ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الصين والاتحاد الأوروبي والأسواق تترقب
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إدارته تناقش فرض رسوم جمركية 10% على السلع المستوردة من الصين أول فبراير/شباط لأن مادة الفنتانيل المخدرة تُرسل من هناك إلى المكسيك وكندا.
وأضاف ترامب -في حديثه لصحفيين في البيت الأبيض أمس- أنه فرض بالفعل رسوما جمركية كبيرة على بكين خلال ولايته الأولى.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواجه أيضا اختلالات تجارية مع دول الاتحاد الأوروبي وغيرها.
وقال ترامب مكررا تصريحات أدلى بها أول أمس "الاتحاد الأوروبي سيئ للغاية معنا. لذا فإنهم سيواجهون الرسوم الجمركية. إنها الطريقة الوحيدة للحصول على العدالة".
رد أوروبيفي الأثناء حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس من خطر وصفته بأنه "سباق عالمي نحو القاع" باستخدام أدوات اقتصادية مثل العقوبات وضوابط التصدير والرسوم الجمركية.
وفي كلمة خلال المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي اليوم التالي لتنصيب ترامب، تحدثت فون دير لاين عن حقبة جديدة من المنافسة الجيوستراتيجية القاسية.
وقالت "مع تكثيف هذه المنافسة، من المرجح أن نستمر في رؤية الاستخدام المتكرر لأدوات اقتصادية، مثل العقوبات وضوابط التصدير والتعريفات الجمركية، التي تهدف إلى حماية الأمن الاقتصادي والوطني" لكنها قالت إنه ينبغي عدم خنق الابتكار.
إعلانوأضافت "بهذه الروح، يتعين علينا أن نعمل معا لتجنب سباق عالمي نحو القاع لأن قطع الروابط في الاقتصاد العالمي ليس في مصلحة أحد. بل إننا بحاجة إلى تحديث القواعد من أجل دعم قدرتنا على تحقيق مكاسب متبادلة من أجل مواطنينا".
وهذا الأسبوع، أكّد المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية فالديس دومبروفسكيس أن الاتحاد الأوروبي مستعد "للدفاع عن مصالحه".
في حين قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو -أول أمس- إنه ينبغي على فرنسا وأوروبا ككل الوقوف في وجه الرئيس الأميركي وسياساته وإلا فستواجه "السحق".
ورغم ذلك بدا وكأن المستثمرين تنفسوا الصعداء بعد ما تبين أن السياسة الأولية للرئيس الأميركي بشأن الرسوم الجمركية أقل صرامة مما كانوا يخشون، غير أن الغموض الذي يكتنف هذه السياسة ينذر بحالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية.
وكان ترامب قد تعهد بفرض رسوم جمركية باهظة تتراوح بين 10 و20%على الواردات العالمية إلى الولايات المتحدة، و60% على السلع القادمة من الصين.
وبعد توليه منصبه أول أمس، لم يفرض ترامب رسوما جمركية على الفور، وإنما أصدر أمرا يوجه الوكالات بـ"التحقيق في العجز التجاري الأميركي ومعالجته".
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أخبر ترامب المراسلين بأنه يفكر في فرض رسوم جمركية بقيمة 25% على المكسيك وكندا أول الشهر المقبل.
وبشكل عام، أدى هذا إلى تقلبات في الأسواق، فقد استعاد الدولار بعض مكاسبه مقابل البيزو المكسيكي والدولار الكندي بمجرد أن أدلى ترامب بتصريحاته.
وكانت "الأخضر الأميركي" قد انخفض بادئ الأمر بسبب الأخبار التي تفيد بأنه لن تكون هناك رسوم جمركية.
وقال مات ويلر رئيس أبحاث السوق في ستون إكس "لا يزال مدى سياسات ترامب الخاصة بالحماية التجارية هو التركيز الأساسي للسوق. وحتى الآن، هناك علامات مبكرة على أنه قد يكون أقل قوة (فيما يتعلق بفرض الرسوم) مما كان يُخشى".
إعلان عدم اليقينوأكدت الساعات الـ24 الأولى من رئاسة ترامب ما يتوقعه المستثمرون من أن اليقين الوحيد بشأن رئاسة ترامب الثانية هو عدم اليقين على ما يبدو.
وساد ارتياح الأسواق الصينية بعد أن تجنبت بكين "عاصفة" فورية من الأوامر التنفيذية الأميركية، في حين سجل البيزو المكسيكي والدولار الكندي مكاسب أمس بعد انخفاضهما اليوم السابق.
وقال كالي كوكس كبير إستراتيجيي السوق في ريثولتز لإدارة الثروات "تمر الأسواق بلحظة من عدم اتضاح الرؤية. لم تُفرض رسوم باهظة اليوم الأول (من رئاسة ترامب) وقد لا تزال التفاصيل الملموسة بعيدة المنال".
من جهته قال نايجل جرين الرئيس التنفيذي لمجموعة دي فير الاستشارية المالية إن عواقب فرض رسوم جمركية بقيمة 25% على المكسيك وكندا "قد تكون كارثية".
