المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب تكشف شهادات مروعة من السجون التونسية
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
رفعت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب فرع تونس، شكاية، إلى لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب في جنيف، ضد الدولة التونسية، وذلك على خلفية ما وصفته بـ"عدم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها في التحقيق مع مرتكبي جرائم التعذيب وسوء المعاملة وتتبعهم قضائيا والتعويض للضحايا".
وبحسب المنظمة فإنّ حوالي مائتي ملف محال على 13 دائرة قضائية مختصة، فيما لم يتم بعد الفصل في أي من هذه الملفات، التي أحالتها "هيئة الحقيقة والكرامة" (هيئة مستقلة) على القضاء، بعد أن أوكلت لها مهمة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في تونس بين عامي 1955 و2013.
واعتبرت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، أن: "تأجيل الجلسات القضائية على امتداد السنوات الفارطة ممنهجا، الهدف منه عدم استصدار أحكام قضائية لفائدة ضحايا التعذيب في تونس فضلا عن تعمد مرتكبي الانتهاكات الغياب عن الجلسات وهو ما يعد ضربا لمسار العدالة الانتقالية القائمة أساسا على كشف الحقيقة والمحاسبة".
شاهد لمراحل التعذيب
وفي شهادته لموقع "الحرة" روى رشاد جعيدان، أحد الستة المتقدمين بشكاية ضد الدولة التونسية لدى لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب في جنيف، وهو سجين سياسي سابق تعرض للتعذيب وسوء المعاملة عند إيقافه سنة 1993 وكذلك عدة مرات خلال فترة سجنه حتى إطلاق سراحه سنة 2006.
وتحدث جعيدان عن مراحل التعذيب التي تعرض لها خلال فترة التسعينات بالقول: تعرضت إلى شتى أنواع التعذيب عند اعتقالي في 1993، من ذلك الصعق بالكهرباء وقلع الأظافر والكي بالسجائر ووضع العصي في أماكن حساسة من جسمي، كان مشهدا سرياليا مهينا لم تراع فيه حرمة الجسد والذات البشرية".
وأضاف أنه على الرغم من مرور أكثر من 6 سنوات على إيداع ملفه لدى القضاء إلا أنه مازال يترقب مآلاته، مردفا: "العدالة الانتقالية في تونس في حالة إنعاش والضحايا لم ينصفهم القضاء، الأمر الذي اضطرني إلى اللجوء إلى لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب".
كذلك، أكد رضا بركاتي أن شقيقه نبيل بركاتي توفي تحت التعذيب في مركز أمن تابع لمحافظة سليانة بالشمال الغربي لتونس في 8 آيار/ مايو 1987 عقب اعتقاله في نيسان/ أبريل من نفس السنة.
وأشار بركاتي إلى أن ملف شقيقه تتابعه الدوائر القضائية المختصة في العدالة الانتقالية منذ تموز/ يوليو 2018 ورغم انعقاد 22 جلسة قضائية في الغرض إلا أنه لم يصدر بعد أي حكم قضائي.
الشكوى ضد الدولة
أوضحت المستشارة القانونية للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، إيناس لملوم، أن: "الشكوى ضد الدولة التونسية تتعلق بانتهاكها لحق رد الاعتبار لستّة من ضحايا التعذيب وسوء المعاملة في فترة الثمانينات والتسعينات".
وأبرزت لملوم، في حديثها لعدد من المواقع الإعلامية، أنّ: "منهم من توفّي إثر التعذيب فيما يزال آخرون على قيد الحياة"، مردفة: "منذ انبعاث الدوائر القضائية المتخصصة في العدالة الانتقالية في 2018، ما يزال ضحايا التعذيب ينتظرون صدور أحكام تنصفهم وتنصف عائلاتهم".
