أطلقت هيئة البيئة مشروعًا بيئيًا مبتكرًا بعنوان «الريم1» لإعادة توطين غزال الريم «الغزال الرملي» إلى بيئته الطبيعية في ولاية مقشن بمحافظة ظفار، ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه خارج نطاق المحميات الطبيعية في سلطنة عمان، حيث تم إطلاق 54 رأسًا من غزلان الريم في براري مقشن، ضمن مساحة تمتد إلى 75 كيلومترًا مربعًا.

وقد تم تزويد الغزلان بأجهزة تعقب عبر الأقمار الاصطناعية باستخدام تقنيات GPS لمتابعة تحركاتها بعد إطلاقها لضمان مراقبتها بشكل دقيق.

تمت عملية الإطلاق تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، وبحضور معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة، وسعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري، رئيس هيئة البيئة، وسعادة الشيخ أحمد بن مسلم جداد الكثيري، محافظ الوسطى،.

وأكد سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري أن المشروع يهدف إلى تعزيز الجهود الوطنية لإعادة تأهيل البيئات الطبيعية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، ويعد خطوة مهمة نحو الحفاظ على التوازن البيئي كجزء من التنمية المستدامة في سلطنة عمان. كما أضاف أن المشروع يساهم في استعادة بعض الرموز التاريخية والثقافية، ويشجع السياحة البيئية في المنطقة، مما يعزز من تصنيف سلطنة عمان في المؤشرات البيئية العالمية ويحقق «رؤية عمان 2040» في حماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية.

وأشار سعادته إلى أن مشروع «الريم1» يأتي بعد سلسلة من النجاحات في إعادة إكثار وتوطين الأنواع البرية مثل المها العربية وغزال الريم، من خلال محميات طبيعية مثل محمية المها العربية، ومشاريع مماثلة في مناطق مختلفة من سلطنة عمان، حيث تم رصد قطعان حيوانات البرية التي تم إطلاقها، مما يعكس نجاح هذه البرامج البيئية.

من جانبه أوضح المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي، مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة، أنه تم تشكيل فريق متخصص من الكوادر البيئية الوطنية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعات المحلية لضمان نجاح المشروع. كما تم استخدام التقنيات الحديثة، مثل أجهزة التعقب عبر الأقمار الاصطناعية، لتتبع حركة الغزلان وضمان سلامتها. كما أكد على استمرارية المتابعة الميدانية من قبل فرق المراقبة البيئية لضمان حماية القطيع.

اشتمل برنامج حفل الإطلاق على عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على التنوع الأحيائي في سلطنة عمان وجهود إعادة توطين الحيوانات البرية، مع تسليط الضوء على مراحل إطلاق غزال الريم ومشروع «الريم1». كما تم تقديم عرض مرئي حول المراحل المستقبلية للمشروع في مناطق أخرى من سلطنة عمان.

في ختام الحفل تم تكريم الجهات المشاركة في تنفيذ المشروع، ثم قام الحضور بجولة في الركن المصاحب للفعالية الذي تضمن معلومات عن نجاحات سابقة في إكثار وتوطين المها العربية وغزال الريم، وعرض نماذج من جماجم الحيوانات وأجهزة التعقب المستخدمة في مراقبتها.

وتم إطلاق الغزلان في البرية بحضور المشاركين، مما يعكس التزام سلطنة عمان بالحفاظ على التنوع البيئي وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للسياحة البيئية المستدامة.

غزال الريم الذي يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض وفقًا للقائمة الحمراء، يعد من الحيوانات الصحراوية التي تعيش في البيئات القاحلة. مشروع «الريم1» يمثل خطوة مهمة في إعادة هذا النوع إلى موائله الطبيعية بعد انقراضه من مناطق مثل رمال الربع الخالي في 2007.

يُعد هذا المشروع إضافة مهمة لجهود سلطنة عمان في مجال حماية الحياة البرية، ويعكس التزامها بتنمية مستدامة تعزز التوازن البيئي وتساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

طالبة عمانية تبتكر أكياس صديقة للبيئة من المواد الطبيعية

تمكنت طالبة من جامعة نزوى من ابتكار أكياس صديقة للبيئة مصنعة من مواد طبيعية محلية قابلة للتحلل الحيوي قادرة على التحلل في غضون 7 أيام والتحول إلى سماد عضوي داعم للتربة دون أي تأثيرات ضارة ، ويهدف هذا الابتكار إلى الحد من التلوث البيئي، ويمنح المستهلكين الفرصة لاستخدام حلول أكثر استدامة في حياتهم اليومية.

