فرنسا – أعلنت الوكالة الدولية للطاقة أنها لا تتوقع استئناف توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا في عام 2025.

وأشارت الوكالة في تقرير لها، مساء الثلاثاء، إلى أن “توريدات الغاز الروسي عبر أوكرانيا توقفت يوم 1 يناير عام 2025، والتوقعات الحالية لا تفترض استئنافها”.

وتابعت أن “هذا سيؤدي إلى تقليص توريدات الغاز الروسي عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي بمقدار 13 مليار متر مكعب مقارنة بعام 2024”.

وأضافت أن وقف نقل الغاز بشكل عام سيؤدي إلى استغناء أوروبا عن 15 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، لكن ذلك لا يمثل خطرا على أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي، حسب التقرير.

وأكدت أن وقف نقل الغاز عبر أوكرانيا وسحب الغاز من المستودعات بوتائر عالية سيؤديان إلى زيادة استيراد أوروبا للغاز الطبيعي المسال في عام 2025.

 

المصدر: تاس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: توریدات الغاز الروسی

إقرأ أيضاً:

مونيكا وليم تكتب: انعكاسات التقدم الروسي في أوكرانيا على فرص التسوية

تُظهر التطورات الميدانية الأخيرة في أوكرانيا، ولا سيما إعلان روسيا إحكام سيطرتها على مدينة باكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية، أن الحرب دخلت مرحلة جديدة تتجاوز إطار العمليات العسكرية التقليدية لتلامس عمق الحسابات السياسية والتفاوضية بين موسكو وكييف، وبين الولايات المتحدة وروسيا. فالمدينة التي كانت تمثل خط دفاع متقدماً عن إقليم دونيتسك، تحوّلت اليوم إلى ورقة ضغط إضافية في يد الكرملين، بما يسمح له بإعادة تشكيل ميزان القوى على الأرض قبل الانخراط في أي مسار سلام محتمل. ويبدو أن القيادة الروسية تدرك تماماً أن امتلاك المكاسب الميدانية يمنحها قدرة أكبر على رفع سقف مطالبها، وهو ما يفسر عدم إبداء الرئيس فلاديمير بوتين أي مرونة بعد محادثاته الأولية مع المسؤولين الأمريكيين.

في هذا السياق، يعكس تكليف بوتين للجيش الروسي بالاستعداد لعمليات الشتاء استمرار الرهان على الضغط العسكري لتحقيق مكاسب تفاوضية، إذ يدرك الكرملين أن قدرة أوكرانيا على الصمود تتراجع بفعل نقص الذخيرة والجنود، فضلاً عن حالة عدم اليقين التي تحيط بالمساعدات الغربية على المدى المتوسط. ومن الواضح أن موسكو تسعى إلى استثمار اللحظة الحالية لتعزيز موقفها على الأرض، بما يفرض شروطاً مشددة في أي طاولة مفاوضات مستقبلية، خصوصاً في ظل تصاعد الحديث الغربي عن ضرورة إيجاد “نافذة” للحل السياسي خلال العام المقبل.

على الجانب الآخر، تواصل أوكرانيا إظهار قدرة على منع انهيار خطوطها الدفاعية رغم الخسائر الميدانية، وتحاول من خلال ذلك إرسال رسالة مفادها أن أي تنازلات تُفرض عليها بالقوة لن تكون مقبولة.

 ومع ذلك، تظل الضغوط المتزايدة الواقعة على كييف عاملاً مهماً في تحديد خياراتها التفاوضية، لا سيما بعدما باتت تعتمد بصورة غير مسبوقة على الإسناد العسكري الغربي الذي لا يمكن اعتباره مضموناً في ظل التغيرات السياسية داخل الولايات المتحدة وأوروبا. إن حالة عدم اليقين هذه تمثل في حد ذاتها ورقة ضغط روسية قوية، لأنها تمنح موسكو إمكانية المراهنة على تراجع الدعم تدريجياً مع مرور الوقت.

من جهة واشنطن، تشير اللقاءات التي عقدها المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مع الجانب الأوكراني، ووُصفت بأنها “بناءة”، إلى أن الإدارة الأمريكية لا تزال تتمسك بهدف منع تحقيق نصر روسي حاسم، ولكنها في الوقت ذاته تدرك أن استمرار الحرب بهذا الشكل يستهلك قدرات أوكرانيا بوتيرة أسرع مما يتوقعه بعض الحلفاء الغربيين. وتواجه واشنطن معضلة دقيقة: فهي تسعى إلى دفع أوكرانيا نحو تسوية تحفظ وحدة الدولة وتمنع روسيا من فرض شروط مذلة، لكنها تواجه حقيقة أن موازين القوى الحالية تمنح موسكو مساحة أوسع للمناورة السياسية والتفاوضية.

