الفرق بين الغبطة والحسد في الشرع الشريف
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الحسد هو تمني الحاسد زوال النعمة من المحسود؛ وهو من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، ولذا ورد النهي عنه.
الحسد
وأخرج الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا.
وقد وردت أحاديث في السنة تثبت أَنَّ الحسد والعين حق ولها تأثير على مَن أصيب بالعين-؛ منها ما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»، وفي "الصحيحين" من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين".
قال الإمام ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 200، ط. دار المعرفة): [الحق أن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألمٍ أو هلكةٍ، وقد يصرفه قبل وقوعه؛ إمَّا بالاستعاذة، أو بغيرها، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية] اهـ.
وأوضحت الإفتاء أنه ينبغي على الحاسد أن يجاهد نفسه ألَّا يحسد أحدًا، وإذا رأى ما يعجبه عند غيره أن يدعو له بالبركة.
روى ابن ماجه في "سننه" عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، قَالَ: «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟» قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ».
الغبطة والحسد
وأضافت الإفتاء أنه لا يوجد مانع شرعًا من تمني حصول مثل النعمة التي عند الغير، وهي ما يُعْرَف بـ(الغِبْطَة) أو المنافسة في الخيرات، يقول الفضيل بن عياض: [الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق، والمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط] اهـ. بواسطة: "حلية الأولياء" لأبي نعيم (8/ 95، ط. دار الكتاب العربي).
وأعلى درجات الغبطة أن يقول المرء: "بارك الله لك في نعمائه وزادك من فضله وآتانا مثلك". ينظر: "فتح المنعم بشرح صحيح مسلم" (3/ 629، ط. دار الشروق).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحسد مفهوم الحسد حكم الحسد الغبطة الله ع
إقرأ أيضاً:
سوريا.. الشرع يستعرض مع رئيس هيئة المفقودين تشكيل فريق استشاري
دمشق - استعرض الرئيس السوري أحمد الشرع، الخميس، مع رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين محمد رضا جلخي إجراءات تشكيل فريق استشاري.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عبر منصة "تلغرام"، أن الشرع اجتمع برئيس الهيئة الوطنية للمفقودين.
وأضافت أنه استعرض معه "أعمال الهيئة والخطط والإجراءات العملية المتعلقة بتشكيل فريق استشاري من الخبراء وممثلي المفقودين والجهات المعنية".
كما استعرضا إجراءات "إنشاء قاعدة بيانات وطنية شاملة للمفقودين، وتنظيم عمليات التوثيق، وتقديم الدعم المعنوي والقانوني لعائلات المفقودين".
و"تم التأكيد على ضرورة اعتماد الشفافية والتشاركية كمبادئ أساسية تحكم عمل الهيئة، بما يضمن حفظ حقوق المفقودين وذويهم"، وفق الوكالة.
وفي 3 يونيو/ حزيران الجاري، قال وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح إن عدد المفقودين في بلاده يبلغ 140 ألفا حسب منظمات حقوقية.
وبسطت فصائل سورية في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي، بينها 53 عاما من حكم أسرة الأسد.
وفي 29 يناير/ كانون الثاني 2025، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين الشرع رئيسا للبلاد، خلال فترة انتقالية تستمر 5 سنوات.