وقالت الطالبة الغالية بنت ناصر بن علي الكلبانية مبتكرة المشروع : تتميز الأكياس المبتكرة بقدرتها على التحلل الكامل خلال سبعة أيام فقط ثم تحويلها إلى سماد عضوي، مع الحفاظ على متانة الاستخدام، كما أنها مصنوعة بالكامل من مواد طبيعية من البيئة العمانية، وقابلة لإعادة الاستخدام، وتُسهم هذه الأكياس في دعم الزراعة من خلال مكوناتها العضوية ، مشيرة بأن المشروع يستند إلى إعادة تدوير مواد طبيعية محلية كانت ستُهدر لولا هذا الابتكار .. موضحة: أن الخطوة المقبلة تتمثل في تحويل الابتكار إلى منتج عملي قابل للتسويق والتصنيع التجاري، بما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة.

وأضافت : أن المشروع نال عدة جوائز محلية أبرزها المركز الأول في مسابقة نادي الابتكار العلمي بجامعة نزوى، والمركز الأول في أفضل ابتكار طلابي موجه للجامعات والكليات العسكرية لعام 2024، بالإضافة إلى حصوله على المركز الأول في مسابقة "مبتكر" ضمن مهرجان عمان للابتكار لعام 2024.

وأوضحت الكلبانية إلى أن الابتكار مر بعدة مراحل علمية بدءًا من البحث والدراسة، ثم التجارب المخبرية لإختبار التركيبات الطبيعية المثلى، تلاها تقييم الخصائص الفيزيائية والكيميائية، ثم إنتاج النماذج الأولية .. مشيرة إلى أن العمل جارٍ حاليًا على تطوير المنتج تمهيدًا للإطلاق التجاري.

وأضافت: المشروع حظي بدعم أكاديمي من جامعة نزوى من خلال توفير المختبرات والإشراف العلمي والاستشارات المتخصصة، إلى جانب إتاحة الفرصة للمشاركة في الفعاليات العلمية لنشر فكرة الابتكار، ويُعد نموذجاً ملهماً لتحويل مشاريع التخرج والابتكارات الطلابية إلى منتجات قابلة للتطبيق التجاري، وذلك في ظل الدور المحوري والأساسي الذي تلعبه الحاضنات العلمية لدعم الأفكار وتحويلها إلى شركات ناشئة، مشيرة بأنه رغم هذا الدعم إلا أن المشروع واجه العديد من التحديات أبرزها محدودية الموارد المالية اللازمة لتحويل الفكرة إلى منتج تجاري، وتحديات فنية متعلقة بإنتاج تركيبة تحقق الكفاءة البيئية والعملية في آنٍ واحد ، مؤكدة أهمية الحاضنات العلمية في تحويل المشاريع الطلابية إلى شركات ناشئة، من خلال تقديم الدعم الفني والتقني والقانوني والمالي، وتسهيل الوصول إلى المستثمرين والمؤسسات المعنية .

مقالات مشابهة

  • محافظ دير الزور: إطلاق مشروع مدينة جديدة لحل مشكلة السكن بالمحافظة قريباً
  • طالبة عمانية تبتكر أكياس صديقة للبيئة من المواد الطبيعية
  • سلطنة عمان ضيف شرف الطبعة الـ56 لمعرض الجزائر الدولي
  • الاستثمار في السياحة البيئية داعم للاقتصاد والتنمية المستدامة
  • مختصون: الطاقة المتجددة تقود قاطرة الصناعات الجديدة في سلطنة عمان
  • جهود توطين صناعة السيارات في مصر.. المكون المحلي وصل لـ 45% (فيديو)
  • “الطيران المدني” و”إيرباص” توقعان مذكرة تفاهم في مجالات الاستدامة البيئية
  • جهود توطين صناعة السيارات في مصر.. المكون المحلي وصل لـ 45%
  • هيئة البيئة تؤكد على متابعتها المستمرة للتطورات البيئية المرتبطة بالأحداث الإقليمية الجارية
  • محافظ الدقهلية. مشروع كتشنر يستهدف دعم البيئة والصحة ويشمل محطة معالجة وشبكات انحدار ومحطات رفع