وعلى الرغم من أن إدارة ترامب في حال اتخاذها خطوات ملموسة لإنهاء الحرب قد تسعى إلى طرح خطة سلام تعتمد على الضغط على كييف لتقديم تنازلات معينة مقابل وقف إطلاق النار، إلا أن التقدم الروسي على الأرض يعقّد هذه المساعي. فكل انتصار ميداني تحققه موسكو يرفع سقف توقعاتها، ويجعل أي خطة سلام تتجاهل هذه المكاسب غير مقبولة من الجانب الروسي. وبذلك قد يجد ترامب نفسه أمام معادلة صعبة: إما الضغط على كييف للقبول بشروط غير مريحة، أو مواجهة احتمال استمرار الحرب مع ما يحمله ذلك من أعباء سياسية واقتصادية داخلية على الولايات المتحدة وحلفائها.

وتشير المؤشرات الحالية إلى أن روسيا تتحرك وفق استراتيجية واضحة قوامها تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب قبل الدخول في أي مفاوضات، وهو ما يعني أن الحديث عن وقف قريب لإطلاق النار يظل سابقاً لأوانه. وفي الوقت ذاته، لا تمتلك أوكرانيا رفاهية التراجع أو تقديم تنازلات جذرية في ظل استمرار تهديدات موسكو بإمكانية تحقيق “انهيار عسكري” إذا لم تُستكمل المساعدات الغربية. وهنا يتجلى البعد الجيوسياسي للصراع، إذ لم تعد الحرب تُدار فقط بمعايير ميدانية، بل باتت ترتبط بتوازنات القوى الدولية وبشكل النظام العالمي في مرحلة ما بعد حرب أوكرانيا.

وبناءً على ذلك، يمكن القول إن واقع الحرب الحالي لا يمهّد لتسوية قريبة بقدر ما يمهد لصراع تفاوضي طويل تُستخدم فيه المكاسب العسكرية كورقة ضغط رئيسية. وفي ظل استمرار التقدم الروسي، وتزايد الضغوط على أوكرانيا، وبطء المساعدات الغربية، يصبح من الصعب على أي مبادرة سلام سواء كانت أمريكية أو أوروبية تحقيق اختراق ملموس ما لم تتغير معادلة القوة على الأرض أو يظهر تحول كبير في حسابات أحد أطراف النزاع. وفي هذه المرحلة بالذات، يبدو أن روسيا تعتبر أن الزمن يعمل لصالحها، بينما تحاول أوكرانيا الصمود إلى حين التوصل لوساطة تضمن لها الحد الأدنى من شروط الأمن والسيادة.

بهذا المعنى، فإن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا تؤثر فقط في فرص السلام، بل تعيد صياغة حدود الممكن دبلوماسياً، وتؤكد أن أي خطة سلام ناجحة تحتاج إلى معالجة توازنات القوى الفعلية، لا مجرد الأمنيات السياسية.

طباعة شارك أوكرانيا روسيا مدينة باكروفسك

مقالات مشابهة

  • مسؤول إيراني: اتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية لا يصلح لمرحلة ما بعد الحرب
  • اتفاق هنغاري – تركي لاستمرار عبور الغاز الروسي
  • تركيا والمجر تحصّنان طريق الغاز الروسي
  • الجزائر تُوقع بيانا مشتركا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • الجيش الروسي يُسيطر على بلدتين جديدتين شرق وجنوب أوكرانيا
  • اليونان تتحرك لتعويض نقص الغاز الروسي عبر اتفاقات جديدة لاستيراد الغاز الأمريكي
  • عاجل- الاحتلال يقتحم مقر "أونروا" في الشيخ جراح ويصادر هواتف الحراس وسط تصعيد ضد الوكالة الدولية
  • هل يسرّع الغاز الأميركي وتيرة تحول تركيا لمركز إقليمي للطاقة؟
  • مونيكا وليم تكتب: انعكاسات التقدم الروسي في أوكرانيا على فرص التسوية
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطالب بأعمال إصلاح في تشرنوبل