وتابعت: "رغم مرور أكثر من 6 سنوات على انتصاب هذه الدوائر ورغم تسجيل تقدم في بعض الملفات إلاّ أن عدم إصدار أحكام قضائية يعني عدم حصول العدالة المرجوة"، فيما أشارت إلى أن: "سبب عدم البتّ في ملفات الضحايا قد يتعلّق بصعوبات تواجهها الدوائر الجنائية، أهمها حركة نقل القضاة وعدم اكتمال تركيبة هذه الدوائر بسبب عدم تلقي القضاة لتكوين خاص في العدالة الانتقالية وفق ما يقتضيه القانون".
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التونسي، قيس سعيد، قد سبق له أن أرسى خلال عام 2022 "مؤسسة فداء" بهدف الإحاطة بضحايا الاعتداءات الإرهابية من العسكريين وأعوان قوات الأمن الداخلي والديوانة وبأولي الحق من شهداء الثورة وجرحاها، وذلك في خطوة وصفها الحقوقيون بـ"سعي إلى تجاهل ملف العدالة الانتقالية في البلاد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات تونس تونس مناهضة التعذيب السجون التونسية المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدالة الانتقالیة التعذیب فی ضد الدولة
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية تُحذّر: النظام الصحي في غزة على شفا الانهيار
حذرت منظمة الصحة العالمية من "انهيار وشيك" للنظام الصحي في قطاع غزة ، في ظل العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وقالت المنظمة في بيان، اليوم الجمعة، إن استمرار العمليات العسكرية يهدد نظامًا صحيًا منهكًا، مع تفاقم أزمة النزوح الحاد ونقص الغذاء والمياه والوقود والإمدادات الطبية، مؤكدة أن 19 من أصل 36 مستشفى فقط لا تزال عاملة، ومعظمها يقدم خدمات طوارئ محدودة وسط نقص حاد في الكوادر والمعدات.
وأشارت المنظمة إلى أن أربعة مستشفيات رئيسية، بينها "كمال عدوان" و"العودة" و"غزة الأوروبي"، خرجت عن الخدمة خلال الأسبوع الماضي، بسبب القصف أو وقوعها في مناطق الإخلاء، مؤكدة أن 94% من مستشفيات القطاع تضررت أو دُمّرت.
وسجّلت المنظمة 697 هجومًا على الرعاية الصحية منذ أكتوبر 2023، معتبرة أن استهداف المستشفيات "منهجي"، إذ تتعرض للهجمات مباشرة بعد إعادة تأهيلها وتزويدها بالإمدادات.
وشددت على أن مستشفى العودة في شمال غزة، بات يعمل فقط كنقطة إسعاف ميدانية، ويواجه خطر الإغلاق الكامل بعد تعرضه للقصف المتكرر، فيما مُنعت بعثات المنظمة من الوصول إليه.
وفي الجنوب، تعاني مستشفيات "ناصر"، و"الأمل"، و"شهداء الأقصى" من ضغط هائل بسبب موجات النزوح وارتفاع الإصابات، فيما لا يزال مستشفى غزة الأوروبي متوقفًا عن العمل بعد قصفه في 13 أيار/مايو، ما أدى إلى تعليق خدمات حيوية غير متوفرة في أي مكان آخر بالقطاع.
وأوضحت المنظمة أن عدد الأسرّة المتوفرة حاليًا لا يتجاوز 2000 سرير مقابل أكثر من مليوني نسمة، محذّرة من فقدان مئات الأسرّة الإضافية إذا استمرت الهجمات في مناطق الإخلاء.
وجددت منظمة الصحة العالمية دعوتها إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان حماية المرافق الصحية والعاملين فيها، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق عبر جميع الطرق الممكنة.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية مستشفى العودة بغزة يطلق مناشدة عاجلة لإخماد النيران في مستودع الأدوية بالفيديو: مجزرة يرتكبها الاحتلال بحق عائلة في عبسان الجديدة شرق خان يونس محدث: شهداء وإصابات في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة الأكثر قراءة ترمب: أمور جيدة كثيرة ستحدث بشأن غزة خلال الشهر المقبل الشاباك: اعتقال فتى إسرائيلي نفّذ مهامًا لصالح إيران مقابل المال صحيفة تنشر مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة حماس: 250 شهيدا بغزة جراء سياسة "الأرض المحروقة" الإسرائيلية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025