلالها الوطني ورفضه لجميع أشكال ومظاهر الانفصال والتجزئة، ويؤكد في هذا الصدد دعمه الكامل لوحدة ليبيا وسيادتها الوطنية في إطار القرار الليبي السيادي المستقل، ومساندته لوحدة التراب المغربي في مواجهة مؤامرة الانفصال المدعومة خارجيا ويعلن دعمه لمشروع الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية الوطنية على كافة التراب المغربي.
و على المستوى التنظيمي فإن المكتب الدائم للاتحاد العام للصحفيين العرب يعبر عن عظيم امتنانه وشكره لفخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وللحكومة المصرية للدعم الكبير والمتواصل الذي يواصلون تقديمه للاتحاد وكان آخر أشكال هذا الدعم تخصيص مقر جديد للاتحاد بالقاهرة يليق بالاتحاد العام للصحفيين العرب،و لحرصهم المتواصل لتنظيم احتفالية الذكرى الستين لإنشاء الاتحاد التي ستنظم قريبا في القاهرة.
كما وافق أعضاء المكتب الدائم للاتحاد بالإجماع بالموافقة على طلب المركز الصحافي القطري بالانضمام للاتحاد ليصبح عضوا كاملا في الاتحاد طبقا للقانون الأساسي.
كما صادق أعضاء المكتب الدائم على التقريرين الإداري الذي قدمه الزميل خالد ميري الأمين العام للاتحاد والتقرير المالي الذي قدمه الزميل حاتم زكريا الامين المالي للاتحاد.
وناقش الاتحاد تقرير عمل لجنة الحريات.. وتقرر:
- دعوة كل النقابات والتنظيمات الصحفية العربية يوم 10 فبراير ذكري مرور 60 عاما علي إنشاء الاتحاد بتنظيم مؤتمر صحفي في العاشرة صباحا مع توقف العمل بصالات التحرير لمدة محددة، والدعوة إلى إضافة اتهام استهداف فئة الصحفيين لعمل المحكمة الجنائية الدولية إعمالا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.
- دعوة الإعلام العربي والدولي لمقاطعة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لمدة محددة وتوزيع قائمة بأسماء وصور الشهداء الفلسطينيين مع مقدمة بكل اللغات يتم توزيعها على كل وسائل الإعلام العالمية.
- دعوة الأمم المتحدة لتنظيم زيارة تضامنية من الاتحادين العربي والدولي للزملاء الصحفيين في غزة والضفة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاتحاد العام للصحفیین العرب الأمانة العامة فی إطار فی هذا
إقرأ أيضاً:
اجتماع الرباعية الدولية في واشنطن: تدخلات خارجية ومصالح متضاربة في ملف السودان
يتطلع السودانيون بقلق إلى اجتماع الرباعية الدولية، والذي يضم كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة السعودية والإمارات وجمهورية مصر العربية، والمزمع عقده في واشنطن يوم 29 يوليو الجاري، والذي يُنظر إليه كمحاولة جديدة لاحتواء الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين، بعد فشل كافة المبادرات السابقة.
ووفقاً لمراقبين، تكشف تحركات المجتمع الدولي عن تناقض صارخ، فمع كل تراجع في مواقع قوات "الدعم السريع" وتغير خريطة النفوذ، تبرز دعوات من قوى إقليمية ودولية لعقد مفاوضات لوقف إطلاق النار. وهذا يؤكد، بحسب الخبراء، أن تلك القوى هي من تتحكم في مسار الحرب من خلال دعمها العسكري والسياسي لأطراف النزاع، وتحديد توقيتات الحلول وطبيعتها وفقاً لمصالحها.
وفي هذا السياق أصبح من الواضح أمام الجميع بأن التطورات الميدانية والدبلوماسية تكشف هيمنة الخارج على القرارين السياسي والعسكري في السودان، مما يعكس غياب الإرادة المحلية في تسوية الأزمة، وتنذر بحرب طويلة تسعى فيها الأجندات الخارجية المختلفة للوصول الى مصالحها على حساب الشعب السوداني المكلوم.
أكبر أزمة نزوح عالميةتأتي هذه التحركات وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يحذر فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أن "ثلث السودانيين نزحوا من ديارهم، بينما تجاوزت آثار الصراع حدود البلاد".
وتشير الإحصاءات إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخلياً، وفرار 3.8 مليون إلى دول الجوار، مع توقعات بتجاوز عدد النازحين مليوناً إضافياً بحلول 2025.
مؤتمر واشنطن.. أجندات خفية واستبعاد السودانيينأعلنت الإدارة الأمريكية عن عقد مؤتمر وزاري في واشنطن نهاية يوليو، بمشاركة وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر، بهدف "إحياء المبادرة الرباعية" ودفع الأطراف نحو وقف إطلاق النار، وفقاً لتصريحات مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية.
لكن مصادر دبلوماسية كشفت أن المؤتمر تأجل من 20 يوليو بسبب خلافات حول مشاركة الأطراف السودانية، ليُعقد أخيراً دون تمثيل أي من أطراف الصراع أو القوى السياسية المحلية.
وهذا الاستبعاد أثار تساؤلات حول شرعية اجتماع يقرر مصير السودان دون حضور أبنائه، ويؤكد في الوقت نفسه موقف الغرب من عدم الإعتراف بالسلطات السودانية الرسمية على أنها قيادة شرعية للبلاد، ومحاولتهم الدائمة لتقديم بعض الشخصيات الغير رسمية من السودان على أنها ممثل عن الشعب السوداني.
صراع النفوذ خلف الكواليسيكشف الباحث في الشأن السوداني حبيب الله علي سعيد أن لكل مشارك في المؤتمر أجندته الخاصة:
- الولايات المتحدة تسعى لتعزيز نفوذها في الملف .
- الإمارات تريد إطالة أمد الحرب لإتاحة الفرصة لقوات "الدعم السريع" لإعادة تنظيم صفوفها.
- السعودية ومصر تركّزان على ضمان أمنهما القومي ومصالحهما في البحر الأحمر، ويدعمان الشرعية السودانية الممثلة بالمجلس السيادي تحت قيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
ويُعتقد أن التوقيت المختار للمؤتمر مرتبط بالهزائم الأخيرة لـ"الدعم السريع"، خاصة بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة الخرطوم، مما دفع حلفاء الميليشيات إلى التحرك لإنقاذها.
وختاماً، يبقى السؤال الأكبر: هل سيكون هذا الاجتماع خطوة نحو السلام، أم مجرد فصل جديد في سيناريو الصراع بالوكالة؟