وارتفع اليوان الصيني وأسهم هونغ كونغ أمس، لكن أسهم شركات تصنيع البطاريات وطاقة الرياح انخفضت بعد أن أكد ترامب أنه سيعدل عن سياسات الطاقة الخضراء ويسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
وقد تدفع جولة قوية من الرسوم الجمركية الأميركية الاقتصادات من كندا إلى أوروبا إلى الركود.
وفي حين أن الأوروبيين يبدون الأكثر قلقا من عودة ترامب، فإن دولا مثل البرازيل والصين والهند وتركيا تعتقد أنه سيكون مفيدا لها وللسلام العالمي، وفقا لاستطلاع حديث أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
رب ضارة نافعةومع ذلك، فإن عدم القدرة على التنبؤ بالسياسات الأميركية لا تفزع جميع المستثمرين.
وقال كونستانتين فيت مدير المحافظ الأوروبية في شركة بيمكو العملاقة للسندات "نحن مديرون نشطون، لذا فهذه بيئة رائعة لنا، نحن نحب عدم اليقين ونحب التقلبات لأنها تمنحنا الفرص".
وتتوقع بيمكو أن يؤدي التأثير السلبي للرسوم الجمركية إلى خفض أسعار الفائدة بأوروبا وأماكن أخرى، ولكنها قد تدفع أيضا عائد سندات الخزانة الأميركية إلى 5%.
ويتولى ترامب منصبه بجدول أعمال طموح يشمل التجارة والهجرة وخفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية، وهو ما يمكن أن يعزز الاقتصاد الأميركي.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأوروبی الرسوم الجمرکیة فرض رسوم جمرکیة عدم الیقین
إقرأ أيضاً:
استراتيجية ترامب الجمركية على المحك بعد قرار قضائي بإلغائها.. ما القصة؟
سلط تقرير نشره موقع "بلومبيرغ"، الضوء على الضربة المفاجئة التي تعرضت لها استراتيجية الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن استراتيجية ترامب تعرضت لانتكاسة كبيرة بعد أن أصدرت محكمة أمريكية قرارًا بمنع الرسوم الجمركية العالمية التي أقرها الرئيس على الواردات من الدول الأخرى.
وذكر الموقع أن هيئة مكوّنة من ثلاثة قضاة في محكمة التجارة الدولية الأمريكية، قضت يوم الأربعاء بأن إدارة ترامب أساءت استخدام قانون يعود إلى سنة 1977 لفرض تعريفات جمركية على عشرات الدول، مما يجعل هذه الرسوم غير قانونية.
كما وسّعت المحكمة نطاق الحكم ليشمل الرسوم الجمركية السابقة المفروضة على كلٍّ من كندا والمكسيك والصين، والتي تم تبريرها بأسباب تتعلق بأمن الحدود الأمريكية ومكافحة تهريب مخدر الفنتانيل.
وأكد الموقع أن إدارة ترامب أعلنت على الفور أنها ستستأنف الحكم، مما يضع مصير هذه الرسوم الجمركية في يد محكمة الاستئناف، وربما المحكمة العليا.
ووفقا للموقع، لا يؤثر الحكم على الرسوم التي فرضها ترامب خلال ولايته الأولى على العديد من الواردات القادمة من الصين، ولا على الرسوم القطاعية المخطط لها أو المفروضة بالفعل على سلع مثل الصلب، إذ تستند هذه الرسوم إلى أساس قانوني مختلف، قد تُضطر إدارة ترامب الآن إلى الاعتماد عليه بشكل أكبر لمواصلة حملتها الجمركية.
وأشار الموقع إلى أنه من غير الواضح مدى سرعة تنفيذ الحكم الصادر يوم الأربعاء، حيث منحت المحكمة إدارة ترامب مهلة تصل إلى 10 أيام لاتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة لإلغاء الرسوم الجمركية.
ولكن إذا تم تأييد القرار، سيؤدي ذلك خلال أيام قليلة إلى إلغاء الرسوم الجمركية الجديدة التي بلغت 30 بالمائة على الواردات من الصين، و25 بالمائة على السلع القادمة من كندا والمكسيك، و10 بالمائة على معظم السلع الأخرى التي تدخل إلى الولايات المتحدة.
ورقة ضغط
واعتبر الموقع أن هذه الرسوم الجمركية واحتمالات أن ترد الدول الأخرى بفرض رسوم انتقامية، تشكل عقبة كبيرة أمام نمو الاقتصاد الأمريكي والعالمي، وإلغاؤها -حتى إن كان مؤقتًا- سيُحسّن من آفاق الاقتصادات الكبرى في العالم.
وقد أشارت بعض البنوك المركزية إلى أن حالة عدم اليقين الناتجة عن الحروب التجارية تُشكّل عائقًا أمام النشاط الاقتصادي.
ورغم ترحيب المستثمرين بإمكانية تخفيف الرسوم الجمركية، يبقى من غير الواضح إذا كان الحكم يشكل انتكاسة دائمة لترامب أو عائق مؤقتًا.
واتهم ترامب وأنصاره القضاة بالتحيز، بينما وُجّهت لإدارته اتهامات في السابق بعدم الامتثال الكامل لقرارات المحاكم، مما يثير شكوكًا حول تنفيذ الحكم هذه المرة، حسب الموقع.
وقد رفض متحدث باسم البيت الأبيض الحكم، واصفًا إياه بأنه صادر عن "قضاة غير منتخبين" لا ينبغي أن تكون لهم السلطة "لتحديد كيفية التعامل بشكل صحيح مع حالة طوارئ وطنية".
واستند ترامب إلى حالات طوارئ وطنية متنوعة، بدءًا من العجز التجاري، وصولا إلى الوفيات بجرعات زائدة، لتبرير العديد من رسومه الجمركية، حسب التقرير.
وأضاف الموقع أنه إذا لم يتم إلغاء الحكم أو تجاهله، قد تتزايد المخاوف المالية وسط الشكوك حول مسار عبء الديون الأمريكية المتزايدة، خاصة أن إدارة ترامب تعتمد على عائدات الرسوم الجمركية لتعويض تخفيضات الضرائب في مشروع قانون سيكلف الخزينة الأمريكية 3.8 تريليون دولار خلال العقد المقبل.
وأوضح الموقع أن الشركاء التجاريين الرئيسيين، بما في ذلك الصين والاتحاد الأوروبي والهند واليابان، الذين يجرون مفاوضات مع إدارة ترامب، عليهم الآن أن يقرروا ما إذا كانوا سيواصلون جهودهم لتأمين الاتفاقيات أو يتمهلون في المحادثات على أمل أن يكون لديهم الآن ورقة ضغط أكبر.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي إن الحكومة ستراجع الحكم بدقة وترد عليه بشكل مناسب، بينما أكد وزير التجارة الأسترالي دون فاريل استمرار دعوة حكومته لإلغاء الرسوم الجمركية غير المبررة.
رسوم غير قانونية
وقال الموقع إن ملامح الاتفاق التجاري الذي توصل إليه ترامب مع المملكة المتحدة في أوائل أيار/ مايو أصبحت موضع شك أيضًا، إذ ينص هذا الاتفاق المحتمل على فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 10 بالمائة على جميع الواردات من المملكة المتحدة، لكنها ستُلغى إذا بقي قرار المحكمة الصادر يوم الأربعاء ساريًا.
وقالت جنيفر هيلمان، أستاذة القانون بجامعة جورجتاون والقاضية السابقة في منظمة التجارة العالمية، إن القرار يؤكد أن التعريفات الجمركية المتبادلة غير قانونية، ولا يجوز استخدامها كورقة ضغط في المفاوضات، واصفة الحكم بأنه "بالغ الأهمية".
وأشارت هيلمان وخبراء قانونيون آخرون إلى أن لدى ترامب سلطات قانونية أخرى يمكنه الاستناد إليها، لكنها لا تمنحه الصلاحيات الواسعة نفسها التي وفرها له قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية.
وحسب هيلمان، يمنح أحد بنود قانون تنظيم التجارة الدولية لسنة 1974 الرؤساء صلاحية فرض رسوم جمركية تصل إلى 15 بالمائة لمدة لا تتجاوز 150 يومًا، ولكن ذلك مشروط بحدوث أزمة في ميزان المدفوعات، وهو أمر قد لا يرغب ترامب في إعلانه نظرا لحالة التوتر السائدة في أسواق السندات حاليا.
ويمكن لترامب أيضًا، وفقا للتقرير، الاستناد إلى سلطات قانونية أخرى لفرض رسوم جمركية على قطاعات أو دول بعينها، كما فعل خلال ولايته الأولى. ففي الأشهر الأخيرة، استخدم صلاحيات الأمن القومي لفرض رسوم على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات، وأطلق سبعة تحقيقات إضافية تتعلق بمنتجات مثل الأدوية والأخشاب والمعادن الحيوية.
مزيد من عدم اليقين
وأشار الموقع إلى أن الحكم الصادر يوم الأربعاء جاء على خلفية قضيتين متوازيتين رفعتهما مجموعة محافظة نيابةً عن شركة صغيرة، وعدد من الولايات الأمريكية التي يسيطر عليها الديمقراطيون.
وقال جيفري شواب، كبير المستشارين القانونيين في "مركز ليبرتي جاستس" المحافظ، الذي رفع إحدى القضيتين: "يؤكد هذا الحكم مجددًا أن الرئيس يجب أن يتصرف في حدود القانون، ويحمي الشركات والمستهلكين الأمريكيين من الآثار السلبية للرسوم الجمركية المتقلبة المفروضة من جانب واحد".
وحسب الموقع، ترى العديد من الشركات الأخرى، فإن قرار المحكمة يثير احتمال حدوث تحوّل حاد جديد في سياسات الرسوم الجمركية الأمريكية، مع ما يصاحبه من تساؤلات وإرباك على المدى القصير.
في هذا السياق، تقول ديبورا إلمز، رئيسة قسم السياسة التجارية في "مؤسسة هينريتش" إنه من غير الواضح ما يعنيه الحكم للمستوردين الذين دفعوا بالفعل رسومًا جمركية أو لديهم بضائع في الطريق قد تخضع للرسوم عند وصولها في الأيام المقبلة.